أخذ الأربعيني صخر عزت على عاتقه القيام بحملة توعية بيئية على مواقع التواصل الاجتماعي أطلق عليها "بادر فأنت قادر" من خلال تصوير فيديوهات يعرض فيها سلوكيات بيئية خاطئة للمواطنين، إضافة إلى تسليط الضوء على تقصير البلديات في المحافظة على البيئة. بدأ عزت يوجه رسائل بيئية عديدة من خلال ما يصوره وينشره وينتقده، من أجل الوصول إلى التغيير في سلوك المواطنين وإحراج البلديات. يتلقى عزت العديد من التهديدات باللجوء للقضاء، بسبب ما ينشر من فيديوهات ناقدة عن سلوك الاشخاص والبلديات، ولا يزيده ذلك إلا إصراراً على المتابعة بحملته وفضح كل من هو مقصر بعمله.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
|
الناشط البيئي صخر عزت |
عيشه في العاصمة النرويجية "أوسلو" لم يعنِ له أن بلده غير مهمة، بل العكس تماماً، حيث أراد نقل الثقافة من هناك إلى هنا. وصراعه مع البلدية بدأ منذ أربع سنوات واستمر رغم التهديدات، والهدف الوصول إلى ثقافة بيئية وقبول الآخر.
منذ أكثر من ثمانية أشهر أخذ الأربعيني صخر عزت على عاتقه القيام بحملة توعية بيئية على مواقع التواصل الاجتماعي أطلق عليها "بادر فأنت قادر" من خلال تصوير فيديوهات يعرض فيها سلوكيات بيئية خاطئة للمواطنين، إضافة إلى تسليط الضوء على تقصير البلديات في المحافظة على البيئة.
بدأ عزت يوجه رسائل بيئية عديدة من خلال ما يصوره وينشره وينتقده، من أجل الوصول إلى التغيير في سلوك المواطنين وإحراج البلديات.
وسعى إلى إبراز ظاهرة النفايات الصلبة المنتشرة في البلد من أجل خلق رأي عام عند المجتمع والبلدية، ودفع الجميع كل في موقعه، للتغيير نحو الأفضل.
(يظهر الفيديو التالي المجاري وسط طريق حيوي، نشره عزت يوم 26/2/2019 وكتب عليه "والله صدقا انو هاد الحكي عيب ولا يجوز انو #المجاري في نص الطريق والنفايات وكمان الشارع مكسر ومحطم... وهذا الشارع أصلا حيوي يمر منو ناس وعالم .. الى متى هذا الاستهتار وعدم التجاوب.)
goo.gl/ty2rKy
عانى عزت كثيرا في البداية، يقول: "منذ أربع سنوات وأنا في صراع مع بلدية البيرة، أصور وأبرز ما هو موجود على أرض الواقع من انتهاكات بحق البيئة. كانت البداية صعبة وسهلة بذات الوقت".
وفق عزت، كانت البداية سهلة من حيث تصوير الفيديوهات وتوفر الامكانات والتنقل بسهولة، وصعبة لأن الحملة في بدايتها لم تلق من يهتم بما يصوره وينقله على مستوى البلديات والناس".
بالرغم من الإحباط إلا أن الإصرار كان الأساس، يقول عزت: "عدم التغيير من قبل البلدية كان يزعجني ويسبب الإحباط لي في بداية الحملة، ويشعرني ان ما اقوم به لا فائدة منه، لكن هذا الإحساس تغير وأصبح لدي المئات من المتابعين ممن يؤمنون بالحملة ويدعمونها، الأمر الذي أحرج البلدية".
أصبح الاهتمام بحملته أكبر، مؤخراً أعلنت بلدية البيرة عن خطة لتجميل المدينة تتكون من 100 يوم وبرنامج توعية للمجتمع، وأصحاب المحلات التجارية.
فيما يلي فيلم قصير لعزت بعنوان "غزل.. لك الحق في الحياة"
goo.gl/u3TtrB
النفايات المنتشرة في مختلف أنحاء مدينة البيرة
قصة الاغتراب وحب البيئة
بدايته كانت عندما درس في المرحلة الإعدادية بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مدينة رام الله، ثم ذهب إلى الكلية العصرية لإكمال دراسته الجامعية.
سافر عزت إلى أوسلو في النرويج لدراسة هندسة الديكور، لكن قبل ذلك عمل في مطعم يوناني، وبذات الوقت دخل في مدرسة داخلية اسمها الفيوم لتعلم اللغة، واستطاع الحصول على منحة دراسية بتخصص الديكور.
منذ 15 عاما فتح عزت مكتباً خاصاً بتصميم الديكور الداخلي، وبعد أربع سنوات بدأ العمل في مكتبه الخاص كشركة تعهدات.
