خاص بآفاق البيئة والتنمية
خلال أول خمسة أشهر من العدوان الدموي الإسرائيلي المستمر، تم إطلاق ما معدله 500 قنبلة يومياَ. حصة الفرد في قطاع غَــزّة تتجاوز 10 كغم من المتفجرات الإسرائيلية. تشير التقديرات إلى حوالي 10 بالمئة (7.5 ألف طن) من إجمالي القذائف والقنابل التي ألقاها جيش الاحتلال على القطاع، لم تنفجر. الخبراء يحذرون من انفجار المخلفات في منازل الفلسطينيين. لفهم مدى ضخامة العدوان الإسرائيلي، فلنقارنه بالحرب في أوكرانيا، حيث يبلغ طول جبهة القتال هناك نحو ألف كيلومتر، في حين أن قطاع غزة الذي لا يزيد طوله على 40 كيلومترا، هو كله جبهة قتال. قُدِّر حجم الأنقاض بـ 37 مليون طن، أو أكثر من 100 كيلوغرام لكل متر مربع. هذه الأنقاض تحوي عدداً كبيراً من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها معقداً جداً بسبب المخاطر الأخرى الموجودة في الركام. وتفيد التقديرات أن أكثر من 800 ألف طن من مادة الأسبستوس السامة والخطرة، موجودة في حطام محافظة غزة وحدها.
|
 |
جانب من الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على خزاعة بقطاع غَــزّة (المصدر - الجزيرة) |
يواصل الاحْتِلاَل الإسرائيلي عدوانه البري والجوي والبحري على قطاع غَــزّة منذ أكثر من تسعة أشهر، في حرب مدمرة أسفرت عن عشرات آلاف الشُهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء، لترتفع الحصيلة إلى نحو 38 ألف شهيد و89 ألف مصاب، فيما أعلن الدفاع المدني في غزة أن أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقد تسببت الحرب بنزوح نحو 1.4 مليون شخص إلى جنوب القطاع، وفقاً لمصادر فلسطينية، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والمادية الكبيرة جراء تدمير الاحتلال للبنى التحتية والمنشآت التجارية والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات.
 |
 |
اعمال ازالة الإنقاض والركام جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غَــزّة |
القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ تسعة أشهر . |
يَوْمِ البِيئَــة العالَميّ
يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي، في الخامس من حزيران/يونيو من كل عام. وأعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن شعار احتفال هذا العام هو "استعادة الأراضي ومكافحة التصحر وتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف".
وأشار البرنامج إلى أن موضوع الاحتفال هذا العام يرتبط بثلاثة أهداف رئيسية من أهداف التنمية المستدامة: ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها بشكل مستدام، واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، وحماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها بشكل مستدام. يُذكر أن اليوم العالمي للبيئة هو الوسيلة الرئيسية للأمم المتحدة لتعزيز الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة، ويُحتفل به سنوياً منذ عام 1973.
أما بالنسبة لقطاع غزة فما زال يعاني من مشاكل جمة بفعل الحرب المدمرة التي طالت البشر والحجر والشجر، إذ لم تنجُ البيئة الفلسطينية من الهجمات المتكررة والمنظمة من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تدهور البيئة في قطاع غزة، وهذا يعد انتهاكاً صريحاً وواضحاً لحقوق الإنسان، خصوصاً حق المواطن الفلسطيني في العيش في بيئة صحية ومستدامة، وحق الإنسان في الصحة يأتي على رأس الأولويات، ويشمل حقه في الغذاء والمياه، والحياة، وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948، بالإضافة إلى العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
 |
 |
قذيفة صاروخية لم تنفجر أطلقت من طائرة حربية اسرائيلية على غَــزّة . |
جانب من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية وشبكات الكهرباء في غَــزّة . |
يوم البيئة العالمي بعيون غزة
منذ بدء العدوان انقطعت إمدادات المياه والغذاء والوقود، وتوقفت أنشطة صيد الأسماك وتربية الحيوانات وإنتاج الفواكه والخضروات الطازجة، ما أدى إلى عدم القدرة على الوصول إلى المصادر الحيوية للبروتين والأطعمة المغذية، بالإضافة إلى فقدان المصادر الرئيسية لفرص العمل وسبل العيش.
"حتى المساعدات الإنسانية محدودة خاصة في شمال القطاع، فمنذ أشهر طويلة لم نأكل إلا الخبز والمعلبات وبعض الأعشاب البرية، أما اللحوم والخضروات الطازجة والفواكه فأصبحت رفاهية لا يحق لنا أكثر من الحلم بها"، تقول المهندسة البيئية رنيم مدوخ من مدينة غزة.
وتضيف مدوخ لـ "آفاق" أن غزة كانت تحتفل في الأعوام السابقة بالتنوع البيئي الحيوي، ومشاريع بيئية ريادية، أهمها: تطوير محمية وادي غزة التي كانت تسير بخطى واعدة نحو تحقيق مبادئ الاستدامة العالمية، من خلال مشاريع ضخمة لتحلية مياه البحر ومشاريع الطاقة الشمسية واستخدام الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء وإنشاء مكبات نفايات صحية بأعلى المواصفات.
كمهندسة بيئية وكأم عاشت النزوح مرات عدة تتابع مدوخ: "في المقام الأول أضطر لإعطاء عائلتي المياه وأنا أعرف أنها معرضة للتلوث وغائبة عن الفحوصات الصحية والرقابية، ولضمان عدم تعرضهم لمشاكل صحية أخطر مثل الجفاف، أشعر بقلة الحيلة حين أرى الأطفال يُعَبِّئُونَ المياه من نقاط التوزيع محاطين بالقمامة ويمشون بطريقهم للمنزل بين مياه الصرف الصِحّيّ وأدعو أن يحميهم الله فالكارثة أكبر منا جميعا".
 |
 |
استهداف متعمد لقوارب الصيادين بميناء غَــزّة البحري |
عمليات الإنقاذ المتواصلة لإزالة الحطام الناجم عن القصف الإسرائيلي لغَــزّة |
انتهاك قوانين الحرب
تنتهك قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على غزة العديد من قواعد القانون الدولي، مثل عدم التمييز بين المدنيين والمقاتلين وتعمد الإضرار بالمدنيين وممتلكاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يحظر القانون الدولي استهداف أفراد الخدمات الطبية مثل الأطباء والمسعفين ووسائل النقل الطبي والمستشفيات، كما يحظر الهجمات العشوائية التي لا تستهدف هدفاً عسكرياً محدداً، ويمنع العقوبات الجماعية، كما يحظر القانون الدولي الإنساني استهداف المدنيين واستخدام تجويعهم كأسلوب حرب.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في أواخر أيار/مايو الماضي، عن ارتفاع حصيلة شهداء المنظومة الصحية في قطاع غزة إلى 496 منذ بدء الحرب إلى جانب 1500 جريح، و309 أسرى.
في سياق متصل، طالب مدير الدفاع المدني في غزة عبر بيان صحفي، بـتوفير سيارات الإطفاء والإسعاف والآليات التي تساعد في انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن الجهاز خسر أكثر من 80 % من معداته منذ بداية الحرب.
وقد نظمت اتفاقيتا لاهاي لعامي 1899 و1907 إضافة إلى اتفاقية جنيف في صياغتها الأخيرة لعام 1949، حقوق الإنسان الأساسية في حالة نشوب حرب، من أجل الحد من الأضرار الصحية الفتاكة للأسلحة المحرمة دولياً، والتي قد يتسبب بعضها في حصول "إبادة جماعية" للمدنيين.
وتحظر المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية "مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية"، وبموجب المادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة، يعد تدمير الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير من المخالفات الجسيمة التي تُوجب المحاكمة. كما تعد تلك الممارسات جريمة حرب بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
 |
 |
مشهد من الأحزمة النارية الي تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية على غَــزّة |
مواطنون من غَــزّة يتجمعون حول قذيفة صاروخية غير منفجرة |
75ألف طن متفجرات
تقدر كمية المتفجرات الإسرائيلية التي أسقطت على قطاع غزة (حتى أواخر أيار/مايو الماضي) بأكثر من 75 ألف طن، وذلك حسب التقديرات الأممية التي تؤكدها تقارير مؤسسات القطاع. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن "طائرات الاحتلال الإسرائيلي أسقطت على قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية الشاملة أكثر من 45 ألف صاروخ وقنبلة عملاقة، يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات بالإضافة إلى تفخيخ الشوارع والمنازل".
وأشار المكتب الإعلامي في بيان إلى أن "نحو ثلثي القنابل والصواريخ التي ألقتها طائرات الاحتلال على قطاع غزة هي قنابل غير موجهة وغير دقيقة، ما يشير إلى تعمد الاحتلال للقتل العشوائي وغير المبرر، وهو مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية المختلفة".
وأوضح البيان أن "أبرز الأسلحة المحرمة دولياً المستخدمة ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، تتمثل بالقنابل الخارقة للحصون والأنفاق من نوع (BLU-11) والقنابل الخارقة للحصون من نوع (BLU-109)، و(SDBS)، والقنابل الأميركية من نوع ((GBU-28، وصواريخ (هالبر) المخصصة للمروحيات الهجومية، والقنابل الموجهة بنظام (GPS) بهدف تدمير البنية التحتية، وقنابل الفوسفور الأبيض، والقنابل غير الموجهة، وقنابل (JDAM) الذكية، وهي من قنابل الهجوم المباشر المشترك عالية التدمير".
 |
 |
محاولات ازالة النفايات المتراكمة من قبل آليات بلدية غَــزّة |
جانب من الدمار الهائل الذي لحق بالشقق السكنية في قطاع غَــزّة |
حصة الفرد من المتفجرات
كي ندرك حجم المتفجرات التي ألقيت على قطاع غَــزّة خلال الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر، وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "أظهرت الإحصائيات أن حصة الفِلَسطينيّ في غزة تتجاوز 10 كغم من المتفجرات الإسرائيلية التي تم إلقاؤها على القطاع ". وأبرز المرصد "اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية استخدام اسرائيل عدداً مهولاً من القنابل خلال قرابة أسبوع من القصف المستمر على غزة (سلاح الجو الإسرائيلي اعترف أنه أسقط 6 آلاف قنبلة على غزة في الأسبوع الأول من العدوان)، ما يُعادل ما أسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام.
بعدما أسقطت الولايات المتحدة قنابل نووية على هيروشيما وناغازاكي في آب/أغسطس 1945، والتي كانت تزن حوالي 15 ألف طن من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، شهد العالم تطوراً هائلاً في تكنولوجيا الأسلحة. ومع هذا التطور، يُعتقد أن القنابل التي ألقيت على غزة تفوقت في قوتها التدميرية بعدة أضعاف على تلك التي أُلقيت في اليابان. بالإضافة إلى ذلك، يجدر بنا أن نلاحظ أن مساحة غزة أقل بكثير من هيروشيما، إذ تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 365 كيلومتراً مربعاً، ما قد يجعل تأثير القنابل الإسرائيلية عليها أكثر تدميراً من القنابل النووية.
 |
 |
آليات بلدية غَــزّة وهي تزيل بعضا من النفايات الصلبة في شوارع غَــزّة |
حفرة عميقة احدثها قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية على غَــزّة |
فخ المتفجرات والذخائر
وفي مطلع أيار/مايو الماضي، حذرت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام من أن خطر التعرض للذخائر غير المنفجرة وصل "أخطر مراحله"، بحسب تقرير صدر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا".
وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، التي نشرها في أواخر نيسان/أبريل الماضي، فإن "نحو 10 بالمئة (7.5 ألف طن) من القذائف والقنابل التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على القطاع لم تنفجر. وحذر من انفجارها في منازل الفلسطينيين". ونوه إلى أن هذه الأطنان من المتفجرات تشكل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان ما لم يتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها. وطالب المجتمع الدولي بإدخال الفرق الهندسية التخصصية وخبراء المتفجرات وتزويد جهات الاختصاص المحلية بالإمكانات الفنية اللازمة.
تابعت منظمة "هانديكاب إنترناشونال"، الخطر الذي تمثله المتفجرات في قطاع غزة، الذي يرزح سكانه تحت أكبر عدد من الغارات المكثفة في التاريخ العسكري، ويتعرضون على مدار الساعة للضربات والغارات وطلقات المدفعية.
وبحسب تقديرات هذه المنظمة غير الحكومية والتي تنشط منذ عقود في أوساط المجتمعات المهددة بخطر الأسلحة والذخائر والآليات المتفجرة في النزاعات المسلحة، فإنه خلال أول خمسة أشهر من الحرب، تم إطلاق ما معدله 500 قنبلة في اليوم.
كما تذكر آن هيري من المنظمة، أن قطاع غزة هو "أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في الكوكب والأكثر هشاشة بالنظر إلى حجم الدمار الذي خلفته الغارات التي دمرت البنية التحتية الحيوية للسكان". وتضيف: "إنه قطاع يعيش فيه نحو 2.2 مليون شخص ولا يمكنهم الهرب إلى أي مكان ويجدون أنفسهم عالقين ليل نهار تحت غارات مكثفة".
وعلى سبيل المقارنة، تضاهي المنطقة التي قصفها الجيش الإسرائيلي مساحة مدينة فرنسية كبيرة مثل تولون، التي لا يتجاوز عدد سكانها عُشر سكان القطاع.
وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، قد دعا في وقت سابق إلى إلقاء قنبلة ذرية على غزة، حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الإسرائيليين الموجودين في القطاع.
 |
 |
السنة الدخان المتصاعدة في غَــزّة اثر الإستهدافات المتواصلة من مدفعية الإحتلال |
صاروخ عملاق غير منفجر سقط داخل إحدى الشقق السكنية في غَــزّة |
الدمار والركام والحطام
تحوّل قطاع غزة المكتظ بالسكان إلى مساحات شاسعة من ركام المباني بفعل التدمير الإسرائيلي العنيف والواسع بمختلف المحافظات. فالمناطق السكنية دمرت، وتحولت الشوارع التجارية المكتظة سابقاً إلى ركام، وتم تدمير المدارس والجامعات وتجريف الأراضي الزراعية، كذلك انتشار الخيام على الحدود الجنوبية التي تأوي مئات الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم.
وأظهر تحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه باحثون في أكثر من مركز بحثي، أن أكثر من 56% من المباني تضررت أو دمرت في غزة حتى مطلع نيسان/أبريل. ولا تزال التقارير تشير إلى استمرار القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى دمار هائل للمنازل والمباني وغيرها من البنية التحتية المدنية.
ويقول المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غَــزّة مونغو بيرتش، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "لفهم مدى ضخامة الأمر؛ جبهة القتال في أوكرانيا يبلغ طولها 600 ميل (نحو 1000 كيلو متر) في حين أن غزة لا يزيد طولها على 25 ميلاً (نحو 40 كيلو متراً) وهي كلها جبهة قتال".
لكن المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن (حتى أواسط نيسان/أبريل)، أو 300 كيلو غرام لكل متر مربع، وفقاً لتقدير أجرته الأمم المتحدة، بل بالقنابل غير المنفجرة. فوفقا لبيرتش "يُعتقد أن هذه الأنقاض تحوي عدداً كبيراً من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها أكثر تعقيداً بسبب المخاطر الأخرى الموجودة في الركام"، بحسب فرانس برس.
وقدّر أن "هناك أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس، في حطام غزة وحدها"، وهذه المادة الخطرة للصحة والبيئة تتطلب احتياطات خاصة.
قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال دمر 38 ألف مبنى (أو أكثر من 46% من المباني)، منها 70 ألف وحدة سكنية دمرت كلياً، و290 ألف وحدة سكنية دمرت جزئياً لكنها غير صالحة للسكن.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الدمار في غزة لا يوصف، وإن نصف مباني القطاع دمرت. وأضافت بأن إزالة الأنقاض في غزة ستحتاج إلى سنوات، وسيستغرق التعافي من الصدمة النفسية الناجمة عن الحرب وقتا أطول.
 |
 |
قنابل غدام الذكية وهي من قنابل الهجوم المباشر المشترك عالية التدمير |
مواطنون غَــزّيون يبحثون عن امتعتهم وسط الركام والدمار . |
وقال أحمد محمود جبر الشريدة المحاضر الأكاديمي في جامعة اليرموك والباحث في تاريخ الحضارات والأديان والجغرافيا السياسية لـ "آفاق" إن "قوات الاحتلال استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً ومنها الفُسفور الأبيض وهو من الذخائر التي تحوي الفُسفور، وهي أسلحة حارقة غالباً ما تصل إلى العظام، ويكون شفاؤها بطيئاً، وقد تتطوّر إلى التهابات، وفي بعض الأحيان تكون قاتلة، ويحظر استعمالها ضد مدنيين، علما أن قوات الاحتلال استخدمتها في عملياتها العسكرية كسلاح قادر على التسبب بحروق شديدة في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني".
وحسب الشريدة "قد يسبب الفُسفور الأبيض، تلفاً للجهاز التنفسي وفشل بعض أعضاء الجسم، أما الأشخاص الناجون من الإصابات الأولية فغالباً ما تستمر معاناتهم مدى الحياة".
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، نقلت محطة "سي إن إن" الأميركية عن تقرير استخباراتي أميركي أن ما بين 40% إلى 45% من القنابل التي أسقطتها إسرائيل على غزة كانت قنابل حرة الإسقاط غير موجهة أو ما تُعرف بالقنابل الغبية والتي تكون أقل دقة، ما يشكل تهديدا أكبر للمدنيين.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلوغراما إلى ألف كيلوغرام، كما تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دولياً في هجماتها على غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفُسفورية التي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة".
 |
 |
انفوغراف يحذر من انتشار مرض الكبد الوبائي |
تراكم النفايات في شوارع غَــزّة منذ بدء الحرب على غَــزّة |
|
|
 |
 |
انفوغراف يوضح نتيجة تفجير قنبلة نووية (المصدر -الجزيره ) |
انتشار واسع البسطات بديلا للمحلات التجارية التي دمرت في قطاع غَــزّة . |