شذرات بيئية وتنموية.. فضاء أزرق وتضامن ونار وقاموس ورحيل وأنشطة ومُحلّلون وشمس وهزات
خاص بآفاق البيئة والتنمية

مواقع التواصل
تواصل
التحقت بمواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد انتشار صيتها، وهنا خلاصة لما فعله بنا "فيسبوك" وإخوته، ولما عملناه نحن فيه، من وحي التجربة.
فقد جعل حياتنا بلا فواصل، فأنت تقرأ عن محنة، ثم تشاهد أشلاء، وتنتقل بعدها إلى عرس، وترى تفاهات، وتطالع كذباً ونفاقاًـ ونادراً ما نرى قضايا بيئية وتنموية.
وقد كان سلاحاً إيجابياً لمن يرغب. وكتجربة شخصية، جمعنا عبر هذا الافتراض أكثر من ربع مليون دولار، ونفذنا أكثر من 100 مبادرة في بلدتنا برقين، خلال وقت قصير نسبياً.
مثلما ساهم في صب الزيت على النار، وأجج صراعات عائلية، وأشعل نيران حقد، وعزز القطيعة، وكان فعّالاً في تسريع الشائعات والفتنة ونقل الأكاذيب، وتحطيم قلوب وبيوت، وتدمير أسر.
كما قدم لأصحاب الوجهين مكاناً مثاليًا لممارسة هواياتهم، فترى الثعلب يصير حملاً وديعاً بقدرة قادر.
وصنع مؤثرين مدعين، وساعد السفهاء في لعب أدوار كبيرة، وكان سيتطلب الأمر منهم 1000 سنة ضوئية للوصول إلى ما وصلوا إليه دونه.
وأثبت ضيق صدورنا، فالآخر غالباً ممنوع ظهوره، وهو مارق وشيطان ومنبوذ ومرتد وخائن إن خالفنا الرأي.
مثلما يتطوع كثيرون في كشف خصوصياتهم بلا وعي، وتسهيل مهمة مراقبتهم، وأعفوا أجهزة الأمن من عناء جمع معلوماتهم.
ولا حوارات أو مناقشات جادة في هذا العالم غالباً، مع استثناءات قليلة، وتنتشر فيه السلبية كالنار في الهشيم.
كما أهدرنا في هذا المجتمع الهلامي الكثير من الوقت والجهد والصحة في ملاحقة عالم لا نهاية له، ونعرف أنه كجهنم، التي لا تشبع.
والغالبية تريد أن ترسل، وتتحول إلى صانعة للمشهد، وهو ما غير من ترتيب أركان الاتصال وفنونه، وشوش عليها.
وأكثر ما يتفاعل معه الجمهور الأزرق الموت والتعازي، وأقله شؤون العلوم والفكر على اختلافها.
كما أسس عالماً رقمياً، وتجارة حافلة بالتدليس، وإن كنا لا نفهم حتى اليوم معنى "السعر على الخاص".

التضامن مع فلسطين
اقتراح
كيف يمكن أن نتضامن مع أنفسنا بعد أكثر من 10 أشهر على جرحنا الكبير؟
حينما نتوقف عن انتظار بيانات الفصائل، التي تتجادل بعد كل مذبحة عن طبيعة الإضراب والحداد ونطاقاتها.
عندما نكف عن تذييل بطاقات فرحنا، باعتذارات لغزة ولفلسطين، وندعي أن ولائمنا عن أرواح الأكرم منا، وكأن الـشـهداء ينتظرون طعامنا ولحمنا!
في اللحظة التي نعلن فيها عن إقفال صالات الأفراح والمسابح والمقاهي، ونخبر النساء والرجال والفتية بأن الرقص والغناء في حرم المجزرة فعل خادش للوطن الذبيح.
في اليوم الذي نقلع فيه طواعية وخجلاً، عن متابعة أولمبياد باريس، وكأس السوبر، وأمم القارة العجوز، وتصفيات آسيا، ومواسم الانتقالات الصيفية.
من الزمن الذي نخجل فيه عن نشر صورة ضاحكة مستبشرة لنا ولبني قومنا، في أنشطة تافهة.
في النهار الذي نعلن فيه عن رد المظالم لأهلها طواعية، ونتفقد الذين لا يجدون خبزهم الحافي.
في لحظات توقفنا عن تذكر أعياد ميلادنا، والإشادة بالمهنئين.
في المساء الذي لا نرى فيه إعلانات ممولة أو فقيرة للاستجمام، وللسياحة وللسفر، ولمدن الملاهي، ولتعداد المغادرين لمدينة القمر.
في الفترات التي لا ننتظر فيها قلق الأمين العام للأمم المتحدة، ولا بيانات وتصريحات عاقر تعيد قتل الضحايا مراراً وتكراراً.
في اليوم الذي نخجل فيه عن تعداد أيام المذبحة، وكأنها سجل الميداليات الأولمبية.
عندما نقرر مع أنفسنا التوقف عن الضحك، والكذب، والنفاق، والجدل العقيم، والدجل السياسي.
يوم نخلع ربطات أعناقنا المدعية.
حينما نبكي عجزنا في جوف الليل.
عندما تكف جامعاتنا ومؤسساتنا عن التفاخر باعتياديتها.
حينما نغير من سلوكنا ونقاطع سلع المحتلين.

رصاص طائش
رصاص
نحتاج في جنين والوطن كله، بعد مقتل شاب برصاصة طائشة، خلال تشييع شهيد، إلى ميثاق غليظ لمنع إطلاق النار في المناسبات والمسيرات كلها، ورفع الغطاء الوطني والعشائري عن غير الملتزمين بذلك.
مصطلحات
تكررت في قاموس جنين خلال نصف قرن مصطلحات عديد، أبرزها: حظر تجول، وحاكم عسكري، و"إدارة مدنية"، وروابط قرى، وعملـيات، وملثمون، ومولوتوف، وإطلاق نار، ورصاص، وغاز مسيل للدموع، وحصار، وإغلاق، وحواجز، واقتحام، وقصف، واغتيالات، واجتياح، ودبابات، وطائرات، ومصفحات، وسواتر ترابية، وخنادق، وتدمير البنية التحتية، ومداهمات، واعتقالات، ووحدات القتل الخاصة، ومقاومة، وشـهداء،و جرحى، وإضراب، وحداد، وشاتوح، وعزيزة، وبوز النمر (ثلاثتها أسماء لعربات عسكرية)، وميركافا، وحومش، وجانيم، وقديم، (مستعمرات) وترسللة، وصانور، ومعسكر، وجدار، وبوابة، وفتحات، ومستشفى، وبيانات، وفصائل وقوى، ومسيرة، واعتصام، وأسـرى، وانسحاب، وتعزيزات، وتشييع، وشعارات، وإطارات مطاطية، ومظاهرات، ومتاريس، وعملاء، وجواسيس، ومقاومون، وصمود، ومخيم، ومناشير، ونداءات، وصفارات إنذار، وتجمعات، تجريف.

المرحومة زينب جوابرة من غزة
زينب
انتقلت إلى الرفيق الأعلى، مطلع آب/أغسطس الحاجة زينب حسن جبر جوابرة، جوهرة قرية بعلين قضاء غزة، التي قصت لنا شهادة مرئية قبل رحيلها، وفيها فيض من الوجع والحنين لمسقط الرأس، وتكرار لقلب يتجرع مرارة الاقتلاع، وذاكرة تعيش حلم العودة.
وقالت جوابرة التي ولدت عام 1942، إن بيت جدها المختار جبر حسن جوابرة، كان عدة غرف متجاورة من الطين ومسقوفة من قصب وادي البرشين القريب وتل الصافي، تتوسطه ساحة كبيرة، وسكنته أربع عائلات، وقبل وقت قصير من النكبة رممته العائلة، التي كانت تعيش معاً، وتجتمع على مائدة واحدة، في منزل تعلوه عدة أقواس. فيما كان الرجال يتسامرون في الديوان، وليس ببعيد منه خصص المختار مربطاً لخيول ضيوفه.
ووفق الرواية، قبل موتها، فقد كانت مساكن القرية (عددها نحو 50 كما تقول مصادر الجغرافيا، وتتذكر جوابرة) متراصة، ومبنية على بشكل دائري، ووسطها ساحات وممرات ضيقة، فيما سطوحها المسقوفة بالطين والقصب متجاورة، ولم يكن يصعد لها الرجال لترميمها قبل الشتاء، إلا بعد أخذ إذن من الجيران، لعدم الكشف عن النساء. أما محيط المساكن فكان من بساتين وكروم العنب والتفاح واللوزيات، ولكل واحد من الأهالي "حاكورة" مقابل بيته. فيما زرع الأهالي السمسم والقمح والذرة البيضاء، التي كانت تصير خبزاً يُسمى (الكراديش).
ومما لا تنساه، كيف أن جدتها الحاجة صفية، كانت تحرص على إكرام ضيوف المختار. وفي ذات مرة، قدم غرباء كانوا يحصون السكان، فنادت أول ما شاهدتهم الراعي ليذبح خاروفاً، لكنهم طلبوا منها أن تكتفي بتجهيز طبق المفروكة، وهو بحسب الراوية: عجين قمح خير مُختمر، يوضع في الكربالة (وعاء دائري يشبه الغربال، بثقب أكبر أسفله)، ثم يُفرك ليصبح منفصلاً، ويخلط بالحليب والسمن البلدي، ويضاف له الحليب والسمسم المحمص.
وسردت: كنا ننتج في القرية، ولم نكن نحتاج إلا للملابس التي نشتريها من الفالوجة، وكنت أشاهد أمي وجدتي ونساء بعلين، وهن يصنعن الزبدة والسمن، والكشك (القمح المجفف والمجروش المنقوع باللبن).
ومن الطقوس التي كانت شائعة في القرية، الواقعة أقصى الشمال الشرقي من قضاء غزة، والبعيدة 51 كيلومتراً منها، عادة "التعزيب" في كروم العنب، إذ يذهب الرجال والنساء لقطف محاصيلهم، ويصنعون المربى والدبس والملبن، فيما يتركون امرأة واحدة في المنزل لتحضير وجبة الطعام، وبخاصة من الزغاليل المحشوة بالفريكة، واللحاق بهم بعد تجهيزها. أما في رمضان، فكانت العائلات الممتدة تطهو طعامها معاً في قدر كبير، وكانت كل امرأة تضع إشارة على حصتها من الدجاج، بربط خيط أو قص جزء من الجناح.

تزاحم المصورين للنشر في السوشال ميديا
تهريج
ظهور صور لأشخاص أو لموظفين يتلقون أجراً مقابل عملهم، وهم يبتسمون للكاميرا في وقفات احتجاج، أو مجالس عزاء، أو تقديم لقطات لهؤلاء وهم يجرون اتصالات بهواتفهم النقالة في مكاتبهم وخارجها، أفعال غير مفهومة، ويجب أن يحتفظ أصحابها بها في جوالاتهم، دون نشرها للعامة.
وهو أمر ينطبق تماماً، على المشاركين في مناسبات سعيدة في هذه الأيام العصيبة، الذين يبالغون في توزيع الاعتيادية والابتسامات، ويحرجون رافعي شعارات: "يا غزة اعذرينا، ما تزوجنا إلا إحياء لسنة نبينا".

محللون سياسيون
ادعاء
ساهمت الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي في ازدهار وصناعة محللين سياسيين، يقفز بعضهم من محطة لأخرى، ويقدمون استنتاجات، أغلبها لا تحدث، وبعيدة عن الواقع، ومختلطة بالأماني، وتنسجم مع الخط التحريري للقنوات والمنابر، التي تدفع بالعملة الصعبة.
لا أحب التحليل السياسي بشكله الراهن، واعتذرت عن الظهور بهذه الصفة أو الكتابة فيها، لأنه الآن إعادة تدوير للحدث نفسه، وكلام إنشائي مكرر في الغالب، وصار مهنة ومصدر ارتزاق لطائفة من فاقدي العمل، والجنرالات المتقاعدين دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، ولن تحدث نسبة 1 بالألف منه في الواقع.
يحتاج المحلل السياسي الحقيقي إلى أن يكون قائد رأي فعلي، ويلم بأصول علم السياسة والعلاقات الدولية والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد واللغة، ويقرأ كثيراً، ويضع فكره الحزبي جانباً، ويقدم قراءة واعية متزنة، ولا يتحدث بلغة إنشائية، ولا يكرر نفسه، ويقنن ظهوره، ويتفادى استعمال تراكيب حمالة أوجه، ويتحدث بمعلومات حديثة للسامع، وليس لغة احتمالات لا جديد تحت شمسها وقمرها!

جنين عام 1967
إهدار
أهدرت "التربية" فرصة ذهبية في التخلص -هذا العام العصيب والاستثنائي على الأقل- من ترتيب العشرة الأوائل في "التوجيهي". وبعيداً عن المناطقية التي لا معنى لهذا التصنيف ما لم تكحله غزة وتزينه جنين وتعطره طولكرم.

مياه في الشمس
إهمال
تواصل شريحة من كبار التجار وصغارهم ترك المياه والعصائر والمواد الغذائية في جحيم الشمس. ويتم تجاهل الحد الأدنى من معايير الصحة السلامة العامة، كما يتم تجاوز التعليمات المكتوبة على ملصق السلع، بحفظها في مكان بارد وجاف، وبعيداً عن أشعة الشمس!
وسبق لـ "آفاق" أن سلطت الضوء على هذا التجاهل الواضح، وعالجته من جوانب مختلفة، لكن المؤسف أن جهات الاختصاص لا تنفذ خطوات عمليه لوقفه.

زلزال آب 2024
زلزال
على هامش الهزات الأرضية في 13 و14 آب/أغسطس 2024، والتي شعر بها البعض في مدن فلسطينية، كيف تُقنع شعبنا الذي يتعرض لهزات كثيرة، ولعدوان ودمار هائلين منذ 76 عاماً، ولحرب شرسة أتت على معظم قطاع غزة، بأن يخشى على نفسه من زلزال عابر، ويتخذ الاحتياطات والتدابير لتخفيف الأضرار!