مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
شباط 2012 العدد-41
 

قراءة في كتاب :

مصادر الطاقة المستقبلية

اسم الكتاب: مصادر الطاقة المستقبلية (الهيدروجين وخلايا الوقود والتوقعات لكوكب أنظف)
سنة الإصدار: 2009
عدد الصفحات: 494 من القطع المتوسط
الناشر: دار الفارابي، بيروت بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم

عرض: ربى عنبتاوي

"يرى الكثير من النشطاء البيئيين وعلماء الطاقة أن أمام البشرية فقط بضعة عقود من السنين قبل وقوع الكارثة لإجراء التحول الضروري والجسيم من حضارة اقتصاد الوقود الاحفوري إلى حضارة اقتصاد الهيدروجين، ويتطلب ذلك إقصاء استعمال الوقود الاحفوري بجميع مشتقاته واستبداله بمصادر الطاقة البديلة المستدامة مع استعمال الهيدروجين كناقل للطاقة".
من هذا المنطلق يتبنى مؤلف الكتاب "بيتر هوفمان" مشروع الهيدروجين كنوع متجدد من أشكال الطاقة غير الملوثة، كونه أكثر العناصر انتشاراً في الكون، وهو وقود النجوم والمجرات وبما انه متفاعل من الدرجة العالية، فهو أساسي في عدد لا يحصى من المركبات الكيميائية والبيولوجية فهو وقود فعال غير ملوث.
وبقلم المؤلف المنحاز للهيدروجين وصاحب الكتاب ذائع الصيت الهيدروجين الوقود الذي لا يفنى  عام 1981  وترجمة د. ماجد كنج، يتم طرح الهيدروجين كبديل للوقود الاحفوري، حيث أن  انعدام الانبعاثات من السيارات والحافلات والصناعة والسفن ومدافئ البيوت أصبح المعيار النوعي العالمي، معيار تطمح لتحقيقه الدول المتطورة والاقتصادات الصاعدة بدرجات مختلفة لجهة الكثافة والتوجه، إذ أن في ذهن الكثيرين حذف الكربون من الوقود الهيدروكربوني واخذ جزء "الهيدرو" منه "الهيدروجين" كوقود كيميائي عديم الانبعاثات، وهي الطريقة الوحيدة الواضحة والصعبة لتقليص أو احتمال إلغاء  الاحترار الكوكبي المرتجى.
الهيدروجين النظيف للأبد
وقد أشاد الكتاب بالهيدروجين كنوع من الطاقة الكيميائية الجاهزة للحلول مكان الوقود الأحفوري في كافة المجالات، فعند احتراقه  في محرك الاحتراق الداخلي، فمن المفترض ألا ينفث الهيدروجين أي شيء غير بخار الماء السليم مع ما يفترض من آثار انبعاث زيوت المحرك المؤكسدة خلال العملية وبعض أكسيد النيتروجين، وحين يحترق الهيدروجين بواسطة أكسجين الجو داخل المحرك، لا ينفث منه أي ثاني أكسيد الكربون ولا أول أكسيد الكربون ولا مركبات الهيدروكربون غير المحترقة، فلا نتن ولا دخان أو غير ذلك من النفايات التي تزيد عفن الكرة الأرضية التي تعاني منه حاضراً.
وأوضح الكتاب كيف ينتج الهيدروجين تجارياً بواسطة اثنتي عشرة طريقة تقريبا أغلبها عن طريق انتزاع الهيدرو من الهيدروكربون، أما الأكثر استعمالا والأقل كلفة فهو عن طريق تهذيب البخار حيث يتفاعل البخار مع الغاز الطبيعي مطبقا بذلك الهيدروجين والتحليل الكهربائي، حيث يقسم التيار الكهربائي المباشر الماء إلى مكونيه الهيدروجين والأكسجين وتستعمل حيث يكون التيار رخيصا والنقاء العالي مطلوباً.
يمكن تخزين الهيدروجين كغاز تحت الضغط العالي أو كمكون أساسي لبعض المركبات الهيدرية، ولكن أيضا (في تطور جديد) داخل أو على ألياف كربونية مجهرية، وكوقود سائل خفيض درجة الحرارة، فهو يعد أفضل وأسرع وأكثر فعالية ونظافة بيئية في الطيران والهيدروجين المعدني وهو طرفة مخبرية واعدة كوقود عالي الطاقة ومحول كهربائي عديم المقاومة في تكنولوجيات الكهرباء والالكترونيات.
ولكن نوه الكتاب إلى ان الهيدروجين ليس مصدرا للطاقة كما لا يزال يخطئ غالبا حتى الدقيقين والعارفين من الناس، فهو ليس طاقة أولية مثل الغاز الطبيعي والنفط الخام موجودة حرة في الطبيعة، إنما هو حامل للطاقة وشكل من الطاقة يتطلب أن ينتج مثل الكهرباء التي توجد بشكلها الحر القابل للاستعمال من الآخرين، ويمكن توليد الهيدروجين من مصادر أولية عدة وهذه ميزة بحد ذاتها، مما يقلل فرص قيام كارتيل احتكاري للهيدروجين مشابه للأوبك التي كانت قادرة ولو لفترة على التحكم بأسعار الطاقة عالمياً.
وأشار الكتاب إلى أن الهيدروجين سينتج مستقبلاً من الماء النظيف وطاقة الشمس النظيفة، ومجرد إمكانية استخدام الطاقة النووية في صيغها الأنظف، للطاقة النووية وفي شكله الانصهاري ضمنا من المستقبل، وبما انه يمكن إنتاج الهيدروجين من المصادر المتجددة وغير المتجددة فيمكن إذن مزاوجة الطريقين بما يناسب أفضل هيكلية للطاقة في إقليم محدد أو  ولاية أو منطقة أو اقتصاد ما.
حان الوقت لوقف التدهور
وشدد الكتاب على أن التحول إلى طاقة الهيدروجين حتى لو كان الهيدروجين مستخرجا من الوقود الاحفوري كتدبير لوقف التدهور من شأنه ان يساعد في إنقاذ صحة أطفالنا وربما حياتهم.
وقد توزعت فصول الكتاب على المواضيع التالية:  لماذا الهيدروجين، اكتشاف الهيدروجين الفلوجستون والهواء المشتعل، طاقة الهيدروجين، إنتاج الهيدروجين من الماء والغاز الطبيعي والنبات الأخضر، استعمال الطاقة من الشمس وغيرها لإنتاج الهيدروجين، الهيدروجين للسيارات والحافلات، الهيدروجين في الفضاء وقطار الشرق السريع، الهيدروجين كغاز للخدمة وغيرها من الفصول التي ناقشت ذروة نتاج المؤلف بيتر هوفمان خلال العقود الثلاثة الماضية، من تدوين تطور طاقة الهيدروجين من مرحلة تطورها في السوق حتى بلغت موقعا أصبحت فيه على عتبة التجارة الواسعة، انه يصف الطرائق المتعددة التي يمكن منها إنتاج الهيدروجين وتخزينه واستخدامه، ويقدم التحاليل العميقة للحواجز التقنية والاقتصادية المتبقية لانتشاره على نطاق واسع. فاليوم يوجد محطات تزويد بوقود الهيدروجين وحافلات تعمل بخلايا الوقود المستخدمة في المدن في أنحاء العالم كافة.
"بعد قراءة هذا الكتاب سيرى المرء أن حلم اقتصاد الهيدروجين قد أصبح حقيقة، إني واثق انه سيأتي اليوم الذي انتقل فيه من مكتبي الذي تعمل التدفئة فيه على الهيدروجين إلى سيارتي التي تعمل بواسطة خلايا الوقود مرورا عبر الهواء النقي، وحين افعل ذك سيكون معي وبرفقتي هذا الكتاب". كلمة للسيناتور الأمريكي توم هاركين  تقديراً منه لهذا الكتاب الهام.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية