March 2010 No (23)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
اذار 2010 العدد (23)
 

قاموس التنمية.. دليل إلى المعرفة باعتبارها قوة

قراءة :محمود الفطافطة

تحرير: فولفجانج ساكس
الناشر: المركز القومي للترجمة، القاهرة
سنة الإصدار:  2008
عدد الصفحات: 611 من القطع المتوسط
ترجمة:  أحمد محمود
 
في هذه المجموعة الرائدة يستعرض بعض أبرز منتقدي التنمية في العالم المفاهيم الأساسية لخطاب التنمية في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويبحث كل مقال أحد المفاهيم من وجهة النظر التاريخية والأنثربولوجية، ويلقي الضوء على تحيزه الخاص. وبعد أن يكشف المؤلفون ما تتسم به فكرة التنمية ذات المركزية الأوربية من عدم مواءمة تاريخية وعقم، فإنهم يدعون إلى هجرها بالكامل . وهم يقولون إن هناك حاجة ماسة إلى ذلك؛ كي نحرر عقول الناس ـ في كل من الشمال والجنوب  ـ من أجل إيجاد حلول شجاعة للتحديات البيئية والأخلاقية التي تواجه البشرية في الوقت الراهن.

سحر أم تصحر؟!
ويقول محرر الكتاب إنه يمكن تسمية النصف الأخير من القرن الماضي  بـ"عصر التنمية"، وباسم التنمية كافح الجنوب من أجل اللحاق بالشمال، وهبط الخبراء على القرى القريبة منها والبعيدة، وتحول ملايين البشر إلى عمال أجراء ومستهلكين. ولكن التنمية (حسب قوله) كانت أكثر من مجرد مسعى اجتماعي اقتصادي؛ فهي إدراك يشكل الواقع، وخرافة تريح المجتمعات، وخيال يطلق المشاعر؛ مع الإشارة، هنا، إلى أن الكتاب يبحث "التنمية" باعتبارها رؤية كلية خاصة.
ويوضح ساكس في مقدمته للكتاب أن التنمية كانت المنار الذي يهدي جميع المفكرين والمصلحين، والمخططين – على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والعقائدية – وكانت الكلمة بمنزلة حل سحري لكل المشاكل التي تواجه شعوب العالم. حل يقدمه الجميع، ويقبله الجميع على اختلاف توجهاتهم واتجاهاتهم. حل يفترض الجميع أنه العلاج الناجح، والحاسم، والخير لكافة المشكلات الإنسانية؛ سواء على المستوى الاقتصادي، أو المستوى السياسي، أو المستوى الاجتماعي، أو المستوى الثقافي.
ويضيف:"لقد كانت "التنمية" هي الفكرة التي هدت الأمم التي انبثقت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في رحلتها نحو المستقبل، وكأنها فنار ضخم يهدي البحارة إلى شاطئ الأمان. وبغض النظر عن الانتماء السياسي، فلقد تبنت كافة بلدان "الجنوب" فكرة التنمية بوصفها طموحها الأول بعد تحرر تلك الأمم من التبعية الاستعمارية.

عقار ومحاور
وبعد مرور أربعة عقود على هذه المرحلة، ما زالت الأمم والشعوب والأفراد والحكومات تحدق بثبات مثير في هذا الضوء الذي يلمع في الأفق وما زال بعيدا عن متناولهم جميعا، رغم كل التضحيات والجهود التي بذلت للوصول إليه.  فعلى ما يبدو فشل العقار السحري، مثله مثل عقاقير سحرية قد خلت من قبله، وظهر عجزه عن حل أي مشكلة، بل تفاقمت المشكلات من جرائه، وظهرت مشكلات جديدة أعتى وأضخم (وفق ما يذكره ساكس)..
والشيء الأساسي الذي يجمعهم هو محاولتهم استكشاف قاموس مصطلحات "التنمية". إنهم يدعون لرؤية "التنمية" لا على أنها حل سحري ودواء لا غنى عنه، ولكن بوصفها رؤية خاصة للعالم، تتميز بسمات محددة طبعتها عليها توجهاتها الغربية من الأساس. وهم يقومون بهذه المحاولة من خلال مناقشة وتحليل "الخطاب التنموي"، بتحليل مفرداته الشائعة، ومن خلال اكتشاف البعد التاريخي خلف كل مصطلح وتمحيص القيم الدلالية المختلفة التي يحملها كل مصطلح؛ في محاولة لكشف البعد المعرفي الكامن خلف المفاهيم الاقتصادية.
ولضخامة الكتاب من حيث عدد الصفحات وكثافة المواضيع والأفكار التي يحتويها، سنقوم بداية، بذكر محاور وعناوين تلك الموضوعات، على أن نقوم بعد ذلك بذكر أبرز وأهم الأفكار والقضايا والمقترحات التي طرحت من قبل المؤلفين. وقبل ذكر العناوين، نبين أن هذا الكتاب هو ثمرة جهد مجموعة متنوعة من المفكرين في مجالات شتى، فمنهم الفيلسوف، ومنهم عالم الاجتماع، ومنهم الأنثروبولوجي، ومنهم المهندس، ومنهم عالم اللغة. وهم ينتمون لجنسيات عديدة، بعضها أوروبية وبعضها آسيوية وثمة مجموعة منهم من الأمريكتين.
هذه الدراسات (كما يذكر الناشر) دعوة إلى الخبراء والحركات الشعبية وطلاب التنمية؛ كي يتعرفوا على النظارات المعتمة التي يلبسونها حينما يشاركون في خطاب التنمية. وقد تلا كل مقال ببليوجرافيا تعين القارئ على التعرف على موضوعه بشكل أوسع؛ لتشجيع المزيد من الدراسات في التاريخ الثقافي لفكرة التنمية .
أما بخصوص العناوين الرئيسة لهذا الكتاب، فهي: التنمية، البيئة، المساواة، تقديم المساعدة، السوق، الحاجات، عالم واحد، المشاركة، التخطيط، السكان، الفقر، الإنتاج، التقدم، الموارد، العلم، الاشتراكية، مستوى المعيشة، الدولة، والتكنولوجيا.

هيمنة التنمية
يتعرض الكاتب المكسيكي جوستافو استيفا في فصل "التنمية" إلى تاريخ عصر التنمية ويعود بنا إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، و"إعلان ترومان" القائل: إن التنمية هي الحل الوحيد لمشكلات الأرض، والسبيل للحاق الأمم الجديدة بالأمم المتقدمة. وهو يرى أن هذا الإعلان قد مهد السبيل لجعل التقدم خطيا، وفي اتجاه واحد، وطرح مثالا واحدا يجب الوصول إليه من قبل الجميع. ومن ثم فقد ألغى هذا الإعلان التعددية البشرية في ذاتها؛ بأن جعل غاية البشر جميعا هي الوصول للمثال الأميركي.
والكاتب يرى "أن الحرب العالمية الثانية قد أتاحت للولايات المتحدة الفرصة لتحقيق المهمة التبشيرية التي ورثها الأبناء من الآباء المؤسسين للاتحاد؛ ألا وهي أن تصير بلادهم العلامة الهادية على التل العالي". ويؤكد أن التنمية قد خلقت إطارا مرجعيا يتم من خلاله التعامل بين الشمال الغني والجنوب الفقير السائر على درب التنمية، وهذا الإطار قد ساعد على تبرير العلاقة الفعلية بين الشمال المستغل (بكسر الغين)، والجنوب المستغل (بفتحها). تلك العلاقة التي كانت مزيجا من الكرم والرشوة والقمع تجاه المستعمرات السابقة. ويبين أن كلمة التنمية لها أكثر من وجه؛ وقد آن الأوان لكشف النقاب عن سرها منذ اتجه الأمريكيون بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لتعزيز "الهيمنة وجعلها دائمة" حيث أعلن ترومان يوم 20 يناير كانون الثاني 1949 في خطاب تنصيبه "أن عصرا جديدا سيبدأ هو عصر التنمية" التي يقول الكاتب إنها "خرافة محافظة إن لم تكن رجعية."

ظلم وتبسيط
ويوضح أن ترومان "غير باستعماله كلمة التخلف لأول مرة مدلول التنمية، وخلق شعاراً آخراً هو تعبير مخفف يستخدم منذ ذلك الحين للتلميح إلى عصر الهيمنة الأميركية... بدأ التخلف إذن 1949 وفي ذلك اليوم أصبح مليارا شخص متخلفين... في الوقت الراهن يرى ثلثا شعوب العالم أن التخلف خطر وقع بالفعل؛ فهو تجربة حياة خاصة بالإخضاع والتضليل والتمييز والقهر"، وأنه لكي ينجو سكان دول الجنوب من هذا الظرف غير المرغوب فيه فعليهم أن يكونوا "عبيدا لتجارب الآخرين" في إشارة إلى دول الشمال.
وفي فصل مطول حول البيئة يرى ساكس أن التنمية منذ البداية لم يكن جدول أعمالها "الخفي سوى تغريب العالم... حولت العالم إلى مكان محروم من المغامرة والدهشة"، وذلك عن طريق الإيحاء إلى الآخرين بأن مهمتهم التاريخية هي اقتفاء أثر الشمال في معظم الأمور. ويقول إن هذا "التبسيط العالمي" أدى إلى التنميط في العمارة والملابس والفنون وتوحيد معايير الرغبات، حتى إن الخيال الغربي احتل أحلام مواطني الجنوب. ويصف التنمية بأنها غير عادلة فما زالت ثمار الثورة الصناعية بلا توزيع عادل؛ إذ تستهلك البشرية في سنة واحدة ما احتاجت الأرض إلى مليون سنة كي تختزنه.
ويرى أن تقسيم الشرق والغرب يتم استيعابه ضمن معادلة الأغنياء والفقراء؛ وما يحدث هو أن المنع يحل محل التقدم باعتباره هدف التنمية، وبدلا من إعادة توزيع الثروة فإن "إعادة توزيع المخاطر" تهيمن في الوقت الراهن على جدول الأعمال الدولية.

تكنولوجيا للنهب!!
أما الباحث الألماني أوتو أولريتش في فصل "التكنولوجيا" فيرى أن عشرات من السنين حملت وعودا بالتقدم والتنمية لاختصار المسافة بين الشمال والجنوب؛ ثم اتضح في النهاية بعد عقد مؤتمرات في مختلف أنحاء العالم من أجل هذا الأمر أن رسالة المساعدة العالمية "تترك وراءها آثارا دامية من الاستعمار"، مشددا على أن الدول النامية التي اعتبرت الرخاء في استيراد التكنولوجيا جلبت "دمار الثقافة ودمار الطبيعة"، فليست كل المنتجات التكنولوجية قابلة للتعميم. وهو يرى أن "التكنولوجيات الصناعية المتاحة للغرب مصممة بالكامل من أجل النهب."

عصر النفايات
ويجمع معظم المساهمين في الكتاب على أن التنمية  فقدت مدلولها اللغوي أساسا؛ فما تحصلنا عليه بعد هذه العقود التنموية الأربعة هو في الحقيقة كم هائل من النفايات والمخلفات، وانطلاقا من فكرة عبثية التقدم الخطي، وخرافة المثال الصناعي. وهنا يتساءل لوميس في فصل "المساواة":  ماذا لو نجحت التنمية تلك "الصناعية" في كل البلدان؟ ويجيب "لو اتبعت كل الدول نموذج التصنيع بنجاح فائق لاحتجنا لخمسة أو ستة كواكب أخرى نستخدمها كمستقر لنفايات كوكبنا، ومناجم للحصول على موادنا الخام؛ ومن ثم فمن الواضح أن المجتمعات "المتقدمة" – وهو يضع صفة التقدم بين قوسين مما يعني رفضه الضمني، وسخريته من مدلولها في الأساس – ليست نموذجا يحتذى .
ويرى لوميس أن سياسة اللحاق، أو تقليل الهوة، تؤدي إلى تغيير طبيعة معتقدات الفرد، وتغيير نظرته للعالم، وتغيير متطلباته وتطلعاته؛ فإن "جزءا من عملية التحديث يتضمن تعلم مهارات جديدة، وقبول أفكار جديدة حول طبيعة العالم والعلاقات البشرية؛ ويشمل جزء آخر من عملية التحديث تلك قبول قيم جديدة، وتغيير التطلعات والآمال، ويدعو إلى بعد أعمق في عملية التحديث إلى تغيير جذري في دوافع واتجاهات الطاقات البشرية".
ولتخليق الإنسان الاقتصادي الهادف للإنتاج، وزيادة الإنتاج بمعدلات حقيقية من أجل اللحاق بالتقدم، يجب تغيير طبيعة الفرد، وقطع علاقته بجذوره كما حدث "عند الهجرة إلى الولايات المتحدة"، بيد أن النطاق المطروح اليوم في هذا الصدد مرعب؛ إذ يتضمن إلغاء كافة الثقافات والحضارات على مستوى العالم (حسب ما يذهب إليه لوميس).

خواء ومفهوم أميبي
ويرى الباحث جان روبير في  مقالة "الإنتاج" أن مفهوم التنمية في ذاته يفتقر إلى الخيال الواسع، وإلى الرؤية التاريخية العميقة، وأنه مفهوم متحيز على المستوى الإدراكي في محاولة لإجبار شعوب الأرض على قبول مقولة تخلفهم ضمنيا في إطار قبولهم لمقولة اللحاق بالأمم المتقدمة بالغرب. ويؤكد أن التجربة أثبتت خواء هذا المفهوم، وتحطم هذه الخرافة، بدليل ما نشهده من خراب بيئي وحضاري وعمراني في الغرب. ويؤكد أنه ليس من قبيل المبالغة لو قلنا "إن الإمكانات المتاحة والباقية من أجل التطور الثقافي، إنما بقيت برغم أنف التنمية وفي تضاد معها".
ويمضي فيقول "إن التنمية مفهوم أميبي بلا ملامح محددة لا يعني شيئا، ويؤدي إلى تبسيط مخل، وتعميم مدمر، هذا التعميم القياسي يريد أن يفرض ذاته في كل شيء: في العمارة، وفي الملابس، وفي الفنون، وفي اللغة. "إنه يهدف إلى توحيد الرغبات والأحلام البشرية" وهو يطرح آلهة جديدة هي السوق والدولة والعلم، ومن ثم استبدل الغرب باحتلاله العسكري لدول العالم احتلالاً من نوع جديد ما لبث أن صار احتلالا لأحلام الناس وحيزهم الذهني.
خلاصة القول: مثل هذا الكتاب يجب أن يُقرأ ويُدرس في الوطن العربي والعالم عموماً لأنه يُظهر، وبشكل منطقي وشامل الطبيعة الحقيقية لمفهومي البيئة والتنمية في العالم الغربي، وتحديداً في فكر وممارسة أميركا، تلك الدولة التي تجد في كثيرٍ من محاور وقضايا البيئة والتنمية سيفاً مسلطاً على الآخرين، وباباً سهلاً للتدخل في سياسات الدول وشؤونها.  وأخطر ما في هذا التدخل هو تغيير الأفكار والتوجهات لدى الشعوب تحت عباءة السوق الحرة والانفتاح المعولم وما إلى ذلك من مفاهيم أثبتت وقائع التاريخ وتجاربه أن أدوات الاستعمار متعددة، ومن ضمنها "السيف البيئي" و"الحراب التنموية".

 

 

مجلة افاق البيئة و التنمية
 
في هذا العدد


احترام المراحل والقواعد

الوقود الحيوي: هل بإمكان المزارعين الحلول مكان أمراء النفط في دول الخليج؟

تطبيع إسرائيلي – إماراتي تحت غطاء الطاقة المتجددة

إحراجات متتالية في أوساط لجنة (IPCC) التابعة للأمم المتحدة بسبب غياب الدليل العلمي لادعائها بأن ارتفاع حرارة الأرض هو سبب تعاظم الأعاصير والفيضانات

بروتوكول كيوتو يواجه الانهيار مع تضاؤل فرص التوصل لاتفاق جديد للمناخ

عماد سعد السوري الأول الذي يفوز بجائزة داعية البيئة

إيران تتحدث عن تطوير طائرة تعمل بالطاقة الشمسية

نفايات نووية مشعة فرنسية في الهواء الطلق بصحراء الجزائر

نحو سن قانون يفرض تدوير نفايات التغليف

فلنتعلم من الخبرات الناجحة للدول التي تعالج مخلفات القناني بأنواعها 

نحو التحول إلى استعمال الأكياس الصديقة للبيئة

لماذا لا يزال التوجه العربي نحو البناء الأخضر ضعيفا جدا وهامشيا؟

الأسمدة العضوية والزراعة المتداخلة أساس الزراعة البيئية

النباتات كعامل مطهر للهواء

إدوارد سعيد والإيكولوجيا السياسية

أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني (2)

زهرة من أرض بلادي القيقب

الري المتوازن والسيطرة على أمراض النباتات

نشاط لا منهجي حول مزارع قرر التحول من الزراعة الكيماوية إلى الزراعة العضوية

سلوكيات بيئية خاطئة تتوارث 

مدينة عكا 

قاموس التنمية.. دليل إلى المعرفة باعتبارها قوة

محمد عبيدية: زراعات خضراء وعداء للمبيدات والأسمدة الكيماوية

 

 
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (التسوق الصديق للبيئة...) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 آذار 2010.
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
     
التعليقات
   
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق