
واشنطن/ آفاق البيئة والتنمية: أفادت دراسة نُشرت في مايو/ أيار الماضي أن انبعاثات أكبر منتجي الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) في العالم مسؤولة عن أكثر من ثلث المساحات التي أتت عليها حرائق غابات في غرب أميركا الشمالية في السنوات الأربعين الفائتة.
كريستينا دال، المُعِدَّة الرئيسة للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "إنفايرومِنتَل ريسيرتش ليتز" العلمية، أشارت إلى أن الحرائق التي تستعر في غابات غرب الولايات المتحدة وجنوب غرب كندا تفاقمت منذ عقود، إذ باتت تنتشر أكثر، وتدمر مساحات أكبر، وتصل إلى ارتفاعات أعلى وتستمر لمواسم عدة.
وأضافت "بما أن الرأي العام يتحمّل تكلفة إعادة البناء والحماية من مخاطر الحريق، أردنا أن نفهم بصورة أفضل الدور الذي تلعبه انبعاثات الشركات الكبرى المنتجة للوقود الأحفوري" في هذا التطور.
وقالت أيضاً "رغبنا في إبراز دور هذه الشركات حتى تتحمل نصيبها من المسؤولية في ما يخص التكلفة الناجمة عن الحرائق وانعكاساتها.
وجمع الباحثون البيانات المرصودة ونماذج مناخية لتحديد حجم مساهمة انبعاثات غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان من أكبر 88 شركة منتجة للوقود الأحفوري كـ "إكسون موبيل" و"بي بي" و"شيفرون" و"شل"، في الجفاف الجوي.
وخلصوا إلى أن هذه الانبعاثات مسؤولة عن ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية منذ بداية القرن العشرين بــ ـ0.5 درجة مئوية، أي نصف الاحترار المسجل.
وتسبب هذا الارتفاع في درجة الحرارة بتفاقم العجز في ضغط البخار في الغلاف الجوي في غرب الولايات المتحدة بنسبة 11%.
والعجز في ضغط البخار يعني أن الهواء المحيط يمتص مزيداً من قطرات الماء المنبعثة من النباتات والتربة في أثناء عملية التمثيل الضوئي، ما يجعلها جافة ويجعل الغطاء النباتي أكثر عرضة للحرائق.
وكانت أبحاث حديثة قد أظهرت أنه كلما ارتفع العجز في بخار الماء، اتسعت المساحات المُدمَّرة جراء الحرائق.
وأشارت الدراسة التي أجرتها منظمة "يونيون اوف كونسيرند ساينتستس" إلى أن القضاء على 8 ملايين هكتار نتيجة حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة وجنوب غرب كندا، أي ما يعادل مساحة جمهورية التشيك، يتحمل مسؤوليته أكبر منتجي الوقود الأحفوري والإسمنت في العالم.
وتمثل هذه المساحة 37% من المناطق التي دمرتها الحرائق كاملة في غرب أميركا الشمالية بين عامي 1986 و2021.
واُختير عام 1986 مرجعًا لأن البيانات المتصلة بالمناطق التي أتت عليها حرائق الغابات باتت تتمتّع اعتباراً من تلك السنة بموثوقية.
ومن العوامل الأخرى المسؤولة عن تزايد وتيرة الحرائق وحدّتها، أشارت الدراسة إلى التخلي عن ممارسة القدماء المتمثلة في إدارة الغابات عن طريق حرائق متعمدة لكن محدودة، تكون نتيجتها وجود مساحات جرداء لا نباتات فيها داخل الغابات توقف امتداد الحرائق. فالإحجام عن هذه الممارسة أدى إلى نمو شجيرات أكثر كثافة ويُحتمل أن تشتعل النيران فيها.
ولفت الباحثون إلى ممارسات تتصل بالتمدّن في المناطق الحرجية، من شأنها زيادة مخاطر اندلاع الحرائق غير المقصودة.
المصدر: AFP