مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيــــران 2012 العدد-45
 
Untitled Document  

مبادرات بيئية :

أيمن حوراني: صيدلاني بصحبة دراجة هوائية!

1
الصيدلاني أيمن حوراني إلى جانب دراجته الهوائية

عبد الباسط خلف:

يتسلح الصيدلاني أيمن فهمي حوراني بالابتسامة التي تستقر في وجهه، مثلما يتفاخر بملازمة الدراجات الهوائية منذ أكثر من ثلاثين عاماً. يقول، وهو يشير إلى مكان وقوف دراجته في مدخل صيدليته وسط سوق جنين التجاري: "تأثرت خلال دراستي في غرب ألمانيا، وعملي وإقامتي التي استمرت 14 عامًا، في مدينة مونيستر، بدءا من عام 1988".
صار حوراني، الذي أبصر النور في أيلول عام 1966، وبالرغم من حيازته لرخصة قيادة سيارة، وامتلاكه مركبة فارهة. لا يفارق مركبته الهوائية،  حيث يحرص على التنقل بواسطتها من منزله إلى مكان عمله غير مكترث بما يصل إلى أذنه من تعليقات سلبية.

مواصلات نظيفة
يعيد حوراني عجلة التاريخ إلى الوراء حيث كان في ألمانيا يقطع مسافات طويلة يومياً تتجاوز الثلاثين كيلومترا، خلال دراسته وعمله، وكان يشاهد التسهيلات الممنوحة لسائقي الدراجات، ومساراتها الخاصة على الطرقات، ومواقفها الخاصة، فقد كانت وسيلة شائعة جداً، توفر الطاقة، وصديقة للبيئة.
يفيد: "يستفزني تجاهل الكثير من السائقين لمن يركب دراجة في بلادنا، ويعتدون على حقوقه المرورية. وشخصياً يضحكون من  إشعالي ضوء الدراجة في الليل، ويسخرون مني، وبعضهم يصفني بأنني أريد توفير المحروقات، والإبقاء على سياراتي متوقفة في مرآب المنزل، والتي أخصصها لزوجتي التي تنقل أولادنا: عمر وسوسن ورحيق إلى مدارسهم".

الدراجة الهوائية تلازم الصيدلاني أيمن حوراني في جميع تنقلاته

رشاقة
ويعتقد الصيدلاني حوراني أن استخدام الدراجات الهوائية، يمنح الجسم رشاقة، ويُقلل من استهلاك الوقود، وهي ثقافة مهمة، توفر الوقت أيضاً، وخاصة في الطرقات المزدحمة، التي يستطيع اجتيازها بالدراجة بشكل أسرع من عبورها بالسيارة.
يتابع: "إذا ما ابتعدت عن الدراجة، واستخدمت السيارة يصيبني التعب، واشعر أن شيئاً غريبًا حدث في جسمي، يشبه من يتعرض إلى التشنج، وربما الأمر حالة نفسية. وقد تعلم ابني قيادة الدراجة بوقت مبكر، متأثرا بي، ومثله كنت أفعل في طفولتي".
ويضيف أن دراجته قد تعرضت للسرقة مرتين من أمام الصيدلية، واضطر لأن يصمم قفلاً في الجدار، لربطها وحمايتها.

أميال
ووفق حوراني، فإن المسافة التي قطعها في حياته على دراجته، تتجاوز عشرات آلاف الأميال في فلسطين وألمانيا، إذ قضى أكثر من ثلاثة عقود في التنقل بواسطتها.
يتذكر: "قبل أنا أسافر إلى ألمانيا، كنا نحصل على ترخيص لهذه المركبات التي تسير دون وقود من بلدية جنين، وكنا نحظى بأرقام خاصة بها كالسيارات تماماً، وكانت الدراجات تخضع للفحص، قبل السماح لها باستعمال الشوارع".
يشجع حوراني هذه الوسيلة، ويتمنى لو يتعلم الأطفال الحفاظ على البيئة، عبر نشر ثقافة المركبات التي لا تحتاج إلى وقود، ولا تتسبب بتلويث البيئة، وتعتبر رياضة مفيدة لأجسامنا، كما تختصر الوقت خصوصاً في الأماكن المزدحمة.

aabdkh@yahoo.com

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية