"بنات طمون" "يزرعن" الماء...
انطلق مشروع الزراعة الأحيومائية، أو ما يعرف بـ "الأكوابونيك"، في مدرسة "بنات طمون"، في أعقاب تنفيذ الأخيرة بحثا تطبيقيا عالج الزحف العمراني على أراضي طمون؛ فتم استحداث حدائق منزلية لا تعتمد على التربة في البيوت التي لا حدائق لها. ويجمع هذا النمط من الحدائق بين تربية الأسماك، والحصول على خضروات وأعشاب طبية طازجة.
|
خاص بآفاق البيئة والتنمية
|
الزراعة المائية في مدرسة بنات طمون |
تحلقت معلمات وطالبات" طمون الثانوية" في ركن مستحدث داخل مدرستهن، ورحن يراقبن مشروعهن في الزراعة الأحيومائية.
وبدا على وجه المعلمتين نعيمة بني عودة، ونوال أبو حسان، وطالباتهن آية محمد، وعلا طوباسي، ودنيا حسن المشرفات على المشروع، التفاعل والسعادة.
وقالت بني عودة، وهي معلمة كيمياء: انطلق مشروع الزراعة الأحيومائية، أو ما يعرف بـ "الأكوابونيك"، في أعقاب تنفيذنا بحثاً تطبيقياً عالج الزحف العمراني على أراضي طمون، واقترحنا استحداث حدائق منزلية لا تعتمد على التربة، في البيوت التي لا حدائق لها.
وتواصلت المدرسة مع المهندسين في وزارة الزراعة أنغام بني عودة، وسالم بشارات، لاستحداث نمط جديد من الحدائق، يجمع بين تربية الأسماك، والحصول على خضروات وأعشاب طبية طازجة، وساعدت بلدية طمون في إطلاق الفكرة، فيما أرشد مهندسو "الزراعة" المعلمات لمتابعتها.
ووفق أبو حسّان، معلمة التربية المهنية، فقد انطلق مشروع الجمع بين تربية الأسماك، وزراعة النعناع، والخس، والفراولة، والقرنقل والكرنب في نيسان 2018.
وقالت إن مديرة المدرسة السابقة أنعام بشارات، والطالبات كن يحضرن بعد الدوام، ويتابعن المشروع، وكن ينتظرن نتائجه بشوق.
تداخل تربية الأسماك مع الزراعة في مدرسة بنات طمون
أسماك ونباتات
وزادت المعلمتان بني عودة وأبو حسان: ربينا الأسماك في حوض مغلق، يجري تنظيفه بشكل آلي، وتذهب الفضلات إلى حوضين مجاورين، وتعمل الحجارة البركانية الموضوعة على تحويل الأمونيا الضارة بالسمك إلى نترات للمزروعات، كسماد عضوي، بواسطة البكتيريا.
وبحسب بني عودة وأبو حسّان، فإن دعامة مشروع زراعة الاحيومائية (الأكوابوني أو الأكوابونيك( هي تربية الأحياء المائية والزراعة المائية معًا. ويضم ثلاث مجموعات من الكائنات الحية: الأسماك، والنباتات، والبكتيريا.
وتابعتا: "المفاهيم النظرية لهذه الزراعة دورة النيتروجين، ودور البكتيريا، ومفهوم الموازنة داخل وحدة الزراعة، ومراعاة جودة المياه واختبارها ومصادر الزراعة الاحيومائية."
وأضافتنا أن الأساليب الأساسية لأنظمة الزراعة هذه، تتكون من سرير الوسائط، وتقنية المغذيات، واستزراع المياه العميقة، وتشمل الظروف المثالية للنباتات الشائعة المزروعة، والسيطرة الكيميائية والبيولوجية على الآفات، وتتبع أمراض الأسماك الشائعة والأعراض ذات الصلة، وأدوات لحساب الأمونيا المنتجة، ووسائل الترشيح الحيوي المطلوبة لكمية معينة من أعلاف الأسماك، وإنتاج أعلاف الأسماك.
طالبات مدرسة بنات طمون في مزرعة بيت قاد بمركز معا
مياه وكيماويات
وقالت نعيمة بشارات: "حولنا هذا النمط الزراعي العلمي إلى واقع، وبدأنا أولى الخطوات في زراعة مستدامة، تجد حلًا لندرة المياه، وتدعم الأسر الفقيرة والنساء لتأسيس مشاريع مدرة للدخل، والأهم نتجنب استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية، وسننظم للمؤسسات النسوية زيارات للمشروع؛ كي يستفدن منه، ونشجعهن على تطبيقه في منازلهن."
وأشارت إلى أن الفاقد في المياه 0,9% فقط، وهذا حل لمواجهة شح المياه، ولا نحتاج لحيز كبير من الأرض، وهو مشروع تعليمي.
وقالت أبو حسّان إنهن حصلن على ورقيات طازجة ونظيفة من الكيماويات، وبعن أسماك الزينة، ويفكرن في المستقبل في تربية أسماك المشط، وتوسيع المشروع، ونقلن للطالبات مفاهيم علمية عديدة في الأحياء، والكيماء، والاقتصاد المنزلي، والبيئة.
وتبعًا لإدارة المدرسة، فقد زار فريق المشروع مزرعة بيت قاد العضوية، التابعة لمركز العمل التنموي / معاً، واستمع إلى شرح عن تجربتها، وشاهد نماذج الزراعة المائية، وطرق تربية الأسماك، ونقل من المزرعة قطعًا بلاستيكية صغيرة لتشجيع نمو البكتريا، التي تحتاج إلى وسط لنموها، بدل الحجارة البركانية التي نستعملها، مثلما شاهدن تجارب مركز "معًا" في زراعة النباتات المعلقة، والزراعة البيئية، كما تعلمن طرق المكافحة العضوية للآفات، وطبقنها بشكل عملي.
معلمات مدرسة بنات طمون يراقبن الزراعة المائية في مدرستهن
حلول ووفرة
وقالت الطالبة دنيا حسن إنها بدأت في المشروع هذا العام، وحصلت على معلومات جديدة لطرق العناية بالمزروعات والأسماك، وتعرفت على أهمية البحث عن حلول للمشاكل التي تواجهها في المزرعة.
وأفادت زميلتها آية محمد بما تعلمته من التواصل مع الطبيعة، وتخصصها في تربية الأسماك، وحين كانت تجد أسماكًا نافقةً في الأحواض، كانت تبحث عن الأسباب كي تجد حلاً.
ورأت علا طوباسي، أن المشروع البسيط، يحفزنا على امتلاك فرصة للمستقبل لإنشاء مشاريع مماثلة لا تحتاج إلى مساحات، وهي صديقة للبيئة.
وأفادت مديرة المدرسة نائلة مدارسي، أن المتر المكعب الواحد المخصص لتربية الأسماك بالطريقة الجديدة، بوسعه أن ينتج 25 كيلو غرامًا من السمك، وهي كمية كبيرة.
وأضافت: نبيع أسماك الزينة، وأنتجنا نحو 400 في وقت قياسي، ونعلم طالباتنا أفكاراً للريادة، ونساهم في البحث عن حلول لشح المياه، ونهتم بالزراعة الخالية من الكيماويات، وسنوسع نطاق الزراعة المائية مدخل المدرسة.