مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
" شبـــاط 2013 - العدد 51
 
Untitled Document  

الرأسمال الأميركي:  أكبر عامل مدمر للمناخ العالمي

الرأسمال الصناعي الأميركي من أكبر ملوثي الغلاف الجوي في العالم

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بالرغم من مطالبة الدول الفقيرة بأن تتعهد الولايات المتحدة بزيادة نسبة تخفيضها لانبعاث غازات الدفيئة حتى العام 2020؛ إلا أن الأخيرة ترفض بقوة هكذا تعهد، وتتمسك بخطة اوباما (عام 2009) لخفض الانبعاثات الامريكية بنسبة 17% مقارنة بمستويات عام 2005 بحلول عام 2020، علما بأن مجلس الشيوخ لم يصادق على هذا الهدف.
وفي الحقيقة، الدوافع الأميركية الأساسية للتفتيش عن بدائل للطاقة النفطية، ليست بيئية تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، بل تجارية-اقتصادية-سياسية بالدرجة الأولى، نابعة من التخوف الأميركي من أي تغيرات أو انقلابات سياسية جذرية تطيح بالأنظمة الخليجية النفطية الحالية الحليفة للولايات المتحدة.  لذا، الحسابات الأميركية هي تجارية – سياسية في المقام الأول.
وفي تقريره الذي نشر في الرابع من كانون أول 2012، أثناء مؤتمر الدوحة، كشف المنتدى الدولي للعولمة عن الوجوه الرأسمالية الأميركية التي تقف خلف أزمة المناخ العالمية، وتجعل من الولايات المتحدة أكبر العقبات التي تحول دون تثبيت التزامات دولية متعددة الأطراف لتقليص الانبعاثات الغازية الخطرة المتسببة في تخريب النظام المناخي، علما أن الولايات المتحدة تعد أكبر ملوثي الغلاف الجوي في العالم.  وبين التقرير دور أبرز الرأسماليين الأميركيين الذين أسماهم "مليارديرات الكربون"، أمثال الأخوين شارلز ودفيد كوخ- دورهم في شل السياسة المناخية الأميركية التي أوصلت مفاوضات المناخ، في إطار الأمم المتحدة، إلى طريق مسدود.  وقد دأب أولئك الرأسماليون الذين يستثمرون أموالا هائلة في الوقود الأحفوري، إلى جانب شركات النفط الضخمة، مثل "إكسون"، على قتل أي احتمال لسن تشريعات أميركية خاصة بالمناخ، من خلال حملات التأثير المكثفة على المشرعين في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وتمويل الأبحاث العلمية الهادفة مسبقا إلى إنكار وجود تغير مناخي سببه العنصر البشري، ومهاجمة قوانين الهواء النظيف، ومنع إزالة الدعم على الطاقة الأحفورية، وهجوم منظم ضد حق الوكالة الأميركية لحماية البيئة في تنظيم الانبعاثات الكربونية، ناهيك عن إعاقة عملية وضع معايير أقوى لمنشآت الطاقة الأميركية ونشاطات أخرى تهدف إلى التأثير السلبي على السياسة المناخية.  واعتبر المنتدى أن المفاوضين الأميركيين في محادثات المناخ يمثلون رأسماليي شركات النفط، ولا يمثلون الشعب الأميركي.
وفي بيان مشترك، أعلنت ست من أكبر وأبرز المنظمات البيئية والتنموية في العالم
(Action Aid, Christian Aid,  Friends of the Earth International, Greenpeace, Oxfam, WWF )، بأنه رغم خطورة الأزمة المناخية التي تواجهها شعوب العالم، فقد أمضت الدول الصناعية الغنية أسبوعين في الدوحة؛ لتشطب حتى الحد الأدنى اللازم لإبرام اتفاقية ملزمة لخفض جدي في الانبعاث، وتمويل الإجراءات المناخية الضرورية.  واعتبرت بأن هناك فجوة كبيرة بين الكلام والواقع؛ وبالتالي فإن المجتمع المدني لن يتواطأ مع مخرجات الدوحة التي تشكل تهديدا على حياة الملايين.                        
خلاصة القول، يمكن أن يلعب المجتمع المدني الواسع والمنظمات الجماهيرية والقاعدية في دول الشمال، دورا ضاغطا وفاعلا باتجاه إرغام الحكومات الغربية على إحداث التغييرات الاقتصادية - السياسية والبيئية الجذرية اللازمة لإنقاذ كوكبنا الأرضي والبشرية من الفناء.

التعليقات

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية