February 2010 No (22)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
شباط العدد (22) 2010
 

تراثيات بيئية

أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني

حديث الطّير والحيوان في كتاب "ألف ليلة وليلة"

زهرة من أرض بلادي النرجس

 

أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني (1)
أواني النحاس والألمنيوم والزجاج والحديد والخشب

ناديا البطمة

المطبخ هو المصنع الذي يقوم على خبرات أجيال عديدة من الأمهات والجدات في إنتاج وإبداع ما لذ وطاب من مأكولاتنا الشعبية التي هي جزء من ثقافتنا؛ وهذه الأكلات كانت مصادرها من خيرات الأرض الطيبة وحاصل إنتاج السواعد الفتية. والمطبخ يحوي الأدوات والأوعية والأواني المستعملة في الإعداد والتحضير والطهو والتقديم والتخزين والحفظ؛ ولا شك أن هناك تناسباً يجب أن يكون بين أدوات الانتاج وطريقة العمل والأعداد والكميات والمقادير المستعملة وعادات التقديم وتناول الطعام ومعانيه.
وسنتحدث في هذا المثال عن الأدوات والأواني المستعملة في المطبخ الفلسطيني، وقد صنعت من خامات عدة، مثل: النحاس والألمنيوم والزجاج والحديد والجلد والخشب والقش والحجارة والفخار، قام الحرفي الفنان بصناعتها لسد الحاجة فأصبحت حرفاً تقليدية وصناعات شعبية يتوارثها الأبناء عن الآباء، وسميت عائلات كبيرة باسم الحرفة الممارسة، مثل عائلة: الفاخوري، والنحاس، والحداد، والنجار، والدبّاغ؛ ولم تقتصر الصناعة في باب الأدوات المنزلية على الحرفيين من الرجال؛ فقد أبدعت المرأة القروية والبدوية أيضاً في صناعة ما يسد حاجتها المنزلية، وكثيراً ما اتخذت النساء هذه الصناعة وسيلة للإنتاج وزيادة الدخل، وأضفت عليها من ذوقها وفنها الرفيع بالعناية بجمال ومظهر هذه الصناعات اليدوية قدر الإمكان. فعكست هذه الحرف حكمتها وقدرتها على التفكير والتدبير والخلق والإبداع، وكانت دلالة على سلامة فطرة هذه المرأة وقوة إرادتها في تحقيق ذاتها وتفاعلها مع الحياة بلا كلال، وحبها الشديد للبيت والزوج والولد والأرض والوطن في كل زمان وتحت أي ظرف؛ إنها منتجة ويدها مباركة خيرة.
لقد أثرت الحياة المادية والظروف الاقتصادية والمعيشية والبيئية ما بين مدينة وريف وبادية؛ فالريف تكثر فيه أواني الفخار، بينما البدو يستعملون النحاس أكثر لأنهم يتنقلون، وفي المدينة يستعملون جرن الكبة الحجري لأن الكبة أكلة مدنية أكثر منها ريفية. وبالنسبة للأحوال المادية فالبيئات الغنية تملك أواني أغلى ثمناً وأكثر تنويعاً إلا أن مجمل أدوات المطبخ الفلسطيني تتواجد في كل البيئات الفلسطينية؛ لذا قمت بدراسة أواني وأدوات المطبخ وتصنيفها حسب الاعتبارات التالية:
1. حسب المواد الخام المصنعة منها كأواني نحاسية، زجاجية.
2. استعمالات كل صنف منها بعد وصف للآنية وطبيعتها وطريقة العناية بها، وملاءمتها للوصفات، وإعدادها وما يصاحبها من عادات اجتماعية.

الأواني والأدوات النحاسية:
انتشرت أواني الطبخ النحاسية الصنع في المدن الرئيسية، مثل: القدس وعكا وحيفا وغزة والخليل ونابلس.. الخ وكثيراً ما كانت صناعة الشام المشهورة تعم الأسواق زيادة على المحلية منها.
أما في الريف والبادية فكانت تتوافر بشكل محدود ولا يمتكلها إلا الأجاويد وفي بيوت المشايخ والوجهاء وأهل الكرم والضيافة، حيث يعد (القِرى) لإقراء الضيوف والمحلية ويقدم فيها الطعام في الساحات والمضافات والدواوين ووجودها يعكس مدى العز والجاه لأصحابها، وكثيراً ما كان يُنقش على ظاهر الآنية اسم مالكها؛ وكان يطبخ فيها ولائم كبيرة يقوم بإعدادها الرجال على مواقد حجرية ويوقدون الحطب الذي سبق وجمع لهذه الغاية. أما النساء فتساعد في أعمال التحضير للطبخ (كمرس اللبن) أو غربلة وتنقية القمح وجرش القمح مثلاً.
ومن العادة أن هذه الأواني تُعار وتستعار دون أدنى حرج، وذلك من أوجه الحياة الجماعية والتعاونية بين الناس وتمشياً مع روح الإسلام الداعية على التعاون والكرم وإطعام الطعام ونبذ البخل والشح؛ قال تعالى في سورة الماعون:
"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون".
صدق الله العظيم
فكان الناس يستعيرون هذه الأواني النحاسية في مواسم حفظ أطعمة مثل مواسم إعداد الدبس والعنبية والتطالي المختلفة وعند طبخ السمن البلدي، وفي مناسبات تقام فيها ولائم كالأعراس والصلحات والمآتم (العقود) حيث يعد ويطبخ فيها المأكولات المعروفة من مناسف وجريشة وغيرها.
والنحاس نوعان منه الأحمر والأصفر وهو من المعادن الصلبة التي تتحمل كثيراً فلا تتأثر بالصدمات. وسماكة جسم الإناء صفة جيدة لأواني المطبخ التي تتعرض للحرارة إلا أنه يجب أن يترك جافاً؛ لأن الرطوبة تؤدي إلى تفاعل النحاس مع الأوكسجين ومن ثم الكربون الموجودين في الهواء فتتكون مادة خضراء سامة سهلة الذوبان في الماء تسمى (جنزاراً)؛ وقد حرصت النساء على فركها بالسكن لإزالة آثار الدهن أو ما يعلق بها ولتلميعها ثم تجفيفها في أشعة الشمس وتحفظ جافة بعيداً عن الرطوبة.
ولا بد أن نتذكر أن استعمال الطناجر النحاسية تستدعي عناية خاصة وهي:
1. أن تكون مطلية بالقصدير (مبيضة) وتجديد طلائها كلما زال، وقد كان يرد في القرى والبوادي من أجل ذلك علاوة على (المبيض) الموجود في المدينة.
2. أن يفرغ الطعام منها بعد انتهاء الطبخ وبخاصة مواد الطعام المحتوية على الأحماض كاللبن والبندورة.
ومن أسماء الأواني المصنوعة من النحاس، وهي قسمان:
النحاس الأحمر.
النحاس الأصفر.

أ. الأدوات المصنوعة من النحاس الأحمر:

  1. الحلة: وهي أكبر وعاء أو طنجرة نحاسية وفوهتها بحجم قاعدتها، ليسهل رؤية ما فيها ويسهل التحريك أيضاً.
  2. الدّست: وعاء نحاسي كبير ويمكن أن يكون بأحجام مختلفة قاعدته عريضة واسعة مستديرة وجوانبه ترتفع بشكل هرمي وفوهته ضيقة؛ وقد شاهدتُ في أسواق الخليج أواني صنعت من ألمنيوم سميك وقد نقش ظهر الآنية من الخارج وشكلها على غرار الدست والحلة القديمة.

ويوجد للدست عادة حلقتان كبيرتان متقابلتان على أعلى حافته حتى يسهل حمله، ويقال عنه (دست أبو حلقة وذلك دلالة على ضخامته).
طناجر مختلفة الأحجام نحاسية مع غطاء محكم.

