شذرات بيئية وتنموية
عبد الباسط خلف
(1)
إعلان
تسمع في إذاعة "صوت إسرائيل" الناطقة بالعربية إعلانًا، يفيد أن "البلاد" تعيش سبع سنوات جفاف، وأن ربع المعدل المطري هطل حتى نهايات كانون الثاني. في الدعوة إشعار بأن الصيف سيكون ملتهبًا. ما يجب أن تشير إليه نصوصنا الإذاعية المضادة أن الاحتلال ينعم بمياه ليست له، ويتمتع برفاهية مائية، ويزرع الطرقات بالحشائش، فيما تعاني تجمعات فلسطينية من نهب سر حياتها، ولا تحظى بفرصة امتلاك شبكة مياه.
(2)
شمس
أصاب بالمرض وأنا استمع إلى التوقعات الجوية، التي تقول أن الجو "سيكون لطيفاً" في أيام كانون بنسختيه. وأتألم حينما أسجل ردود أفعال للفرحين بالأجواء المشمسة، وينسون أن الصيف القادم ليس بنزهة.
(3)
صحة
أُجري استطلاعاً لعينة، وأسألهم عن سلوكهم الشرائي، وهل ينتبهون إلى محتويات ما يدخلونه في أجسادهم؟ 10 من أصل 12 مشاركًا قالوا إنهم لا ينتبهون إلى المواد الحافظة، رغم أنهم سمعوا عن ضررها!
(4)
نفايات
وضع مجلس الخدمات المشترك في جنين حاويات صغيرة للقمامة في طرقات المدينة. أراقب سلوك المواطنين والمارة، أصاب بالعجب من أن قسمًا لا يستهان به يُفضل رمي النفايات في الشارع، أو على مقربة من الحاويات، وليس بداخلها! يحتاج الأمر لقانون وعقوبات وغرامة.
(5)
عيد الشجر
تصلني عدة دعوات للمشاركة في غرس أشجار. الفكرة رائعة، على شرف عيد الشجرة، لكن الأروع: متابعة ما نزرع في الصيف، ومنع رعيه واقتلاعه، وترميم الأحراش وحمايتها، ومعاقبة المعتدين عليها.
(6)
حوار
أُدرب وأحاور فتية وزهرات من فريق الإعلاميين البيئيين الصغار ببيت لحم. أختار لهم نصاً عن أضرار المسليات الصناعية. يقلقون على صحتهم، لكن سؤال أحدهم السهل والمعقد في وقت واحد: لماذا تسمح الجهات المعنية ببيع ما يضر الصحة؟ سؤال مفتوح...
(7)
تنمية
في بلادنا أكثر من ثلاثة ملايين ونصف هاتف نقال. لو اعتبرنا أن ثمن الجهاز الواحد بالمعدل مائة دولار دولار، وأنه يحتاج كل شهر لخمسين دولار لشحنه، ناهيك عن كماليته، وتجديده، وتقنياته، واكسسوارته، سنخرج برقم فلكي.
السؤال: كم ننفق كل يوم على الاتصالات الخليوية، وهل كلها مُلحة؟
التساؤل: كيف كنا نعيش قبل انتشار الهواتف النقالة، هل كانت "عيشتنا سوداء" وأعمالنا متعطلة، وصحتنا معتلة، ومدارسنا مغلقة، وتجارتنا كاسدة، وأحلامنا متوقفة؟
استدراك: نحن نتحدث عن أعوام تبعد عنا عشر سنوات وأقل، وليس عن العصر الحجري.
aabdkh@yahoo.com
|