مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيــــران 2012 العدد-45
 
Untitled Document  

:اريد حـــلا

البيئة المنزلية المنسجمة مع الطبيعة

منزل بيئي منسجم مع الطبيعة

جورج كرزم

عالجنا في العدد السابق (رقم 44) بعض الأفكار المفيدة والعملية التي يمكننا تطبيقها بسهولة في منازلنا التي نستطيع تحويلها تدريجيا، إلى بيوت بيئية.  سنستعرض في هذا العدد مزيدا من الأفكار والتوصيات البسيطة وسهلة التطبيق.
بداية، نشير، إلى أن معظمنا، وبهدف تنظيف المراحيض، يستعمل منظفات ومطهرات ومبيضات كيماوية سامة، تنبعث منها أبخرة مؤذية للصحة، وتقتل الكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على تحليل البراز البشري.  كما أن هذه المواد الخطرة تمتزج بمياه الصرف الصحي، لتصل، في النهاية، إلى المياه الجوفية، والوديان والأنهار والبحار، وبالتالي تؤدي إلى تلويثها، فضلا عن تسميم الأحياء المائية.  وإذا كان لا بد من استعمال بعض هذه المواد، فليكن بحذر وبأقل كمية ممكنة.
ولنحاول أيضا، تجنب استعمال الصابون المحتوي على مضافات وعطور ومنشطات كيماوية، لأنها تسبب الحساسية وتهيجات جلدية، فضلا عن تلويثها للبيئة المنزلية.  كما أن الصابون الذي يحوي مركبات كيماوية حادة، لا يزيل الأوساخ والدهون العالقة بأجسامنا فحسب، بل يزيل أيضا الطبقة الزيتية الواقية للبشرة.  لذا، فلنستعمل الصابون البلدي الطبيعي النقي، والماء الدافىء، لأنهما الوسيلة الأكثر أمانا، صحيا وبيئيا، لتنظيف البشرة.
أما فيما يتعلق بالقشرة على الرأس، فيجب ألا نسرع إلى استعمال المستحضرات الكيماوية لإزالتها، علما بأن القشرة لا تعد مرضا، وهي موجودة لدى معظم الناس.  ويحوي شامبو إزالة القشرة العديد من المواد السامة التي يمتصها الجلد، وقد تحرق الجفون، ناهيك عن احتمال تسببها في الخمول، وأحيانا الغيبوبة.  ومن هذه المواد:  الفورمالديهايد، كبريتيد السلينيوم، الكريسول وغيرها.
كما أن الفورمالديهايد تحديدا، يعد غازا ساما ومسرطنا، ويدخل في تركيب بعض السلع المنزلية، مثل الخشب الرقائقي، والغراء، ومواد العزل الرغوية وغيرها، حيث ينبعث الفورمالديهايد من هذه المنتجات باستمرار.  ويعد الصداع والدوار وتفاعلات الحساسية من أبرز الأعراض التي قد تظهر على من يتعرضون لهذه المادة ويستنشقونها، بشكل متواصل.  إذن، فلنتجنب، قدر الإمكان، التعرض للفورمالديهايد.  وفي حال تواجد هذه المادة في المنزل، فيجب توفير التهوية الدائمة، عبر فتح النوافذ باستمرار.   
وبخصوص استعمال المياه، فلنحرص على عدم ترك الحنفيات في بيوتنا مفتوحة والماء يتدفق منها بغزارة.  إذ أن معظم أعمال المغسلة والمجلى تحتاج إلى مياه جارية باعتدال.  كما يجب إصلاح الحنفيات غير المضبوطة والتأكد من فعالية الحلقات المطاطية العازلة فيها، وذلك لمنع سيلان الماء.  ولا بد أيضا من إقفال الحنفية أثناء الحلاقة وتنظيف الأسنان.
وفيما يتعلق بشفرات الحلاقة التي يعد إنتاجها من الصناعات المربحة جدا، ننوه إلى أن مئات الملايين من هذه الشفرات تستعمل وترمى يوميا، في مختلف أنحاء العالم، ما يعني هدرا كبيرا للمواد الأولية والطاقة.  لذا، يفضل استعمال شفرات معمرة، أو ماكينة حلاقة كهربائية.
ولنتذكر أيضا، بأننا أحيانا كثيرة، نشتري كتبا أو صحفا لا نقرأها، ما يساهم في تراكم غير ضروري للنفايات الملوثة للبيئة.  فلنحاول أن نشتري منتجات ورقية أعيد تدويرها.  ولنعمل على تدوير جرائدنا ومجلاتنا، مساهمين بذلك في إنقاذ آلاف الأشجار، وبالتالي تخفيض المواد الملوثة للهواء، وكميات المياه والطاقة المستهلكة في الصناعة.  وفي حال غياب مركز لإعادة تدوير الصحف في محيط سكننا، فلنبادر، مع الفعاليات المحلية والأهلية لتوفير مثل هذا المركز.  وفي كل الأحوال، فلنحاول قراءة الجرائد الإلكترونية، أو قراءة الجرائد الورقية في المكتبات والمؤسسات العامة.  
ولننتبه أيضا إلى ضرورة إطفاء الأنوار التي لسنا بحاجة إليها، في مختلف أنحاء المنزل.  كما ان تركيب مصابيح الكهرباء الكشافة خارج المنزل، يعد هدرا للطاقة، خاصة وأنها غالبا ما تُنْسَى مضاءة.  لذا، يفضل وصلها بجهاز توقيت يشغلها في الليل، ويطفئها في النهار. 
وبهدف تخفيض فاتورة الكهرباء، بشكل ملحوظ، فلنغَلِّف خزان الماء الساخن في منزلنا بقطعة قماش سميكة وعازلة، ولا نكتفي بالمادة العازلة الرقيقة وسيئة التركيب، من الشركة المصنعة.
ولتسخين الماء، يفضل استخدام السخانات الشمسية.  فتسخين الماء بالطاقة الشمسية يوفر أكثر من  70% من تكاليف تسخين الماء في المنزل، وترد كلفتها خلال نحو ثلاث سنوات، وهي أجهزة نظيفة ومأمونة ولا تتضمن قطعا متحركة تحتاج إلى صيانة دائمة.  كما أن اللاقطات الشمسية مصنوعة من السيليكون، وهي مصدر طاقة مجاني ومتجدد ومتاح للجميع، ولا يسبب أضرارا بيئية.  ونشير هنا، إلى أن نحو ثلثي الأسر الفلسطينية تستغل الطاقة الشمسية بواسطة سخانات المياه الشمسية. 
وفي حال أن نوافذ المنزل تتجه نحو الجنوب، فيمكننا الاستفادة من أشعة الشمس، لتدفئة المنزل في الشتاء.  لذا، يجب فتح البرادي في الغرف المواجهة للشمس، كي تتسرب الحرارة إلى داخل المنزل، وذلك بدلا من تشغيل نظام التدفئة الكهربائي أو المعتمد على الوقود الأحفوري. 
في الشتاء، يجب إغلاق جميع الفتحات حول وتحت الأبواب والشبابيك، مع اختيار الوقت المناسب لتهوية المنزل عند الضرورة، علما بأن نحو 25% من حرارة المنزل يمكن أن تضيع بفعل التيارات الهوائية التي تتسلل عبر النوافذ والأبواب.  وبإمكاننا سد أماكن التسرب بلصقات بلاستيكية متينة.  أما الثقوب الصغيرة والنوافذ غير المستقيمة، فيمكننا سدها وضبطها باستعمال مادة السيليكون المطاطية العازلة، فهي رخيصة الثمن وتتكيف مع التقلبات الجوية.

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: 

george@maan-ctr.org

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية