مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
شباط 2012 العدد-41
أي مخاطر بيئية للتنقيب عن النفط والغاز في مياهنا الإقليمية... وأي إدارة للسلامة؟ كميات ضخمة من المياه العادمة الإسرائيلية تتدفق إلى البحر الميت من مناطق القدس والسفوح الجبلية المحيطة به المنصات الإسرائيلية للتنقيب عن النفط تؤذي التركيب الطبيعي للأحياء البحرية في البحر المتوسط شذرات بيئية وتنموية مليون ونصف المليون لغم في فلسطين التاريخية ونحو مائتي ألف دونم ملوثة بالألغام غزو زراعي إسرائيلي للأردن وضرب الإنتاج الوطني: إغراق الأسواق الأردنية بالبطاطا الإسرائيلية الاتحاد للطيران تُسيّر الرحلة الأولى لاحدى طائراتها باستخدام الوقود الحيوي "براعم" خضراء تُلوّن مدينة المهد! مُعلمون يشقون مسارات خضراء في جبال نابلس التدوير المنزلي أشرف الدرابيع يُعيد عقارب بيرزيت إلى الوراء! مكانة البصل عند الشعوب والأمم البيئة في فكر محمد عابد الجابري الكبار("السوف") قراءة في كتاب: مصادر الطاقة المستقبلية بيت جبرين

:تراثيات بيئية

 

 

البصل غذاء ودواء شعبي بامتياز في بلادنا
مكانة البصل عند الشعوب والأمم

ناديا البطمة  / مركز حسن مصطفى الثقافي

يعد البصل من أقدم الخضروات التي عرفها الإنسان واستخدمها في طعامه. وعرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه، وكانوا يحلفون ويقسمون به وخلدوا اسمه في كتابات على جدران المعابد وأوراق البردى... وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة..... وكانوا يحرمون تناوله في الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فالأعياد للفرح ليست للبكاء.
وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات كما وصفوه بأنه مغذٍ مشه، مدر للبول.
وكانوا يضعونه على مدخل جُحر الثعبان لمنعه من الخروج، ومن كلمة (معبد) التي كان الفراعنة يطلقونها على هذه النبتة، أخذت كلمة (البصل) التي نستعملها اليوم، وفي بلاد الإغريق، كان للبصل نفس المكانة فقد تحدث أطباؤهم عن البصل بكثرة ووصفوه في كثير الحالات كدواء.
ويقال أن كثرة عدد المعمرين في بلغاريا يرجع إلى أكل الخضروات والفواكه النيئة لا سيما البصل واللبن الرائب والخبز الكامل، ويذكر أن الفلاحين في بلغاريا سلموا من السرطان بسبب أكلهم للبصل.
وللبصل مكانة عالية في الطب القديم حيث يقول داود الأنطاكي في كتابه التذكرة:- (يقطع الأخلاط اللزجة، ويفتح السداد، ويقوي الشهوة خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان والطحال، ويدر البول والحيض، ويفتفت الحصى، وماؤه ينفع الدماغ سعوطاً، ويقطع الدمعة والحكة والجرب واكله مشوياً يرطب الأرحام ويزلق المعي، مُجّرب ... ويصلحه غسله بالماء والملح ونقعه في الخل).
وقال ابن سينا في كتابه القانون:- (بذره يذهب البهق، ويدلك به حول موضع داء الثعلب فينفع جداً وهو بالملح يقلع التآليل، وماؤه ينفع الجروح الوسخة وإذا سُعط بمائة نقى الرأس، ويقطر في الإذن لثقل الرأس والطنين والقيح في الأذنين. 
وفي الطب الحديث أجرى البحاثة الروسي في تكوين دراسات واسعة على 150 صنفاً من النباتات القاتلة للجراثيم، فتبين له أن البصل هو في مقدمة تلك النباتات بل وأكد أن له مفعولاً واضحاً في قتل جراثيم التيفوس. والأبحاث على البصل كغذاء ودواء كثيرة جداً.

البصل طعام شعبي رئيسي
لعل الاعتقاد الشعبي السائد بمنافع البصل وفوائده هو من أكثر الاعتقادات الشعبية صحة، فقد اعتاد الكثيرون على إدخال البصل في أكثر وجباتهم، وهذه أغنية شعبية قديمة من أغاني العمل للترويج عن النفس وإشغالها عن التفكير في الجهد والتعب:-
يا عم قالت غالية                  ست الغوالي غالية
بتهجم على جخش الصبر        الظهر وسوط القالية
آه، آه،  من إم  اوقاه             بحط الغرض وما بلقاه
لقمتها متين رغيف             مع قنطار بصيصيلة

والدلعونة تذكر البصل أيضاُ
من تعب جسمي  وعرق جبيني      بحصل على رزقي والله مهنيني
خبز وبصل بيكفيني   بس الملعونَا يرحل من هونا
أشكال تناول البصل
يقول المثل الشعبي "كول من البصل ما حصل" اعتاد الناس على تناول البصل الأخضر نيئاً وفي السلطات والتبولة وهو يرافق أكلات الحمص والفول والمدمسات والمتبلات المنوعة التي تعد من الخضر المنوعة المشوية. وهو يرافق طبخات العدس المنوعة كالرشتا والمجدرة ويقول المثل " أعدس وابصل " ويدق رأس البصل ويغمس مع الزيت والخبز والقليل من الملح وكانوا يعتبرونه وجبة أو غموساً طيباً صحياً. فمن خصائص الطعام الشعبي البساطة. خاصة طعام العامل والفلاح والحراث الذي يمضى وقته في الخلاء

  • وهناك شرائح البصل الهلالية الرفيعة والمضاف إليها السماق الأحمر والنعناع الناشف تقدم مع شطائر الشاورما ومع اللحوم في المطاعم ومحلات بيع الشطائر والفلافل والحمص والفول. كما اشتهرت فلسطين بتقديم طبق (المسخن) حيث يشكل البصل عنصراً أساسيا في إعداده.

أكلة المسخن
المسخن عبارة عن فتة محمصة بالزيت البلدي ومفروشة بالبصل والسماق والمكسرات والدجاج المحمر ويؤكل معه اللبن الرائب، لأن البصل عسر الهضم بعض الشيء وينصح أصحاب المعد اللطيفة أن يتجنبوه ما أمكن إلا إن أكلة المسخن أكلة شعبية شائعة خاصة في مناطق الشمال الفلسطيني حيث وفرة في مواردها محلياً وتقدم للضيوف أيضاً ويخزن الناس البصل الجاف صيفاً ولا يوجد طبخة إلا وللبصل فيها حصة لذا يقول المثل الشعبي :- " زي البصل بتدخل في كل طبخة " وهذه أمثلة على ذلك:-

