خاص بآفاق البيئة والتنمية

مؤتمر بيت ساحور حول التنوع الحيوي في فلسطين
اختتم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) في فلسطين، المؤتمر الدولي "العدالة البيئية لفلسطين".
وعُقد المؤتمر في أريحا في العاشر والحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، برعاية وحضور المطران د. سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وبمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية ودولية، منهم د. حسين حمايل محافظ أريحا والأغوار، ونسرين التميمي ممثل رئيسة سلطة جودة البيئة، والمستشار القانوني مراد المدني، وسيمون عوض المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" ورئيس اللجنة الوطنية لـ IUCN في فلسطين، ونشطاء بيئيون عبر منصة ZOOM من عدة دول.
مسح شامل
ودعا المؤتمر في بيانه الختامي إلى إطلاق خطة وطنية بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين لتنفيذ مسح شامل للأضرار الناجمة عن العدوان على غزة، وإعداد خطة لتأهيل الموائل والبيئات المتضررة لإعادة الإعمار والتعافي البيئي.
وحثَّ على توظيف الأديان في التوعية البيئية، وكشف عن الإبادة والانتهاكات والتدمير الذي يطال البيئة الفلسطينية وتنوعها الحيوي.
وشدد المؤتمرون على أهمية الإسراع في إقرار مسودة قرار بقانون لتعديل قانون البيئة الفلسطينية رقم 7 لسنة 1999، ليكون أكثر عصرية؛ وقدرة على الاستجابة للتحديات التي تهدد البيئة الفلسطينية.
وشدّد البيان الختامي على تعزيز العلاقة والشراكة بين المنظومة البيئية التشريعية والقانونية وطنيًا وعربيًا ودوليًا، وتوحيد الجهود في ذلك.

الزميل فراس الطويل في مؤتمر التنوع الحيوي في فلسطين
أشجار الحياة
هذا، وأقرَّ المجتمعون الشروع في تنفيذ مبادرة المطران د. سني إبراهيم عازر، بغرس أشجار للحياة في محافظات الوطن بأسماء الأطفال الذين قضوا في العدوان على غزة، اعتبارًا من الموسم الحالي.
وطالبوا بتعزيز دور الشرطة البيئية وتطوير إمكاناتها، وبناء إستراتيجية وطنية لحصر الأضرار، بجوار توظيف الذكاء الاصطناعي في قضايا البيئة وما يقع في حقها من إبادة وتهديد وتخريب.
ودعا البيان إلى تطوير الإعلام البيئي وتعزيز مهارات التوثيق، وتأسيس معهد وطني لتوثيق آثار الحرب والعدوان، ورصدها ومتابعتها في المحافل القانونية الدولية.
وركزَّ على أهمية إنشاء قاعدة بيانات وطنية ترصد آثار الحروب على التنوع الحيوي والبيئة، وفق أصول مهنية وقانونية.
وشدَّد البيان على أهمية تأهيل فِرق خاصة للتعامل مع الركام الهائل في قطاع غزة، وفق أسس مهنية وقانونية وشرعية تراعي الضوابط الدينية والحقوق الاجتماعية والإنسانية.
وقال سيمون عوض المدير التنفيذي للمركز، وعضو اللجنة الوطنية لـ IUCN في فلسطين، إن مخرجات المؤتمر ستكون جزءًا من رؤية وطنية، بحيث تُقدّم لــ "لاتحاد الدولي لصون الطبيعة" لترجمتها إلى عمل يساهم في بناء برنامج وطني لإعادة الإعمار والتعافي، وترميم المنظومة البيئية في قطاع غزة.

المؤتمر الدولي (العدالة البيئية لفلسطين) الذي عقد في أريحا
تحديات وفرص
كما أنهى المركز بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، مؤتمر "التنوع الحيوي في فلسطين: التحديات والأولويات والفرص"، الذي عُقد في بيت ساحور، في 30 و31 ديسمبر/ كانون الأول.
وخلُص المؤتمر إلى تبنّي خطة عمل لحماية التنوع الحيوي والتعريف به، سيساهم فيها ممثلو المؤسسات التربوية والجامعات والأطر الرسمية والأهلية التي شاركت في المؤتمر.

