الشباب والقطاع الزراعي الفلسطيني
إتحاد لجان العمل الزراعي

تُعدّ البطالة بين الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة من أعلى معدلات البطالة في العالم إذ تمثّل 50% من مجمل معدلات البطالة وتكون أعلى بين الإناث[1]. هذا وسجّلت البطالة عند الشباب في الوطن العربي في الآونة الأخيرة أعلى المستويات. فقد شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة على سبيل المثال أعلى زيادة فيها بين الشباب من 22 ٪ في العام 2000 إلى 41.2٪ في العام 2008.
وتشير الإحصاءات الفلسطينية 2016 أن حوالي 40% من الشباب ملتحقون بالتعليم، وان نسبة 41% منهم نشيطون اقتصاديا. وبلغ معدل البطالة بين خريجي الشباب حوالي 51% خلال الربع الأول عام 2016. وتشير البيانات أن حوالي خُمس الشباب لديهم الرغبة في الهجرة الدائمة للخارج، في حين 60% منهم يفكرون بالهجرة المؤقتة[2].
وعلى المستوى الزراعي الفلسطيني، فقد تبين بأن هذا القطاع يفتقد بشكل ملحوظ لعنصر الشباب على الرغم من أهميته في تحريك بقية القطاعات الاقتصادية، حيث يعاني في تشغيله وادارته بشكل كبير من اختفاء هذه الفئة، وتراجع مستوى التعليم للعاملين، وكذلك الدخل، مقارنة مع مختلف الأنشطة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، ويعزى هذا كله لسيطرة الاحتلال على جميع الموارد من أرض ومياه وهما محور العملية الانتاجية الزراعية.
اهم الخصائص والمؤشرات المتعلقة بعنصر الشباب وعلاقاتهم بالقطاع الزراعي:
- تشير البيانات الى ارتفاع متوسط العمر للحائزين الزراعيين بسبب الإرث أو الشراء، وهذا ما يحدث عادة في الاعمار المتوسطة والكبيرة عدا عن أن الزراعة تعتبر نشاطاً غير مربح، الأمر الذي يقلل من فئة الشباب للعمل في هذا القطاع، كما لوحظ انخفاض متوسط اعمار المالكين للحيازات الحيوانية بسبب سهولة وقلة تكاليف اقتناء حيازة حيوانية[3].
- يساهم عنصر الشباب في العمالة الزراعية المؤقتة (غالبا ما تكون من أفراد الأسرة- غير مدفوعة الأجر) بحوالي 58% ، في حين أن مساهمة الشباب في العمالة الزراعية الدائمة تبلغ حوالي الثلث.
- ولتوضيح الأمر، تم الاستعانة بالبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني الخاصة بمنطقة طولكرم كمثال للمناطق الزراعية: تشير الإحصاءات بأن حوالي 3.4 % من الحائزين في طولكرم من جيل الفتية ( الشباب) اقل من 30 سنة[4].
- معدل الدخل الشهري بالشيكل للعاملين لحسابهم الخاص (الضفة الغربية 2016) في نشاط الزراعة والصيد والحراجة وصيد الأسماك يبلغ 1843 شيكل، وهو أقل معدل دخل بين مختلف الأنشطة مشكلاً ما نسبته 70% من متوسط الدخل الشهري لجميع الأنشطة.
- ما يقارب من ثلثي الحائزين الزراعيين مهنتهم الرئيسية ليست الزراعة ومثال على ذلك منطقة طولكرم، فقد بلغت نسبة هذه الفئة ما يقارب من 72% على الرغم من انها منطقة زراعية بالدرجة الاولى. وذلك بسبب تدني قيمة الانتاج الناتج عن الزراعة مقارنة ببقية الأنشطة، عدا عن إنخفاض مساحات الحيازات.
- العمالة الزراعية تتجه نحو الانكماش والتلاشي، إذ برز انخفاضٌ حادٌ بنسبة العاملين بالقطاع الزراعي للجنسين، فقد بلغت النسبة للذكور 12.6% عام 2006 وانخفضت الى 7.0 % عام 2016، وللإناث فقد كانت 38.6% عام 2007 وانخفضت إلى 9.0% عام 2016[5].
- للقطاع الزراعي دور كبير بالبطالة المقنعة: العمل الزراعي أقل كثافة واحتياج للوقت مقارنة مع بقية الأنشطة، إذ أن حوالي 34% من العاملين بالزراعة يعملون بمعدل اسبوعي من 1—14 ساعة وهي أعلى نسبة بين الأنشطة الأخرى، مقابل 5% فقط من العمالة الزراعية ممن يعمل أكثر من 35 ساعة عمل أسبوعياً.
- وتشير البيانات أن العاملين بالزراعة هم الأقل حظا في فرص التعليم، وفقط ما نسبته 1.9% من العاملين بالزراعة لديهم اكثر من 13 سنة تعليم.
ومن هنا، فلا بد من التوجه ومناشدة جميع الجهات المعنية في الأراضي الفلسطينية على:
- تشجيع فئة الشباب للاستثمار في القطاع الزراعي، وتفعيل دور وزارة الزراعة لتشجيع وتسهيل امتلاك الشباب للحيازات الزراعية وخاصة الحيوانية، واستخدام التطبيقات والتقنيات المناسبة.
- العمل على زيادة نسبة الحائزين ممن يمتهنون الزراعة كمهنة رئيسية من خلال منع تفتت الحيازات الزراعية بإيجاد قوانين وتشريعات تقيد ذلك، وكذلك العمل على زيادة نسبة الحيازات الكبيرة بالشراكة والاندماج، وكذلك تحفيز العمل التعاوني.
- تقديم حزم من التدريبات وخطط الدعم المبتكرة وذلك لتعظيم الاستفادة من الفرص المدرّة للدخل، خاصة في أنشطة الزراعة وتطوير الأحياء السكنية.
- إنشاء نظام مكتب توفير خدمات المعلومات والمشورة (مكتب دعم التشغيل للشباب) على مستوى المجتمع، وذلك بهدف تحديد احتياجات الأفراد والمجتمع على مستوى الوطن.
- تأسيس صندوق التنمية لتمكين المجتمعات المستهدفة وخاصة فئة الشباب.
- زيادة الوعي العام لتفعيل دور الشباب وخاصة المرأة في التنمية الزراعية.
[1] منظمة العمل الدولية (2009) النمو والاستخدام والعمل اللائق في المنطقة العربية: قضايا السياسة الرئيسية. دراسة مُعدّة للمنتدى العربي للتشغيل، بيروت، 19-21 تشرين الأول/أكتوبر 2009، المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية، بيروت.
[2] الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، بيان صحفي: اليوم العالمي للشباب 2016.
[3] الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، الخصائص العامة للحائزين الزراعيين والحيازات الزراعية في الأراضي الفلسطينية ، 2012
[4] الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ، التعداد الزراعي 2010، النتائج النهائية- طولكرم، 2012
[5] الجهاز المركز للاحصاء الفلسطيني ، مسح القوى العاملة 2016.