الاستعانة بالماعز لمواجهة حرائق كاليفورنيا
استعانت فرق إطفاء برؤوس ماعز تخلص الأراضي من أي نباتات قابلة للاشتعال- صورة من الأرشيف
آفاق البيئة والتنمية/
تحسبا للحرائق التي تأتي على مساحات واسعة في كاليفورنيا سنويًا، تستعين فرق الإطفاء في الولاية برؤوس ماعز تقوم مهمتها على رعي العشب لتخليص الأراضي من أي نباتات قابلة للاشتعال، وحماية المنازل المجاورة من النيران.
وفي هذا اليوم الحار من تموز/يوليو، ينتشر قطيع من حوالى 80 رأس ماعز على الأراضي المحيطة بمرتفعات "غلينديل" قرب لوس انجليس.
هذه الحيوانات موجودة منذ قرابة عشرة أيام في المكان، مع مهمة محددة تقضي برعي الأعشاب لمنع تمدد النيران إلى المنازل.
ومع موجات القيظ المتكررة والتغير المناخي، تخشى السلطات أن تصبح هذه المآسي الطبيعية أمرًا اعتياديًا. لذا فإن أي مساعدة في التصدي للحرائق مرحب بها من أي جهة أتت.
ويقول جيفري راغوزا قائد إطفائيي "غلينديل":"بدأنا نسمع كثيرًا عن رؤوس الماعز من السكان وباقي الإطفائيين والمدن الأخرى، وكلما تعمقنا أكثر في الموضوع أدركنا مدى فعاليتها واحترامها للبيئة".
وبالإضافة إلى المساهمة في الحد من تمدد النيران من خلال التهام الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال بسرعة، ينشئ الماعز مناطق عازلة بين المساحات الحرجية والمساكن. هذا النوع من الأروقة يتيح للإطفائيين التدخل في "بيئة أكثر أمانا" مع إبقاء النيران على مسافة بعيدة، وفق راغوزا.
ويؤكد المسؤول أن هذه المواشي ليست سوى جزء من آليات مكافحة الحرائق، غير أن مساهمتها في هذا المجال إيجابية إذ تقلص الأعباء الملقاة على البشر فيما يتصل بإزالة الأعشاب الضارة تحت شمس الصيف الحارقة، وهي مهام تتطلب في الأصل ساعات طويلة خصوصًا في المناطق ذات التضاريس المتعرجة.
كما لا يجب إغفال ذكر "خطر الإصابات الدائم لدى أفراد الطواقم العاملة"، فيما "لم نر بعد أي ماعز يسقط" خلال أداء هذه المهام، بحسب قائد الإطفائيين.
وتعود ملكية هذه المواشي إلى مجموعة "ساج إنفايرومنتل غروب" المتخصصة خصوصا في استصلاح الأراضي الطبيعية. وقد بدأت مؤسستها أليسا كوب الاستعانة بالماعز في هذه المهام قبل خمس سنوات، وباتت تستخدم حوالى 400 من هذه الحيوانات.
لكن الحذر واجب، إذ إن رؤوس الماعز تُعرف أيضًا بأنها تقضي على كل شيء في طريقها. لذا "نتابعها عن كثب"، وفق كوب التي تقول "إذا ما شعرنا أنها ترعى كميات كبيرة من الأعشاب، وهي السيئة الوحيدة عموما لاستخدام الماعز، فإننا نحاول دفعها" في اتجاه نقطة أخرى عبر جذبها بالتبن أو إبعادها بواسطة أسياج مكهربة.
ومن دون الكشف عن تكلفة الاستعانة بالماعز، تقول الشركة التي تدير مشاريع مشابهة في مناطق أخرى في كاليفورنيا إن هذه الكلفة توازي ما تدفعه السلطات للعمال من البشر.
ويوضح راغوزا أن المشروع في غلينديل لا يزال تجريبيًا وهو سيخضع للتقويم. لكن "الأمور تسير على ما يرام حتى اللحظة، ونحن واثقون حقا من النتائج".
المصدر: دويتشيه فيليه