"سلطة المياه" تطلق نداء استغاثة عاجل لحل أزمة مياه غزة

آفاق البيئة والتنمية/
أطلقت سلطة المياه وجودة المياه، نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي لإيجاد حل عاجل لأزمة المياه المتفاقمة منذ سنوات في قطاع غزة.
وقال مدير عام التخطيط والتوعية بسلطة المياه وجودة البيئة منذر سالم في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المكتب الإعلامي الحكومي أمس، إن ندرة المصادر الطبيعية المتجددة، وضيق المساحة الجغرافية للقطاع، في ظل وجود نمو مطرد للسكان أدى لزيادة الطلب على المياه، وزيادة في العجز المائي مع استمرار الحصار الخانق والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مضيفًا أن المحصلة كانت عدم القدرة على تنمية وتطوير مصادر مياه جديدة وكافية لسد الاحتياجات المائية المختلفة المتزايدة.
وذكر سالم، أن حقيقة عدم وجود مصادر مياه كافية دفع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى مزيد من الضغط والاستنزاف للخزان الجوفي الساحلي، والذي نتج عنه ارتفاع حاد وخطير في ملوحة المياه بسبب طغيان وتداخل لمياه البحر عدة مئات من الأمتار الى داخل هذا الخزان في عدة مناطق من القطاع، حيث وصلت هذه الملوحة لمستويات خطيرة جدًا تجاوزت فيها المعايير المحلية والدولية الخاصة بجودة مياه الشرب بأضعاف مضاعفة.
وأشار إلى أن النقص والضعف التاريخي في البنية التحتية الخاصة بنظم تجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي في قطاع غزة نتج عنه تلوث حاد وخطير لمياه الخزان الجوفي الساحلي.
وأوضح سالم، أن أكثر من 97% من آبار مياه البلديات في قطاع غزة لا تتوافق جودة مياهها مع المعايير الخاصة بجودة مياه الشرب، مما دفع السكان للاعتماد على محطات تحلية المياه الجوفية الخاصة للتزود بهذه المياه.
وطالب المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة بسرعة التحرك لرفع الحصار الخانق عن قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال المواد والمعدات اللازمة لمشاريع المياه والصرف الصحي ومشاريع إعادة اعمار القطاع وذلك لتفادي النتائج الصحية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية الخطيرة المحدقة بأكثر من 2.3 مليون نسمة من شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بسبب هذه الأزمة المتعلقة بالمياه، وضعف البنية التحتية، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها.
ودعا سالم، إلى سرعة التحرك لإيجاد حلول لأزمة المياه المركبة والمتراكمة منذ عقود من خلال الإسراع في إنشاء وتجهيز محطة تحلية مياه البحر المركزية لتوفير مياه الشرب وتحسين الخدمة المقدمة للمواطن والتي تأخرت كثيرا وتسببت في استنزاف وتدمير الخزان الجوفي الساحلي.
وأكد على ضرورة العمل على توفير مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي على مدار 24 ساعة وتمويل مشاريع خاصة بتجميع مياه الأمطار بواسطة إنشاء وتجهيز البنية التحتية اللازمة لتجميع وترشيح هذه المياه ورفد المياه الجوفية بها، وبما يضمن عدم حدوث فيضانات في المناطق المنخفضة والتسبب بأضرار جسيمة للسكان، وتمويل مشاريع لتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وإعادة استخدامها في الزراعة بما يضمن عدم تلويث البيئة الفلسطينية.
وشدد سالم على أهمية سرعة التحرك من أجل الضغط على الاحتلال ومنعه من الاستيلاء وسرقة المصادر المائية المتمثلة بالانسياب الطبيعي الجانبي للمياه الجوفية في قطاع غزة من خلال آباره المنتشرة على الحدود الشرقية وكذلك مصادرته ومنعه لتدفق المياه السطحية في وادي غزة ووادي السلقا ووادي بيت حانون باستمرار وعلى مدار العام، علاوة على استيلائه على الغالبية العظمى من مصادرنا المائية الجوفية في الضفة الغربية ومياه نهر الأردن ومنطقة البحر الميت.
وأكد على سرعة التحرك للضغط على الاحتلال ومطالبته بعدم فتح بوابات السدود الموجودة على مجاري الوديان شرق قطاع غزة في فترة زمنية قصيرة بكميات كبيرة وبشكل مفاجئ في موسم الأمطار، مسببًا حدوث فيضانات وحالات غرق والتسبب في أضرار جسيمة للسكان والمزارعين في قطاع غزة.
ودعا سالم إلى ضرورة مقاضاة الاحتلال على كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وتعويضه عن كل الأضرار التي لحقت به في جميع القطاعات وخاصة قطاع المياه نتيجة لهذه الجرائم والممارسات العدوانية واللاإنسانية.
وأشار إلى أن قطاع غزة يتأثر بظاهرة التغير المناخي التي يعيشها العالم هذه الأيام وانعكاس ذلك على جميع القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية، حيث يعاني القطاع أزمة مياه حادة متراكمة ومتصاعدة.
وأوضح سالم، أن أزمة المياه بلغت ذروتها كما ونوعا وزادت الفجوة بين المتاح والمطلوب فقد وصل استهلاك المياه حوالي 250 مليون متر مكعب سنويًا، في حين متوسط ما يتساقط على القطاع من مياه أمطار يقدر بحوالي 130 مليون متر مكعب سنويا يستفيد الخزان الجوفي منها فقط بحوالي 40-50 مليون متر مكعب، بينما ما تبقى من هذه المياه يذهب هدرا على صورة جريان سطحي في اتجاه البحر او في اتجاه المناطق الداخلية المنخفضة.
ولفت إلى أن ذلك يسبب في كثير من الاحيان كوارث طبيعية على صورة حالات غرق وفيضانات مخلفة أضراراً مادية جسيمة في قطاعات هامة ومتعددة كما حدث في الايام القليلة الماضية في العديد من المناطق في قطاع غزة وخاصة في مدينة غزة، وذلك نتيجة لضعف البنية التحتية الخاصة بتجميع وتصريف مياه الأمطار وتضررها في العديد من المناطق نتيجة لعدوان الاحتلال الاخير على قطاع غزة في مايو الماضي.
المصدر: وكالة الرأي