  • اليخاني باللحوم وبالزيت تبدأ بفرم  البصل ولا تتم بدونه واليخاني الصيفية منها والشتوية وهناك أكلة تسمى ( بصلة وبندورة) وهي عبارة عن البصل المقطع والمحيوس بالزيت والمضاف إليه البقدونس والبندورة ويمكن أن تطبخ باللحم المفروم أو اللحم المذبل (قاورما) والمحفوظ بالدهن ويمكن أن يضاف  البيض عيوناً أو مضروباً.
  • المعجنات بكافة أنواعها وحشواتها من خضر كالسلق والسبانخ أو اللحوم كالسبموسك  والتي تنضج وتتم بطريقة الخبز وكذلك الأمشاط والعجة والمقلي والتي تتم بطريقة القلي ويضاف البصل المفروم ناعماً إلى حشوه المحاشي المختلفة مع الأرز وقديماً مع الجريشة أو البرغل وهذه المحاشي من الخضر كالباذنجان والكوسا والقرع الأخضر اليقطيني، محشي الفقوس والخيار والجزر والفلفل الحلو واللفت وكذلك في حشوة المخشي أو شيخ المحشي من الخضر أيضاً وكذلك أنواع محشي الورق مثل ورق الدوالي وورق اللسينة وورق السلق  وورق اللفت وورق الملفوف وورق القرنبيط واللخنة وورق غليون سيدي......إلخ
  • والبصل عنصر أساسي في حشوة الفوارغ  والكوارع والكرشات والكبد والمعلاق المحيوس بالبصل والبقدونس أو المشوي.
  •  يشوى البصل مع مشاوي اللحوم والدجاج والسمك ومشاوي الخضر ويرافق الكفتة والكباب والشقف وأنواع أكلة الكبة بكافة أشكالها.
  • يضاف البصل مع اللبن الرائب وقطع البندورة والزيت إلى الخبز الجاف في الخلاء فتشكل فتة لذيذة.  كما يضاف البصل إلى كافة أنواع الشوربة كالفريكة وشوربة الخضار وأنواع الطاجن في الفرن أو فخارة اللحوم بالخضر أو الدجاج.
  • ومن الأكلات الشعبية التي يظهر فيها البصل جلياً مع الحمص هو المفتول (المرمعون).
  • وقد روت لي إحدى السيدات الفلاحات قالت:  "بعد النكبة عانى الناس من الفقر ونقص المواد الغذائية ولأن البصل منتج محلي متوفر، كنا نحوس البصل بالزيت القليل ونضيف إليه البقدونس ويغمس بالخبز وإذا توفر خبز جاف  كنا نحوس البصل يقلى ويذبل بالزيت والملح ونضيف الماء حتى يغلى ونضيفه إلى الخبز الجاف فيطرى ويكسبه طعمهاً لذيذاً مع ماء البصل، وكان اسم هذه الأكلة  "مفتلة" وهذا أضعف الإيمان لتحسين الوضع وكل ما توفرت إمكانية اقتصادية أحسن تزيد المواد المستعملة والمضافة إلا إن البصل هو الأساس.
  • ومن الأمور الهامة في طبخ البصل أن يتم على نار هادئة وخفيفة ويذبل قليلاً.
  • شرحات البصل المقلية إلى درجة الاحمرار وتسمى هذه التقلية (حراق إصبعه) حيث تنتشر على وجه طبخات العدس وكذلك في (صيادية السمك) وهذا البصل له طعم خاص ونكهة محببة.
  • وفي الربيع أيضا كانوا يعدون "االكماميس" وهي عبارة عن أقراص من القمح (المجروش والمنقوع) بالماء والمستخلص منه النشاء لعمل الهيطلية. يفرك ويهرس ثم يحشى بالبصل والبقدونس المحيوس ويخبز ويحمر في الفرن أو الطابون وتغمس به الهيطلية وهو لذيذ وله طعم مميز وتفوح منة رائحة السمن البلدي والبصل والبقدونس. وأقراص الكماميس تكون خشنة.
  • يكون البصل أكثر فائدة وفاعلية في العلاج أثناء فترة الربيع من العام وتنحصر هذه الفائدة في براعم البصل الصغيرة التي تؤكل طازجة أو مطهية في الشوربة مع اللحوم "براعم البصل الأخضر" ولشوربة البصل أثر رائع وفعال في علاج عسر الهضم والانتفاخ. حيث تم تجربتها عقب أكلات الحفلات "المتخمة" الدسمة، التي تسبب الانتفاخ وعسر الهضم وشربها كان له نتائج طيبة ورائعة في التخفيف من الآلام وإزالة الانتفاخات.

ومن الأكلات الشعبية
الغلايس بالبصل هذه الوصفة من الريف المقدسي:

الغلايس أكلة ربيعية موسمية والمكون الرئيسي فيها هو البصل عندما يكون في مرحلة تصلب الورق الأخضر حيث تجمع ( الزنابيط أو الزعاميط أو الشنابيط) الخضراء الصلبة والاسطوانية الطويلة والتي تعمل برعماً أخضر في نهايتها لم يتفتح بعد والذي سيحمل بذور البصل السوداء (القزح) والذي سيزرع لينتج (القنار) فالبصل نبات حولي كما ذكر آنفاً. يفرم 2 كغم من زنابيط البصل الأخضر ويوضع عليها الملح وتمعك وتفرك حتى تنزل عصارتها أي مائها.

  • يقرم 2 كيلو من البندورة الحمراء الناضجة وتمعك باليد كي تنزل عصارتها أيضاً.
  • يضاف إليها باقة من البقدونس، وأخرى من أوراق الزعتر الأخضر وثالثة من أوراق النعناع وتخلط المكونات معاً ويمكن إضافة أوراق الشومر إذا وجدت، وكلها مطيبات ومغذيات.
  • يضاف زيت زيتون ويمكن إضافة ½ كأس من الماء وتبدأ بإضافة الطحين الأسمر الكامل والطحين الأبيض ويعجن بالخليط مع إضافة مرة طحين وأخرى زيت بمقدار 2-3 أكوب زيت بلدي.
  • تشكل أقراصاً دائرية وتدهن الأواني بالزيت وتوزع عليها الأقراص وتخبز حتى تنضج وتقدم مع الشاي أو اللبن ويحبذ أكلها ساخنة لأنها غير متخمرة ولونها أحمر كالبندورة وعجينها رخواً. وقد أضفت مكونات الغلايس من البصل والبندورة والبقدونس والنعناع والشومر الأخضر إلى الطحين والزيت والزعتر الأخضر وخمرت بالخميره فأنتجت أقراص الزعتر بطعم مختلف ولذيذ وقوام متماسك.
  • ويطهى البصل في شوربة نخاع العظام "وهو دهن مواسير عظم البذائح" وخاصة الإبل، ثم الضأن. ثم البقر، يشرب المرق الذي يساعد كثيراً في التئام الكسور. وبعد فك رباط الجبيرة. ويؤكل البصل بوفرة فهو يقوي الأعصاب أيضاً.
  • وأهم استعمالات البصل في فلسطين زيادة على أنه طعام، هو مقاومة أثر الغازات السيئة التي تطلق بكثافة على المتظاهرين والمحتجين والمقاومين للاحتلال وفي الانتفاضات الشعبية ومواجهات جدار الفصل العنصري فرائحتهُ النفاذة تعمل على تنبيه الدورة الدموية والتنفسية وكذلك الأعصاب، لذلك يمكن استعماله في الإسعافات الأولية بدلاً من النشادر حيث يعصر ماء البصل في أنف المغمى عليه.

تحذيرات من استعمالات البصل الغذائية:

  • لا يجوز الاحتفاظ بالبصلة المقشرة أو المفرومة لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة.
  • ومن أضرار الإفراط  في تناوله أنه يظلم البصر وقد يؤدي إلى حدوث فقر الدم الانيما لتأثيره على كرات الدم الحمراء وعلى مادة هيموجلين الدم.
  • يؤكل اللبن الرائب أو اللبنة مع أكلات البصل دائماً النيئ والمطبوخ كالمسخن والغلايس .......الخ، وهو ضروري للتوازن والهضم عندما يكون البصل مكثفاً في الطعام.
  • أما خصائص البصل العلاجية أو الطبية فهي كثيرة جداً وهو معروف بامتياز في الطب الشعبي خاصة مفعوله في تحديد نسبة السكر في الدم لاحتوائية على مادة "الكلوكونيني" ولها أثر فعال كمادة الانسلوين.
  •  وقد شاهدتُ إحدى العجائز في قرية بتير، واسمها الحاجة "خديجة أم إسماعيل" حيث كانت تستعمل البصل كلبخات للاستعمال الخارجي وتستعمله كتبخيرة أيضا.

تجربة ذاتية:
أما في كتاب الدليل المرجعي في التربية البيئية وفي الوحدة الخامسة التي كتبها محرر هذه المجلة الأستاذ جورج كرزم بعنوان "الأعشاب الطبية والغذائية بديل للأدوية الكيماوية" أورد وصفة لعلاج التهاب اللوزتين المزمن والمتكرر عند الأطفال وذلك بعصير البصل المحلى بالسكر الفضي بمقدار فنجان قهوة صغير يشرب صباح كل يوم على الريق قبل الإفطار، ولمدة أربعين يوماً. وقد شكلت تجربة شخصية ناجعة حالت دون استئصال اللوزتين كما قرر الأطباء لطفله.

البصل في الأمثال الشعبية:

  • " أمك البصل، وأبوك الثوم والريحة الطيبة تجيك منين"؟ ويضرب هذا المثل كناية عن حمل الجينات والصفات الوراثية "البصل ما منه عسل" يضرب كالمثل السابق
  •  " مثل البصل كلهم روس" ويقال أيضاً:- "مثل البصل كل ما كبر كل ما رخص"
  •  "ثوم بعير بصل" "ويا داخل بين البصلة وقشرتها ما بنوبك غير صنتها" أو ما بتطلع غير بريحتها، وهي دعوة لعدم التدخل بين الأقارب المتخاصمين.
  •  وبنفس المعنى يقال "لا تدخل بين البصلة وقشرتها" "ما بسوى قشرة بصلة" "صام وصام وافطر على بصلة". ويقال "صام سنة وافطر على بصلة" كناية أو بمعنى أنه بقى أعزب مدة طويلة ثم تزوج من دون مستواه.
  • " الفقير بسمي البصلة دجاجة"
  • " كبر البصل وادّور ونسى زمانه الأول" لأن البصل نبات ذو حولين تنتج حوامل نورية وبذور في العام الثاني فهو بذور ثم "قنار ثم أبصال وهكذا،  والأبصال الكبيرة التي تبقى في الأرض حتى تزهر وتحمل البذور تسمى نقايل.
  • زي البصل بتدخل في كل طبخة... ويضرب هذا المثل في المتطفل الذي يتدخل في أمور غيره.
  •  " بصلته محروقة" يضرب في قليل الصبر وسريع الغضب ولأن البصل ينضج على نار هادئة كي لا يحترق.
  • " خذ من عقله وازرع بصل"
  • "يوم عسل ويوم بصل"
  • "كل من البصل ما حصل"
  • "واعدس وابصل"  بمعنى كل بصل فهما قرينان وينسجمان في الطعم ويكملان في الغذاء والهضم.

مراجع البحث:

  • معجزات الشفاء في الثوم والبصل، تأليف محمود عبد الله – دار الفجر للتراث القاهرة- عام 1999.
  • الغذاء لا الدواء- القباني صبري- دار العلم للملايين- 1994.
  • التاريخ الزراعي النباتي في فلسطين- معهد الأبحاث التطبيقية أريج القدس عام، 2008.

القالية: مكان القيلولة والاستراحة.

وقاة : طقية مطرزة وتقطب عليها الريالات الفضية والليرات الذهبية في مقدمتها فوق الجبين.

بصيصيلة: البصل حيث كان البصل يشكل غذاءً رئيسياً للفلاح.

عائلة أبو حسن في قرية بتير يقال عنها أن لديهم (وثية) وفي المفهوم الشعبي أنهم قادرون على ممارسة العلاج ذكوراً وإناثا وهذه الصفة أو القدرة تبقى متوارثة وكان منهم في القرن الماضي أبو محمد مجبراً ومعالجاً للأوجاع والرأس بوخز الإبرة وإخراج الماء من أماكن الجسم وكانت من النساء خديجة محمد أبو حسن وابنة عمها حليمة حسن أبو حسن وكانوا يعالجون مجاناً بلا مقابل ولا أحد من من الأجيال الحديثة استمر في هذا المجال.

 

البيئة في فكر محمد عابد الجابري

علي خليل حمد

قدّم محمد عابد الجابري تصنيفاً ثلاثياً للعقل العربي عبر التاريخ:
العقل البياني (الفقهي)، والعقل العرفاني (الصوفي)، والعقل البرهاني (العلمي). وذكر الجابري أن أول هذه العقول، أي البياني، بقي مهيمناً على الفكر العربي منذ عصر التدوين –القرن الثاني للهجرة- إلى الآن.

وأرجع الجابري أساس هذا العقل البياني إلى البيئة الصحراوية التي عاشها العرب في العصر الجاهلي، حيث الانفصال بين الكيانات، والتقلب في الظواهر، مما يهيّء الفكر لقبول علاقات مثل: "التجاور" بين الأشياء، و"الجواز" في الظواهر، وهما المميزان للعقل البياني القائم على القياس بمفهومه الفقهي؛ بدلاً من التفاعل بين الأشياء، والسببية في الظواهر، المميزين للعقل العلمي كما هو معلوم.

-1-
[البيئة الصحراوية والانفصال]

"إذا نحن فحصنا بيئة الأعرابي الجغرافية والاجتماعية والفكرية من زاوية الاتصال والانفصال Continue et discontinu ، وجدنا الانفصال يطبع جلّ معطياتها: الطبيعة رملية، والرمل حبّات منفصلة مستقلة، مثلها مثل الحصى والأحجار والطوب المؤلّف منها... كلّ الأجسام في الصحراء وحدات مستقلة، والعلاقات التي قد تربطها هي علاقات المجاورة لا التداخل. وهذا يصدق على النبات والحيوان أيضا. فالنباتات في الصحراء وحدات مستقلة منفصلة بعضها عن بعض، متناثرة متمايزة، سواء كانت أشجاراً أم أعشاباً. والحيوان فيها لا يعيش في غابات تضيع فيها فردية الحيوان بين الأغصان المتشابكة والأعشاب المكتظة، إذ لا غابات في الصحراء، وإنما تعيش الحيوانات فيها في عراء، في "بادية" فيها كل شيء بمفرده، وحدة مستقلة، حتى ولو كان داخل مجموعة. وتلك أيضا حال الإنسان فيها، فهو فرد، وحدة ضائعة في أرض شاسعة حيث الكثافة السكانية ضعيفة إلى حدود الصفر، والمباني غير موجودة، وإنما خيام منفصلة متمايزة ومتنقلة. أمّا القبيلة فهي مجموعة من الأفراد المتفرّدين، مجموعة من أجزاء لا تتجزأ، تجمعهم علاقة خفية، علاقة الدم التي تضيع مع مرور الأيام لتحلّ محلها علاقة الجوار، وهي في كلتا الحالتين علاقة قرابة، والقرابة ليست اتّصالا، وإنما هي تخفيف من الانفصال، وتقليص من مداه، وسواء تعلق الأمر بالعشيرة أو القبيلة أو الحيّ فالفرد دوماً "جوهر فرد"، وحدة مستقلة في إطار من التبعية، ولكن لا تبعية اندماج واتصال، بل تبعية "وهْم" النسب (النسب أمر وهمي، كما يقول ابن خلدون). وبالجملة فالعلاقات في مجتمع رعوي هي علاقات انفصال. أمّا الاتصال فهو من خصائص المدينة ومن مميزات البيئة البحرية، إن الاتصال هو من خصائص أمواج البحر وليس من خصائص قطرات الغيث في الصحراء. ومثل كائنات أرض الصحراء كائنات سمائها: السماء صافية كالمرآة، ونجومها في الليل نقط بل ذرّات، بعضها متناثر وبعضها متقارب كحبّات الرمل (المجرّات) ولكنّ لكلّ منها كيانه الخاص، هو إشعاعه وحجمه وحركته وموقعه".

-2-
[البيئة الصحراوية ومبدأ التجويز]

"وكما يجد مبدأ الانفصال أصوله وفصوله (جينيالوجياه) في طبيعة البيئة التي تعكسها اللغة العربية التي جمعت من كلام "الأعرابي"، يجد مبدأ التجويز الذي تكرّسه الرؤية "العالمة" ما يفسّره في ذات البيئة. إن البيئة الصحراوية بيئة تسود فيها الرتابة فعلا ولكنها رتابة تقطعها تغيرات مفاجئة. هناك من جهة عادة مستقرة وهناك من جهة أخرى خرق لهذه العادة بين حين وآخر. هناك اطّراد فيما يخصّ الحرّ وشظف العيش وقساوة الطبيعة... الخ، ولكن هناك أيضا رياح وأمطار غير دورية ولا منتظمة، وهناك الرمال التي تظلّ جاثمة حتى تبدو كأنها خالدة في مكانها، ولكن هناك أيضا كثبان ترحل فتصبح أثراً بعد عين بين عشية وضحاها، وهناك الرياح والزوابع التي تهبّ من غير توقّع. نعم هناك النجوم الثابتة التي يهتدي بها المسافر ليلاً فلا يضلّ سبيله، ولكن لا أحد يمكن أن يجزم، لا المسافر ولا غيره، بأنه سيصل وقت كذا... وإذن المبدأ الذي يؤسس وعي سكان هذه البيئة لن يكون السببية ولا الحتمية بل سيكون: الجواز، كل شيء جائز. الاطّراد قائم فعلا، ولكن التغير المفاجئ الخارق للعادة ممكن في كلّ لحظة.

على أن مبدأ التجويز ليس إلاّ نتيجة لمبدأ الانفصال كما تكرّسه البيئة الصحراوية في وعي سكانها: إنّ قلّة الأشياء وندرة الحوادث وانفصال الموجودات بعضها عن بعض، جماداً ونباتاً وحيواناً، كلّ ذلك يجعل العلاقة القائمة  بين المؤثر والمتأثر تنعكس في وعي ساكن الصحراء لا كعلاقة اتصال وتأثير مباشر، بل كعلاقة تتم عبر مسافة، وكتأثير بواسطة. هذه الواسطة هي السبب الذي يصل طرفاً بطرف، كالحبل الذي يستخرج به الماء من البئر. وإذن ليس "السبب" هو الفاعل أو المؤثر cause كما في اللغات الأجنبية، بل "السبب" في اللغة العربية وبالتالي في عالم "الأعرابي" هو الواسطة التي تتم بها ممارسة الفعل من طرف فاعل. والفاعل في البيئة الصحراوية المترامية الأطراف، القليلة الأشياء، النادرة الحوادث، فاعل غائب حاضر، غائب بشخصه حاضر بفعله. وبما أن الحوادث غير منتظمة ولا مطّردة بل قد تحدث وقد لا تحدث، قد تفاجئ الإنسان فتنفعه أو تضرّه، فإن صورة هذا الفاعل في ذهن من يخضع لفعله وآثار فعله ستكون صورة كائن قادر حرّ مختار يفعل ما يشاء كيف يشاء ومتى يشاء: إنه الله. ومن هنا فإذا نسب الفعل للطبيعة أو للصنم أو للجن...إلخ، فإنما يكون ذلك على سبيل المجاز، سبيل الواسطة، وليس على سبيل الحقيقة والمباشرة".

-3-
[علوم العرب في الجاهلية والمقاربة اللاسببية]

"ليس هناك، إذن، في "علوم العرب في الجاهلية – النّجامة والقيافة والفراسة والعيافة والكهانة والعرافة- مكان لفكرة السببية بمعنى الاقتران الضروري بين الحوادث، لأن هذه العلوم "مبنية على مجرّد الاستدلال بالأمارات –العلامات- والأمارة علامة على الشيء وليست علة ولا معلولا. ومعلوم أنّ الاستدلال السببي هو إما استدلال بعلّة على معلول (وهذا أقوى أنواعه) وإما استدلال بمعلول على علة، بالنتيجة على المقدمة. أما الأمارات فهي كل ما تفيده  هو أن الغائب كان حاضراً نوعاً من الحضور، أو إنّه سيحضر. أمّا متى حضر بالضبط وما شكل حضوره ومن هو على التعيين أو متى سيحضر بالضبط وأين هو الآن...إلخ، فتلك كلّها أمور لا تدّل عليها الأمارة، أو على الأقلّ لا يمكن معرفتها من خلالها بوسائل الإنسان العاديّة في المعرفة (نريد أن نستثني هذا البحث العلمي الحديث الذي يعتمد الأجهزة العلمية الدقيقة والأشعة غير المرئية والإشعاع الذّري في الكشف والتوقع من خلال الأمارات).
يتضح مما تقدم أن عالم المعرفة الذي تحمله معها اللغة العربية التي جمعت من "الأعرابي" يحكمه مبدآن: مبدأ الانفصال ومبدأ اللاسببية أو التجويز. أمّا آلية إنتاج المعرفة، سواء على مستوى الشعر "ديوان العرب" أو على مستوى "معارف العرب وعلومهم"، فيحكمها فعل عقلي واحد هو المقاربة. والجانبان، أعني ما يحكم الرؤية وما يحكم المنهج، مترابطان متكاملان. فالرؤية القائمة على الانفصال وعدم الاقتران الضروري تجعل الجهد العقلي محصوراً في المقاربة بين الأشياء بعضها مع بعض لا يتعدّاها."

 

زهرة من أرض بلادي
الكبار ("السوف")

د. عثمان شركس / جامعة بير زيت

الاسم اللاتيني:Capparis spinosa L
الاسم الانجليزي:Common Caper

الاسم العربي الشائع: كبار، لاسوف "السوف"
العائلة: الكبارية
    

الوصف:
الكبار شجيرة قصيرة يتراوح ارتفاعها ما بين 60-100 سم، وقد يزيد عن ذلك في الأماكن الرطبة والترب الطباشيرية. وهو من الأنواع التي تنتشر في الأماكن الصخرية وجوانب الطرقات، ويتميز بأشواكه الحادة كما يعد من الأنواع التي لها القدرة على تحمل الجفاف، حيث يُتم معظم دورة حياته في فصل الصيف.

فترة الإزهار:  نيسان –  تموز

التوزيع الجغرافي:
يمكن العثور على الكبار في معظم أجزاء جبال فلسطين الوسطى والشمالية، ويقل انتشاره في الاجزاء الجنوبية لتظهر بدلاً منه انواع أخرى حتى الكبار الصحراوي.

Capparis spinosa L

(عدسة عثمان شركس)

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
  مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية