مكانة إسرائيل البيئية عالمياً متدنية: رقم 128 من أصل 132 دولة في مجال تزايد انبعاث غازات الدفيئة والتراجع الخطير في أوضاع الموارد المائية، ورقم 88 في مجال حماية الطبيعة والتنوع الحيوي، ورقم 78 من ناحية التدهور البيئي خلال العقد الأخير
|
الترسانة العسكرية الإسرائيلية من أبرز العوامل المدمرة للبيئة الفلسطينية |
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
صُنِّفَت إسرائيل مؤخرا، بحسب مؤشر جامعة "ييل" للإنجازات البيئية، المرموق عالميا، في المرتبة 61 من أصل 132 دولة. بينما كانت مكانتها في المرتبة 66 في البحث السابق الذي جرى قبل سنتين. ووفقا لمؤشر آخر جديد يقيس مدى التحسن أو التدهور الحاصل بيئيا في الدول المختلفة، طيلة العقد الأخير، صنفت إسرائيل في مرتبة متدنية أكثر، ألا وهي 78.
ويعد مؤشر جامعة "ييل" حاليا الأداة الأكثر شمولية لتحليل الوضع البيئي في جميع دول العالم وعرض تدريج مقارن بينها. ويستند المؤشر على مجموعة من المؤشرات في بضعة مجالات مثل التعرض للملوثات البيئية، حالة مصادر المياه، مدى انبعاث غازات الدفيئة، تلوث الهواء وحماية الطبيعة. وفي هذا العام، أضاف باحثو الجامعة مؤشرا إضافيا هو عبارة عن الاتجاهات البيئية للدولة خلال العقد الأخير. ولكنهم يشيرون إلى أن صعوبات تعترض عملية تدقيق التقييم المقارن الذي يعكفون على نشره، وذلك بسبب النقص الكبير في المعلومات البيئية في العديد من المجالات.
وبحسب المعطيات التي نشرت، تدهور كثيرا الوضع الإسرائيلي، وبخاصة فيما يتصل بالاتجاهات البيئية في العقد الأخير؛ إذ دُرِّجَت إسرائيل في المكانة رقم 128 عالميا، وذلك بسبب تزايد انبعاث غازات الدفيئة، والتراجع الخطير في أوضاع الموارد المائية، ما تسبب في إيذاء الطبيعة، فضلا عن ضرب الثروة السمكية.
كما صنفت إسرائيل في مكانة متدنية (رقم 88) بحسب مؤشر قياس الاتجاهات المتعلقة بحماية الطبيعة والتنوع الحيوي خلال العقد الأخير. وتتناسب معطيات هذا المجال مع معطيات الباحثين في إسرائيل؛ والتي تشير إلى انكماش متواصل في المساحات المفتوحة وخطر الانقراض المتفاقم الذي يتهدد أنواعا عديدة من الأحياء والنباتات. وبحسب المؤشر العام، تأتي مكانة إسرائيل بجوار دول قبرص، اسبانيا ومالطا.
سويسرا الأفضل والعراق الأسوأ
وتشير محصلة جميع المؤشرات إلى أن سويسرا تتمتع بالوضع البيئي الأفضل؛ إذ أنها تعد الدولة الرائدة في مجال الرقابة على التلوث وإدارة الموارد الطبيعية. ومن ثم جاءت بعدها دولة لاتفيا؛ والتي صنفت في المرتبة الأولى من حيث مؤشر الاتجاهات في العقد الأخير، وذلك بسبب التحسن الكبير الذي أنجزته في مجال جودة الهواء. وبدورها ختمت النرويج، ولوكسمبورغ وكوستا ريكا مجموعة الدول الخمسة الرائدة بيئيا. وجاءت جنوب إفريقيا، كازاخستان، أوزبكستان، تركمنستان والعراق في أسفل القائمة؛ وذلك لأنه، بحسب الباحثين، توجد في هذه الدول مشاكل خطيرة في مجال شح المياه. كما أن غياب الاستقرار الحكومي في بعضها يفاقم المشاكل البيئية.
ويقول معدو المؤشر، إن هناك، إجمالا، اتجاها عالميا نحو تحسن الأبعاد الصحية المتصلة بالتلوثات البيئية. ويعزون هذا الاتجاه إلى التحسن الذي طرأ في العديد من الدول على الوضع الصحي وعلى تلوث الهواء الآخذ بالتناقص بالتزامن مع توقف استخدام الحطب (الأخشاب) في التدفئة المنزلية. إلا أن الاتجاهات العالمية المتعلقة بصيانة الموارد المائية، وحماية الأنظمة الإيكولوجية، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة ازدادت سوءاً.
يشار إلى أن تقريراً حديثاً لمنظمة التعاون والتطور الاقتصادي (OECD ) نشر مؤخرا في مجلة آفاق البيئة والتنمية، أكد أن "إسرائيل" متخلفة في مجال معالجتها للنفايات وتلوث الهواء، بالمقارنة مع غالبية الدول الأعضاء في المنظمة. إذ أن التلوث الهوائي في "إسرائيل" لا يزال مرتفعا، قياسا بمعظم دولOECD ، ويزيد كثيرا عن توصيات منظمة الصحة العالمية.
كما أن كمية النفايات الناتجة في إسرائيل ارتفعت بنسبة 15% خلال العقد الأخير؛ حيث تصل معظمها إلى مكبات النفايات ولا يعاد تدويرها أو استعمالها.
وأشار التقرير إلى أن وضع الشواطئ الطبيعية والوديان والأنهر في "إسرائيل" سيئ للغاية. كما أن هناك مشكلة إسرائيلية خطيرة فيما يتعلق بمنع تلوث المياه؛ إذ أن العديد من آبار المياه تعاني من التلوث، ولم تستطع إسرائيل منع تفاقم التلوث المائي. وبحسب التقرير، أغلقت وزارة الصحة الإسرائيلية، في العقد الأخير، عُشر مشاريع ضخ المياه الجوفية بسبب مستويات التلوث المائي المرتفع.
والجدير بالذكر أن "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" ووزارة البيئة الإسرائيلية نشرا مؤخرا تقييما حول الوضع البيئي في إسرائيل، بالمقارنة مع دول منظمة التعاون والتطور الاقتصادي، وتبين وفقا للتقييم أن كمية النفايات للفرد في إسرائيل أكبر من تلك التي في دول المنظمة المذكورة. وكذا أيضا حال انبعاثات غازات الدفيئة للفرد الإسرائيلي. وسبق لمجلة آفاق البيئة والتنمية أن نشرت في عدد سابق، بأن في إسرائيل ينبعث 11.8 طن غازات دفيئة للفرد سنويا، أي أكثر من المتوسط للفرد في الدول الأوروبية والبالغ 10.5 طن.
|