النفايات في مدينة البيرة
القدوة الملهمة
أحب عزت البيئة والطبيعة، وأراد الحفاظ عليها، فقد نشأ في بيت يعشق الثقافة فوالده الراحل عزت الغزاوي كان دكتوراً في جامعة بيرزيت وشغل منصب رئيس اتحاد الكتاب ووكيلاً لوزارة الثقافة، عدا أن له مؤلفات تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية والنرويجية والإنجليزية، وما زالت موجودة حتى الان في المكاتب الأوروبية.
goo.gl/dLGYc6
ويعتبر عزت -الذي يعيش في أوسلو- والده رحمه الله، قدوته الأولى ومدرسته التي نهل منها الكثير وأثرت على شخصيته إيجابا.
عشق عزت الحرية والحياة البسيطة غير منقوصة الحقوق أو المعقدة، الأمر الذي زاد من اهتمامه بالحفاظ على البيئة في محيطه.
انعكست حياة عزت المحب للعدل والحرية بترك بصمة تنموية له ولو كانت بسيطة، لذلك يرى نفسه مناصرا للبيئة وليس فقط محافظا عليها.
goo.gl/WP3gYB
في النرويج
يرى هذا الثائر -كما بات نشطاء البيئة يلمسونه فيه بسبب اهتمامه الواضح بالبيئة- أن النرويجيين يحافظون على البيئة بشكل كبير ومن أبسط الأمور أنهم يفصلون نفاياتهم المنزلية من خلال ثلاث سلال في كل عمارة، كل واحدة منها لنوع معين من النفايات الصلبة (البلاستيك الورق والزجاج، النفايات العضوية)، وتعمل البلديات على مدار الـ24 ساعة متواصلة للإبقاء على البلد نظيفة.
الفيديو التالي يوضح إعادة تدوير الاطارات في النرويج
goo.gl/qsXajH
يكره عزت أن يكون إنساناً خالياً بلا رسالة حقيقية يحملها لخدمة مجتمعه، أو أن يكون العالم خالياً من الحب والحنان وحقوق الإنسان والحرية وإبداء الرأي، أو أن تكون الأرض ليس على طبيعتها.
تزوج عزت الحيفاوي الأصل من فلسطينية من مدينة البيرة، درست الترجمة في جامعة القدس المفتوحة برام الله، وأكملت دراستها معه في اوسلو.
في بلاد الغربة، حرص عزت على تدريس اللغة العربية لأولاده الثلاثة ملينا (14 عاما) ووليد (11 عاما) ومحمد (8 أعوام)، وهو مغترب منذ 21 عاما.
بادر فأنت قادر
ويأمل عزت من خلال حملته "بادر فأنت قادر" أن يحدث تغييراً حقيقياً على أرض الواقع، وينوي نشر المزيد من الفيديوهات بحيث يغطي كل أنحاء الضفة الغربية.
وبسبب تعلقه في وطنه الأم فلسطين، حرص عزت على زيارة بلده ثلاث مرات بالعام الواحد رغم مشقة السفر.
وكون عزت انطباعات ايجابية كثيرة عن البيئة في أوسلو "النرويجيون شعب راقٍ جدا يحافظ على البيئة كثيرا وتحرص النرويج في عام 2025 أن تتخلص من سياراتها وطائراتها التي تسير على البنزين والديزل واستبدالها بسيارات كهربائية 100%".
|
|
أحد التهديدات التي تلقاها الناشط البيئي صخر عزت |
محاولات تهديد وتشويه صورة الناشط البيئي صخر عزت |
رغم التهديدات مستمر
يتلقى عزت العديد من التهديدات باللجوء للقضاء، بسبب ما ينشر من فيديوهات ناقدة عن سلوك الاشخاص والبلديات، ولا يزيده ذلك إلا إصراراً على المتابعة بحملته وفضح كل من هو مقصر بعمله.
"أكثر فيديو تلقيت عليه التهديدات كان يتحدث عن أنحاء مليئة بالنفايات من بلدية البيرة، وقد كان بمثابة الانطلاق بالحملة".
يحاول عزت مرارا التحدث مع البلدية لكنها ترفض غضباً من فيديوهاته النقدية: "نحن نعاني من مشكلة عدم تقبل الرأي الآخر، وقد قاموا بسرقة حسابي على الفيس بوك الخاص بي من أجل منعي من النشر وإسكاتي".
(فيما يلي أول فيديو يسبب لصخر المشاكل مع بلدية البيرة حيث نشره وكتب عليه هذا واقع البيئة في البيرة) goo.gl/k15VmV