مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
" شبـــاط 2013 - العدد 51
 
Untitled Document  

:اخبار البيئة والتنمية
_____________

علماء يحذرون من ارتفاع حاد لتكلفة تأجيل التصدي للتغير المناخي إلى 2020

160 مليار دولار قيمة الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في 2012

الوقود الحيوي يسبب تلوثا ولا يساعد على تنقية الجو

الاستثمار العربي في الطاقات المتجددة سيصل إلى 23 مليار دولار خلال العقد المقبل

ناد للدول المتحولة للطاقة المتجددة في أبو ظبي

الارتقاء في استخدام الطاقة المتجددة يظل موضع تساؤلات

 


علماء يحذرون من ارتفاع حاد لتكلفة تأجيل التصدي للتغير المناخي إلى 2020

اوسلو / خاص: أظهرت دراسة نشرت في أوائل كانون ثاني الماضي أن موافقة حوالي 200 دولة على الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بدءا من 2020 سيكون أكثر تكلفة بشكل كبير من اتخاذ اجراءات "الآن" للتصدي للتغير المناخي.
وقالت الدراسة إن اتخاذ اجراءات سريعة لخفض الانبعاثات سيخلق فرصة افضل للإبقاء على الاحتباس الحراري دون السقف الذي اتفقت عليه الامم المتحدة - وهو درجتان مئويتان أعلى من معدلات عصور ما قبل الصناعة- لتفادي المزيد من الفيضانات والموجات الحارة والجفاف وزيادة منسوب مياه البحار.
وقال كيوان رياهي أحد معدي الدراسة بالمعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية ومقره النمسا "إذا أجلت العمل عشرة اعوام أو 20 عاما فإنك ستقلل بشكل ملحوظ فرص الوفاء بهدف الدرجتين المئويتين".
وأضاف قائلا عن نتائج الدراسة التي نشرت في دورية (نيتشر) العلمية واعتمدت على 500 سيناريو تم إعدادها بواسطة الكمبيوتر "من المعروف عموما أن التكاليف تزداد عندما ترجئ العمل".
وقال التقرير إن توقيت تخفيض الغازات المسببة للاحتباس الحراري مهمة اكثر من أشياء أخرى يكتنفها عدم اليقين مثل كيفية عمل النظام المناخي أو الطلب المستقبلي على الطاقة أو أسعار الكربون أو تقنيات الطاقة الجديدة.
وأظهرت الدراسة أن سعرا عالميا فوريا قدره 30 دولارا للطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون -العامل الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري- سيتيح فرصة نسبتها 60 % تقريبا لخفض الاحتباس الحراري الى اقل من درجتين مئويتين.
وقال رياهي عن الدراسة -التي شارك فيها خبراء آخرون من سويسرا ونيوزيلندا واستراليا وألمانيا- إن الانتظار حتى 2020 سيزيد السعر العالمي للكربون إلى حوالي 100 دولار للطن للوصول إلى فرصة نسبتها 60 % للحد من الاحتباس الحراري.

ووافقت الحكومات على مستوى الدرجتين المئويتين الذي تعتبره عتبة لتفادي التغير المناخي الخطير. كما ارتفعت درجات الحرارة بالفعل بمقدار 0.8 درجة مئوية منذ ان بدأ الاستخدام الواسع لأنواع الوقود الأحفوري قبل 200 عام.
وعقب فشل قمة كوبنهاغن عام 2009 في التوصل لاتفاق عالمي منحت حوالي 200 دولة نفسها مهلة حتى 2015 للوصول الي اتفاق عالمي للحد من الانبعاثات على ان يبدأ سريانه في 2020.  وفي ظل تباطؤ اقتصادي أعربت بلدان كثيرة اثناء الاجتماع الأخير للأمم المتحدة في الدوحة في كانون أول الماضي عن عدم رغبتها في القيام بالتحول سريعا من استخدام الوقود الأحفوري إلى أنواع من الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

 

160 مليار دولار قيمة الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في 2012

برلين / خاص: قدرت شركة التأمين الألمانية ميونيخ ري في دارسة نشرت مؤخرا القيمة الاجمالية للخسائر التي خلفتها الكوارث الطبيعية في العالم في العام 2012 بنحو 160 مليار دولار (122 مليار يورو).  وقالت الشركة في بيان انه "في السنة الماضية كلفت الكوارث الطبيعية في العالم نحو 160 مليار دولار من الخسائر في المجموع بينها نحو 65 مليار دولار خسائر شملها التأمين".
وتعتبر هذه الارقام متدنية مقارنة بخسائر سنة 2011 التي شهدت تسونامي اليابان وغطت خلاها التأمينات 119 مليار دولار من الخسائر اثر عدة زلازل وفيضانات، على ما اضافت شركة التأمين الألمانية.
وأوضحت الشركة انه خلال 2012 "وقعت 67% من الخسائر الإجمالية و90% من الخسائر المؤمنة في الولايات المتحدة". ونجم اكبر جزء من الخسائر في سنة 2012 عن الاعصار ساندي الذي بلغت قيمة الخسائر الناجمة عنه نحو 25 مليار دولار التي يفترض ان يغطيها قطاع التأمين وفق ما اضاف البيان.
وقال تورنستن جيوريك مدير الشركة ان "الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة اثبتت انه من الهام دعم الجهود في مجال تفادي الخسائر".

وتابع انه "سيكون ممكنا في بعض المناطق مثل نيويورك توفير حماية افضل من العواصف وقد يكون معقولا من وجهة النظر الاقتصادية، وبإمكان شركات التامين ان تأخذ ذلك بالاعتبار في أسعارها وتخفض درجة التعرض الى الخسائر".  وفي تشرين ثاني الماضي اعتبرت شركة التأمين الالمانية ان تعرضها الى الكوارث يقدر "بنحو 500 مليون يورو" بعد هبوب الاعصار ساندي على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

 

الوقود الحيوي يسبب تلوثا ولا يساعد على تنقية الجو

أوسلو / خاص: أظهرت دراسة ان برامج زراعة الأشجار لمكافحة التغير المناخي من خلال إنتاج مزيد من الوقود الحيوي قد تؤدي بشكل فعلي الى تفاقم نوع غير معروف من تلوث الهواء والتسبب في الوفاة المبكرة لنحو 1400 شخص سنويا.
وقال التقرير ان الأشجار التي تزرع لإنتاج أخشاب الوقود، والتي ينظر اليها على أنها بديل أنظف من النفط والفحم، تطلق مادة كيماوية في الجو يمكن أيضا أن تقلص إنتاج المحاصيل الزراعية لدى اختلاطها بملوثات أخرى.
وقال هيك هيويت الذي عمل على هذه الدراسة مع زملاء من جامعة لانكستر بانكلترا "يعتقد ان تنمية الوقود الحيوي سيكون شيئا جيدا لأنه يقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو.  "ما نقوله هو نعم هذا شيء عظيم ولكن الوقود الحيوي قد يكون له ايضا تأثير ضار على جودة الهواء".  ونظر التقرير الذي نشر في دورية طبيعة التغير المناخي في تأثير برنامج للاتحاد الأوروبي لإبطاء التغير المناخي من خلال إنتاج مزيد من الوقود الحيوي.
وقال هيويت انه سيكون هناك تأثير مماثل في أي مكان يتم فيه إنتاج الوقود الحيوي بكميات ضخمة في مناطق تعاني من تلوث الهواء بما في ذلك الولايات المتحدة والصين.
وقالت الدراسة ان أشجار الحور أو الصفصاف او الأوكالبتوس التي تستخدم كلها كمصادر سريعة النمو لأخشاب الوقود المتجدد تطلق مستويات عالية من مادة الايزوبرين الكيماوية مع نموها . ويشكل الايزوبرين مادة أوزن سامة لدى اختلاطه بملوثات هواء اخرى في ضوء الشمس.
وقال هويت ان "إنتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع في أوروبا سيكون له تأثير صغير ولكن مهم على معدل وفيات البشر وإنتاج المحاصيل. على حد علمنا لم يبحث احد في جودة هواء زراعة محاصيل الوقود الحيوي من قبل".
وقدر التقرير ان الاوزون المنبعث من الطاقة التي تعتمد على الأخشاب للوفاء بهدف الاتحاد الأوروبي لعام 2020 ستؤدي الى الوفاة المبكرة لنحو 1400 شخص سنويا مكلفة المجتمع 7.1 مليار دولار.  وأضافت الدراسة ان الخطة الأوروبية ستقلص أيضا القيمة السنوية لإنتاج القمح والذرة بنحو 1.5 مليار دولار لأن الاوزون يعيق نمو المحاصيل.