  1.  وهو وعاء مسطح دائري سطحه مستوٍ وله حافة قليلة الارتفاع، ويستعمل في إعداد الحلوى أو الخبز في الأفران البلدية أو يستعمل كمائدة تجمع عليه صحون الطعام.
  2.  المنسف وهو أيضاً وعاء واسع له قاعدة دائرة صغيرة ويرتفع قيلاً حجم المنسف من القاعدة إلا أنه يكون مبسوطاً؛ ومن المناسف ما هو مثبت على قاعدة لها أيدٍ ومقابض يسهل حملها ونقلها وبعضها بلا قاعدة يوضع على الأرض أو السفرة. ويسمى منسفاً لأنه تقدم فيه أكلة المنسف المعروفة.
  3.  المصافي مختلفة الأحجام، والكفكيرة المثقبة، والصحيفة، والصواني مختلفة الأحجام.
  4.  لجن العجين ولجن الغسيل النحاسي.

وتوجد في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى أوانٍ نحاسية كبيرة كالحلة والدست كانت تستعمل في مطابخ التكايا والزوايا في القدس الشريف، مثلما يشيع تواجدها في أنحاء العالم الاسلامي بنفس الشكل العام والأحجام.

ب. الأدوات المصنوعة من النحاس الأصفر:
ويتكون من النحاس الأحمر والزنك وهو معدن ذو بريق ولونه مائل إلى الأصفر وهو كالنحاس الأحمر في تأثره بالرطوبة والهواء وتكون المادة السامة (الجنزار). ومن الأدوات المصنوعة من النحاس الأصفر الدلة وبكرج القهوة ومناقل النحاس والصواني المنقوشة، والحفرة للتقديم أو تعليق للزينة، وطاحونة القهوة اليدوية أسطوانية الشكل.
وبعد الهجرة والنكبة الأولى 1948 حين ضاع الوطن وسلبت الأرض وتشرد الشعب وفقد الناس الأمان والاستقرار، قل استعمال النحاس بسبب غلاء سعره وقلة انتاجه وتصنيعه وعرضه في الأسواق، واندثرت مهنة التبييض المرافقة لصناعة النحاس، وأخذ معدن الألمنيوم يحتل مكانة مرموقة في صناعة الأواني والطناجر وأدوات الطبخ.

أواني الألمنيوم:
إنه معدن لين أبيض خفيف الوزن ويخلط عادة بمعادن أخرى تجعله ثقيلاً نوعاً ما وهو قوي ومتين؛ ويوجد مصانع حديثة للألمنيوم في غزة وأخرى في رام الله. وقد طرحت في الأسواق منتوجات على غرار وشاكلة الأواني النحاسية التقليدية القديمة وتهافت النساء على شرائها لسد حاجتهن من الأواني الواسعة والكبيرة المناسبة لطبخاتهن كالمناسف وطناجر مع مصفاة لتهبيل (المرمعون أو المفتول) والطناجر الواسعة الكبيرة، ومختلف الأوعية التي توضع فوق النار بأحجام وأشكال مختلفة.
نرجو من هذه المصانع الوطنية أن تسعى جادة في تطوير وتحسين الخامة والبحث عن تصميم وهندسة وتقنية أفضل، لتعطي مواصفات أحسن لشوط الآنية المعدنية للطبخ كي تضاهي في جودتها الأواني الأجنبية.
فأوعية المناسف على سبيل المثال لا تحتمل ثقل الطعام وتثني بخاصة عند رفعها وحملها لتنقل من مكان إلى آخر؛ كما أن جوانب أوعية الطبخ (الطناجر) من رفعها تكون منحنية انحناءة مستديرة لأن هذه الاستدارة تسهل عمليتي التحريك والتنظيف؛ وبذلك توفر شروطاً ضرورية للصحة والسلامة العامة لشعبنا وتوفر الجهد والوقت.
وأمر هام آخر بخصوص هذه الصناعة أن معدن الألمنيوم تنحل عنه مادة سوداء إذا ما فرك ودعك حتى وهو نظيف؛ لذا نرجو إكساب المعدن خواص تزيد من ميزاته وتقلل من عيوبه وأي أثر سلبي على الصحة والسلامة.

أواني الزجاج:
من المعروف لدى الناس أن صناعة الزجاج المنفوخ والمصنوع بأصبغة محلية صافية وشفافة كاللون العسلي المحروق والأخضر الزمردي والبنفسجي موجودة في مدينة الخليل، ويقال إن إحدى العائلات نقلت هذه الصناعة من الشام؛ ولا يزال الحرفي الفنان يقوم بتشكيل الزجاج بإبداع فائق في أثناء عملية النفخ بوساطة أنبوب طويل تتلوى عملية كتلة الزجاج المنصهر فوق لهب الفرن المشتعل؛ وهو يقوم بهذه العملية أمام زوار المصنع من سياح وطلاب وتجار..الخ وبعد الانتهاء من التشكيل توضع القطعة في فرن دافئ لتبرد ببطء.
إلا أن هذه الصناعة لم تعد تغطي حاجة الأسواق في أوانٍ وأدوات منزلية، وانحصر الانتاج في باب التحف والتذكاريات الجميلة من مزهريات وأشكال فنية؛ ويقوم المصنع بصبغ الأواني الزجاجية وبيعها أو تصحيح الزجاج المكسور وإعطائه شكلاً جديداً.
ومن الأدوات الزجاجية التقليدية المستعملة في البيوت المصابيح الزجاجية ذات الفتيلة والأرجيلة والإبريق والكؤوس المختلفة الأحجام والأشكال.
وفي الأواني الزجاجية "الراميجان" ولها اسم آخر (ألفيه) وهي عبارة عن جرة زجاجية كبيرة دائرة عند القاعدة وترتفع بعنق طويل إلى أعلى كان المسيحيون يحفظون فيها النبيذ والعرق أما المسلمون فيحفظون فيه الزيت؛ ولها قفص حديدي بطولها وقد فرشت أرضيته بالقش لحمايتها من الكسر وسعة هذه الجرة الزجاجية تنكة أي حوالي عشرين لتراً.
وفي المصانع الحديثة يصنع الزجاج من السلكا (نوع من الرمل عند اتحادها بالصودا) وجزء قليل من الجير والبلور يصنع كالزجاج تماماً إلا أن الصودا يستبدل بها البوتاس؛ وأما الصيني: فهو عبارة عن سلكا (نوع من الرمل) متحدة مع معادن أهمها الألمنيوم والكالسيوم؛ وقد عمّت البضاعة المستوردة واستعملها الناس حتى يومنا هذا، ولم نسمع بمصنع زجاج وطني أنشىء في البلاد لسد النقص علماً أن مصانع الزجاج في اسرائيل اكتشفت أن السلكا متوافر في رمال التعامرة ما بين بيت لحم وأريحا، وكانت الشاحنات تعبأ منذ عام 1967 وتزود حيفا بها. نتمنى أن قانون الاستمرار وقانون نشوء الأبدال في الحياة يطور الصناعات التقليدية بما يناسب وروح التقنية الحديثة وسد حاجة الناس.

أواني الحديد:
1. محماصة القهوة: ويلفظها الناس محماسة القهوة وهي آنية كالصحن المسطح له حافة وتمتد اليد طويلة، لئلا تسخن وتربط باليد الطويلة قطعة حديد أخرى كالملعقة للتحريك.
2. وهناك السكاكين (النَوَرية): نسبة إلى النَوَر الذين كانوا يصنعونها في أثناء تجوالهم وإعدادهم لأدوات الزراعة وإصلاحها.
3. الخطافة والكلاب: عبارة عن حلقة من المعدن غالباً ما تكون مثبتة مع البناء في الجدار أو السقف ويتصل بها كلاب يعلق اللحم أو الذبيحة أو تعلق فيها سلة البيض.

