حدث فريد.. أول صورة لمجرة أثناء موتها
تصوير تعبيري لفقدان المجرة ID2299 جزءًا من مكوناتها من الغاز والغبار
مجلة آفاق البيئة والتنمية/
أعلن بيان صادر عن المرصد الأوروبي الجنوبي أن فريقًا بحثيًا تابعًا له تمكن، عبر استخدام مصفوفة مرصد أتاكاما الملليمتري/تحت الملليمتري الكبير (ألما)، من التقاط صور لمجرة تبدأ أولى مراحل موتها، مما يُعد سابقة هي الأولى من نوعها.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق مؤخراً في دورية "نيتشر أسترونومي" فإن مصطلح "موت المجرات" يعني من وجهة نظر علمية، تلك الفترة التي تتوقف خلالها عن تكوين النجوم الجديدة.
وبفضل الدقة الشديدة لتلسكوب "ألما"، وهو عبارة عن مصفوف من حوالي 70 تلسكوبا راديويا موجودا في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، تمكن هذا الفريق من رصد مجرة تدعى ID2299 تبتعد عنا حوالي 9 مليارات سنة ضوئية، أثناء فقدانها لمكوناتها من الغاز والغبار بمعدلات هائلة، تساوي فقد ما قيمته 10 آلاف شمس كل سنة.
وتتكون النجوم الجديدة داخل هذه السحب من الغاز والغبار داخل المجرات، والتي تكون عادة غنية بالهيدروجين، فتحرقه النجوم لإنتاج الضوء والحرارة.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن ذلك يأتي في سياق كوني عنيف حقا، فهذه المجرة تكونت للتو (بالمعايير الفلكية) عبر التحام مجرتين، الأمر الذي يسرع من معدلات تكون النجوم الجديدة بها، يعني ذلك استهلاك الهيدروجين في سحب الغاز والغبار بمعدلات أكبر.
ولأن المجرة فقدت بالفعل حوالي نصف مكوناتها من تلك السحب، فإن ذلك يعني أن هذه المجرة في طريقها بالفعل للموت بعد انتهائها من إنتاج النجوم الجديدة، وتشير الدراسة إلى أن ذلك قد يحدث خلال عشرات الملايين من السنوات، الفترة التي تُعد -بالمعايير الفلكية- قصيرة جداً.
من جانب آخر، فإن هذا الكشف يُشير إلى فرضية جديدة تعارض فرضية رائجة في الوسط البحثي تقول إن موت المجرات يحدث بسبب الرياح النجمية العاتية، الخارجة من النجوم في طور النشأة، وتأثيرات الثقب الأسود بمركز المجرة، وهو ما يدفع الغاز والغبار بعيدًا عنها بالتدريج، حتى تفقده تماماً.
فيما تشير الدراسة الجديدة إلى أن فقدان كميات هائلة من الغاز والغبار من المجرة إلى الفضاء المحيط بها كان متعلقاً بعملية اندماج المجرتين معاً.
ويأمل باحثو المرصد الأوروبي الجنوبي أن تساعد تلك النتائج في تطوير فهمنا لمستقبل مجرتنا، فنحن نعرف أنها على موعد مع عملية تصادم ملحمي مع جارتها "المرأة المسلسلة" خلال 4-5 مليارات سنة من الآن، إنها فترة طويلة حقاً.
المصدر: الجزيرة نت