خاص بآفاق البيئة والتنمية

سوق حرة
سوق حرة
تتوقف قليلًا في السوق الحرة في مطاري عمان والقاهرة، تحاور بائعة تروج لمنتجات طبيعية من البحر الميت، وتخبرك بهروب معظم الزبائن من الشراء، بمجرد معرفتهم بالأسعار، وتسأل موظفًا في شركة كبيرة عن معنى "السوق الحرة" ما دامت أسعارها فلكية، وتقترح على موظف في شركة ملابس تغيير اسم الأسواق الحرة إلى سوق المطار.
وهذه عينة من أسعار السوق المفترى عليها، يصل ثمن الحذاء إلى 610 دولارات، و"البابوج" بـ 130، والسترة الخفيفة بـ 168، والقبعة بـ 42 دولارًا، والجميل في سوق عمان أن السجائر نفدت تمامًا، في مشهد غير مألوف.
غيوم أيار
تراقب طوال الرحلة القصيرة غيوم نهاية أيار الماطرة، التي هطلت على عمّان ومشارف الحدود المصرية، ويخبرك أصدقاء عند وصولك إلى "أم الدنيا"، بأن حجم حبات البرد كبير، وأن السيول سارت في بعض شوارع عمان، ومدن الجنوب، وثمة خسائر جراء حبات البرد غير المعهودة.
تبدو الغيوم من الأعلى ساحرة، ويمكن أن تتخيلها كجبال بيضاء، وتجود أمام ناظريك بالمطر على مناطق صحراوية قاحلة.
في كل مرور بين الأردن ومصر، تسأل نفسك عن سبب عدم اختيار أشجار مناسبة للصحراء وغرسها، فهي على الأقل تؤخر قليلاً من وتيرة التغير المناخي المتصاعدة، وتمنح المكان بهاءً.

أسعار صرف
يتذبذب في أسواق القاهرة سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، فورقة من فئة "المئة دولار" تساوي في السوق الرسمي 3080 جنيهًا، لكنها في الأسواق السوداء تراوح بين 3200 و4000 جنيه، ترفض الصرف في الأسواق غير الرسمية، فأنت زائر، ولا تريد شراء "وجع الرأس"، ولا تشجع على اختراق القوانين الاقتصادية للدولة التي تقصد.

الغلاء
غلاء متصاعد
تسأل شابًا مصريًا في مقتبل الحياة: "كم يحتاج المرء ليعيش حياة كريمة مع عائلته؟" فيخبرك أنه يحتاج (300-400 دولار) لأسرة متوسطة العدد، فالأسعار تتصاعد، والدخل وقيمة الجنيه في تراجع.
وإليكم هذا المثال، يعمل الموظفون العاديون في متاجر بيع الملابس بـ 100 دولار في الشهر "على ذمتهم"، بينما يتطلب التنقل للسائح في سيارة أجرة مدة 60 دقيقة في وقت بعيد عن الزحام، نحو 3 دولارات، وتحتاج لإسكات جوعك بوجبة "شاورما سورية" قرابة 5 دولارات، وتدفع لفندق مقبول المستوى، في مناطق بعيدة عن النيل وزحام العاصمة مبلغًا يتفاوت من 80 إلى 100 دولار في الليلة الواحدة.
الغلاء عالمي، وتشيع ثقافة الاستهلاك في كل مكان، وتقل فكرة الإنتاج، لكن من الواضح أن سياسات الدنيا كلها تتجه لإنهاء الطبقة الوسطى، فإما أن تكون ثريًا أو معدمًا في حياة نعيشها بنمط يفوق مستوى دخلنا، فنطارد الكماليات، ونغرق أنفسنا بما يمكن الاستغناء عنه من قروض ومتطلبات، ولا نؤمن بالتعليم التقني.

