ندوة "آفاق" تواكب تداعيات اجتياحات الاحتلال المتكررة لجنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أوصت ندوة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" المكرسة لمناقشة تداعيات استهداف الاحتلال المتكرر للبنية التحتية في جنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها، بضرورة تنسيق عمل المؤسسات العاملة في إزالة آثار العدوان وتعزيز شراكتها، ووضع خطة وطنية لتعزيز صمود المواطنين. وأشار مسؤولون وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وخدماتية، خلال الندوة التي استضافها مقر مركز معًا في جنين مطلع تشرين أول، إلى آليات عمل جديدة وضعها مجلس الوزراء للإسراع في إجراءات إعادة الإعمار، كما حثوا الحكومة على الإسراع في صرف مستحقات المقاولين. ودعوا إلى تحديث أسطول آليات المؤسسات الرسمية وتطويره، وتفعيل خطة طوارئ وطنية تكون قادرة على الاستجابة السريعة للتدمير الهائل الذي تحدثه اجتياحات الاحتلال والكوارث الطبيعية المتوقعة. وشدّد المشاركون في الندوة الحوارية على أهمية التوعية الوطنية والإعلامية لمجابهة مخططات الاحتلال في تحويل حياة المواطنين إلى جحيم، من خلال استهداف الطرقات والبنية التحتية، الذي تكرر قرابة 40 مرة حتى أوائل أكتوبر عام 2024. وطالبوا المؤسسات الدولية الإغاثية والحقوقية بممارسة دورها في الضغط على الاحتلال للكف عن استهداف البشر والحجر والشجر، ورفع اليد عن المؤسسات الصحية، وحثوا الإعلاميين على نقل قصص المعاناة التي تتسبب بها الاجتياحات المتلاحقة بلغات أجنبية، وتوثيق حالات الصمود والتطوع في إعادة الإعمار ورفع الأضرار.
|
 |
أوصت ندوة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" المكرسة لمناقشة تداعيات استهداف الاحتلال المتكرر للبنية التحتية في جنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها، بضرورة تنسيق عمل المؤسسات العاملة في إزالة آثار العدوان وتعزيز شراكتها، ووضع خطة وطنية لتعزيز صمود المواطنين.
وأشار مسؤولون وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وخدماتية، خلال الندوة التي استضافها مقر مركز معاً في جنين مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2024، إلى آليات عمل جديدة وضعها مجلس الوزراء للإسراع في إجراءات إعادة الإعمار، كما حثوا الحكومة على الإسراع في صرف مستحقات المقاولين.
ودعا المديرون العامون لوزارات الحكم المحلي والأشغال العامة والإسكان والصحة وسلطة جودة البيئة، ورئيسا بلديتي جنين وطولكرم، وممثلو اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم نور شمس، ومدير شركة كهرباء الشمال في جنين، وممثل الغرفة التجارية، ومنسق "معاً" في جنين إلى تحديث أسطول آليات المؤسسات الرسمية وتطويره، وتفعيل خطة طوارئ وطنية تكون قادرة على الاستجابة السريعة للتدمير الهائل الذي تحدثه اجتياحات الاحتلال والكوارث الطبيعية المتوقعة.
وشدّد المشاركون في الندوة الحوارية، التي أدراها الصحافي عبد الباسط خلف، على أهمية التوعية الوطنية والإعلامية لمجابهة مخططات الاحتلال في تحويل حياة المواطنين إلى جحيم، من خلال استهداف الطرقات والبنية التحتية، الذي تكرر قرابة 40 مرة حتى أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2024.
وطالبوا المؤسسات الدولية الإغاثية والحقوقية بممارسة دورها في الضغط على الاحتلال للكف عن استهداف البشر والحجر والشجر، ورفع اليد عن المؤسسات الصحية، وحثوا الإعلاميين على نقل قصص المعاناة التي تتسبب بها الاجتياحات المتلاحقة بلغات أجنبية، وتوثيق حالات الصمود والتطوع في إعادة الإعمار ورفع الأضرار.

الندوة الحوارية حول تداعيات اجتياحات الاحتلال المتكررة لجنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها
عليّان: 40 اجتياحاً لنور شمس
بدوره، أكد أمين سر اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم نور شمس، رامي عليّان، أن الاحتلال دمر طرقات المخيم وبناه التحتية خلال العشرة أشهر الماضية أكثر من 40 مرة، ما تسبب في تضرر 267 بيتاً بالكامل، وتخريب جزئي لـ 1600 بيت، عدا عن تكرار استهداف شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء، وتخريب المتاجر.
وشبه ما يحدث في حارة المنشية بالمخيم بما يجري من تدمير واستهداف لغزة، بفعل عمليات الهدم والقصف والتجريف المتلاحقة، وأشار إلى أن "الفارق فقط في عدد الشهداء".
وأوضح أن اللجنة ومؤسسات المحافظة الرسمية والقطاع الخاص والمتطوعين عملوا وفق مبدأ "الفزعة" لسرعة إزالة الركام والتدمير، لكنهم بدأوا يشعرون بالإرهاق والتعب، في أعقاب تكرار الاحتلال استهداف البنية التحتية، ما يستدعي دعمهم.
صبيحات: المستشفيات في مرمى العدوان
أكد مدير عام وزارة الصحة في جنين، د. وسام صبيحات، أن الاحتلال استهدف مستشفيات المدينة خلال 56 اجتياحاً تعرضت لها في عام واحد.
وقال إن العدوان "شبه يومي"، ويبدأ بمحاصرة المؤسسات الصحية الثلاث، خاصة أن 3 من أصل 4 منها تقع في منطقة قريبة، وبجوار مخيم جنين المستهدف.
وأشار إلى أن جنين تعاني في الأساس، إذ لا يوجد لـ 350 ألف مواطن سوى 500 سرير، بجوار 57 مركزاً صحياً حكومياً في المحافظة، و700 منشأة طبية خاصة، و6 سيارات إسعاف حكومية، و20 مركبة خاصة، فيما يمعن الاحتلال في كل عدوان بتجريف الطرقات المحيطة بالمستشفيات وتدمير شبكات المياه.
ولخص صبيحات الأزمة التي يتعرض لها المستشفى الحكومي الوحيد، إذ يحتاج يومياً 100 متر مكعب من المياه، ويعني قطع المياه عنه حرمان المرضى من أبسط حقوقهم.
وأوضح أن 200 مريض بالفشل الكلوي اضطروا لغسل الكلى في نابلس، خلال الاجتياح الأخير الذي استمر 10 أيام، بينما عملت خلية الأزمة الصحية على التنسيق مع الدفاع المدني لتأمين المياه أثناء العدوان.
وبيّن أن استهداف الصحة والتعليم يعني تحويل الحياة إلى جحيم، وتشكيل بيئة طاردة للمواطنين.
وذكر صبيحات أن الوزارة تواصلت مع مؤسسات دولية كالصليب الأحمر، خلال الاجتياحات، لكن ذلك "لم يغير شيئًا على أرض الواقع".

ندوة آفاق البيئة والتنمية حول تداعيات اجتياحات الاحتلال المتكررة لجنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها
جراد: تداعيات بيئية خطيرة
أوضحت مديرة مكتب سلطة جودة البيئة في جنين، لمى جراد، أن عمليات التجريف المرافقة لكل اقتحام تتسبب في زيادة انبعاثات الغبار، كما تراكم أنقاضاً وركاماً يصعب التخلص منه، مثلما يتم تخريب شبكات المياه والصرف الصحي، ويستهدف المحتلون حاويات جمع النفايات، ويقتلعون الأشجار، ويتلفون كل شيء أمامهم.
وأكدت أن عمليات التدمير تؤدي إلى "مكرهة صحية"، وتجمع المياه العادمة أو جريانها، إضافة إلى اختلاطها بالمياه المنبعثة من الشبكات المستهدفة، وجريانها نحو الأراضي الزراعية، ما يعني التسبب بـ "كارثة يصعب التعايش معها".
وقالت جراد إن الاجتياحات تترافق مع استخدام كميات كبيرة من القذائف والذخيرة والقنابل الحارقة، ما يعني انبعاثات ضارة وتلويث للهواء والتربة، والمس بطبقة الأوزون، عدا عن توجه بعض المواطنين لحرق النفايات جراء تعطل خدمة جمعها واستهداف حاوياتها.
وتطرقت إلى عرقلة الاجتياحات لعمل الطواقم البيئية الاعتيادي، وتراجع متابعة الشكاوى، واستغلال الاحتلال الأوضاع الراهنة لتهريب نفايات المستعمرات الخطرة إلى أراضي المحافظة والمحافظات الأخرى.
تركمان: دمار اقتصادي وتراجع تجاري في جنين
وسلط مسؤول الحاسوب في الغرفة التجارية الصناعية الزراعية، ناظم تركمان، الضوء على تداعيات الاجتياحات المتكررة في جنين، والتي مست بقطاعاتها التجارية والصناعية والزراعية بشكل واضح وكبير.
وقال إن عدداً كبيراً من المتاجر تعرضت لتدمير جزئي وكلي في المدينة وخاصة حيها الشرقي ووسطها التجاري ومخيمها وبلدات محيطة، ما تسبب بخسائر كبيرة جرى حصرها بعد 3 اجتياحات، وتعكف اللجان المختصة على إعلان رقم نهائي للخسائر.
وأكد تركمان أن القطاع التجاري والصناعي في جنين "يعاني الأمرّين"، فعقب تكرار الاجتياحات والاقتحامات والإضرابات وإغلاق حاجز الجلمة، ومنع المتسوقين الفلسطينيين من مناطق ألـ 1948، وطرد الاحتلال لآلاف العمال، تضررت الحركة التجارية، وأصبحت على حافة الانهيار، خاصة مع تجريف الطرقات المتواصل، وما يتسبب به ذلك من معاناة.
عوض: طولكرم في عين العدوان
فيما رسم رئيس بلدية طولكرم، د. رياض عوض مشهداً قاتماً لما تعانيه المدينة ومخيميها، وما تسبب به ذلك من خسائر.
وأفاد بأن البلدية، بخلاف كل المدن، هي التي تزود مخيمي نور شمس وطولكرم بالكهرباء والمياه، وبفعل تكرار الاجتياحات أكثر من 20 مرة، فقد تسبب ذلك في تدمير واسع للبنية التحتية، ولم تسلم الطرقات الرئيسة في المخيمين ومشارف المدينة الرئيسة من التدمير والتجريف بطول نحو 5 كيلومترات، فيما تعمد الاحتلال تخريب شبكات المياه والكهرباء.
وقال إن البلدية غيرت محولات الضغط العالي للكهرباء 15 مرة في غضون 10 أشهر، ما كبد البلدية "خسائر فادحة وملحوظة"، وأثر على خدمة تزويد المواطنين للمياه من 6 آبار مركزية، خاصة بعد تدمير الخطوط الناقلة والمغذية.
وأشار عوض إلى تعمد قطع خطوط المياه والكهرباء من مناطق متعددة، والإمعان في تخريبها، ما يعني ضرورة تغييرها بأكملها، وهو ما يتطلب وقتاً وجهداً وأموالاً طائلة.
وذكر أنه عقب إصلاح الخطوط بوقت قصير، يعود الاحتلال مرة أخرى للتجريف والتدمير، في عملية مستمرة، وهو ما أجبرها للبحث عن بدائل وتوفير صهاريج وعبوات مياه.
وأضاف أن الصرف الصحي يشكل "معضلة بالغة التعقيد"، فالخطوط تحتاج وقتاً طويلاً لإعادة ربطها، وإصلاح اضراراها، ويترافق ذلك مع مكاره صحية، وروائح كريهة، وانتشار البعوض، وخطر ترسب المياه العادمة إلى المياه الجوفية.
وتحدث عوض عن الخسائر التي لاحقت البلدية، إذ تراكمت ديون كهرباء بـ 800 ألف شيقل على المواطنين خلال الاجتياحات، كما منع الاحتلال 15 الف عامل كرمي من الوصول إلى أعمالهم، وتعرضت الحركة التجارية للشلل بعد توقف وصول المتسوقين من مناطق 1948.
وأشار إلى أن جهود المؤسسات الكرمية الرسمية والأهلية والخاصة تتكاتف بعد كل اجتياح، فيما قصرت الحكومة من إجراءات سداد المقاولين إلى 56 يوم عمل.
عبيدي: التدمير ممنهج والصمود واجب
من مكانه، وصف رئيس بلدية جنين، نضال عبيدي (تم انتخاب رئيس جديد للبلدية بعد عقد الندوة)، ما تتعرض له المدينة ومخيمها وريفها بالتدمير الممنهج، الذي يجري وفق "خطة مدروسة ومعدة سلفاً"، إذ تبدأ جرافات الاحتلال بالعبث وتقطيع أوصال الطرق، وتخريب البنية التحتية، واستهداف شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ومحاصرة المستشفيات.
