|
فنادق إسرائيلية على ضفاف البحر الميت في عين بوقيق |
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تم إدخال البحر الميت، أكثر من مرة، إلى قائمة المرشحين للفوز بموقع إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، باعتباره يحوي مكونات نادرة من القيم الجمالية والطبيعية والتراثية والعلاجية، في المستويين المحلي والعالمي. وذلك بالرغم من تدفق كميات ضخمة من المياه العادمة الإسرائيلية من مناطق القدس والسفوح الجبلية المحيطة بالبحر. وتقتصر المياه الطبيعية المتدفقة إلى البحر الميت، في الينابيع الشمالية الغربية مثل عين فشخة وعين فارة، بالإضافة لمياه الفيضانات.
كما يتواصل هبوط مستوى سطح البحر الميت باستمرار، مما يؤدي إلى تغييرات متواصلة في موقع خط الشاطئ، وذلك بسبب شح المياه المتدفقة إلى نهر الأردن وروافده، نظرا للنهب الإسرائيلي الضخم لمياه بحيرة طبرية وسائر المصادر المائية المغذية لنهر الأردن، وبالتالي، المغذية للبحر الميت. ومن المعروف أن معظم المياه التي يفترض أن تتدفق من بحيرة طبرية في نهر الأردن وصولا إلى البحر الميت جنوبا، تتم سرقتها من قبل إسرائيل لأغراض زراعية. ويبلغ متوسط انخفاض مستوى البحر الميت نحو متر واحد سنويا، أي حوالي عشرة سنتيمترات شهريا، بما في ذلك أثناء فصل الشتاء.
وبالرغم من كل ذلك، لا يزال الحب يحيط بهذا البحر الفريد من نوعه الذي يعد المنطقة الأكثر انخفاضا في العالم، ولكنه يعاني من تدفق يومي لكميات هائلة من المياه العادمة الإسرائيلية التي تفاقم تدهوره البيئي.
ويجهل معظم السياح ونزلاء الفنادق الإسرائيلية المحيطة بالبحر الميت، وبخاصة فنادق "عين بوقيق"، حقيقة أن المياه العادمة الملوثة بكميات هائلة من المكونات العضوية والبكتيرية تتدفق من فنادقهم إلى البحر الميت، عبر أنابيب خاصة، لتقطع مسافة بضع عشرات أو مئات من الأمتار.
المنصات الإسرائيلية للتنقيب عن النفط تؤذي التركيب الطبيعي للأحياء البحرية في البحر المتوسط
الخبراء: في حوض البحر المتوسط يوجد نحو 650 نوعا محليا و116 نوعا غازيا
|
منصات إسرائيلية مقابل الشواطئ الفلسطينية للتنقيب عن الغاز |
خاص بآفاق البيئة والتنمية
عَبَّرَ بعض خبراء البيئة والبحار الإسرائيليين مؤخرا عن قلقهم من استمرار عمل منصات التنقيب عن النفط والغاز التي تشوش التركيب الطبيعي للأحياء البحرية في مقاطع البحر المتوسط المواجهة للساحل الفلسطيني. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة أنواع بحرية غريبة وصلت إلى البحر المتوسط؛ الأمر الذي يقلق خبراء البحار. وقد تبين، على سبيل المثال، وجود 12 نوعا مائيا غريبا في محيط إحدى منصات التنقيب التي وصلت المنطقة عام 2003، إلا أنه لم تجر حتى الآن عملية مسح بحرية في هذا المجال. ويتخوف الخبراء من أن تخلّ الأنواع الجديدة بالتوازن الطبيعي وتستولي على مصادر غذاء الأنواع القائمة؛ ما يؤدي إلى الإضرار بالأخيرة، بل والتسبب في انقراض بعضها.
ويقول الخبراء بأن من الضروري جدا إجراء عملية مسح للمجمتعات البحرية الحية في حقول الطاقة التي بُدِءَ العمل فيها بعملية التنقيب، بهدف صيانة المجتمعات الحية المميزة والنادرة.
يضاف إلى ذلك، كشفت المعطيات العلمية الأخيرة بأنه في الفترة الواقعة بين 1982-2003 ارتفع متوسط درجة الحرارة في منطقة البحر المتوسط المقابلة للشواطئ الفلسطينية بمقدار 2.5 درجة مئوية؛ ما أتاح للأنواع الجديدة بأن تعيش في تلك المنطقة. ويقدر الخبراء بأن في حوض البحر المتوسط يوجد نحو 650 نوعا محليا و116 نوعا غازيا.
ويخشى الخبراء من احتمال تسرب نفطي أو إصابة المنصات وحدوث انفجارات خطرة، إلا أنهم يفضلون التركيز على احتمالات الضرر البيئي، ويشيرون إلى أن للتفتيش عن الطاقة واستخراجها أبعاد بيئية سلبية معظمها ناتج عن تشغيل المنصات، وبعضها ناتج عن حوادث أو خلل أو "عمل معاد". ويشددون على أنه في أعمال التنقيب والفحص والتطوير والاستخراج تتسرب مواد سامة إلى البيئة البحرية.
يشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP ) اقترح جعل منطقة التنقيب مقابل الساحل الفلسطيني كواحدة من المحميات الطبيعية الإثنتي عشرة لأعماق البحر لمتوسط. من هنا تبرز الضرورة الملحة لصيانة الثروة الحية في المنطقة.
|