أواني وأدوات خشبية:
1. الملاعق الخشبية (المغرفة): تصلح لتحريك الطعام ومن ميزاتها أنها لا تخدش الآنية المعدنية ولا تكسر الآنية الفخارية.
2. الباطية: وهي وعاء خشبي دائري مجوف ومقعر تصنع من أخشاب شجر السنديان (البلوط) ولها حافة دائرية تشكل إطارا لجسم الباطية؛ وهناك باطية أصغر تسمى الكرمية وإذا كانت أصغر من الكرمية فتسمى هنابة وقد ورد ذكر الباطية في الحكايات الشعبية وروايات الجدات.
وللباطية والكرمية والهنابة استعمالات متعددة فهي أوعية لعجين الطحين وهي مناسبة جداً للتخمير حيث لا يتأثر العجين ببرودة الطقس، كما أن سطحها الداخلي أملس ولا يلتصق به العجين. كما تستعمل لحفظ الخبز حيث يرتب فيها ويغطى بطبق العش؛ كما أن الباطية وعاء يصب فيه طعام العائلة مساء وهي الوجبة الرئيسة عند الفلاحين والبدو حيث يجتمع الصغار والكبار. وغالباً ما تكون هذه الطبخات مكونة من (الفتة) أي الخبز المقطع والمشرب بالمرق كمرق اللحم أو العدس أو (اليخني). أو رشتة وعدس وغيرها من المأكولات أو الطبخات، كأنواع الورق المحشية بالجريشة والرز والحمص العدس من الزيت البلدي والليمون الحامض أو الملفوف وورق العنب..الخ.
3. الهاون الخشبي والمهباش: ويصنع أيضاً من أشجار البلوط محلياً ويزين من الخارج بالحفر، أما المهابيش والأجران المطعمة بالصدف فهي من صنع الشام.
وفي جبل الخليل وأسواق مدينة الخليل القديمة نجد المنتوجات البلدية القديمة، ولا تزال هذه الصناعات اليدوية متوافرة.
4. الشوبك أو المرقّ: ويستعمل لرق العجين وعمل الفطائر والمطبق.
5. الطبلية: التي يوضع عليها العجين بعد تقطيعه ليرتاح أو يُصف عليها الخبز، كما هو الحال عند الفرانة في الأفران البلدية اليوم.
6. لوحات الفرم: ويستعمل لتقطيع اللحم وتشريح عجينة الرشتة وغيرها.
7. وفي المدن وجد العنبر وهو يشبه الصندوق الكبير الطويل من الخشب تحفظ فيه الحبوب والأعلاف.

 

 

حديث الطّير والحيوان في كتاب "ألف ليلة وليلة"

