:سياحة بيئية

بيت جبرين

أحد الكهوف النادرة في بيت جبرين وتعود لعصور قديمة ومختلفة،

إيراهيم سلامة خوري

تقع قرية جبرين جنوب الضفة الغربية الى الشمال الغربي من مدينة الخليل، على تلة تتوسط عدة تلال حولها وترتفع عن سطح البحر 287 مترا. وهي من قرى فلسطين المدمرة، وقد احتلها الصهاينة عام 1948 حيث تم تدميرها وتهجير اهلها واقيمت على أنقاضها عام 1949 مستعمرة إسرائيلية "بيت جفرين" إلى الشمال من موقعها الاصلي.
سكنتها القبائل الكنعانية من الجبابرة العمالقة ولهذا دعيت ببيت جبرين أي محلة الرجال الأقوياء وكلمة (جبرا) أرامية بمعنى القوة والجبروت. تقلبت عليها عصور مختلفة إلى أن ذكرها المؤرخ يوسيفوس بأنها قرية في قلب أراضي الادوميين إذ كانت قلعة من قلاعهم المحصنة حوالي خمسمائة سنة قبل الميلاد. وفي القرون الأولى للمسيحية كانت عامرة بالسكان العرب المسيحيين وقد سكنتها  قبيلة جذام العربية المسيحية الذي انتسب إليها تميم الداري وكان قبل الإسلام نصرانيا أقام بعد إسلامه في المدينة ثم عاد الى فلسطين بعد مقتل عثمان ومات في بيت جبرين وقبره فيها توفي سنة 660م. وكان لقبيلة جذام سلطة تعادل سلطة الغساسنة. وازدهرت بيت جبرين مكانةً وسمعة في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفاريوس وقد زارها ودعاها "مدينة الحرية" ومنح سكانها امتيازات خاصة وضم اليها منطقة واسعة تمتد من عين جدي إلى بلدة جرار قرب بئر السبع وكانت اكبر مقاطعة في فلسطين.

أحد المنازل في بيت جبرين التي هجر منها أهلها بالقوة عام 1948

وفي العهد البيزنطي كانت فيها الأسقفية ومن أبنائها كان بطريركا على مدينة القدس يدعى بطرس (516-524) وعلى عهده تمرد اليهود والسامريون، وقتلوا عددا من المسيحيين وأساقفتهم وهدموا كنائسهم ولما تدخل الحارث بن جبلة على عهد جوستنيانوس اخمد التمرد بعد ان شتت شمل اليهود وذبح عشرين الفا من السامريين. دعاها الصليبيون جبلين. وفي العصور الوسطى "بيت جبريل" أي جبرائيل.
فيها مواقع سياحية وأثرية هامة، إذ اكتشفت اثار قلعة صليبية من القرن الثاني عشر وبيوت قديمة كانت مأهولة بسكانها العرب الفلسطينيين الى ان تم احتلالها من قبل الصهاينة يوم 28/10/1948 وكشفت الحفريات التي جرت سنة 1924 ايضا عن أرضية من الفسيفساء الجميلة التي تعود الى العهد البيزنطي وفيها رسومات تمثل طيور وصور حيوانات كالحصان والدب والخراف وكذلك صورا لاشخاص. كما وجد فيها مدرج روماني.

قرية بيت جبرين المهجرة -الاثار الباقية في القرية بمحاذاة الشارع الذي يمر من القرية بين القدس والجنوب -تصوير مقبولة نصار