جامعة سطيف / الجزائر

سادت فكرة لدى أغلب الاقتصاديين مؤداها أن تراكم الثروة المادية كفيل لوحده بتحقيق الرفاه الإنساني، ورغم رسوخ هذا الاعتقاد المادي البحت في أعمال العديد من هؤلاء الاقتصاديين. إلا أن بعضهم حاول في العقود الأخيرة تصحيح هذه المعادلة الاقتصادية؛ من معادلة قائمة على تحقيق الثراء المادي إلى معادلة قائمة على تحقيق حاجات الفرد وحقوقه.
وجدت الطروحات الداعية إلى اعتبار الإنسان غاية كل عملية اقتصادية صدىً واسعا لدى جانب من الدوائر البحثية والرسمية؛ بشكل مهّد لتحول هام في الفكر الاقتصادي خلال العقد الأخير من القرن العشرين. ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي أخذ هذا الاتجاه الاقتصادي الجديد في التعاظم والانتشار. وفي نفس الوقت اشتغل مؤيدو هذا الاتجاه الجديد على بلورة مفاهيمه ونظرياته ومؤشراته.
يعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي[1]من أوائل المنظمات الدولية الحكومية التي تبنّت هذا الاتجاه الاقتصادي الجديد القائم على محورية الإنسان في كل عملية تنموية[2]. فقد أخذ البرنامج على عاتقه نشر هذا التحوّل الاقتصادي الجديد من خلال تقاريره العالمية والإقليمية.
وهنا تكمن الإشكالية البحثية المتمحورة حول أهداف وغايات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من عملية قياس التنمية الإنسانية.
الفرع الأول: منظور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية الإنسانية وعلاقتها بالنمو الاقتصادي
جسد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أول تقرير سنوي أصدره سنة ١٩٩٠هذا التحول الاقتصادي في مفهوم جديد عُرف بالتنمية الإنسانية؛ فقد أورد البرنامج في أول تقرير عالمي له حول التنمية الإنسانية سنة ١٩٩٠بأن: "الأفراد هم الثروة الحقيقية للأمم".
أولا/ تعريف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية الإنسانية:
عـرّف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التنمية الإنسانية بأنها عملية توسيع الخيارات والإمكانيات الممنوحة للفرد من خلال العيش حياة مديدة في صحة جيدة؛ والحصول على التعليم، مع ضمان الوصول إلى الموارد اللازمة من أجل التمتع بمستوى معيشي لائق[3]. وتهدف عملية توسيع مجمل هذه الخيارات إلى تكوين القدرات الفردية من خلال تحقيق أفضل المستويات الصحية وأوسع تعليم؛ بما يضمن توظيف هذه القدرات في العمل؛ في أوقات الراحة والفراغ؛ أو بمناسبة مختلف النشاطات الثقافية والسياسية.[4]
عند التمعن في مفهوم برنامج الأمم المتحدة للتنمية الإنسانية تتجلى حيوية الخيارات والفرص وأهميتها بالنسبة للحياة الإنسانية، رغم أن هذه الفرص في جوهرها ذات طبيعة متنوعة على غرار الوصول إلى العمل والمعلومة والتكنولوجيا؛ الوصول إلى مياه الشرب؛ التعليم والخدمات الصحية؛ الوصول إلى المنشآت القاعدية مثل الطرق في حالة جيدة؛ الطاقة مثل الكهرباء؛ وسائل اتصال مهيأة؛ القدرة على التنقل والكلام بحرية؛ المشاركة بدون تمييز في نشاطات المجتمع المدني وبدون استغلال؛ أن تكون للإنسان عقيدة دينية وثقافية مع الاحترام التام لذات هذا الإنسان كعضو في مجموعة[5].
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخيارات غير محددة على سبيل الحصر بل هي متغيرة حسب تغير الزمن؛ فأغلب الناس يسعون للوصول إلى أحسن الخدمات الصحية؛ أجود تعليم؛ تغذية متوازنة؛ أفضل استغلال لأوقات الراحة. بعبارة أخرى يسعى معظم الناس إلى تحقيق حياة آمنة يسودها التحرر من الخوف ومن الجرائم المختلفة، وجميع صنوف العنف وأشكاله. في ظل التمتع بالحريات السياسية والثقافية التي تضمن حق مشاركة الأفراد في نشاطات مجتمعاتهم[6].
بهذا المعنى فالتنمية الإنسانية لا تدعو فقط إلى توفير حاجات وتوسيع خيارات الجيل الحالي على حساب قدرات وموارد الكوكب الأرضي؛ بل بالعكس فمفهوم التنمية الإنسانية يشمل التوازن في تلبية حاجات وطموحات أفراد كلٍ من الجيل الحالي والأجيال المستقبلية بمراعاة موارد الكوكب والحفاظ على إمكانية تجددها؛ حتى تتمتع هذه التنمية بوصف التنمية الإنسانية المستدامةSustainable Human Development .
ثانيا/ علاقة التنمية الإنسانية بالنمو الاقتصادي:
اشتغل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقاريره السنوية ونشاطاته الميدانية على محاولة تفكيك علاقة التنمية الإنسانية بالنمو الاقتصادي. وتوصل البرنامج إلى نتائج مفادها عدم وجود ربط آلي بين النمو الاقتصاديEconomic growth والازدهار الإنساني، وبأن النمو الاقتصادي ليس غاية في حد ذاته بل هو أداة من الأدوات الهامة لتحقيق التنمية الإنسانية[7].
وفي هذا الصدد أثبتت تجارب بعض الدول في مجال التنمية الإنسانية بأن مستوىً متواضع من المداخيل يمكن أن يرافقه جودة في حياة الناس، وبالمقابل هناك تجارب لدول أخرى تمتعت بمداخيل عالية لكن لم ينعكس ذلك إيجابا على مؤشرات التنمية الإنسانية ومستوى حياة الناس ورفاهيتهم[8].
لكن تجارب هذه الدول وأعمال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا المجال؛ لا تنفي وجود علاقة التنمية الإنسانية والنمو الاقتصادي بشكل قطعي؛ فهذا الأخير أي النمو الاقتصادي وإن كانت تتطلبه التنمية الإنسانية؛ إلا أن الأمر ليس كذلك في كل الأحوال.
لذلك فمن أجل تحقيق تنمية إنسانية مستدامة أوصى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن يرافق عملية الزيادة في الناتج المحلي الخام توزيع عادل للدخل الوطني؛ فقد أثبت عديد الدراسات والشواهد بأنه يمكن تحسين نتائج ومؤشرات التنمية الإنسانية بشرط وجود توزيع عادل للدخل الوطني وصرف جيد للنفقات العمومية حتى في ظل غياب نمو اقتصادي مقبول[9].
الشكل رقم (1): النمو الاقتصادي الخادم للتنمية الإنسانية

Source : Programme des Nations Unies pour le développement:«Financement du développement humain» ,Rapport mondial sur le développement humain 1991, Paris: Economica, PNUD,1991,p.13.
الفرع الثاني: قياس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية الإنسانية
تهدف عملية قياس التنمية الإنسانية أساسا إلى تقويم الجهود المبذولة لتحقيق أهدافها وتقييم مدى قدرة هذه الجهود على الوصول إلى الأهداف المطلوب تحقيقها[10]في مجال الصحة والتعليم والدخل. فهذا القياس هو أداة مساعدة لصنع القرار Decision making في إدارة عمليات التنمية بمناسبة وضع السياسات ومتابعة تنفيذها ورصد نتائجها؛ وبالتالي اتخاذ ما يلزم من قررات لتوجيه وتطوير المسار الإنمائي على ضوء المستجدات والمتغيرات الطارئة[11].
أولا/ دليل التنمية الإنسانية (الأساسي):
طرح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقريره العالمي الأول حول التنمية الإنسانية سنة ١٩٩٠دليلا جديدا لقياس التّنمية الإنسانية، ويتوزع هذا الدليل على ثلاثة أبعاد أساسية؛ يتمثل البعد الأول في بعد الصحة، ويعبّر عنه بمؤشر العمر المتوقع عند الولادة، والبعد الثاني هو بعد التّعليم معبّر عنه بمؤشّر متوسّط سنوات الدّراسة، ومؤشر سنوات الدراسة المتوقّع، أما البعد الثالث فهو بعد الدّخل فيعبر عنه بمؤشر نصيب الفرد من الدّخل القومي الإجمالي[12].
يظهر بأن دليل التنمية الإنسانية الذي طرحه البرنامج جمع وبطريقة مبتكرة بين مؤشرات البقاء على قيد الحياة، التعليم والدخل من أجل قياس شامل للتقدم الذي تحرزه الدول، وبالتالي فهذه الطريقة المبتكرة لا تعتمد بشكل حصري على مؤشر الدخل الوطني الخام[13]المعمول به في عمليات قياس النمو الاقتصادي.
ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقاريره السنوية بقياس التنمية الإنسانية باستخدام مؤشر يتراوح بين ٠ و١، وينقسم إلى ثلاثة مستويات كما هو مبين في الجدول التالي[14].
مستويات التنمية الإنسانية
|
مؤشر التنمية الإنسانية
|
تنمية بشرية عالية
|
أكثر من 0.84
|
تنمية بشرية متوسطة
|
بين 0.5 و 0.77
|
تنمية بشرية منخفضة
|
بأقل من 0.5
|
من الجدير بالذكر، بأن دليل التنمية الإنسانية يغطي بعض خيارات الأفراد دون أخرى، وهذه الخيارات الأخيرة التي لا يغطيها الدليل عادة ما يعطيها الأفراد قيمة كبيرة على غرار الحريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والحماية من العنف واللاأمن والتمييز، وهي نقائص أظهرت نوعا ما محدودية دليل التنمية الإنسانية في قياس أبعاد واستثناء أخرى.[15]
ويقـر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بوجود قصور يغلب على القياسات الثلاثة للتنمية الإنسانية لكونها حساب متوسط، يخفي فروقات كبيرة موجودة بين السكان؛ فالبقاء على قيد الحياة مثلا يختلف حسب المجموعات الاجتماعية، كما أن معدل الأمية عادة ما يكشف عن فوارق كبيرة بين الرجال والنساء، ونفس النقص ينطبق على مؤشر توزيع الدخل الذي يشوبه هو الآخر لاعدالة في التوزيع[16].
ومن أجل تكملة هذا القصور الذي ظهر على دليل التنمية الإنسانية (الأساسي) في تغطية قياس باقي القدرات الإنسانية، استدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا النقص وعمل من خلال تقاريره العالمية السنوية على إدخال تحسينات وتعديلات على دليل القياس (الأساسي) هذا من جهة، ومن جهة أخرى طور البرنامج العديد من الأدلة الجزئية المكملة بهدف قياس القدرات الإنسانية الأخرى التي لا يشملها دليل التنمية الإنسانية (الأساسي)، وفي العنصر الموالي نستعرض بعضا من هذه الأدلة الجزئية المعدلة.
ثانيا/ دليل التنمية الإنسانية (المعدل) :
تم اقتراح مزج بعض المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مع دليل التنمية الإنسانية على غرار مؤشر الحرية الإنسانية ومؤشر المستوى الثقافي؛ لكن التنوع الهائل الذي تعرفه العوامل الثقافية صعّب كثيرا من مهمة قياس البعد الثقافي للتنمية الإنسانية، على هذا الأساس تم تفادي كل تعقيد يمكن أن يمس دليل التنمية الإنسانية؛ بشكل ربما يؤدي إلى التشويش أو الخلط في المعاني والمفاهيم، رغم هذا يدعو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تشجيع المجهودات المنهجية التي تهدف إلى تطوير دليل التنمية الإنسانية[17]. وعليه نستعرض بعض أدلة التنمية الإنسانية المعدلة التي طرحها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بعض تقاريره.
1-دليل التنمية الإنسانية المرتبط بنوع الجنس ( Gender Development Index):
يسعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى قياس العدل الجنسي من خلال تصنيف دول العالم على سلم هذا المقياس (GDI)[18]، ويندرج هذا المسعى من طرف البرنامج في سياق كشف التفاوت الحاصل بين الذكور والإناث من حيث العمر المتوقع عند الولادة والأجور[19].
طرح دليل التنمية الإنسانية المعدل حسب الفوارق بين الجنسين (الذكور والإناث) لأول مرة في تقرير البرنامج العالمي للتنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٥[20]. وكشف دليل التنمية الإنسانية المعدل وفق فوارق الجنس عن لامساواة في توزيع الدخل بين الجنسين، فهناك العديد من الأفراد لا يستفيدون تماما من منافع التنمية الإنسانية[21].
يتكون دليل قياس الفوارق بين الجنسين[22]الذي اقترحه البرنامج من ثلاثة أبعاد معبر عنها بخمسة مؤشّرات كما يلي:
● بعد سوق العمل يعبر عنه مؤشر المشاركة في القوى العاملة.
● بعد التّمكين يعبر عنه مؤشري التحصيل العلمي (المستوى الثانوي فما فوق) ومؤشر التمثيل البرلماني.
● بعد الصّحة الإنجابية يعبر عنه بمؤشري خصوبة المراهقات ومؤشر وفيات الأمهات.
2- دليل التمكين المرتبط بنوع الجنس (Gender Empowerment Index):
طرح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا الدليل (GEI) بموجب تقريره حول التنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٥، ويسعى هذا الدليل لابراز مدى المشاركة الفاعلة للمرأة في الحياة العملية في جوانبها السياسية والاقتصادية. فهو إذن دليل يقيس عدم المساواة في مواقع المشاركة الحيوية وفي عمليات تكوين واتخاذ القرارات[23].
3-دليل الحرّية السياسية (Political Freedom Index):
حاول البرنامج قياس الحرية الإنسانية في سياقها الاقتصادي والاجتماعي[24]. ولتحقيق هذا الهدف طرح البرنامج مؤشّر الحرّية السياسية (PFI) وذلك في تقريره العالمي حول التنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٢.
يعتمد هذا الدليل (PFI) على عدة أبعاد من أجل قياس الحرية السياسية ((Political freedom، وأهم أبعاد هذا الدليل هي[25]:
• حرية التعبير عن الرأي؛
• المشاركة السياسية؛
• الأمن الشخصي؛
• سيادة القانون؛
• المساواة في الفرص.
غير أن مجموعة الصُّعوبات المنهجية والمفاهيمية التي أثارها مؤشر الحرية السياسية بعد طرحه؛ حالت دون مواصلة العمل بهذا المؤشر في تقارير البرنامج اللاّحقة[26]. ولعل عامل عدم ثبات المؤشر نتيجة التغيّرات السياسية المفاجئة التي تعرفها الدول من حين إلى آخر يعتبر من أهم العوامل التي كانت وراء استغناء البرنامج عن هذا المؤشر في تقاريره اللاحقة[27].
4- دليل الفقـر البشري (Human Poverty Index):
طرح البرنامج مؤشر الفقر البشري (HPI) في تقريره العالمي حول التنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٧، ويعبر هذا المؤشر عن المنظور الحرماني للتنمية الإنسانية، فهو يبرز بأن التقدم التي يحققه الأغنياء لا ينعكس على الفئات المحرومة. وبعبارة أخرى تكمن أهمية هذا المؤشر في أنه يكشف طريقة عيش المحرومين والفقراء في مجتمع معين[28].
يتوزع هذا الدليل على ثلاثة أبعاد أساسية؛ يكون بعد طول العمر ممثلا بمؤشر النسبة المئوية للسكان الذين لا يتوقع أن يعيشوا إلى غاية سن ٣٠ سنة. أما بعد الحرمان المتعلق بالمعرفة فهو ممثل بالنسبة المئوية للبالغين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة. في حين أن بُعد الحرمان المرتبط بعدم العيش في مستوى لائق فهو ممثل بثلاثة مؤشرات هي النسبة المئوية للسكان الذين لا يحصلون على المياه المأمونة، النسبة المئوية للسكان الذين لا تتوفر لهم الخدمات الصحية، والنسبة المئوية للأطفال ناقصي الوزن دون سن الخامسة. وفي النهاية؛ يحسب دليل الفقر البشري باعتباره يساوي متوسطا تجميعيا للمؤشرات المشار إليها أعلاه[29].
طور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤشر الفقر البشري (HPI) في شكل دليل الفقر البشري١ الذي طرحه في تقريره حول التنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٧، ودليل الفقر البشري ٢ الذي جاء به تقريره حول التنمية الإنسانية لسنة ١٩٩٨.
4-1- دليل الفقر البشري١ Human Poverty Index 1) (:
اقترح البرنامج هذا المؤشر الجديد HPI 1) ( كبديل لقياس الفقر البشري المبني أساسا على مؤشّر الدخل فقط، ويهدف هذا المؤشر الجديد إلى قياس الفقر من منظور التنمية الإنسانية في الدول النامية. يقوم هذا المؤشر على أبعاد الحرمان الإنساني المتمثلة في قصر العمر؛ عدم توفر التعليم الأساسي؛ عدم توفر فرص الحصول على الموارد الخاصة والموارد العامة[30].
4-2- دليل الفقر البشري ٢(Human Poverty Index 2):
جاء طرح البرنامج لهذا المؤشر (HPI 2) في إطار ذلك الاختلاف المسجل في الظروف الاقتصادية والاجتماعية بين البلدان المتقدّمة والنامية. وركّز البرنامج من خلال مؤشّر الفقر البشري ٢ على ثلاثية الأبعاد التي يقيسها دليل الفقر البشري١مضافا إليها بُـعد الاستبعاد الاجتماعي في البلدان المتقدمة[31].
5- دليل الإنجاز التّقني (Technology Achievement Index):
ظهر دليل الانجاز التقني (TAI) بموجب البرنامج تقرير البرنامج العالمي حول التنمية الإنسانية لسنة ٢٠٠١، وطرح البرنامج هذا الدليل لقياس انتشار تكنولوجيا الاتصال الحديثة مثل الانترنت في دول المعمورة، وأثرها في تنمية وبناء القدرات الإنسانية. وكذلك من أجل قياس نسبة المتمرسين المسجّلين في التخصّصات العلمية خاصة الرياضية والتقنية منها[32]
خاتمـة:
في الأخير نصل إلى القول بأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كان له قصب السبق في قياس التنمية الإنسانية عملا بالقاعدة القائلة بأن " مـا يُـقـاس يُـنجـز "؛ بشكل جسد أفكار وتصورات خبراء، مستشاري، مدراء البرنامج ورواد التنمية الإنسانية الأوائل على غرار أمارتيا سان Amartya Sen ومحبوب الحق Mahbub ul Haq اللذان عملا من داخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إخراج ونشر تقاريره السنوية وتضمينها قياسات لكل من التنمية الإنسانية، حقوق الإنسان والأمن الإنساني[33].
وهذا السبق الذي انفرد به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال التنمية الإنسانية وقياس أبعادها الاقتصادية والاجتماعية؛ كان له عظيم الأثر في توجيه كل من السياسات، الخطط والبرامج على المستويات الوطنية، الإقليمية والدولية في مجال التنمية الإنسانية. كما أن النجاح الذي حققه دليل قياس التنمية الإنسانية وأدلته الجزئية المعدلة رافقته جهود علمية ومنهجية من طرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإدخال تعديلات وتحسينات على هذه الأدلة، وحتى إطلاق أدلة جزئية وأخرى جديدة، لقياس للتنمية الإنسانية وأبعادها المختلفة من طرف بعض الجهات الرسمية والبحثية على المستويين العالمي والوطني.
_______________________________________________________________________________
الإميل: mestafaboulem@yahoo.fr
[1] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (United Nations Development Program) هيئة تابعة للأمم المتحدة أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 1029 الصادر في 22 نوفمبر سنة 1965. قد قضى هذا القرار بدمج كل من البرنامج الموسع للمساعدة التقنية (Programme élargie d′assistance Technique)، والصندوق الخاص بالأمم المتحدة (Fond spécial) تحت إسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبدأ هذا البرنامج عمله سنة 1966، كما يقع مقره في مدينة نيويوك بالولايات المتحدة الأمريكية، ويمتلك هذا البرنامج خمس مكاتب إقليمية عبر العالم و177 مكتب وطني داخل الدول. أنظر كل من :
Jean Marc Bellot,Marc Chatigner: » Réduire les inégalité, a quoi sert le programme des Nation unies pour le développement ? «
pdf .pnud-manuscrit/france/ org.ndphttp//www.u
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دعم التّقدّم العالمي، التّقرير السّنوي 2012/2013، شعوب صامدة شعوب متمكّنة ترجمـة أيمن ح. حداد نيويـورك: مكتب العلاقات الخارجية والتّوعية للبرنامج (Consolidated Graphics ) 2013 ،ص 2.
M. Thomas Winderl : » Le PNUD pour débutants « , pp.21 -22
nudf/ /s uu/cg. prc nudf/gdrfnp/u//rcs .sfgn.eee//p//f -./s uu/cg prc– fdp .c p
[2] د عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، التنمية البشرية ومقومات تحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، مقال منشور في: بحوث وأوراق عمل المؤتمر العربي السادس للإدارة البيئية، التنمية البشرية وأثرها على التنمية المستدامة، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، أعمال المؤتمرات، شرم الشيخ، مصر، ماي 2007، ص 3.
[3] Programme des Nations Unies pour le développement: «Définition et mesure du développement» ,Rapport mondial sur le développement humain 1990 , Paris: Economica, PNUD,1990, p.10.
[5] Programme des Nations Unies pour le développement : «La croissance au service du développement humain» Rapport mondial sur le développement humain 1996, Paris: Economica, PNUD,1996, p.97.
[6] Mahbub UL Haq :" Reflections on human development", Oxford University Press, New York, 1995, p.14.
[7] Programme des Nation Unies pour le développement: «Aspects mondiaux du développement humain», Rapport mondial sur le développement humain 1992 , Paris: Economica, PNUD,1992.p.13.
[8] Programme des Nations Unies pour le développement:Rapport mondial sur le développement Humain 1990 , Op.cit, p.10.
[10] د عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مرجع سابق، ص 9.
[12] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الثّورة الحقيقية للأمم: مسارات إلى التّنمية البشرية، تقرير التنمية الإنسانية ٢٠١٠، ترجمة: لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بإشراف معهد سبول، فرجينيا، (Colocraft of Virginia)،2010، ص 13 .
[13] Programme des Nation Unies pour le développement:,Rapport mondial sur le développement humain 1992 , Op.cit, p14..
[14] د عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مرجع سابق، ص 10 .
[15] Programme des Nations Unies pour le développement, ,Rapport mondial sur le développement humain 1990 , Op.cit, p.17.
[17] Programme des Nation Unies pour le développement, Rapport mondial sur le développement humain 1992 , Op.cit, p.22.
[18] Naomi Cahn, women’s security :State security, In : Cecilia M. Bailliet, security : a multidisciplinary normative approach, Leiden , Boston: Martinus Nijhoff publisher , 2009, pp .271-283 .
[19] د إبراهيم مراد الدعمة، التنمية البشرية (الإنسانية): بين النظرية والتطبيق، عمان، الأردن، دار المناهج للنشر والتوزيع، 2008، ص26 .
[20] Programme des Nation Unies pour le développement, Rapport mondial sur le développement humain 1992 , Op cit, p.23.
[22] برنامج الأمم المتحدة للتنمية، تقرير التنمية الإنسانية 2010، مرجع سابق، ص91.
[23] د باسل البستاني، جدلية نهج التنمية البشرية المستدامة منابع التكوين وموانع التمكين، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 2009، ص 79.
[24] G. Weiss Thomas, et al: The United Nations and changing world politics, Colorado,USA :fifth edition ,west view press , 2007.p.204.
[25] د باسل البستاني، مرجع سابق، ص 78.
[26] Programme des Nation Unies pour le développement, Rapport mondial sur le développement humain1990,Op.cit, p.16.
[27] Programme des Nation Unies pour le développement , Rapport mondial sur le développement humain1992,Op.cit, p. 32.
[28] Programme des Nations Unies pour le développement, Le développement humain au service de l’éradication de la pauvreté, Rapport mondial sur le développement humain 1997, Paris: Economica, PNUD,1997,p.15.
[29] د باسل البستاني، مرجع سابق، ص 79.
[30] Programme des Nations Unies pour le développement, Rapport mondial sur le développement Humain 1997, Op.cit, p .4.
أنظر أيضا: د باسل البستاني، مرجع سابق، ص 79.
[31] Programme des Nations Unies pour le développement , Modifier les modes de consommation d’aujourd’hui pour le développement humain , Rapport mondial sur le développement humain 1998 , Paris: Economica, PNUD, 1998, pp. 15-27.
أنظر أيضا: د باسل البستاني، مرجع سابق، ص 79.
[32] Programme des Nations Unies pour le développement, mettre les nouvelles technologie au service du développement humain, Rapport mondial sur le développement humain 2001, Paris, Bruxelles: De Boeck & Larcier s.a, PNUD,2001, pp.46-51.
[33] أنظر: كــــــردالــــــــواد مصطفى، دور برنامج الأمم المتحدة للتنمية في ترقية الأمن الإنساني، مذكرة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة سطيف 2، الجزائر، السنة الجامعية 2014.