وقال إن الجرافات الثقيلة تبدأ بفصل محاور الطرق، وتقطع المناطق عن بعضها، وتستهدف الطرق الرابطة، وتكرر التدمير في الحي الشرقي، ودمرت وسط السوق التجاري، ولاحقت "الدوواير" والميادين العامة.
وأضاف أن الهجمة الشرسة على جنين تطال الشوارع والمواطنين، كما أن الحكومة جزء من الشعب وهي محاصرة مالياً.
وشدد عبيدي على أن طواقم البلدية والمؤسسات الشريكة تعمل، حتى خلال العدوان، على إعادة إيصال الخدمات الأساسية للمواطنين، وتتشارك مع الوزارات والقطاع الخاص لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
وقال إن أكثر شيء يسعى الاحتلال بشكل متكرر لاستهدافه في جنين والمحافظات الأخرى "حالة الصمود"، التي يعتبرها "عائقاً أمام تمرير مخططاته"، مثلما يمعن في تحويل حياة المواطنين إلى جحيم، ويضيق الخناق عليهم.
وبيّن أن جنين تعاني قبل العدوان على غزة، إذ بدأ الاحتلال باستهدافها منذ استلام المجلس مهامه في نيسان/أبريل 2023، فتوقف عمل البلدية 180 يوماً بفعل الاجتياحات، كما ازداد الوضع الاقتصادي تراجعاً، ومنع الاحتلال المتسوقين والعمال من المرور عبر حاجز الجلمة، وتضاعفت شريحة الفقر.
وكشف عن إطلاقه "نداء استغاثة" للحكومة قبل فترة وجيزة، من أجل مساعدة الهيئات المحلية على التعافي من آثار الاجتياحات المتكررة، خاصة بالتزامن مع أزمات اقتصادية، وأوضاع مأساوية، وعدم انتظام الرواتب، ومنع العمال من الوصول إلى مناطق ألـ1948.
وأوضح أن البلدية كررت حصر أضرار الاجتياحات كثيراً خلال العام الأخير، وأن العملية متواصلة؛ لأن العدوان يتكرر، ويعود لتدمير ما دمره من طرقات وبنية تحتية ومتاجر.
أبو عزيز: الكهرباء مُستهدفة
من جانبه، قال مدير شركة كهرباء الشمال في جنين، ناصر أبو عزيز، إن استهداف شبكات الكهرباء في المحافظات متشابه تماماً، ويسعى الاحتلال للهدف نفسه من عمليات التدمير المتلاحقة.
وأضاف أن اجتياح جنين الأخير (في أواخر أيلول/سبتمبر 2024)، الذي استمر نحو 12 ساعة، تسبب في تدمير خطوط رئيسة، منها الخط الناقل إلى محافظة طوباس، وخطوط فرعية أخرى وأعمدة وسلالم، وأجبر الشركة على إجراء 48 عملية صيانة في المدينة، كبدت الشركة خسائر بـ 213 ألف شيقل.
وقال إن استهداف الاحتلال لم يتوقف عند إتلاف المحولات والشبكات والبنية التحتية للتيار الكهربائي، بل تجاوز ذلك بتدمير كلي وجزئي لـ 5 مركبات كانت متوقفة في ساحة الشركة، منها رافعة خرجت عن الخدمة ثمنها نحو 350 ألف شيقل.
وأشار إلى أهمية "الصمود والإصرار على إعادة البناء بعد كل عدوان، وعدم الانصياع لمخططات الاحتلال، وتقديم الخدمات الممكنة لأبناء شعبنا".
واستذكر أبو عزيز "الفزعة" التي تجلت عقب اجتياح شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين، وتكرست بتعاون واسع بين مؤسسات رسمية وأهلية وقطاع خاص ومتطوعين من أنحاء جنين كافة، ومن محافظات مجاورة.
مرعي: خسائر مُتلاحقة
واسترد مدير عام وزارة الأشغال العامة والإسكان، م. بسام مرعي، تداعيات أول تدمير وتخريب في جنين ومخيمها في الثالث والرابع من تموز 2023، إذ أجرت الوزارة بالشراكة مع الحكم المحلي واللجنة الشعبية للخدمات حصراً دقيقاً وسريعاً للإضرار بـ 56 مليون شيقل.
وقال إن الوزارة شرعت بعد وقت قصير، في ترميم الأضرار وإصلاحها، لكن الاحتلال أعاد في اليوم التالي تجريف الطرقات المُعبدة، ثم تلاحقت عمليات التخريب.
وبحسب مرعي، فإن الوزارة تنسق بعد كل اجتياح مع الجهات الشريكة، ولم تتوقف منذ عام عن العمل في إزالة الركام ورفع الأنقاض وفتح الطرقات، كما أن بعض الجهات تؤدي مهامها خلال الاجتياح.
وأضاف أن التخريب في الحي الشرقي خلال 12 ساعة تسبب في إعادة تدمير ما نفذه الشركاء من إصلاح عقب اجتياح استمر 10 أيام، وجرى استهداف شبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه وتجريف الطرقات.
واستناداً إلى مرعي، فإن أولوية الوزارة فتح الطرق وربط الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها المياه، كما تساهم مع الحكم المحلي ونقابة المهندسين والدفاع المدني في رفع تقارير حصر للأضرار، يأتي رفعها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أجل "توفير بدائل لأصحاب البيوت المهدومة أو غير الصالحة للسكن".
مدنيّة: حلقة مُفرغة
وتبعًا لمدير عام الحكم المحلي في جنين، م. عبد المجيد مدنية، فقد بدأت الوزارة حصر أضرار الاجتياحات المستمرة منذ تموز/يوليو 2023، لكن المعضلة أن الاحتلال "يعيد بعد كل إعمار تدمير ما تم، وأحياناً بعد يوم واحد".
وبيّن أن الوزارة بالشراكة مع لجان حصر الأضرار للتدمير الأول، توصلت إلى خسائر بـ 55 مليون شيقل، وحينما بدأت بالعمل والصرف والإصلاح جرى التدمير مرات عديدة.
وتطرق إلى انتقال التدمير من المدينة، خاصة حيها الشرقي ووسطها التجاري ومخيمها، إلى بلدات وقرى: عربونة، وجلبون، ويعبد، وبرقين، وعرابة، وكفر دان، واليامون، وقباطية، وسيلة الحارثية، ما تسبب في "إرباك كبير" للهيئات المحلية الكبرى خاصة، من بين 80 هيئة تشرف الوزارة على خدماتها.
وقال إن مؤسسات جنين حولت الاجتياح الأخير إلى "فرصة للعمل والتطوع والبقاء"، إذ تداعت عشرات المؤسسات ومئات الآليات للعمل منذ صباح يوم جمعة، وسط أجواء حافلة بالتحدي والعنفوان.
وأضاف مدنية أن الاحتلال يسعى إلى خلق "حالة طاردة" للمواطنين، من خلال تخريب ممتلكاتهم وشوارعهم، وإيجاد وضع متوتر، لكن إرادة الصمود باقية.
ووضح التسهيلات الفنية التي قدمتها الحكومة للجنة الإعمار وحصر الأضرار، إذ أعطت خلال 3 أشهر قادمة أذونات بالشراء والتعاقد المباشر؛ لضمان سرعة التنفيذ.
وتطرق إلى تأثير الاجتياحات على إيرادات الهيئات المحلية، إذ تراجعت جباية الأموال، وتوقف المشاريع، وتعجز الحكومة عن دفع مستحقاتها، وتشكلت حالة من العزوف لبعض المقاولين بالعمل وسط بيئة غير مستقرة تهدد آلياتهم وعمالهم، ما أثر سلباً على الهيئات المحلية.
أبو الرب: جسم تنسيقي وإغاثي
بدوره، قال منسق مركز العمل التنموي في جنين، حسن أبو الرب، إن المركز يقود جسماً تنسيقياً في قطاع غزة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، ويرعى عمليات إغاثة، مثلما شرع في جنين وطولكرم بتقديم مشاريع إغاثة خاصة مع الهيئات المحلية والمستشفيات.
وذكر أن المركز ينتظر تنفيذ مشروع لتوفير خزانات مياه كبيرة لمستشفى جنين الحكومي، تلبى احتياجاته وتقلل من تضرره خلال العدوان، إضافة إلى تركيزه على تقديم مساعدات للهيئات المحلية لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي المتضررة جراء الاجتياحات المتكررة.