مطالبات علمية أوروبية بحظر مادة الأسبارتيم المُحَلِيَة وتشكيك في الدراسات الممولة من قطاع صناعة الأغذية التي تقلل من خطورتها

باريس/ آفاق البيئة والتنمية: أطلقت منظمة "فود ووتش" غير الحكومية، والرابطة الفرنسية لمكافحة السرطان، وتطبيق التغذية الفرنسي "يوكا"، عريضة مشتركة، في شباط/ فبراير الماضي، تهدف إلى حظر مادة الأسبارتيم المُحَلِيَة المثيرة للجدل، كونها تشكل خطورة على الصحة.
وتهدف هذه العريضة المطروحة في 11 دولة أوروبية (ألمانيا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وايرلندا ولوكسمبورغ وهولندا والمملكة المتحدة وسويسرا) إلى "الضغط على المؤسسات الأوروبية لحظر هذه المادة المضافة، وطلب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي" اتخاذ الإجراءات المناسبة احترازياً، وفق ما جاء في بيان مشترك.
وأوضحت "فود ووتش" أن مادة الأسبارتيم موجودة في أكثر من ستة آلاف منتج، وخصوصاً في تلك التي تسمى خفيفة، كبعض المشروبات الغازية الخالية من السكر والزبادي الخالي من السكر والعلكة.
ويثير هذا المُحلي الصناعي، المرخّص به منذ عام 1988، في فرنسا نقاشاً في شأن مخاطره المحتملة على الصحة.
ففي عام 2023، صنفته منظمة الصحة العالمية "مادة مسبّبة للسرطان لدى البشر".
ونقل البيان المشترك عن رئيس رابطة مكافحة السرطان فيليب برجيرو قوله إن "لا سبب لترك الناس يتعرضون لمخاطر الإصابة بالسرطان، التي يمكن تجنبها تماماً"، داعياً "صناع القرار السياسي إلى تحمّل مسؤوليتهم، وحظر هذه المادة".
وأشارت دراسات أخرى إلى المخاطر المرتبطة بمرض السكري، أو حتى الولادة المبكرة نتيجة استهلاك الأسبارتيم.
وأعادت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، المسؤولة عن تقييم المنتجات في السوق الغذائية الأوروبية عام 2013، تقييم هذه المادة المضافة التي يمكن التعرف عليها على الملصقات من خلال رقمها (E 951)، لكنها لم تُعد النظر في إجازة استخدامها.
إلاّ أن منظمة "فود ووتش" ورابطة مكافحة السرطان و"يوكا" أعربت عن قلقها من وجود "تضارب مصالح"، بحسب بيانها.
وأشار تقرير للمنظمة عن الأسبارتيم، نُشر في شباط/ فبراير، أيضاً إلى أن "ثلاثة أرباع الدراسات عن الأسبارتيم التي تعتبر هيئة سلامة الأغذية الأوروبية أنها محلّ ثقة، أجريت بتمويل من قطاع صناعة الأغذية أو تأثرت به، ما يثير تساؤلات في شأن صدقية تقييم المخاطر"، وبالتالي في شأن سماح الهيئة الأوروبية بالأسبارتيم.
وفي نهاية عام 2019، أطلقت هذه الهيئات الثلاث لحماية المستهلك والصحة حملة مشتركة ضد أملاح النتريت في الأغذية بسبب دورها في ظهور بعض أنواع سرطان الجهاز الهضمي، ما دفع بعض الشركات المصنعة إلى تغيير وصفاتها.
المصدر: AFP