مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيــــران 2012 العدد-45
"الاقتصـاد الأخضـر": تغيـير لون بنـاء.. علـى وشـك الانهيـار! شذرات بيئية وتنموية مخاطر جدية على سلاسل الغذاء والنظم البيئية بسبب الإزهار المبكر للنباتات الناتج عن التغير المناخي الاقتصاد الحالي قد ينتهي بالبشرية الى كارثة العلماء يحذرون: استمرار الاستهلاك والانبعاث الكربوني الحاليين يتطلب كرة أرضية إضافية علماء يعتبرون أن التحدي الاقتصادي الأكبر في العالم يتمثل في توفير المياه والطاقة لتأمين الغذاء الإحصاء الفلسطيني يستعرض الأداء الاقتصادي الفلسطيني لعام 2011 بدو البرية في الخان الأحمر وآخرون البيئة المنزلية المنسجمة مع الطبيعة أيمن حوراني: صيدلاني بصحبة دراجة هوائية! الطعام التراثي الموسمي: اللبن الرائب البيئة في أدب غسان كنفاني زهرة من أرض بلادي: ثاقبة الجدران (حشيشة الحيطان) قراءة في كتاب "فلسطين الفصول الأربعة، عادات، تقاليد ومواسم" دير إستيا.. نموذج مشرف في الحفاظ على التاريخ
Untitled Document  

:تراثيات بيئية

 

الطعام التراثي الموسمي
اللبن الرائب

لبن رائب

ناديا البطمة / مركز حسن مصطفى الثقافي

تقول الدلعونا الفلسطينية:
فلسطين بلدنا وملقا الحبايب         لبنها الطيب لبنها الرايب
ومنها وعليها يا ربي الغايب       يرجع وتشوفو في الحيّ عيونا
عرف العرب هذا الغذاء قبل الغرب بزمن طويل، وكانت الحروب الصليبية مناسبة قبس فيها الغرب عن العرب كثيراً من ألوان الحياة وفنونها، وكانت الأغذية بعض ذاك الذي أخذه الغرب، فعرف كثيراً من النباتات والمآكل، ومنها اللبن الرائب، الذي ظلت طريقة صنعه وإعداده سراً على الأوربيين لا تعرفه سوى القصور الملكية، وعندما أصيب فرنسوا ملك فرنسا باضطراب الهضم وتعفن الأمعاء، اقتصر غذاؤه على اللبن وحده، الى أن شفي من مرضه، فانتقلت طريقة صنع اللبن من القصر الى بيوت العامة، حتى شاعت في جميع الأنحاء. ومرجعية هذه المعلومة هو ما ورد في كتاب الغذاء لا الدواء للدكتور صبري القباني.
فلسطين بلاد اللبن والعسل:
وفي بلادنا فلسطين تنوع في التضاريس وبيئتها المناخية رغم صغر حجمها الجغرافي، فمن حيث الأرض: درجة الحرارة، كميات الامطار، الارتفاع والانخفاض عن سطح البحر جميعها عوامل طبيعية أعطت خاصية فريدة للأرض التي تنوعت وتضمنت بداخلها أراضٍ ساحلية، جبلية، وغورية، وشبه غورية وصحراوية وشبه صحراوية، وهذا التنوع في الارض جعلها موطنا مناسباً للتنوع  الحيوي وللتعدد في الأنواع النباتية المختلفة، فأرض فلسطين بيئة طبيعية غنية تنمو فيها كثير من النباتات البرية المفيدة التي قد يصل تعدادها وأصنافها كما ذكرت جودريخ فرير في كتابها Good Rich- Freer. Arabs in Tent and Town. London 1924.  الى ثلاثة أو أربعة ألف صنف والتي تشكل مرعىً خصب للنحل المنتج للعسل ومرعى خصب للحيوانات اللبونة المنتجة للبن، ولهذا استحقت فلسطين لقب أرض اللبن والعسل، من جهة أخرى فإن الأغوار في الشتاء دفيئة طبيعية لنمو النباتات ومرعى جيداً وخصباً يرتحل اليه أهل الجبال والبوادي شتاءً، وحتى مربو النحل ينقلون خلايا النحل الى الغور كي يقطفون عسل وزهور الحمضيات من الليمون والبرتقال ...الخ. ولذا تجد البدوي يغني من أغاني السامر أو السحجة.
واحنا شباب العرب والشيح مرعانا. والفارعة مصيفنا والغور مشتانا
-  كلمة العرب: يسمى البدو محليا بكلمة العرب والعربان.
اما الشيح:- فهو نبات رعوي في البادية يكسب الحليب نكهة لذيذة وكمية عالية من المواد الغذائية ويحبه الرعيان كطعام نافع للمواشي.
وعلى السليقة والطبيعة كانت البيئة نظيفة خالية من أكياس النايلون ومن المبيدات الحشرية القاتلة للنحل والفراش والحشرات النافعة في نقل حبوب اللقاح والقيام بالأدوار المترابطة للأحياء الطبيعية، وكانت البيئة الفلسطينية لا تستعمل إلا السماد الطبيعي والعضوي ولا وجود للأسمدة الكيماوية التي أفسدت قدرة التربة على الإنتاج، ولوثت البيئة ودخلت الكيماويات الى أجساد الكائنات الحية من إنسان وحيوان وفعلت مفعولها الضار والمسبب لأمراض شتى.
فوائد اللبن الرائب الطبيعية:
نظراً لاحتواء اللبن على عوامل الاختمار التى تعيق حدوث نمو مغص في الأمعاء، فهو يعتبر مطهراً ممتازاً للأمعاء وحائلاً دون التعفنات المعوية، والتخمرات والغازات، وإذا ما اعتاد الانسان على تناوله بانتظام، ساعد في عملية الهضم وحال دون اصابته بالتسمم الغذائي.
يفيد اللبن في أدوية الرمال البولية، كما يمنع تشكل الحصيات في الكلى والمثانة، إذ تبين أن الاصابة بهذه الحصيات وبالرمال البولية نتيجة لتعفن الامعاء وتفسخها وليست بسبب مياه الشرب ومدى نقاوتها، وما دام اللبن مطهراً للأمعاء وحائلاً دون التفسخات فإنه يمنع تشكل الحصيات، ونظراً لاحتوائه على (اللاكتوز) المدر للبول فإنه يغسل المجاري البولية ويطرد الرواسب منها ومن المفيد للشيوخ المصابين بتصلب الشرايين أن يتناولوا اللبن الرائب لقدرته على مكافحة السموم، واللبن هاضم وملطف وملين بخلاف ما يعتقد وما هو شائع أنه قابض، لذلك يقي من الامساك ويغني عن الملينات الصناعية السامة، وله مفعول مهدئ للحساسين سريعي التأثير، وللمصابين بالأرق فهو مرطب في الأجواء الحارة. ويفضل أكل اللبن وعدم تصفيته من الماء والمسمى بالعامية (ميص اللبن) فهو يحتوي على اللاكتوز (سكر اللبن) المدر للبول، وبالأملاح المعدنية المنحلّة فيه.
ومن الضروري أن نتحاشى وضع اللبن في أواني الالمنيوم أو النحاس غير  المبيض بالقصدير: لأن هذه الأواني تتأثر بالحموض الموجودة في اللبن وتتفاعل مكونة مادة سامة كلبنات النحاس. واليوم تتوفر الأواني الزجاجية والمعدن الذي لا يصدأ والفخار المدهون والمزجج.....الخ
صناعة اللبن الرائب بالطريقة التقليدية الشعبية:

  • يغلى الحليب المصفى ثم يترك حتى يفتر وتوضع له (الروبة) أي الخميرة، وتخلط بالحليب جيداً بواسطة ملعقة خشبية، ثم يوضع الحليب في آنية  فخارية مثل (البقلولة) و(المغطاس) أو (الكعكورة) وهي أحجام مختلفة وتتميز الاواني الفخارية بأنها دافئة، وتساعد على ترويب اللبن وتخثره بسرعة ويمكن استعمال مطربان زجاجي وهو أيضاً بأحجام مختلفة، والزجاج مادة نظيفة ولا تتفاعل مع الأحماض ولا تتأكسد فيها المواد.

أكلات شعبية من اللبن الرائب:
في بيئات فلسطين كلها كان يستفاد من اللبن الرائب كغذاء وطعام، وفي الربيع يزدهر موسم الحليب ويكثر اللبن ويؤكل بأشكال عدة وطرق متعددة وإضافات تنوع في الطعم والنكهة والفائدة:-

  • كان اللبن يغمس بالخبز مع الزيت وفي الخلاء يفت الفّت ويصب عليه اللبن الرائب والزيت مع قطع البصل مع البندورة المقطعة، ويضاف اللبن ثم يسكب الجميع على الخبز كفته سلطة اللبن والبندورة والبصل، وطعمها لذيذ محبب خاصة مع آكلات المجدرة والرشتا أو الرقاق بالعدس.
  • كما يضاف اللبن الرائب الى الهندباء المفرومة والمعصرة وأيضاً إلى سيقان نبات الخردل الخضراء والمقطعة والمفروقة دون الاوراق وهي سلطات لذيذة ومفيدة.
  • وهناك سلطة الخيار باللبن والنعناع.
  • ويرافق اللبن الرائب أكلة المسخن وذلك ليمنع سوء الهضم للبصل والزيت والسماق، ويحرص أهل الشمال على تقديمه معها لأنه مهضم ويحول دون الشعور بالمغص أو الانتفاخات أو الغازات.

1. الحويرة باللبن:

حويرة باللبن

يستمتع الناس بتناول الحويرة الغورية التي تنزل مبكراً ثم الحويرة الجبلية في الموسم ولوفرة اللبن تعد بسرعة وسهولة أكثر من الماضي، وسأذكر الطريقة الجديدة والطريقة التقليدية القديمة.
الطريقة الحالية:

  • في الوقت الحاضر تؤخذ أوراق نبات الحويرة وتغسل جيداً وتكون خضراء طازجة لا نوار فيها ثم تقطع وتفرم بالسكين.
  • تُرش بالملح وتفرك وتمعك باليد حتى ينزل الماء منها ومع الماء ينزل الطعم المّر، ثم تعصر جيداً باليدين وغالباً الحويرة المزروعة أقل مراراً من الحويرة البرية.
  • يؤخذ اللبن الرائب الكثيف والمضاف اليه اللبنة الجامدة، ويخلط مع الحويرة المدعوكة والمعصورة والتي ضمر وتقلص حجمها.
  • يمكن تناولها مباشرة ولكن طعمها عادي غير متخمر أو متخلل لمن يرغب بهذه الحالة والطعم واللون الجميل الأخضر الحشيشي مع الابيض اللبني مع حضور اللون الاخضر بكثافة.

2. الحويرة بالطريقة التقليدية والقديمة:

  • تقطع الحويرة بعد تنظيفها ثم تفرك وتمعك في الملح وتعصر جيداً.
  • تترك الحويرة بعد هذه المعالجة لمدة يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك حتى تتخلل مع اللبن المخيض.
  • اللبن المخيض هو اللبن الرائب الذى يخض في (السقاء) أو (الشكوة)، وعملية الخض هذه تفصل الزبدة عن اللبن الرائب والمتكاثف ويصبح سائلاً.
  • يحفظ اللبن المخيض بعد خضه وخلطة بالحويرة في (الشراع)، وهو وعاء جلدي يصنع خصيصاً  لحفظ اللبن ولا يُسرب أو يصفى الماء (الميص).
  • بعد تخليل الحويرة في اللبن، تكتسب طعماً خاصاً ويضاف إليها الزيت، وتؤكل كفاتح للشهية مع الاطعمة أو تغمس بالخبز مع الزيت والبندورة.

3. القبار أو كبّار أو لصف أو شفلح:

  • القبار شجرة شوكية تتواجد في المناطق الجبلية الصخرية وعلى الأسوار والبنايات القديمة.
  • تجمع الاوراق اللحمية الجلدية حديثة النمو (اللباليب) في شهر أيار، وبعد انتهاء موسم الحويرة، وتفرم هذه الاوراق ويرشون عليها الملح الجاف وذلك لإزالة طعم الحرقة والمرارة منها وتبقى في الملح مدة يوم أو يومين ثم توضع في اللبن المخيض بحيث يكون ملحها عادياً كأي أكل ويحفظ القبار في (الشراع).
  • والشراع هو الوعاء الجلدي الذي يحفظ فيه اللبن ولا يصفى الماء ويبقى لمدة اسبوع أو أسبوعين، حتى يتخلل القبار في اللبن ويكتسب طعماً حامضاً مميزاً فاتحاً للشهية ويغمس بالخبز مع زيت الزيتون.
  • ويمكن اغناء صحن القبار واضافة خضر السلطة كالخيار والخس والبندورة، فهذا يساهم في تخفيف حدة حموضته، في هذه الحالة يسمى سلطة قبار.
  • ويمكن الاستفادة من القبار القديم والذي يتم تخليله عبر إضافة لبن رائب جديد عليه فيخفف في كثافته وحموضته.
  • ملاحظة:- يستعاض عن الوعاء الجلدي (الشراع) اليوم باستعمال المرطبانات الزجاجية الكبيرة، ويحرّك ما فيها بملعقة قبل السكب.

4. مخلل الفلفل مع اللبن:

  • يفرم الفلفل الحار فرماً ناعماً بواسطة السكين ثم يُرش عليه الملح ويخلط في اللبن المخيض ويوضع في الشراع لمدة أسبوع أو اسبوعين وذلك حتى يتخلل ويؤكل مع الزيت لوحده، أو يخلط بالسلطة كما هو الحال بالبقّار، وهذا المخلل منتشر كثيراً في مناطق غزة وقرى الخليل الغربية.

5. مخلل الكزبرة والرشاد مع اللبن:-

  • الكزبرة الخضراء والرشاد الاخضر من نباتات العائلة الخيمية تشبة أوراقها أوراق البقدونس ولها طعم ورائحة خاصة.
  • وفي الموسم وهو فصل الربيع واوائل الصيف تفرم وتملح وتضاف الى اللبن وتترك في الشراع حتى تتخلل، ويمكن أن تؤكل بدون تخليل وانما طازجة وكذلك الحال مع الخردل الاخضر الذي سبق وذكرته.
  • وهذه السلطة شائعة في نابلس وجنين والقدس وقضاها الزراعي وليس البدوي، وذلك لأن البدوي يستعمل ما في البراري من مواد يجمعها أثناء عملية رعي المواشي، وتبقلها البدويات من الارض واماكن الرعي والعزب خاصة نبات (اللوف) الذي يرون فيه الغذاء والدواء ويجففونه وعندما يطبخونه يضيفون اليه اللبن.

صناعات غذائية ومنتجات محفوظة من اللبن الرائب
اللبن الرائب منتج بدوي فلاحي يتواجد بكثرة في فصلي الربيع والصيف وكباقي المواد يسعى مربو المواشي لتخزين اللبن الرائب وتصنيعه لمواد قابلة للتسويق والحفظ، ومنذ القدم حيث لا تبريد أو تثليج، واللبن الرائب يمكن تحويله الى لبن مخيض- واستخراج الزبدة وتحويلها الى سمنة وكذلك يمكن تصفيته وعمل لبنة جامدة مكبوسة بالزيت، كما في الشمال الفلسطيني والريف المقدسي ومدنه، حيث يتوفر الزيت كمادة حافظة.
وصناعة لبن الجميد أو لبن الكشك كما يسمى في مناطق القدس والخليل، ومن يعرفه أو يستعمله في الشمال الفلسطيني وغالباً ما يكون مصدره من الريف والبادية في المناطق الوسطى والجنوبية. ويسمى لبن الجميد في غزة بالجبجب ويشتريه أهل المدن جاهزاً، بينما تنتشر في الساحل الفلسطيني ومناطق زراعية طريقة حفظ اللبن الرائب وصناعة (الكشك) في مدن اللد والرملة ويافا وكافة مدن السهول الساحلية حتى مدينة غزة، وهذا الكشك لبن مختلف جداً في طعمه وشكله واستعماله عن لبن (الجميد والكشك) الجبلي والبدوي والفلاحي.
ومن الجدير بالذكر أن كافة هذه المواد المصنعة من اللبن الرائب، تحفظ بدون مواد حافظة وبطريقة التجفيف وفصل الماء عنه واضافة الملح في الجميد أو الزيت كما في اللبنة، وهذه المواد الطبيعية الشعبية والتقليدية لا خطر من استعمالها على الجسم كما هو الحال مع المواد الحافظة.

 

البيئة في أدب غسان كنفاني

غسان كنفاني

علي خليل حمد

-1-
النسر المهاجر

-يروون قصصا كثيرة عن نسر كان يقف على هذه الصخرة .. ولكنها كلها خيال بخيال .. كان النسر يقف هنا..لأن عشه كان هنا.. ثم غير مكانه...
-لماذا؟
- أيام كان يقف هنا كنت اعمل على هذا الخط مع زميل واحد فقط، كنا لا نزعج الطريق بمرورنا .. ولكن مزيدا من السيارات وصلت للخط .. ومعظمها يعمل على المازوت؛ دخان المازوت شيء مزعج، والضجة مزعجة أكثر؛ لم تعد الصخرة مناسبة ، فهرب بعشه إلى الجبل.

(موت سرير رقم12 ص ص171-172)

-2-
إحساس غامض ومحبب

إنهم، الفلاحين، يحسون الأرض إحساسا، بينما ينظر سواهم إليها كمشهد عابر. إن أي حقل، يبعث بالفلاح شعورا تلقائيا بأنه – ذلك الحقل – يحرس عادة كل شيء فيه حراسة صميمية؛ إن الحقل، أي حقل،  يلقي على موجوداته ظل الأبوة، مهما عظمت ، فيشعر الإنسان أنها في حماية قوة غامضة، هائلة، مخيفة، لكنها محببة ..

(القميص المسروق وقصص أخرى، ص 23)

-3-
لا لصيد الغزلان

-كيف تصطادون الغزلان؟                             
-كالعادة بالسيارة..
- تلحقون الغزال المسكين بالسيارة..تفصلونه عن قطيعه، تطاردونه ساعات حتى يتعب فيقف، تنزلون من السيارة ثم تمسكونه كأنه دجاجة ...عيب!!
-عيب؟ كيف يصطاد الناس الغزلان؟ بالبندقية؟
-كلا، عيب ...
-إذن؟
-بجب ألا تصطاد غزالا أبدا يا عبد الله ... لا بالسيارة ولا بالبندقية ..
-لماذا؟
-هل جربت مرة أن تجلس في الصحراء، فيأتي الغزال بنفسه إليك، يحك رأسه فوق ذراعك ويمد فمه إلى رقبتك، يدور حواليك، ينظر إليك بعينيه الواسعتين، ثم يمضي ..أجربت ذلك؟؟
-كلا .. هل جربته أنت؟؟
(و كأنه لم يستمع إلى سؤالي همهم ساخرا: )
وتحكي عن الصيد!!

( عالم ليس لنا، ص 28)

-4-
الحصان الأخ

الحصان حينما يعيش معك سنة وسنتين وثلاث سنين يصبح أخا، وأكثر، يصبح أخا وأكثر من أخ. هل يقتل الإنسان أخاه؟ أبوك سامحه الله، }لم يقبل أن يقتل الحصان { ، وقال: انه أجمل حصان رآه.

(عالم ليس لنا، ص90)

- 5 -
اقترح صديق عليه بيع بيته لتسديد الديون

في لحظة واحدة تكومت عليّ الدموع، وعبثا حاولت أن أردها ..
لقد أحسست فجأة  أنني على وشك أن ابكي كالطفل فرفعت صدري عن الطاولة، وتنفست ملء رئتي لأسقط إلى صدري ذلك الشيء الذي اعترض حنجرتي كسكين عريضة ...
ولكن، ما إن فعلت حتى دارت في صدري تلك الرائحة العجيبة التي تفوح دائما وبلا سبب في باحة دارنا:
مزيج من الرطوبة القديمة، ورائحة شجرة ياسمين، وعبير من أوراق شجرة البرتقال ذات الساق الطويلة .. مزيج خاص وغريب تنشقته منذ درجت في تلك الباحة طفلا، وحين نشبت فيها رجلا؛ رائحة تملأ الأنف     والصدر وتتمشى في العروق كأنها الارتواء؛ يا طالما تنشقتها وأنا أتمطى في غرفتي التي تطل على الباحة بثلاثة شبابيك عالية من زجاج ملون، وفي صدر الباحة كانت بركة الماء الصغيرة تحت الدرج الخشبي تفور مياهها ليل نهار من فم أسد حجري له رأس كبير، فتحمل معها رائحة النهر والبرية والبساتين ... وكان الصوت يأتي، عبر الزجاج الملون والشبابيك العالية، راميا برخاوة مزيجا من تدفق الماء وحفيف شجرة البرتقال، وأصوات الجيران البعيدة تبدأ يومها الجديد.
ثمة عصافير كانت تختبئ بين الأغصان فلا تطالها إلا عيناي، وكان أبي يقول إنها عصافير تعرف شجرتنا كما نعرفها نحن، وإنها من أهل الدار لا تمس ولا تطرد ولا تخوف.
وصحت فجأة
لا تتكلم عن بيتنا!!

(رأس الأسد الحجري، من عالم ليس لنا، ص ص 138-140)

 

زهرة من أرض بلادي
ثاقبة الجدران (حشيشة الحيطان)

د. عثمان شركس / جامعة بيرزيت   

الاسم العلمي: Parietaria diffusa Mert. & Koch
اسم العائلة: Urticaceae -    العائلة القرّيصيّة
الاسم الإنجليزي: Sandwort-leaved Pellitory
الاسم العربي: ثاقبة الجدران، حشيشة الحيطان، ليزيقة، نعيمة، آذان الفار وقزازة

الوصف: نبات عشبي، حولي، سيقانه خضراء مفترشة على الأرض وبعضه الآخر متسلق ومنتصب ويعلو من 20-40 سم. الأوراق طولها 0.5 – 1 سم، قصيرة الأعناق بيضاوية عليها شعيرات. الأزهار صغيرة خضراء وأحياناً حمراء بلون الساق، والنبتة عديمة الرائحة.

التوزيع الجغرافي: تنمو في المناطق الرطبة الظليلة، تخرج من ثقوب الجدران العتيقة في مدينة رام الله القديمة، وكذلك تنمو بين تشققات الصخور في المناطق الرطبة المهملة.

فترة الإزهار: شباط – أيار.

إستعمالاتها: يفضل إستعمالها غضًة من الأوراق والساق. توصف للذين يعانون من إحتباس البول وإلتهاب المثانة والكلى، الرمل البولي وحصى المرارة والكليتين. هي أيضاً نبات موقف للنزيف ومقطب للجروح وملطف لحموضة الجسم.
للعلاج: يتم غسل وتنظيف العشبة الغضة، ثم تعصر ويضاف إلى العصير كمية من العسل حتى يستطيع الإنسان شربها. وتكون الجرعة عبارة عن 3-5 ملاعق كبيرة يومياً. ومن النبتة أيضاً يتم تحضير ضمادات توضع على البواسير والدمامل والطفح الجلدي كما تستخدم لوقف النزيف. 

Parietaria diffusa Mert. & Koch

 
(عدسة عثمان شركس)

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية