المخزون الغني للآثار التاريخية في سوريا يتعرض للتدمير والنهب
|
باحثون في سوريا اكتشفوا إحدى أقدم المدن في العالم |
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تسبب الاقتتال المشتعل في سوريا بين قوات النظام من ناحية، والمليشيات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا وملوك وأمراء الخليج، من ناحية أخرى، في وقوع العديد من الآثار والمواقع الثقافية والدينية التاريخية النادرة التي لا تقدر بثمن، ضحية الصدامات والفوضى.
ومن بين أبرز الأمثلة على الدمار الذي تكبده الموروث الحضاري الإنساني، العربي والإسلامي والعالمي، قلعة "كراك دي شوفالييه" أو قلعة الفرسان التي تعد آية من الجمال وجوهرة من جواهر السياحة في سوريا؛ وهي من أكثر القلاع الصليبية حراسة في العالم. وقد بنيت على تلة مرتفعة؛ حيث تحصن فيها الفرنجة الذين قاتلهم القائد صلاح الدين الأيوبي قبل نحو تسعمائة عام. وقد هاجمتها مؤخرا عصابات مسلحة، طردت منها طاقم العاملين، وعاثت فيها تخريبا ودمارا ونهبا. هذا ما أكده بسام جاموس مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في دمشق.
|
قلعة الفرسان في سوريا قبل اندلاع الاقتتال |
ويحذر الخبراء بأن الفوضى المسلحة الحالية في سوريا تهدد المخزون الغني للآثار التاريخية فيها. فقد تعرضت بعض أهم المواقع التاريخية في سوريا لوابل من النيران أثناء المعارك بين القوات النظامية والعصابات التي اختبأ بعضها في المساجد والكنائس والأسواق التاريخية. وقد نهب الناهبون من بعض العمارات العتيقة جدا والمواقع الأثرية والمتاحف، تحفا وقطعا أثرية نادرة.
وعلى سبيل المثال، نذكر قلعة المضيق، المدينة الواقعة في محافظة حماة والتي تحوي قلعة تاريخية من القرن الثاني عشر الميلادي. المدينة وقلعتها قصفتا أثناء الصدامات المسلحة في أواخر آذار الماضي؛ فتصاعدت منهما ألسنة اللهب وارتفعت فوقهما أعمدة الدخان. وقد بينت الصور ثغرات كبيرة في أسوار القلعة.
ويذكرنا الدمار الحاصل في سوريا حاليا، ما حدث في العراق، إثر إسقاط الاحتلال الأميركي للنظام الوطني هناك عام 2003؛ حيث دُمِّرت العديد من المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية التي عاث فيها اللصوص والمتعاونون نهبا وتخريباً، كما سُلِب المتحف الرئيسي في بغداد.
|
مبنى تاريخي في حمص تعرض للتدمير |
ومن المعروف أن سوريا التي تقع على مفترق طرق استراتيجي هام، غنية بالموارد الأثرية التي يبلغ عمرها آلاف السنين. بل إن بعض المؤرخين يعتقد بأن دمشق العاصمة تعد أقدم مدينة في العالم والتي لم تتوقف فيها الحياة السكانية أبدا. وقد كشف علماء الآثار في سوريا مدنا قديمة يبلغ عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة. كما أن سوريا مليئة بالأطلال التي دفنت تحتها مدن نائمة لم تكتشف بعد.
وقد شكلت ثروة الآثار التاريخية أحد أهم عوامل الجذب السياحي في سوريا؛ إذ استمر عدد السياح بالارتفاع تدريجيا حتى ما قبل الأحداث. ففي عام 2010 زار سوريا أكثر من 8.5 مليون سائح يشكلون أكثر بـ 40% من عدد السياح عام 2009. أما الآن، فقد هبطت السياحة إلى الصفر.
|
مبنى تاريخي في حمص ضحية الصدامات والفوضى |
|