من عيون الأسوار إلى بير البلد.. جولة تاريخية بيئية في كفر قرع
خاص بآفاق البيئة والتنمية
كثيراً ما ننسى ونحن نكتب التاريخ أن لنا تاريخاً بيئياً وتراثاً يرتبط بشكل وثيق بالاستدامة. ومن يقرأ كتاب "كفر قرع: تاريخ، تراث ومعالم" للمؤرخ البروفسور مصطفى كبها، سيجد حضوراً بارزاً للتاريخ البيئي في بلد مثل كفر قرع. للوديان حكايتها كما للعيون والآبار، وكذلك لأشجار البلوط والبُطم، وحتى للطيور والفراشات. وفي هذا التقرير نُسلط الضوء على المياه ومصادرها في تاريخ كفر قرع من خلال هذا البحث الذي تم بإشراف المؤرخ مصطفى كبها.
|
 |
مسار المشي قرب وادي الزعفرانة (وادي براق) في كفر قرع - تصوير عمر عاصي |
كثيراً ما ننسى ونحن نكتب التاريخ، أن لنا تاريخاً بيئياً وتراثاً يرتبط بشكل وثيق بالاستدامة. ومن يقرأ كتاب "كفر قرع: تاريخ، تراث ومعالم"، للمؤرخ البروفسور مصطفى كبها، سيجد حضوراً بارزاً للتاريخ البيئي في بلد مثل كفر قرع. للوديان حكايتها كما للعيون والآبار، وكذلك لأشجار البلوط والبُطم، وحتى للطيور والفراشات. في هذا التقرير نُسلط الضوء على المياه ومصادرها في تاريخ كفر قرع من خلال هذا البحث الذي تم بإشراف المؤرخ مصطفى كبها.

كتاب كفر قرع: تاريخ، تراث ومعالم للمؤرخ البروفيسور مصطفى كبها
نبدأ جولتنا من عيون الأساور في المدخل الغربي لوادي عارة وعلى الحافة الجنوبية الغربية لبلاد الروحة. وهي عيون ماء جارية طيلة أيام السنة، وتعد من أهم معالم السياحة البيئية في منطقة وادي عارة وتجري المياه فيها حتى في أيام الصيف الحارة، كما يجد السائح فيها توت العليق اللذيذ، والتين والنعناع البري. وهذه العيون تشكل محطة استراتيجية، إذ كانت في فترة الانتداب نقطة لقاء لسقاية مواشي قرى الخطاف ووادي عارة وبلاد الروحة، وكان فيها سوق تجاري ومحطة استراحة على الدرب السلطاني، كما حدّثنا المؤرخ مصطفى كبها، ابن قرية أم القطف القريبة.

عيون الأساور بالقرب من كفر قرع (تصوير عمر عاصي)

خريطة فلسطين 1935 - وفقًا لموقع GOVMAP [1]
من عيون الأساور ننتقل إلى بئر تاريخية، تسميتها مثيرة للاهتمام؛ بير الدويدار وهي من الآبار التي تواجدت على الطريق القديم الموصل إلى كفر قرع ومقام الصندحاوي قديماً على بعد 200 متر إلى الشرق من مفترق شارع 6 (الدرب السلطاني). تقع على ارتفاع 74 متراً عن سطح البحر، والاستدلال على موقعها اليوم يكون من خلال تتبع موقع محطة سحب المياه التابعة لشركة ميكوروت الإسرائيلية حيث يوجد شجرة تين. عمق البئر يتراوح بين 8-9 أمتار، وفيه القليل من المياه. يعتبر الموقع خطيراً وينبغي توخي خطر السقوط. في السنوات التي يزداد معدل الهطول عن 600 ملم من الأمطار تفيض مياه البئر.[2]
أما سر التسمية، فهو يعيدنا إلى العصر المملوكي، وقد ذكر ابن خلدون هذه التسمية في كتابه الشهير "المقدمة" سنة 1377 ميلادية، قائلًا: "وأما في دولة الترك بالمشرق فيسمون هذا الذي يقف بالناس على حدود الآداب في اللقاء والتحية في مجالس السلطان والتقدم بالوفود بين يديه الدويدار، ويضيفون إليه استتباع كاتب السر وأصحاب البريد المتصرفين في حاجات السلطان بالقاصية وبالحاضرة. وحالهم على ذلك لهذا العهد. والله مولي الأمور لمن يشاء". ويؤكد ذلك المؤرخ كبها في تفسيره للتسمية بأن البئر تنسب للمملوك علاء الدين الدويدار، الذي أقطعه الظاهر بيبرس عام 1265 للميلاد نصف أراضي عرعرة وعارة.

من بير الدويدار إلى وادي عارة
من الناحية الجغرافيّة، يعد وادي عارة من أبرز وديان فلسطين التاريخية، وهو يفصل بين جبال الخطاف وسلسلة جبال نابلس، وبين هضاب الروحة. ويمتد من اللجون إلى تل الأسوار، وهي منطقة كانت بمثابة حلقة وصل بين شمال فلسطين التاريخية وجنوبها. وعلى ضفاف هذا الوادي نشأت بلدات كثيرة عبر التاريخ تعتبر من أهم المدن والبلدات في مناطق 1948، مثل أم الفحم وعدد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة، وعارة وعرعرة وفيها نحو 25 ألفاً، وكفر قرع وعدد سكانها نحو 20 ألفاً.
لعل الفضل يعود في كثرة العيون والينابيع في هذه المنطقة، وقد أكدت ذلك دراسة مبكّرة لباحث اسرائيلي اُعدت عام 1966 في مجال الجغرافيا السكانيّة في منطقة وادي عارة، التي احتوت على خريطة مهمة حول علاقة مواقع القرى بمصادر المياه في وادي عارة.

علاقة مواقع القرى بالآبار والعيون في منطقة وادي عارة[3]
كما نمت في السفوح القريبة من الوادي الكثير من الأشجار التي شكّلت مورداً اقتصادياً مهما لسكان المنطقة، مثل أشجار البلوط التي استغلت في صناعة الفحم في المنطقة، وكذلك الخروب والزيتون والتين، وحتى اللوزيات التي اشتهرت زراعتها في المنطقة.

أبقار ترعى في أحراش جنوبي كفر قرع (تصوير عمر عاصي)
من اللافت أن تسمية وادي عارة تختلف بين منطقة وأخرى، حيث الجزء المحاذي من هذا الوادي مقابل كفر قرع يُسمى بالوادي الغربي[4] وتستمر المياه الجارية فيه إلى أن تصل "نهر المفجر"، فتصب في البحر الأبيض المتوسط عند شواطئ الخضيرة.

خريطة انتدابية يظهر فيها "الوادي الغربي" وهو جُزء من وادي عارة عند مروره من كفر قرع - الخريطة من موقع https://palopenmaps.org
من منطقة الوادي ندخل إلى قلب كفر قرع، حيث لا نجد وفرة في العيون كما هو الحال في أم الفحم أو عرعرة، بل نجد وفرة في الآبار والنزازات.
من الآبار الفريدة التي حُفظت قصّتها للأجيال هي "بير الحاجة نصرة". ففي السنوات الأولى من افتتاح مسجد قباء، قامت إحدى المحسنات من جيران المسجد وهي المرحومة الحاجة نصرة (جدة المرحوم أحمد عبد الله يحيى) بحفر بئر في ساحة المسجد كان يتوضأ منه المصلون، ولا يزال البئر موجوداً وفيه القليل من الماء. [5]
وبالقرب من جامع الصندحاوي (من أقدم المعالم الدينية في كفر قرع، إذ كان مقاماً وصار جامعاً كبيراً اليوم)، نجد أن المنطقة القريبة من المسجد تُدعى في الخرائط القديمة "النزازة"، وهي المنطقة الواقعة بين خلّة الشلح وبين أرض الصندحاوي.[6] وتعرف النزازة بأنها نبع خفيف الماء.[7] أما الجوهري فيقول في معجمه "تاج اللغة وصحاح العربية" إن النَزُّ والنِزُّ: ما يتحلَّب في الأرض من الماء. وقد أَنَزَّتِ الأرض: صارت ذات نَزّ.ٍ[8] وفي كفر قرع هي أرض خرجت في أرضها الينابيع في سنوات المطر الغزير، أرضه خفيفة تحمل طبقة حاملة للماء.[9]
من اللافت ونحن في هذه المنطقة أننا نرى أشجار بلوط ضخمة، نادراً ما نرى مثلها في بقيّة قرانا وبلداتنا. ومع سؤالنا عنها وجدنا أن البلوط والسنديان من الأشجار الأكثر حضورا في الطبيعة القرعاويّة، وهي من الشواهد التاريخية الطبيعية على ما تبقى من غابات البلوط التي كانت تميّز المنطقة في الأزمنة القديمة. ولم يبق منها في منطقة كفر قرع ووادي عارة إلا "غابة العمرة".
الصنف الأبرز من أصناف البلوط هو الصنف المسمى بلوط فش ."Quercus ithaburensis" [10]وهو "نوع بارز" لكفر قرع وفق تصنيفات خبراء علم النبات.[11] ونجد له مسميات عديدة في الموروث الشعبي الفلسطيني من "الفش" و"الملول" أو "المليل".[12]

ثمار أشجار البلوط في شارع طارق بين زياد حيث توجد أعداد من أشجار البلوط المميزة بين منطقة "سدر العروس" و"ظهرة الصندحاوي"، (تصوير عمر عاصي)
ومن مسميات الأراضي في كفر قرع نجد كذلك تسمية "العفصات" وهي من المسميات المرتبطة بشجر البلوط.[13]

من أرض الصندحاوي والبلوط ننتقل إلى بئر محمود الحمدان، الذي يعتبر من المواقع البيئية الفريدة في كفر قرع اليوم، علماً بأنه منطقة زرعت حوله في الماضي الخضروات وكروم العنب والزيتون وغير ذلك من الفاكهة. ومن الجدير بالذكر أن الكثير من أراضي كفر قرع زُرعت بالبطيخ، وقد اشتهر بطيخ تل الأساور حتى أصبحت سمعته كبرتقال يافا.

من موقع بقجة - نُشرت بتاريخ 03/01/2022
وفق باسم كناعنة، يقع هذا البئر غرب كفر قرع وشمال جبل المقايل في أرض محمود الحمدان كناعنة، والتي تقدر مساحتها بحوالي 35 دونماً. وفي عام 1942 عندما انتقل محمود كناعنة للعيش في أرضه حتى عام 1948، اهتدى على بئر بيزنطي فارغ ومليء بالحجارة والصخور والتراب، ولا تجري به المياه فقرر، أن يرممه ويحفره من جديد، وفعلاً هذا ما فعله بمساعدة نسيبه (أخ زوجته) الشيخ جميل مدلج. وتبين أن سبب عدم نبض وتدفق المياه في البئر هو إغلاق النبعة في أسفله بصخرة كبيرة. وبعد ترميم البئر بدأت المياه تتدفق من جديد إلى يومنا هذا.[14]
الوادي الذي يمر بالقرب من بير الحمدان له مسميات كثيرة، أبرزها وادي بُراق، وقد سمي وادي كفر قرع أيضاً.
ينبع هذا الوادي من منطقة البويشات شمالي معاوية ويتجه غرباً، حتى يتحد مع وادي المراح ووادي الزرقا، ليصب في البحر المتوسط شمال قرية جسر الزرقا الساحلية.[15]
يعد وادي براق بمثابة "ممر بيئي" له أهمية بالغة للكائنات الحية في المنطقة، ولهذا كثيراً ما كانت هناك جهود للحفاظ على الوادي والمناطق المحيطة به، لخدمة الحياة البرية في المنطقة وتشكل منطقة عبور لها.
يزيد أهمية المنطقة، وجود عيون الماء فيها مثل "عين وردة" و"عين براق" ومنطقة "النبعات" و"البصّات"، وهي كلها موائل بيئية رطبة تخدم العديد من الكائنات الحية، بالأخص حيث تتواجد نبات العليق و"السهوب الشجرية"، التي تعشش فيها الطيور، وتنجذب إليها الفراشات، وغيرها من الكائنات الحيّة.
ومن الطريف أن نعلم بأنه من أصل حوالي 140 نوعاً من الفراشات الموجودة في بلادنا، يُمكن أن نجد 49 نوعاً من الفراشات المميزة في كفر قرع، ومن بينها أصناف تعتبر من الأنواع النادرة، مثل فراشة "توماريس نيسيماكس"، التي تعتبر واحدة من 14 فراشة نادرة ومحمية بموجب القانون الاسرائيلي.[16] ولم نجد لها تسمية بالعربية وهي تعيش قرب نبتة "بيض الحمار"، والتي تسمى أيضاً "شرعب" و"أبو عبكل".[17]
يبلغ طول المقطع الذي يمر من كفر قرع حوالي 3.8 كيلو متر. ومن المؤسف أن ضفاف الوادي ملوثة بمخلفات البناء والأثاث والخردة. ومع ذلك فقد تم الحفاظ على الوادي من خلال جعل ضفافه متنزهات يزورها السكان من كل أنحاء منطقة وادي عارة.

خريطة انتدابية يظهر فيها وادي بُراق - من موقع https://palopenmaps.org

صورة لوادي براق من موقع بقجة (تصوير باسم كناعنة)
في منطقة وادي براق شمالي كفر قرع، نجد العديد من العيون التاريخية التي يُمكن الوصول إلى عدد منها، لكن بعضها لا يمكن الاقتراب منه، مثل عين البراق الموجودة إلى الشمال من عين وردة، وأرض الصواوين في طرف معسكر للجيش الإسرائيلي (قاعدة جولاني).
عيون الزعفران، من العيون التي تذكرها المصادر التاريخية المحلية، وتقع في أرض "النبعات". ومن الجدير بالذكر أن معظم الخرائط المنشورة ليس فيه تسمية "عيون الزعفران"، وإنما هناك أرض "الزعفرانة"، وأرض النبعات، إلا أننا نجدها ذكرت في قصيدة شعر محلية:
عيون الزعفران لها حنين… بأمواه يصل بها حصاها
لقد جذبت إليها كل نفس… تلوذ بظلها تطفى صداها[18]
أما أهم العيون في كفر قرع، فهي عين وردة، والتي لم تكن مصدر شرب رئيسي، إلا أنها من المصادر المائية البارزة. واليوم هي واحة للحياة البريّة، وبالأخص البرمائيات والكائنات التي تعيش في البيئات الرطبة. ويعتبر التنوع الحيوي في محيط العين وما يجاورها من المناطق الغنية مقارنة مع بقية المناطق في البلدة.
ويذكر أن هناك نوعاً من الأزهار يصنف على أنه من أحد النباتات الفريدة التي تعيش بالقرب من العين، وتُدعى "الحنون المائي"، وقد تكون اسم العيون "عين وردة" بسبب هذه العين.

عين وردة - من دراسة مسح الطبيعة في مدينة كفر قرع لجمعية حماية الطبيعة[19]
والحنون المائي يسمى علمياً (Ranunculus peltatus)، وهو من الأنواع المستوطنة في أوروبا، وجنوب اسيا، وشمال أفريقيا ومن ضمنها فلسطين التاريخية. يعيش هذا النبات في برك تجميع المياه المؤقتة وبعض البرك المائية، ولكن أعداد برك المياه المؤقتة في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط في انخفاض مستمر، وذلك بسبب التغيرات المناخية والتدخل البشري في موائلها الطبيعية، ما يؤثر على توزيع النبات ويهدد انتشاره.[20]
من عين وردة نعود إلى محطتنا الأخيرة: بير البلد
البير، هو التسمية الشعبية لـبئر كفر قرع، وهي البئر الرئيسية التي شرب منها سكان كفر قرع مُنذ أن سكنوا هذه الديار قبل حوالي 300 عام، وبقي كذلك حتى عام 1956، إلى أن تم تمديد شبكة المياه إلى القرية حينها. لم يكن البئر مصدر مياه شرب فقط، بل كان مصدر سقاية الدواب وري المزروعات وغسيل الملابس، كما كان يُستغل للسباحة والاستحمام.
بالبحث في تاريخ البئر، نجد أنه كان متجاوزاً لوظيفته الأساسية كبئر ماء، حيث كان ملتقى اجتماعياً من الدرجة الأولى بين أهل البلدة، فالكثير من نساء كفر قرع كانت تزور البئر مرتين يومياً، مرة في الصباح ومرة عند الغروب. بعض النساء كانت تأخذ اولادها للاستحمام عند البئر ومعها الملابس، فيستحم الأطفال وتغسل هي الملابس، وهناك تلتقي ببقية النساء حيث يُمكن كذلك أن تجد عروساً لابنها مثلاً.[21]
كان الشباب يقصدون البير للبحث عن "عروس"، كانوا ينتظرون مرور الفتيات من "طريق الملايات" وهن محملات بجرار ممتلئة بالمياه محمولة على رؤوسهن بكل براعة، وكان للمشية ووضعية الجرّة، دور كبير في قرار اختيار الزوجة.

بير كفر قرع Bir Kefr Kara وبير الزرقاء Bîr ez Zerka من خريطة فلسطين 1875 [22]

صورة قديمة للبير من كتاب محطات على تاريخ كفر قرع لشكري عراف 1997
بعد وصول المياه إلى البيوت بالمواسير المعدنية انتهت تلك الحقبة التي استمرت لمئات السنين. وقد اُهمل البئر حتى تحول إلى مكان للدواب، ثم كاد يتحول إلى مزبلة، لولا أن إدارة المجلس في فترة الرئيس "محمد مصاروة" قامت بمبادرة للحفاظ على البئر التاريخية، من خلال تحويله إلى منتزه يخدم أهل القرية للتسلية والترفيه وحفظ هذا الأثر التاريخي. [23]

بئر كفر قرع خلال فعالية للتعريف بالتراث الشعبي في كفر قرع - تصوير عمر عاصي
[3] دراسة Geography of settlements of Eron Valley region لجدعون جولاني - 1966
[4] حسب خرائط فلسطين الانتدابية 1942 / بينما يسمى وادي عارة حسب 1875
[5] محطات على تاريخ كفر قرع - شكري عراف 1997
[9] محطات في تاريخ كفر قرع - شكري عراف 1997
[11] مكاتبة مع عميت مندلسون - حول نباتات كفر قرع (الاربعاء 12 تموز 2023)
[13] محطات على تاريخ كفر قرع - شكري عراف 1997
[16] إستطلاع المناطق الطبيعية المميزة في كفر قرع סקר טבע עירוני - כפר קרע , جمعية حماية الطبيعة - أغسطس 2021
[18] عيون الزعفران- مختارات من التراث الشعبي المتداول في كفر قرع ومنطقة الروحة 2006
[19] إستطلاع المناطق الطبيعية المميزة في كفر قرع סקר טבע עירוני - כפר קרע , جمعية حماية الطبيعة - أغسطس 2021
[21] كفر قرع بعيون نسائها - نُشر عام 2008
[23] مقابلة مع محمد مصاروة - بودكاست (نسمات قرعاوية) إنتاج مركز أبحاث المثلث في كفر قرع.