:سياحة بيئية
كوكب الهوا
ابراهيم سلامة خوري
يدعى بالعربية كوكب الهواء حيث كانت تقوم في هذا المكان وتحديدا إلى الشمال من بيسان، قرية عربية قبل سنة 1948 تدعى كوكب، أزالها الصهاينة من الوجود وهجروا أهلها. أما الاسم (Belvoir) "المنظر الجميل" فهو الاسم الذي يعرف به ابان العهد الصليبي. ما نشاهده في هذا المكان، بقايا قلعة صليبية تعود الى القرن الثاني عشر الميلادي وقد بناها الفرسان الهوسبيتاليين الذين عرفوا فيما بعد ""بفرسان مالطا" وهم الذين اطلقوا هذا الاسم على هذه القلعة او بالأحرى على هذا القصر، لأنه بالحقيقة يعكس إليه مناظر رائعة الجمال عن كل المنطقة التي تحيط به. يبعد عن عين الحارود 13 كم. فإلى الغرب نشاهد جبل طابور وما يحيط به من سهل مرج ابن عامر ووادي الحرامية، ومن جهة الشرق نشاهد الجزء الجنوبي من بحيرة طبريا وكل ما يحيط بها مثل هضبة الجولان ونهر الأردن حيث يلتقي نهر اليرموك، والى الجنوب غور بيسان وكل المنطقة المحيطة بالغور من مدن وقرى، كذلك من شرقها ترى جبال جلعاد في شرق الاردن.
شهد هذا الموقع احداثا جساما عديدة، منها انه كان مسرحا لمعارك عنيفة دارت رحاها بين صلاح الدين الأيوبي وقوات الصليبيين سنة 1182-1184 ولم يتمكن صلاح الدين من تحرير هذه القلعة الا بعد معركة حطين سنة 1187 أي انه فقط بعد هذه المعركة، تقدم لتحريرها وقد صمدت حاميته مدة سنة ونصف قبل ان يستسلم جنوده، وقد اعجب صلاح الدين بشجاعتهم وامتدحها، وتعبيرا عن ذلك لم يقتل منهم أحدا، بل أمر ان يخرجوا الى اخوانهم بسلام تحت حمايته حتى اوصلهم الى قلعة صور التي مازلت يومها في يد الصليبيين.
وفي سنة 1219 وسنة 1227 امر سلطان دمشق الملك المعظم، بتدمير القلعة خشية ان يعود الصليبيون لاحتلالها والتحصن فيها لكونهم ما زالوا في المنطقة. وفي العصر الحديث، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بترميم المكان بعد ان أجرت الحفريات الأثرية هناك، وقد كشفت عن جميع أجزاء القلعة.
طول القصر (130) مترا وعرضه (100) متر، وقد تم كشف المدخل الاول الرئيسي للقصر من جهة الشرق يليه المدخل الثاني فالثالث. كذلك وجدوا المدخل السري ويفضي إلى الخندق المحيط بالقلعة، وهناك أيضا باب من جهة الغرب. ويظهرُ جانبٌ من الطابق السفلي وقد رمم قسم من عقوده، وأشارت السلالم فيه إلى وجود طابقين آخرين فوق العقود الحالية. ومن السهل مشاهدة الأفران والمطبخ ويعتقد أنها كانت مشتركة للجميع. وهناك بقايا الأبراج والقاعات الفسيحة والآبار والحمام.
|