عصائر
عصير بلا سكر
دار نقاش بين خمسة من باعة العصائر الطبيعية حول شراء عصير المانجا من غير إضافة سكر صناعي، أربعة منهم رفضوا الفكرة، والخامس قبلَ على مضض، شريطة رفع السعر قليلًا.
يخبرك آخرون بأنهم تعوّدوا إضافة الماء والسكر لكل العصائر، فيما يفيد فريق آخر أنهم يحصلون من الشركة الأم على عصير جاهز يقدمونه للزبائن بإضافة الثلج فقط.
العصير الأعلى سعرًا هو ما تدخل في تركيبته فاكهة مستوردة، ففاكهة الأفوكادو القادمة من كينيا، على سبيل الثمال، يُباع الكيلو الواحد منها بـ 3 دولارات، أما المشمش المصري فسعر الكيلو منه بنحو 70 سنتًا.

سكان مصر
انفجار سكاني
تُثبّت لافتة على مقر "الجهاز المركزي للمحاسبات" تخبر المارة بعدد السكان، الذي يتغير كل 14 ثانية بقدوم وافد جديد إلى "أم الدنيا"، ونرصد آخر رقم ونحن في المركبة، فيخبرنا العداد الإلكتروني أن سكان مصر الآن 104,9992,456.
عدد السكان المرتفع يمكن أن يكون مصدر قوة، فرأس المال البشري مهم، لكن الأهم توافر الموارد والخدمات للقادمين إلى الدنيا، وصناعة المستقبل والفرص لهم.

جوائز؟!!
ترويج واحتيال
ينشط شبان وفتيات في ترويج حملات سياحية، فيما توحي وجوههم بأنهم ليسوا من أهل مصر.
الغريب، أن الجوائز تشترط دفع الفائز المفترض رسومًا بنحو 3 دولارات، والتوجه لمنطقة بعيدة لاستلامها، شرط التزام صاحبها بالترويج للشركة المفترضة، وانتقاء جائزة من 4 خيارات.
يسألك المروجون في مول "طلعت حرب"، وهو متجر كبير لا يوفر إلا مستلزمات للرجال والأطفال فقط، عن رغبتك في المشاركة بمسابقتهم، ترفض الفكرة من حيث المبدأ، وتخبرهم بأنك لم تسمع في الكرة الأرضية عن جائزة تُدفع رسوم للحصول عليها، ثم التوجه لمكان بعيد لاستلامها في اليوم التالي.
تسرد للسائل قصة سابقة في المكان ذاته، الصيف الفائت، حين طلب منك هو نفسه أن تتوجه في اليوم التالي بــ "بذلة مع ربطة عنق" إلى مكان بعيد عن وسط العاصمة لاستلام جائزتك.
صحافيات صغيرات
في الاجتماع الرابع لفريق الخبراء المعني بمتابعة تنفيذ الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة عام 2030، الذي عُقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، بمشاركة 14 دولة وعدة اتحادات إعلامية غير حكومية، عَرضت وزارة الإعلام 17 ومضة في إطار مشروع "صحافيات صغيرات"، الذي يتواصل منذ 11 عامًا في طوباس، والأغوار الشمالية، وجنين.
تقدم الومضات "زهرات" تحدثن عن أهداف الألفية الإنمائية من منظور فلسطيني، وتطرّقن إلى نهب الاحتلال للموارد الطبيعية، وتدميره لكل عناصر الحياة، وتعطيش الأغوار، وتسميم البيئة الفلسطينية.
وتستعرض الصغيرات مشكلات أبرزها تحديات الفقر، والبطالة، والتغير المناخي، وتلوث البيئة، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، وغيرها.
تطلق وزارة الإعلام مبادرة بالشراكة مع الهيئة العربية للبث الفضائي، لتعميم مشروع "صحافيات صغيرات" على أربع دول، في الصيف القادم في الأردن، وتكريسه لإنتاج إعلامي يركز على قصص نجاح ومبادرات وقضايا تتقاطع مع أهداف الألفية الإنمائي، وتتحدث عن فلسطين واستحالة التنمية فيها تحت الاحتلال، وكيف يمكن أن ننحاز للبيئة رغم كل ما يحيط بنا.
aabdkh@yahoo.com