January 2010 No (21)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
كانون ثاني العدد (21)2010
 

الوجه المظلم للصناعات الغذائية الحديثة
مكونات كيماوية في خلطة الكوكا كولا الإسرائيلية تصنع في مختبرات مصنع "مختشيم" للمبيدات الحشرية
السؤال المشروع:  أين تصنع المكونات الكيماوية في المشروبات الغازية الفلسطينية؟!

خاص بآفاق البيئة والتنمية

من المعروف أن العديد من المركبات الكيماوية الصناعية التي تدخل في مكونات الأغذية والمشروبات المصنعة، مثل المواد المضادة للأكسدة والمواد الحافظة والملونة والمنكهة والمثبتة وغيرها، يتم تصنيعها في مصانع للكيماويات لا علاقة لها بالصناعات الغذائية، بل قد تكون تلك المصانع عبارة عن مصانع لمركبات ومحاليل كيماوية لأغراض صناعية متعددة لا صلة لها بالغذاء بتاتا.  وعلى سبيل المثال لا الحصر، عانت صناعة الكوكا كولا الإسرائيلية مؤخرا من أيام سوداء كانت بدايتها خللا (أو فضيحة!) حدث في مصنع

"مختشيم" الإسرائيلي المختص بصناعة المبيدات الكيماوية!  والسؤال الأول الذي قد يتبادر إلى أذهاننا:  ما هي العلاقة بين مصنع للمبيدات الكيماوية الزراعية وبين مشروب يصنف ضمن المشروبات الخفيفة الخاصة بالكائنات البشرية وليس الحشرية؟    
لقد تبين أن أحد المكونات الكيماوية الأساسية في خلطة الكوكا كولا التي تعد أحد أكثر المشروبات شعبية، يتم إنتاجها في مختبرات إحدى شركات السموم الكيماوية الرائدة في العالم!
الضجة الإعلامية التي أثيرت مؤخرا حول مشروب الكوكا كولا في المجتمع الإسرائيلي، سببها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تشتريه شركة كوكا كولا من مصنع "مختشيم"، وهذا الغاز بحد ذاته غير خطر (من الناحية الغذائية)، إلا حينما تختلط به بعض المواد الأخرى مثل "البِنْزِن" والكبريت.  لكن، الخلل الذي تسبب به هذا الغاز يسلط الضوء على الوجه المظلم للصناعات الغذائية الحديثة.  فهذه الصناعات تسوق لنا منتجات صناعية، يصنع بعضها في مختبرات كيماوية لا علاقة لها بالغذاء بمعناه الأصلي والحقيقي.  ومن خلال حملات إعلاناتها التجارية المكثفة والهجومية، تسببت تلك الصناعات في نسيان العديد من الناس للطعام الحقيقي والطبيعي.
ما هو عدد المدمنين على شرب الكوكا كولا أو السبرايت أو غيرها من المشروبات الغازية، الذين يعرفون بأنهم يبتلعون حامض الفوسفوريك بشكل دائم، مع كل عبوة مشروب غازي يحتسونها؟  وما نسبة الذين يدركون أن عبوة الكوكا كولا المعدنية الواحدة تحوي ما لا يقل عن ست ملاعق سكر؟  بالطبع، فإن الإعلانات البائسة لتلك المشروبات التي تروج بأنها "طعم الحياة"، لا تذكر هذه الحقائق.
في الواقع، تفتقر العصائر الاصطناعية والمشروبات الغازية إلى أي قيمة غذائية (من ناحية الفيتامينات والمعادن)، وكل ما تحويه أساسا هو مياه مقطرة، تركيز سكري مرتفع، حامض الكربونيك وحامض الفوسفوريك (الذي يعمل على إذابة الكالسيوم من العظام) وكيماويات (بما في ذلك الأصباغ والمنكهات)، بينما عصير الفاكهة الحقيقي قد يكون معدوما أو بنسبة هامشية جدا.  وتبلغ درجة الحموضة (PH ) في الكوكا كولا نحو 3.4!  وهي كافية لإذابة الأسنان والعظام!  علما أن جسم الإنسان يتوقف في نحو سن الثلاثين عن بناء العظام.  وإجمالا، يتراكم الكالسيوم المتحلل من العظام في الشرايين والأوردة الدموية وأعضاء أخرى في الجسم، مؤديا إلى الإخلال ببعض الوظائف مثل الكليتين (حصى في الكلى).  لو وضعنا سن ولد مكسورة قي قنينة بيبسي كولا مدة عشرة أيام نجد أنها تحللت وذابت إلى حد كبير، علما أن العظام والأسنان هي أجزاء الجسم الوحيدة التي تبقى سليمة بعد الموت.  إذا كان هذا هو مصير العظام، فماذا سيحدث، مع مرور الزمن، جراء الاستهلاك المتواصل للمشروبات الغازية، للمعدة والأمعاء؟  وفي الحقيقة، وكما في حالة المدمنين على المشروبات الكحولية، قد يتسبب تعاطي الأولاد والمراهقين المتواصل للمشروبات الغازية في تليف الكبد وبالتالي الإخلال في وظيفته
.

 


ونظرا لحموضة المشروبات الغازية العالية (المصنعة من المياه المقطرة التي تعتبر حامضية)، فإن خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم تنفر من البيئة الحامضية، وبالتالي، وبهدف معادلة الحامضية، يعمل الجسم على إزالة المعادن القاعدية (الكالسيوم أساسا) من الهيكل العظمي والمادة الوراثية (DNA )، لتكوين البيكربونات القاعدية في الدم، وبالتالي الحفاظ على مستويات الحموضة الطبيعية في الدم.  ومن المعروف أن جميع الأمراض تنمو بقوة في بيئة حامضية، خلافا للبيئة القاعدية التي تعتبر معادية للأمراض.  علاوة عن أن مشروبات الكولا تجعل أجسامنا فقيرة بالأكسجين.  ومن الثابت طبيا، أن الأمراض السرطانية لا يمكنها أن تترعرع في بيئة غنية بالأكسجين.  كما أنه، لا يوجد، من الناحية الطبية، مستوى آمن (غير ممرض) من التعرض لمادة مسرطنة التي يكمن فيها أيضا القدرة على إحداث تلف في الجهاز التناسلي لدى الإنسان.  
كما أن الكافيين الذي يعتبر مخدرا مسببا للإدمان، يوجد أيضا في معظم المشروبات الغازية (بالإضافة للقهوة والشوكولا...)، وهو من نفس المجموعة الكيميائية (شبه القلوية) المسببة للإدمان التي ينتمي إليها المورفين والنيكوتين والكوكايين.  ومن أخطر الآثار الصحية التي قد تنجم عن الاستهلاك المتواصل للكافيين:  سرطانات المثانة والمعدة، ارتفاع ضغط الدم، زيادة مرضية لنشاط القلب، تفاقم السكري وإتلاف غشاء المعدة.  وقد يتسبب الكافيين أيضا في تشوهات خلقية في الأجنة مثل تصدعات في الحنك ونقص في أصابع الأيدي والأرجل وتشوهات في الجمجمة.  وبالرغم من ادعاء صناعة المشروبات الغازية أن سبب إضافتها للكافيين هو إضفاء "النكهة المميزة" لمشروباتها، إلا أن السبب الحقيقي يكمن في قدرة الكافيين الإدمانية التي تضمن استمرار الطلب على سلعهم من قبل الذين أدمنوا على مشروباتهم.  وبسبب القدرة الإدمانية للكافيين، يشعر بعض الناس بأوجاع في الرأس، حينما يتوقفون فترة طويلة عن شرب الكولا.  والجدير بالذكر هنا، أن ملصقات المشروبات الخفيفة التي تذكر وجود الكافيين لا تحدد كميته، علما أن ما يسمى كولا "الدايت" تحوي كافيين أكثر بكثير من الكولا "العادية". 
كما أن مشروبات الكولا تحديدا، تحوي صبغة الكراميل التي قد تتسبب (تراكميا) في تشوهات وراثية وأعراض سرطانية.  كما ويستخدم أحيانا (في نفس المشروبات) مركب "بولي إثيلين جليكول"، علما أن الجليكول يستخدم كمادة مضادة للتجمد في السيارات وكمذيب للزيوت.

مجلة افاق البيئة و التنمية
 
في هذا العدد


كوبنهاجن القصة وما فيها


لكي لا "ترسب" قضية المبيدات


!!!النفط فوق الشعب

المعاول الإسرائيلية المدمرة للنظام البيئي الفلسطيني

رسالة سوريا حول الكوكا كولا

في غزة .. عام بيئي ملوث

فريق بحثي بجامعة الإمارات ينجح باستخلاص وقود الديزل الحيوي من الطحالب

كوبنهاغن القمة التي لم تقم بواجبها

!عاد الرؤساء من كوبنهاغن وبقي أبطال المناخ داخل السجن

"اينوك" توّفر خدمات صديقة للبيئة

أزهار الزينة تخفض كثيرا مستوى تلوث الهواء داخل المنازل وأماكن العمل

الفيلم الذي دَوَّى في رؤوس المشاركين بمؤتمر تغير المناخ في كوبنهاجن

من منظور بيئي سياسي جغرافي طبيعي شامل للمكان:الحد الفاصل بين الواقعي والأسطوري في جبال القدس

أزهار الزينة تخفض كثيرا مستوى تلوث الهواء داخل المنازل وأماكن العمل

زيادة كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك يشكلان أهم الأدوات لتعميم الطاقة النظيفة

ما بين الزمان والمكان في الريف والبادية المقدسية

مع الطّير والحيوان في الشعر العربي

زهرة من أرض من بلادي الزعرور

الزراعة والتسويق المدعومان شعبيا

حيفا وجبل الكرمل

إسرائيل في الزراعة المصرية: اختراق خطير وتخريب أسود

أنور خلف: زرعنا 30 ألف شجرة في جبل صخري ونحلم بإطلاق محمية طبيعية ضخمة

 

 
:دعوة للمساهمة
دعوة للمساهمة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية"
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (نماذج زراعية صديقة للبيئة...) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 23 كانون ثاني 2010.
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
     
التعليقات
   
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
   
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.

 

   
  | الصفحة الرئيسية | افاق البيئة والتنمية |الارشيف |