وأشارت الدراسة الى ان إنشاء مزارع جديدة للوقود الحيوي في مناطق بعيدة عن المراكز السكانية الملوثة ستساعد في الحد من تكوين الاوزون . وقالت انه قد يتم استخدام الهندسة الوراثية للحد من انبعاث الايزوبرين.  ويمكن ان يسبب الاوزون مشكلات في الرئة وينحى باللائمة عليه أيضا في قتل نحو 22 الف شخص سنويا في اوروبا. وتقول وكالة البيئة الأوروبية ان تلوث الهواء بشكل عام ولاسيما من الوقود الأحفوري يؤدى الى الوفاة المبكرة لنحو 500 ألف شخص في أوروبا سنويا.

 

الاستثمار العربي في الطاقات المتجددة سيصل إلى 23 مليار دولار خلال العقد المقبل

الدوحة / خاص: توقع محمد إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية أن يصل حجم الاستثمار العربي في الطاقات المتجددة خلال العقد القادم حوالي 23 مليار دولار.  ودعا التويجري إلى مشاركة أوسع للقطاع الخاص في مشاريع الكهرباء العربية وفقا لتوصيات القمم الاقتصادية العربية في الكويت وشرم الشيخ.  وأوضح أن إدارته تقدمت بمشروعي قرار سيطرحان على قمة الرياض الأول حول انتقال رؤوس الأموال بين الدول العربية والثاني حول الاستراتيجية العربية للطاقة المتجددة حتى عام 2030.  وأشار إلى أن "الكثير من الدول العربية ليست جاذبة للاستثمار بل طاردة، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة التي تحتاج الى رؤوس أموال كبيرة"، فضلا عن وجود قوانين استثمار طاردة وليست جاذبة.
وحول الربط الكهربائي العربي وصفه بأنه جيد لا سيما في دول الخليج معربا عن أمله في تعزيز "الربط وتوفيره مع مصر قريبا". وقال إن من المتوقع إنجاز دراسة عن جدوى تجارة الكهرباء والغاز بين الدول العربية وإمكانيات التبادل مع الأسواق الأخرى هذا الصيف.  وقال التويجري إن من المتوقع أن تقدم الدراسة حلولا لاستكمال مشروعات الربط الكهربائي العربي القائمة وتقويتها، ومقترحات لتبادل الكهرباء والغاز الطبيعي بين الدول العربية.

 

ناد للدول المتحولة للطاقة المتجددة في أبو ظبي

مدينة مصدر الخضراء المخطط إنشاؤها في أبو ظبي

أبو ظبي/ خاص: دشن وزير البيئة الألماني بيتر ألتماير في كانون ثاني الماضي في أبو ظبي ناديا يضم حوالي عشر دول تحولت لاستخدام الطاقة المتجددة.  جاء ذلك أثناء مشاركته في الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بالعاصمة الإماراتية.  وقد وضع أسساً لتعزيز التعاون مع دول معينة في إطار توسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة ، وهو ما سيساهم بشدة في حماية المناخ العالمي من الارتفاع السريع لدرجة حرارة الأرض.
ويتطلع قطاع شركات الطاقة الصديقة للبيئة لدخول أسواق جديدة عبر تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وكان ألتماير أعلن عن خطط تأسيس النادي الصيف الماضي في اطار برنامج من عشر نقاط يعتزم تنفيذه حتى حلول موعد الانتخابات البرلمانية في ألمانيا في أيلول المقبل.
ويعول الوزير الالماني كثيرا على استكمال جهود حماية المناخ من خلال تحالفات جديدة مع الدول الرائدة في هذا المجال، وذلك في إطار دعم التقدم الضئيل الذي يتم إحرازه خلال مؤتمرات الأمم المتحدة لحماية المناخ.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) تأسست في  كانون ثاني من عام 2009، ومقرها الرئيسي أبو ظبي.

وتتركز مهام الوكالة في تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير تكنولوجيا موفرة للطاقة.

 

الارتقاء في استخدام الطاقة المتجددة يظل موضع تساؤلات

ابوظبي / خاص: حققت حصة الطاقة المتجددة في الاستهلاك العالمي للطاقة تقدما بنسبة 15% خلال العقد الأخير، لكن الهدف المعلن لمضاعفتها بحلول عام 2030 لا ينال إجماع الخبراء.  وقالت كريستينا فيغيريس الأمينة التنفيذية لميثاق الأمم المتحدة للتغير المناخي أمام قمة عالمية حول طاقة المستقبل في أبوظبي إن "الانعطافة باتجاه الطاقة التي تصدر انبعاثا خفيفا للكربون تم إقرارها".  وأضافت "لكن هذه الانعطافة لم يتم اتخاذها بالمدى والسرعة المطلوبين" بينما أطلقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) في كانون ثاني الماضي خارطة طريق جديدة لمضاعفة حصة مصادر الطاقة المتجددة في العالم بحلول العام 2030.
من جهته أقر عدنان أمين، الأمين العام للوكالة، ومقرها ابو ظبي، بأن "الهدف طموح" إلا انه اعتبر ان الهدف القاضي برفع نسبة الطاقة المتجددة من 16% حاليا الى 30% قد لا يكون ممكنا تحقيقه، مشيرا الى احتمال بلوغه نسبة 21% فقط إذا لم تتم مضاعفة الجهود.
وأطلقت "ايرينا" خلال التئام جمعيتها العمومية في أبو ظبي في كانون ثاني الماضي، أول أطلس عالمي للطاقة الشمسية والهوائية بغرض مساعدة الدول على تقييم إمكاناتها.
وأفاد تقرير صادر عن شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين، وتضم القطاعين العام والخاص، أن حصة الطاقة المتجددة تبلغ حاليا 17 – 18% من الطاقة المستهلكة. وتشكل الطاقة الأحفورية من نفط وغاز وفحم حجري 80% والنووي 2 – 3%، وفقا للتقرير.
وتشهد أراء 170 خبيرا تضمنها التقرير انقساما حول مستقبل الطاقة المتجددة. ويعتبر المتشائمون منهم أن الطاقة المتجددة لن تتجاوز 20% من الطاقة المستهلكة بحلول العام 2050، في حين يشير الوسطيون الى نسبة تتراوح بين 30 و 45% في حين يقول المتفائلون ان النسبة ستكون بين 50 و90%.
ويبلغ حجم الطاقة المتجددة 20% في 30 دولة على الأقل في حين حددت 120 دولة أهدافا مختلفة لإدخالها وتطويرها.
بدوره قال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية "لست متفائلا بالنسبة للهدف المحدد عام 2030 كما لدي العديد من علامات الاستفهام".
وكشف أن معدل سعر برميل النفط كان 112 دولارا خلال العام 2012 وهو رقم قياسي، مشيرا إلى أن الدعم المقدم للطاقة الأحفورية "هو العدو رقم واحد في النضال من اجل مواجهة التغير المناخي".
وأوضح بيرول أن أموال الدعم للمحروقات بلغت 523 مليار دولار العام 2011 اي بنسبة 30% أكثر من العام 2010 مشيرا الى أن هذه الأموال تجعل من الطاقة الأحفورية معقولة الكلفة وتزيد من استهلاكها. وتابع قائلا "نحن بحاجة ملحة الى طاقة متجددة لكن إذا لم يكن هناك أطر تجعل الاستثمار مجديا فإننا لن نحقق الهدف".
يشار الى أن الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة تراجعت بنسبة 11% العام الماضي بسبب الهبوط في أسواق المال الأميركية والأوروبية وغيرها. لكن الانكسار كان أقل ضررا مما هو متوقع، بحسب تقرير نشر في كانون ثاني الماضي.
والعام الماضي وصل حجم الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة إلى 268.7 مليار دولار مقابل 302.3 مليار العام 2011، طبقا لدراسة أجراها مكتب بلومبرغ نيو اينرجي فايننس.
وبحسب تقرير شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين فان الاستثمارات السنوية في قطاع الطاقة المتجددة خلال العقد المقبل ستتراوح بين 300 الى ألف مليار دولار.

     
التعليقات
   
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
   
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية