قطاع غزّة... إبادة بيئية وكلفة مناخية باهظة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
الاستهداف الإسرائيلي المدمر للبنية التحتية الفلسطينية، بما في ذلك الأبراج السكنية والمنازل والمدارس والمشافي وأماكن العبادة وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، أدى إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن القطاع في ظل الوضع الإنساني المتردي والحاجة الملحة للطاقة في المشافي والعيادات الصحية. ولم تسلم البيئة الفلسطينية من استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي والذي ساهم بشكل كبير في تدهور البيئة الغزية. العمليات العسكرية المتواصلة وتدمير المناطق الزراعية أدى إلى فقدان الغطاء النباتي، ما ساهم في تدهور التربة وزيادة التصحر، وقلل من قدرة البيئة على التخفيف من آثار تغير المناخ، ومع تدمير المساحات الخضراء وانخفاض جودة الهواء، يمكن أن تتزايد درجات الحرارة المحلية، ما يزيد من صعوبة العيش في المنطقة، خصوصاً مع تأثيرات تغير المناخ العالمي، كما أن تضرر البنية التحتية يقلل من قدرة غزة على التكيف مع التغيرات المناخية، مثل التعامل مع الأمطار الغزيرة أو الجفاف، ما يزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية في المستقبل. وهذه العوامل مجتمعة تجعل الكلفة المناخية للحرب على غزة شديدة الوطأة، ما يتطلب جهوداً كبيرة للتعافي وإعادة البناء بطريقة تساهم في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ وتحسين جودة الحياة للسكان.
|
 |
جانب من أحد أحياء مدينة غزة قبل وخلال الحرب |
أظهر الاستهداف الإسرائيلي المدمر للبنية التحتية الفلسطينية، بما في ذلك الأبراج السكنية والمنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، وحشية الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ قُطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن القطاع في ظل الوضع الإنساني المتردي والحاجة الملحة للطاقة في المشافي والعيادات الصحية، ولم تسلم البيئة الفلسطينية من استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي والذي ساهم بشكل كبير في تدهور البيئة الغزية.
 |
 |
طفل وسط الركام الكبير من النفايات المتراكمة في قطاع غزة |
محاولات ترحيل أكوام النفايات بواسطة اليات بلدية غزة |
النفايات الصلبة مأساة عميقة
أدت الحرب إلى مزيد من الدمار وشلت البنية التحتية الحيوية لجمع النفايات، ما فاقم الوضع المتردي بالفعل. تدمير مركبات جمع النفايات والمرافق ومراكز معالجة النفايات الطبية فرض ضغوطاً كبيرة على البلديات، التي تحاول جاهدة التعامل مع الأزمة المتصاعدة.
مع تراكم النفايات، انتشرت القوارض والحشرات، الأمر الذي أدى إلى زيادة المخاطر والتهديدات الصحية، إذ أن تحلل هذه النفايات ينتج عنها غازات ضارة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، ما يؤدي الى تلوث الهواء ويسبب روائح كريهة، ويشكل خطراً على صحة الجهاز التنفسي. إضافة إلى ذلك، فإن عبث الأطفال بالنفايات المتراكمة ينقل إليهم أمراضاً خطيرة.
تراكم كميات هائلة من النفايات الصلبة في شوارع قطاع غزة منذ بداية الحرب، أصبح مأساة حقيقية، وليس هناك خيار سوى اللجوء إلى حرق تلك النفايات للتخفيف من الأضرار. لكن هذا الحرق يعد مأساة أخرى، لما ينتج عنه من كميات ضخمة من السموم المسرطنة والغازات السامة، مثل الديوكسين وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والكربون. وقد سجلت حالات متعددة لمشكلات في التنفس في هذه المناطق، وبخاصة بين الأطفال وكبار السن.
ذكرت الأمم المتحدة أن 270 ألف طن من النفايات الصلبة تراكمت في قطاع غزة الذي يتعرض للهجمات الإسرائيلية، وأن هذا يخلق كارثة بيئية وصحية. وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي في أيار/مايو الماضي، إن نظام جمع وتنظيم النفايات في غزة تعرض لأضرار جسيمة بسبب تدمير مرافق إدارة النفايات ومراكز النفايات الطبية. وأضاف دوجاريك: "270 ألف طن من النفايات الصلبة تراكمت في غزة، وهذا يخلق كارثة بيئية وصحية على حد سواء". ولفت إلى أن "الصراع وتدمير الطرق والعثور على القنابل غير المنفجرة يزيد من صعوبة العمل".
ونبه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن "مسألة إدارة النفايات الصلبة في غزة أصبحت حاجة ملحة، وتتطلب دعما وحلولا فورية ". وذكر البرنامج الأممي أن "هذه الأزمة انعكاس للأزمة الإنسانية الأوسع في القطاع. قبل الحرب، كان البرنامج قد وضع الخطوط العريضة لخارطة طريق شاملة معنية بالإدارة المستدامة للنفايات في غزة، مع التركيز على التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري، ولكن منذ اندلاع الحرب، تحولت الأولويات نحو المساعدة الإنسانية العاجلة".
 |
 |
بقايا سيارة وحدة العناية المكثفة للهلال الأحمر الفلسطيني جراء قصفها من الطيران الحربي الإسرائيلي |
طفل يسير وسط الركام والحطام وسط أحد الأحياء المدمرة في مدينة غزة |
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" أصدرت ورقة حقائق بعنوان: "واقع تكدس النفايات الصلبة بفعل العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة"، بهدف تسليط الضوء على الكارثة البيئة والبشرية جراء تراكم النفايات الصلبة، واقتراح التدابير والتوصيات الواجبة على المجتمع الدولي وعلى دولة الاحتلال.
وتستعرض الورقة وضع النفايات الصلبة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى حالة معالجة وإدارة النفايات الصلبة قبل العدوان، نظراً لارتباط أسباب تكدسها بحالة الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007. تحذر الورقة من النتائج السلبية الناجمة عن تراكم النفايات الصلبة على المدى القريب والبعيد، مثل انتشار الأمراض، وتلوث البيئة، وتهديد الصحة العامة، ما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكدس هذه النفايات، ومع استمرار الاحتلال في تدمير جميع مقومات الحياة، تصبح هذه النفايات إحدى أدوات الحرب.
 |
 |
أطفال يسيرون وسط حطام المباني السكنية المدمرة في مدينة غزة |
أم فلسطينية نازحة من المواصي تحمل اطفالها الثلاثة نحو المجهول في غزة |
نقص المناعة وانتشار الأوبئة
انتشرت القوارض والحشرات بشكل كبير وارتفعت نسب الإصابة بالأمراض المعدية مثل الكبد الوبائي والتيفوئيد والقمل والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات جلدية وجدري الماء، نتيجة غياب مقومات النظافة الشخصية وفقد الوزن وموت الأطفال جراء سوء التغذية ونقص المناعة نتيجة انعدام الأمن الغذائي، فيما المجاعة تفتك بسكان قطاع غزة.
يؤكد اختصاصي أمراض المناعة والمحاضر في كلية الطب بجامعة النجاح الوطنية وليد الباشا، أن كارثة بيئية وإنسانية تهدد قطاع غزة في الوضع القائم حالياً، وقال متحدثاً لـ "آفاق" إن الوضع معقد ومركب من نقص المناعة وانتشار الأوبئة والأمراض ربما يعيد إلى غزة أمراضاً اختفت منذ قرون.
وأضاف أن وجود الركام خلق بيئة جديدة وخاصة في ظل وجود جثث متحللة تحت الأنقاض او كائنات حية سوف ينتج عنها عدم توازن بيئي وانتشار كبير للقوارض في ظل عدم وجود طيور جارحه تتغذى عليها والتي سوف تدمر ما تبقى من المحاصيل الزراعية والنباتات البرية اضافة الى كميات كبيرة من تكاثر القراد والقمل، والتي تؤدي الى موت الكائنات الحية بالإضافة الى الإنسان وهذا سوف يؤثر على التوازن البيئي.
ووفق الباشا، تنتشر الأوبئة الناشئة بسرعة مثل السل والكوليرا والتيفوئيد، كما أن اختلاط مياه الشرب في قطاع غزة بمياه الصرف أدى الى ظهور التهاب الكبد الفيروسي، في حين أن انتشار الجثث في شوارع قطاع غزة وعدم دفنها يتسبب في ظهور أمراض جديدة "وهذا ما يخيفنا ويرعبنا من الناحيتين الطبية والبيئية بدرجة لا توصف، وغزة ستكون بؤرة وبائية ومكاناً لانتشار أمراض شهدها التاريخ سابقاً واختفت منذ قرون".
 |
 |
آليات بلدية غزة تزيل النفايات وسط أحياء غزة المدمرة |
إحدى مدارس الوكالة المدمرة التي تعرضت للقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي على غزة |
ضرر بيئي دائم
أدت الحرب على قطاع غزة إلى نزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني من منازلهم في الشمال بحثاً عن مأوى آمن في الجنوب، كما شهدت المحافظات الجنوبية موجات نزوح إضافية، ويعيش هؤلاء النازحون في خيام أو ملاجئ مؤقتة وسط أكوام من النفايات، نتيجة لعدم توفر خدمات جمع وإدارة النفايات، ما ينذر بحدوث أزمة بيئية وصحية قاتلة.
ويشير تقييم جديد لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP في حزيران الماضي، إلى أن الآثار البيئية الناجمة عن الحرب في غزة غير مسبوقة، ما يزيد من تلوث التربة والمياه والهواء ويهدد النظم الأيكولوجية والطبيعية بأضرار لا يمكن إصلاحها.
ومن بين تلك الأضرار: "تدهور المناطق الساحلية بشدة ما أضر بالنظم الإيكولوجية والموارد البحرية، وتدمير البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والطرق، وتهديدات صحية وبيئية شملت حطام الذخائر غير المنفجرة، والنفايات الصناعية والطبية والمواد الخطرة، وحرق النفايات بسبب نقص الغاز المستخدم للطهو، فتضطر الأسر الى حرق الأخشاب والمواد البلاستيكية والنفايات، ما يؤدي الى تدهور جودة الهواء وزيادة المخاطر الصحية، وبخاصة على النساء والأطفال. بالإضافة لاستخدام ذخائر تحوي معادن ثقيلة ومواد كيميائية متفجرة في المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وتضرر مرافق إدارة النفايات حيث تعرضت 5 من أصل 6 لإدارة النفايات الصلبة لأضرار بالغة، وتراكم في الشهر الأول من الحرب 1200 طن من القمامة يومياً حول المخيمات والملاجئ. وأخيراً النفايات الصلبة التي ولدت نحو 39 مليون طن من الحطام بمتوسط 107 كيلو لكل متر مربع".
 |
 |
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي للأحياء السكنية في قطاع غزة |
نزوح مستمر ومتواصل للعائلات من مدينة رفح |
كلفة مناخية باهظة
لا يزال قطاع غزة يدفع كلفة مناخية باهظة نتيجة الحرب المدمرة، تتمثل في تدمير المباني والبنية التحتية وإطلاق كميات كبيرة من الغبار والملوثات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، تعطيل نظام جمع ومعالجة النفايات وتراكمها في الشوارع والمناطق السكنية وحرق النفايات الصلبة والنفايات الطبية بسبب نقص أنظمة التخلص السليم، إضافة الى تدمير محطات معالجة المياه والصرف الصحي، ما يؤدي إلى تسرب المياه العادمة إلى مصادر المياه الجوفية والبحر.
تقول المهندسة البيئية رَنيم مدوخ من مدينة غزة: "منذ بدء العدوان، شهدنا تدميراً ممنهجاً لشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، ما أدى لتدهور الظروف الحياتية بشكل كارثي في كافة المناطق باختلافها، كما أن القصف المتكرر أثر على كمية ونوعية وسبل الوصول للمياه وخدمات الصرف الصحي وخدمات ترحيل النفايات".
وتضيف مدوخ "رحلة الحصول على الماء والطعام باتت محفوفة بالعديد من المخاطر الصحية، فمع محدودية عمل الجهات المختصة والظروف البيئية الكارثية في القطاع، قد يحصل الفرد على نصيبه من الماء او الطعام ملوثا بالجراثيم والميكروبات نتيجة تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي في الأسواق وبين المنازل والخيام".
وأدت الحرب إلى ظهور نحو 70 مكباً عشوائياً للنفايات في جنوب غزة، وفي الشمال تتراكم أكوام النفايات في المناطق كافة لعدم وجود أي خدمات ترحيل، إذ انتشرت القوارض والحشرات، وارتفعت نسب الإصابة بالأمراض المعدية، وفق المهندسة البيئية رنيم مدوخ.
 |
 |
جانب من الدمار الذي تعرضت له احياء جباليا جراء العدوان الإسرائيلي |
مشاهد للدمار الذي خلفته قوات الاحتلال عقب عدوانها على مخيم جباليا |
غزة وظاهرة التصحر
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن أن تساهم في ازدياد ظاهرة التصحر نتيجة للعديد من العوامل المرتبطة بالدمار البيئي الناتج عن استخدام المتفجرات، والدمار الواسع، وتدهور البنية التحتية والتدهور الفوري للغطاء النباتي جراء القصف المكثف والأحزمة النارية والحرائق التي دمرت النباتات والأشجار، ما ترك الأرض مكشوفة وعرضة للتآكل.
المواد الكيميائية الناتجة عن المتفجرات يمكن أن تلوث التربة وتجعلها غير صالحة للزراعة وغير قابلة للاستخدام لفترات طويلة، كما أن الركام والحطام يعوق استخدام الأراضي للزراعة.
انخفاض الإنتاج الزراعي أدى إلى نقص في المواد الغذائية وارتفاع اسعارها وزيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية. يضاف الى ذلك تدمير أنظمة المياه والري والخزانات ومحطات تحلية المياه، كما أن تعطيل النظم البيئية حتما سيؤدي إلى تغييرات في المناخ المحلي وزيادة درجات الحرارة والجفاف.
وأظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية في حزيران/يونيو الماضي عن حجم التحديات الهائلة التي تواجه جهود إعادة الإعمار، وأن إعادة بناء قطاع غزة بعد الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي ستأتي بتكلفة مناخية باهظة، وأن إعادة بناء حوالي 200 ألف مبنى، دُمرت في الأشهر الأربعة الأولى، ستولد 60 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي كمية تفوق الانبعاثات السنوية لـ 135 دولة بشكل فردي.
تدمير المناطق الزراعية أدى إلى فقدان الغطاء النباتي، ما ساهم في تدهور التربة وزيادة التصحر، وقلل من قدرة البيئة على التخفيف من آثار تغير المناخ، ومع تدمير المساحات الخضراء وانخفاض جودة الهواء، يمكن أن تتزايد درجات الحرارة المحلية، ما يزيد من صعوبة العيش في المنطقة، خصوصاً مع تأثيرات تغير المناخ العالمي.
 |
 |
حرق النفايات بسبب عدم وجود مكبات لتجميع النفايات جراء العدوان الإسرائيلي |
غرق شوارع غزة بمياه الصرف الصحي جراء تدمير البنية التحتية |
كما أن تضرر البنية التحتية يقلل من قدرة غزة على التكيف مع التغيرات المناخية، مثل التعامل مع الأمطار الغزيرة أو الجفاف، ما يزيد من أخطار الكوارث الطبيعية في المستقبل. وهذه العوامل مجتمعة تجعل الكلفة المناخية للحرب على غزة شديدة الوطأة، ما يتطلب أولاً وقف الحرب، وجهوداً كبيرة للتعافي وإعادة البناء بطريقة تساهم في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ وتحسين جودة الحياة للسكان.
ما خلفته الحرب سيساهم في تفاقم ظاهرة التصحر نتيجة للتدمير الواسع النطاق للغطاء النباتي والتربة، ويمكن التخفيف من هذه الآثار من خلال التعاون الدولي في إزالة الركام والحطام وجهود إعادة الإعمار لإعادة استخدام الأراضي، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتطبيق تقنيات الزراعة المستدامة وإعادة التشجير.
يشار الى أن القوانين الدولية والإنسانية والبيئية أكدت على حق الإنسان في الحصول على بيئة آمنة بما في ذلك الحق في العيش في بيئة صحية متوازنة ومستدامة، وهو الحق المرتبط بحقوق الإنسان الأخرى مثل الحق في المياه والصرف الصحي، والحق في الغذاء، والحق في الصحة كما نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948.
 |
 |
دمار كبير وحطام هائل خلفه الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة |
قذيفة صاروخية غير منفجرة من طائرة حربية اسرائيلية على قطاع غزة |
 |
 |
غرق شوارع غزة بمياه الصرف الصحي جراء تدمير البنية التحتية |
مشاهد من محاولات الغزيين الحصول على بعض مياه للشرب |
 |
 |
تكدس النفايات قرب مراكز الإيواء شمال غزة جراء تدمير الاحتلال للبنى التحتية |
احدى القذائف غير المنفجرة قرب مركز ايواء للنازحين الفلسطينيين في غزة |