استطلاع للرأي: غالبية تعتقد بأن الحرائق الضخمة في غابات الأمازون متعمدة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في أيلول الماضي، بأن 72.5% من المستطلعة آرائهم يعتقدون بأن سبب الحرائق الضخمة المدمرة التي اندلعت مؤخرا في غابات الأمازون متعمد وبفعل فاعل. وفي المقابل، 17.5% يعتقدون بأن سببها التغير المناخي والجفاف؛ بينما 10% لا يعرفون سبب اندلاع تلك الحرائق.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 240 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن غالبية المستطلعة آرائهم (72.5%) لديهم وعي بحقيقة الأطراف المتسببة في حرق وتدمير مساحات واسعة من غابات الأمازون.
وقد برز هذا الوعي لدى فئة الناشطين البيئيين الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 52، إذ أن 90% منهم يعتقدون بأن سبب الحرائق المدمرة في غابات الأمازون متعمد وبفعل فاعل، بينما أجاب نحو 8% (من فئة الناشطين البيئيين) بأن سببها التغير المناخي والجفاف؛ في حين أجاب شخص واحد بأنه لا يعرف السبب.
في المقابل، يعتقد 66% من الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 81 بأن سبب الحرائق متعمد وبفعل فاعل، بينما يعتقد 28% من الطلاب بأن سببها التغير المناخي والجفاف و6% أجابوا بأنهم لا يعرفون السبب.
أما فئة القطاع الحكومي المستطلعة وعددها 36 فتوزعت إجاباتها كما يلي: 64% يعتقدون بأن سبب الحرائق المدمرة في غابات الأمازون متعمد وبفعل فاعل، 17% قالوا بأن سببها التغير المناخي والجفاف، و19% أجابوا بأنهم لا يعرفون السبب.
وكما في حال الناشطين البيئيين والتنمويين، فإن غالبية الصحافيين (92%) الذين تفاعلوا مع الاستطلاع (وعددهم 27) أكدوا بأن سبب الحرائق المدمرة في غابات الأمازون متعمد وبفعل فاعل، بينما توزعت النسبة المتبقية بالتساوي بين من يعتقدون بأن سببها التغير المناخي والجفاف (4%) ومن لا يعرفون السبب (4%).
نتائج هذا الاستطلاع تتوافق إلى حد ما مع ما ذهب إليه المقال التحليلي المنشور في عدد آفاق الحالي (أكتوبر 2019) بعنوان: "تصفية النشطاء الاجتماعيين والبيئيين لماذا؟"، والذي ناقش جوهر أزمة الأمازون والمتمثلة أساسا في أن العصابات والمافيات والبلطجية هي المسيطرة الفعلية على مساحات واسعة في منطقة الأمازون، وهي تعمل لصالح جهات حكومية وأصحاب مصالح كبار وشركات زراعية ضخمة تمارس الاجتثاث المكثف لأشجار الأمازون؛ بل لا تتورع تلك العصابات والجهات عن ملاحقة وإرهاب وقتل عشرات الناشطين البيئيين سنويا في البرازيل، لتهميش وإخراس أصواتهم الكاشفة للفساد والجرائم والمدافعة عن السكان الأصليين في مناطق الغابات.