مؤتمر العدالة البيئية لفلسطين
يوم للتطوع
ودعا المجتمعون مجلس الوزراء لاعتماد مبادرة راعي المؤتمر المطران د. سني إبراهيم عازر، وبموجبها إعلان 30 كانون الأول من كل عام يومًا للتطوع الفلسطيني، يكرّس لفعاليات خاصة بالتنوع الحيوي والحفاظ عليه وتعزيز الوعي به، وإعادة الروح الغائبة للعمل التطوعي، وإشراك المجتمع المحلي في جهود صون المحميات الطبيعية والمحافظة عليها، والتعريف بها.
وتبنّى المؤتمر خطة عمل ستنفذّها المؤسسات المشاركة في عام 2025، في مستهلّها حملات غرس أشجار أصيلة تخلّد أطفال غزة الشهداء، ستنطلق بالتزامن مع "يوم الشجرة"، وهي المبادرة التي أعلنها المطران عازر في مؤتمر "العدالة البيئية لفلسطين".
وتضمنّت الخطة إحياء يوم البيئة الفلسطيني بأنشطة تبث الوعي بالتنوع الحيوي، وتتطوع لتنظيف المحميات الطبيعية والحقول وحواف الطرق من النفايات العشوائية، إلى جانب دَور خُطب الجُمعة ومواعظ الأحد في المساهمة في حماية التنوع الحيوي، وتنفيذ مخرجات جلسة الحوار الديني المنعقدة في رام الله، نهاية كانون الأول 2024.
وأطلق المؤتمر نداءً للباحثين وطلبة الجامعات والمدارس للانخراط في البحث العلمي، واستكشاف فلسطين بجمالها وتنوعها الزاخر، وتسجيل أنواع جديدة تسهم في بناء قائمة موحدة للكائنات الحية في فلسطين.
ودعا المشاركون إلى توحيد الجهود وصولًا إلى تنفيذ مسح شامل للتنوع الحيوي، يراعي ترميم ما دُمَّر من موائل بيئية ومحميات في غزة، وليس ببعيد عما يحدث في الضفة الغربية من عدوان على المحميات الطبيعية.

مؤتمر التنوع الحيوي في فلسطين الذي عقد في بيت ساحور
وثيقة حماية
ومن جهة أخرى، تبنّى المؤتمر وثيقة لحماية التنوع الحيوي تشمل تعهدات مؤسساتية بحثية وتربوية وقانونية ورسمية وشبابية وإعلامية، من المقرر أن تُعمّم وتُوقّع في يوم البيئة الوطني في الخامس من مارس/ آذار المقبل، فضلاً عن إطلاق مدونة بيئية لترويج المبادرات ودعمها.
كما أسّس المشاركون مجموعة نقاش للتواصل مع وزارة التربية والتعليم العالي لإعادة النظر في إلغاء منهاج "علوم الصحة والبيئة"، وتعزيز حضور التنوع الحيوي في المناهج الدراسية.
وحثّوا على الإسراع في تنفيذ مسح شامل لآثار العدوان على غزة والتعدي على المحميات الطبيعة، وإعادة تأهيلها بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وعلاوة على ذلك، بذل الجهود لتكثير وتأهيل وحماية الأصناف الأصيلة والمهددة بالانقراض، وتشجيع المكافحة الحيوية للآفات، والعمل على إطلاق قوائم حمراء للتدخل وحماية الأنواع والبيئات المهددة بالانقراض، وحماية النحل والتوعية بأهميته.
ووجّه المؤتمر دعوة لوزارة الزراعة لتكثير قاعدة الأصناف الأصيلة من الأشجار التي توزعها الوزارة، في حملات تخضير فلسطين، وتوزيع بذور نباتات وأشجار أصيلة على المشاركين في المسارات البيئية وزراعتها ومتابعة ريها التكميلي.
وأطلق المشاركون دعوة لإيجاد آليات لتنفيذ قانون البيئة وتعديلاته المرتقبة، وإعلان شرطة بيئية منفصلة عن السياحة والآثار.
جدير بالذكر أن الزميل الصحفي فراس الطويل عرضَ في المؤتمر تجربة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" ودورها في إجراء تحقيقات ومتابعات إعلامية لمناقشة هموم التنوع الحيوي، ومحاولة وقف التعديات التي تلاحقه.