
خاص بآفاق البيئة والتنمية
حذرت جهات صحية أميركية من أن معظم المصابيح الفلورسنتية الموفرة للطاقة تحوي سائل الزئبق الذي يعتبر معدنا ساما قد يتسبب في مشاكل بالتنفس.
وبحسب إرشادات وزارة البيئة الأميركية؛ يجب ترك الغرفة التي ينكسر فيها المصباح الموفر للطاقة سريعا، وذلك لمدة لا تقل عن خمس عشرة دقيقة. كما لا يجوز شفط القطع المكسورة بالمكنسة الكهربائية، كي لا تتناثر. ويجب ارتداء القفازات المطاطية لجمع تلك القطع بالمكنسة العادية والمجرود. ومن ثم وضعها في كيس محكم الإغلاق وإلقائها بسرعة في حاوية البلدية.
وبهدف الاستخدام الآمن لتلك المصابيح التي قد ينبعث منها بعض الأشعة؛ يوصي بعض الخبراء بعدم التعرض أكثر من ساعة يوميا لضوئها المباشر، من مسافة تقل ثلاثين سنتمتراً عنها. ويعود سبب ذلك إلى أن الشخص القريب من المصباح قد يتعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تعد جزءا من أشعة الشمس الضارة التي قد تتسبب في سرطان الجلد.
وبالرغم من عدم إجراء أبحاث تتعلق بمدى انتشار سرطان الجلد لدى الذين تعرضوا لأشعة المصابيح الموفرة للطاقة؛ إلا أنه من المحبذ إتباع الحذر الوقائي.
مصابيح موفرة خالية من الزئبق
التعرض المباشر والقريب للمصابيح الموفرة للطاقة قد يتسبب في أوجاع بالرأس والعينين. ومن خلال مسح سريع أجرته آفاق البيئة والتنمية لأنواع المصابيح الموفرة المتواجدة في السوق المحلي، تبين بأن بعض المنتجين والمستوردين لم يأخذوا توصيات الخبراء بالاعتبار ولم يذكروها على أغلفة المصابيح.
وقد سوقت مؤخرا شركة "سميكوم لكسيس" منتجا جديدا عبارة عن مصابيح موفرة خالية من الزئبق السائل. وتتكون المصابيح الجديدة من خليط من المعادن بديل للزئبق السائل. ولا تشكل تلك المصابيح أي خطر لدى تهشمها؛ وسعرها مساو، بل وأحيانا أقل من المصابيح الزئبقية. ولا يتسبب هذا الخليط المعدني بأي أذى صحي. وفي حال إلقائها في مكب النفايات أو عدم تدويرها؛ فلن تتسبب عندها أيضا بأي ضرر للمياه الجوفية.
ومن المعروف أن المصابيح الفلورسنتية الموفرة للطاقة توفر نحو 80% من استهلاك الكهرباء بالمقارنة مع المصابيح العادية التقليدية ذات شدة الإضاءة المشابهة؛ وعمرها أطول بكثير. وقد انتشر كثيرا استعمالها في أوروبا وبعض الولايات الأميركية. كما أعلنت بريطانيا في حينه عن برنامج قومي، يتحول بموجبه جميع السكان، حتى عام 2012، نحو استخدام تلك المصابيح فقط.
كما انتشر استعمالها بمدى واسع في إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية.
ويعكف حاليا منتجو المصابيح الموفرة للطاقة على تطوير تدريجي لمنتجاتها؛ إذ يضيف بعضهم عليها طلاءً زجاجيا إضافيا لمنع خطر الإشعاع. وتكمن المشكلة في أننا كمستهلكين، لا نستطيع، غالبا، معرفة ما إذا كان المصباح يحوي الطلاء الإضافي أو أنه يخلو من الزئبق. فالإشارة الواضحة لذلك على المصباح هي التي توضح لنا الأمر.
|