من مؤتمر الإعلام البيئي الأول...أربع وعشرون معلومة في الصحافة البيئية الفلسطينية

في الوقت الذي اكتسبت الصحافة البيئية اهتماما واسعا في العديد من البلدان، فهي لا تزال هامشية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك أساسا، بسبب المشهد السياسي-الأمني الطاغي على سائر الأحداث والاهتمامات. وتتجلى هامشية الاهتمام الرسمي بالبيئة في ضحالة الحصص المالية الحكومية المخصصة للقطاع البيئي (نحو 0.2%) وللبحث العلمي (تكاد تقترب من الصفر)، وذلك من إجمالي الموازنات الحكومية الفلسطينية في السنوات الأخيرة؛ بينما تجاوزت حصة الأمن 37%. أخفق الفلسطينيون عموماً، ليس فقط بالحاضر، بل حتى في حقب سابقة، في فتح ساحة الصراع مع الاحتلال من زاوية البيئة، باعتباره المدمر الرئيسي لها. نجومية الصحفي تأتي من تغطية القضايا السياسية، البيئة لا تصنع نجوماً، على الرغم من أهميتها عالمياً حيث يطرح الملف البيئي كأولوية في الاتحاد الأوروبي. الصحافة الاستقصائية حين تستند على حقائق وأرقام فهي قادرة على مواجهة الجميع ومن ثم التغيير.

خاص بآفاق البيئة والتنمية

المؤتمر الفلسطيني الأول حول الصحافة البيئية

نظّم مركز العمل التنموي/ معا بالتعاون مع شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية ومؤسسة هنرش بل "المؤتمر الفلسطيني الأول للصحافة البيئية"، بحضور نوعي للصحفيين ونشطاء وخبراء البيئة وممثلي المؤسسات الرسمية ومزارعين بيئيين ومهتمين.

خرج المؤتمر الذي حمل عنواناً "نحو التأسيس لصحافة بيئية فلسطينية استقصائية- نقدية"، والمنظّم في الـ 8 من أكتوبر الماضي، في رام الله، بعدة معطيات وحقائق عبرت عن واقع الصحافة البيئية الفلسطينية، نلخصها في أربع وعشرين نقطة سريعة:


جانب من مؤتمر الصحافة البيئية	طاقم الكتاب في مجلة آفاق البيئة واللتنمية أثناء مؤتمر الصحافة البيئية

الصحافة الفلسطينية لا تعكس بأي حال الهم البيئي. وفيما عدا مجلة "آفاق البيئة والتنمية" المتخصصة مهنياً وعلمياً في الإعلام البيئي منذ سنوات طويلة، فلا يوجد في المستوى الفلسطيني صحافة بيئية جديرة بهذا الإسم (الخبير البيئي جورج كرزم)
العمل الإعلامي البيئي الفلسطيني (والعربي عموما) موسمي، واهتمامه بالقضايا البيئية لحظي، كتغطية بعض المؤتمرات أو المناسبات البيئية السنوية، مثل يوم البيئة العالمي. ( جورج كرزم)
لا تشكل القضايا البيئية قصصا إخبارية بالنسبة للصحافة الرئيسية الشائعة ما لم تكن مرتبطة بكارثة بيئية، أو دمار خطير تسبب به تلوث هوائي أو مائي. (جورج كرزم)
في الوقت الذي اكتسبت الصحافة البيئية اهتماما واسعا في العديد من البلدان، فهي لا تزال هامشية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك أساسا، بسبب المشهد السياسي-الأمني الطاغي على سائر الأحداث والاهتمامات. وتتجلى هامشية الاهتمام الرسمي بالبيئة في ضحالة الحصص المالية الحكومية المخصصة للقطاع البيئي (نحو 0.2%) وللبحث العلمي (تكاد تقترب من الصفر)، وذلك من إجمالي الموازنات الحكومية الفلسطينية في السنوات الأخيرة؛ بينما تجاوزت حصة الأمن 37%. (جورج كرزم)
لا يوجد في الصحافة الفلسطينية والعربية إجمالا، اتجاه عام لمتابعة القضايا البيئية بشكل منهجي؛ ذلك أن الصحافي العربي، بل المواطن العربي عموما، وخلافا للمواطن الغربي، يتعامل مع القضايا البيئية باعتبارها أمور كمالية. (جورج كرزم)
"لست مع التوجه إلى صحافة متخصصة في البيئة يبقى معها الاهتمام محصوراً على فئة معينة، بل التوجه لإدماج قضايا البيئة والالتفات لها والتركيز عليها في مجمل المضامين الصحفية التي تتسع لذلك، فهذا يخلق اهتماماً جماهيرياً أوسع، وقد يؤدي إلى خلق رأي عام ضاغط" ( الصحافي عمر نزال)
تم توقيع اتفاقية بين نقابة الصحفيين وسلطة البيئة لتنشيط وتحفيز الاهتمام الصحفي بقضايا البيئة عام 2017، إلا إنها بقيت حبراً على ورق، لم تفعّل ولم تؤدِ إلى أية نتائج ذات معنى. (الصحافي عمر نزال)
أخفق الفلسطينيون عموماً، ليس فقط بالحاضر، بل حتى في حقب سابقة، في فتح ساحة الصراع مع الاحتلال من زاوية البيئة، باعتباره المدمر الرئيسي لها. (عمر نزال)

الإعلامية نبال ثوابتة تتحدث في مؤتمر الصحافة البيئية

لا يوجد لدينا صحافة بيئية لغياب المعلومة البيئية واعتقادنا أن البيئة للخبراء... ليست البيئة هي فقط ثقب الأوزون؛ بل تلك الظواهر التي تمس حياتنا كالجفاف وقلة الأمطار والتصحر والحساسية لدى الأطفال... (الإعلامية نبال ثوابتة)
هناك مواد في القانون البيئي لعام 1999، تضمن حرية الوصول للمعلومة الرسمية البيئية (مادة 7 ومادة 3) ، ما يعني أن هناك فسحة على الصحفي أن يستغلها للوصول إلى لمعلومة البيئية (نبال ثوابتة).
نجومية الصحفي تأتي من تغطية القضايا السياسية، البيئة لا تصنع نجوماً، على الرغم من أهميتها عالمياً حيث يطرح الملف البيئي كأولوية في الاتحاد الأوروبي (نبال ثوابتة).
لا يوجد تدريب كافٍ ورؤساء تحرير جريئون لإعداد تحقيقات صحفية بيئية مستمرة ( نبال ثوابتة)
"يجب أن نحارب الهشاشة في تغطية الشؤون البيئية ونتحول من مرحلة الخبر إلى كتابة القصص والتقارير التي تمس حياة الناس، وتستند على معلومة دقيقة تلي عملية بحث واستقصاء صحفي، وربط الحدث البيئي المحلي مع الاتفاقيات والقوانين البيئية". (رئيسة سلطة جودة البيئة: عدالة الأتيرة)
"البيئة حلقة متواصلة في كل العمل الفلسطيني، وهي موضوع اشتباك مع الاحتلال، فسير ساعات قليلة من مدينة لمدينة فلسطينية يرينا كيف تحولت الأراضي لمكبات نفايات وتحديداً من قبل المستوطنات".( نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر)
تغيب البيئة عن اهتمام مماثل (كالرياضة مثلاّ) في وسائل الإعلام، بسبب تراجع الوعي البيئي، والتربية، وتقصير القائمين على الإعلام، وغياب صحفيين متخصصين، وعدم وجود جمعيات بيئية قوية ومؤثرة، وضعف البيئة كمادة جاذبة للإعلانات والتسويق، وسيطرة الهموم الحياتية المباشرة على اهتمامات الناس، والاهتمام بالأخبار السياسية والتطرق للبيئة فقط في حال ارتباطها بالاحتلال. (عبد الباسط خلف).
الصحافة المستقلة يجب أن تجيب عن 3 أسئلة، لماذا أنشر، ولمن أنشر، ومتى النشر؟ ( الصحفي منتصر حمدان)
البيئة ليست برستيج أو مزحة، كل سياسات الدولة ومؤسسات الأفراد يجب أن تتصرف من منطلق بيئي (منتصر حمدان).
الصحافة الاستقصائية حين تستند على حقائق وأرقام فهي قادرة على مواجهة الجميع ومن ثم التغيير (منتصر حمدان)
واقع الصحافة البيئية ليس استثناء عن واقع التعامل الرسمي مع القضايا البيئية، فهي لهم ترف فكري وكذلك للصحافة ( رئيس شبكة وطن الإعلامية: معمر عرابي).
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائم على الأرض والمياه ومكونات الطبيعة، فالبيئة مستهدفة ولذلك هي ليست ترفاً على الإطلاق (معمر عرابي)
هناك إقبال جيد على الصحافة البيئية مقارنةً بالسنوات السابقة ولكن الجهات الحكومية لا تستفيد من مهنية التحقيقات ولا تسعى لتغيير الواقع ( الصحفي فراس الطويل).
على الصحفي الاستقصائي أن لا يحبط من عدم التجاوب الرسمي معه أو غياب حدوث تغيير حقيقي على إثر التحقيق، بل يستمر في رسالته ويمارس دوره الرقابي ( فراس الطويل)
ضعف الصحافة البيئية المتخصصة يساهم في زيادة المخاطر البيئية، وهذا يفسر الواقع البيئي في الوطن العربي ( الصحفية ربى عنبتاوي)
تدريب الكوادر الصحفية على التخصص في القضايا البيئية يساهم في تأسيس نشطاء بيئة من الإعلاميين، فمستحيل أن يكتب الصحفي عن البيئة ويدافع عنها، ثم يؤذيها بفعله أو توجهاته. الصحافي البيئي = ناشط بيئي. (ربى عنبتاوي)