علي خليل حمد

        "ألف ليلة وليلة" حكاية إطارية طويلة، تبدأ باكتشاف ملكٍ يدعى شهريار خيانة زوجته له مع أحد  العبيد فقتلها وقتله؛ ولكنه لم يتوقف عند ذلك، بل قررّ الانتقام من غيرها من النّساء، وذلك بأن يتزوج امرأة كل ليلة ليقتلها في اليوم التالي؛ وقد استمر شهريا على هذا الحال زمناً طويلاً إلى أن تزوج ابنة وزيره الذكية المثقفة، المسمّاة شهرزاد، والتي قصّت على زوجها الملك حكاية في ليلة زواجها ولم تكمل الحكاية مما جعله يؤجل عملية القتل يوما آخر لتتم فيه شهرزاد رواية الحكاية ولكن شهرزاد الذكية تواصل رواية الحكاية/ الحكايات دون أن تتمها في ليلتها ليؤجل شهريار عملية القتل يوماً بعد يوم، حتى إذا مضى على زواجه من شهرزاد ألف يوم ويوم، عدل أخيراً عن قراره المشؤوم، واحتفظ بشهرزاد زوجة له بعدئذ.
يجد قارئ "ألف ليلة ولية" في حكاية "الطيور والوحوش مع ابن آدم" (الليلتان 149، 150) وجه شبه واضح مع الرسالة الثامنة في رسائل إخوان الصفا، وهي بعنوان "في كيفية تكوين الحيوانات وأصنافها"؛ ويتمثل هذا الشبه في الشكوى المرة من جور الإنسان ومن معاملته للطير والحيوان كما يعامل الأشياء، دون أي اعتبار لما تحسّان به من حزن وألم شديدين.
تبدو الصورة التي كوّنتها الطيور والحيوانات للإنسان –ابن آدم- واضحة تماماً في حكاية "البطة المرعوبة"؛ وهي حكاية تعرض فيها بعض الحيوانات والطيور المظالم التي أوقعها الإنسان بها ومخاوفها منه كذلك؛ وفيما يأتي تلخيص لهذه الحكاية:
"البطَّة المرعوبة"
أوى طاووسٌ وأنثاه إلى جزيرة في عُرض البحر، هرباً من السّباع التي كانت تهدّد حياتهما في موطنهما الأصلي بجانب البحر. وذات يوم، جاءت إليهما بطة فزعة، كانت تعيش في الجزيرة؛ فرحّبا بها وطمأناها إلى أن أحداً لن ينالها بسوءٍ، لصعوبة الوصول إلى وسط البحر حيث تقيم ويقيم الطاوسان.
وعندما سألاها عن السبب في فزعها الشديد أجابت:
تمثلّت لي في منامي، ذات ليلة، صورة ابن آدم، وهو يخاطبني وأنا أخاطبه، ثم سمعت قائلاً يقول: احذري منه؛ فإنه كثير الحيل والخداع، وإنّه لا يسلم أحدُ من شرّه، ولا ينجو منه طير ولا وحش؛ فاستيقظت من منامي فزعة مرعوبة، وما زلت كذلك إلى الآن.
وأضافت البطة:
لقد مضيت على غير هدى، وتابعت السّير إلى أن وصلت إلى الجبل، وهناك وجدت على باب مغارة شبلاً أصفر اللون استجرت به من شرّ ابن آدم، وحرّضته على التخلص منه ومن شرّه، وكان قد شجّعه على تلبية طلبي تحذير والده الأسد له من ابن آدم ومكائده.
وفي طريقنا، أنا والشبل، قابلنا عدداً من الحيوانات الهاربة من ابن آدم، الواحد منها بعد الآخر، وهي: الحمار، والفرس، والجمل، وكان كل منها يشكو إلى الشبل العذاب الأليم الذي أنزله به ابن آدم، ويطلب إلى الشبل ما طلبته البطّة إليه: الخلاص من ابن آدم.
وصفت البطة للطاوسين كل حالة من هذه الحالات الثلاث، التي لا يوجد بينها كبير اختلاف؛ ولذا نكتفي منها بوصفها لحالة الفرس وحدها:
"لم يزل يجري [الفرس] حتى وقف بين يدي الشبل ابن الأسد، فلما رآه الشبل استعظمه وقال له: ما جنسك أيها الوحش الجليل وما سبب شرودك في هذا البرّ العريض الطويل؟ فقال: يا سيّد الوحوش أنا فرس من جنس الخيل، وسبب شرودي هروبي من ابن آدم."
"فتعجب الشبل من كلام الفرس، وقال: لا تقل هذا الكلام فإنه عيب عليك وأنت طويل غليظ، وكيف تخاف من ابن آدم مع عظم جثتك وسرعة جريك؟ وأنا مع صغر جسمي قد عزمت على ألتقي مع ابن آدم فأبطش به وآكل لحمه، وأسكّن روع هذه البطّة المسكينة وأقرها في وطنها، وها أنت لمّا أتيت في هذه السّاعة قطعت قلبي بكلامك وأرجعتني عما أردت أن أفعله، فإن كنت أنت مع ضخامتك قد قهرك ابن آدم ولم يخف من طولك وعرضك، مع أنك لو رفسته برجلك لقتلته ولم يقدر عليك بل تسقيه كأس الردى؛ فضحك الفرس لمّا سمع كلام الشبل، وقال: هيهات أن أغلبه يا ابن الملك، فلا يغرك طولي وعرضي ولا ضخامتي مع ابن آدم، لأنه من شدة حيله ومكره يصنع لي شيئا يقال له الشّكال، ويضع في قوائمي الأربعة شٍكالين من حبال الليف الملفوفة باللباد، ويصلبني من رأسي في وتد عالٍ، وأبقى واقفاً وأنا مصلوب لا أقدر أن أقعد ولا أنام، وإذا أراد أن يركبني يعمل لي شيئا في رجلي من الحديد اسمه الرِّكاب، ويضع على ظهري شيئاً يسمّى السّرج، ويشدّه بحزامين من تحت إبطي، ويضع في فمي شيئا من الحديد يسمّيه اللجام، ويضع فيه شيئاً من الجلد يسمّيه الصرع، فإذا ركب فوق ظهري على السّرج يمسك الصّرع بيده ويقودني ويهمزني بالركاب في خواصري حتى يدميها، ولا تسأل يا ابن السلطان عما أقاسيه من ابن آدم، فإذا كبرت وانتحل ظهري ولم أقدر على سرعة الجري يبيعني للطحان ليدورّني في الطاحون، فلا أزال دائراً فيها ليلاً ونهاراً إلى أن أهرم، فيبيعني للجزار فيذبحني ويسلخ جلدي وينتف ذنبي ويبيعها للغرابلي والمناخلي، ويسلي شحمي."
"فلما سمع الشبل كلام الفرس ازداد غيظاً وغما"
ولكن غيظه وغمه لم يفيداه شيئاً؛ إذ سرعان ما جاء ابن آدم، ومعه عدة نجّار، وبضعة ألواح من الخشّب، وعندما سأله الشبل عن غايته ادّعى أنه يبحث عن الفهد الذي طلب منه أن يصنع له بيتاً يسكن فيه، ويأوي إليه، ويمنع عنه عدوّه من بني آدم، وعندئذ ألحّ عليه الشبل أن يصنع بيتاً مماثلاً له؛ وكان أن تمنع الآدمي في البداية، ولكنه صنع الصندوق أخيراً وعندما دخل الشبل فيه أغلقه عليه وأحكم إغلاقه، ثم حفر حفرة بالقرب من الصندوق، وألقى عليه الحطب وأحرقه بالنار.
وتنتهي الحكاية بمرور سفينة تائهة بالقرب من الجزيرة، ونزول الركاب فيها، حيث وجدوا البطة فاصطادوها وأخذوها معهم إلى السفينة، أما الطاوس وأنثاه ففرّا من الجزيرة بحثا عن مكان آمن يحلاّن فيه.

 

   

زهرة من أرض بلادي
النرجس

  د. عثمان شركس / جامعة بيرزيت

الاسم العلمي: Narcissus tazetta L.
اسم العائلة: Amaryllidaceae العائلة النرجسية
الاسم الإنجليزي: Polyanthus Narcissus
الاسم العربي: النرجس

الوصف: نبات عشبي، معمّر، طوله 15 – 25 سم، له أبصال أرضية، رائحته قوية زكية. الأوراق خضراء، شريطيّة، لامعة، غضّة، حوافها كاملة. الأزهار قطرها 2.5 – 3 سم، بيضاء – قشديّة اللون، لها تاج برتقالي اللون، وتكون عادة في مجاميع من 3 – 10.

التوزيع الجغرافي: ينمو في المناطق الجبلية ذات الأراضي الصخرية الدولوميتية غرب  رام الله، أحراج ام صفا وجيبيا وادي الباذان وحرش جامعة بيرزيت
فترة الإزهار: كانون الأول – كانون الثاني

 

استعمالات النبتة: يستعمل للزينه ويستخرج منه عطور النرجس الفواحة ويستعمله المرضى الذين يعانون من آلام في الرأس بواسطة الشم لأن رائحته مهدئة للأعصاب. ويتعرض النرجس إلى القطع الجائر من قبل السكان المحليين من أجل بيعه كنبات للزينة لأنه جميل جداً ويحبه العشاق الشباب والصبايا ويطلق على الشاب الجميل أو الصبية الجميلة بأنه نرجسي أو أنها نرجسية. وهذا يقودني إلى الأسطورة اليونانية بأن هناك شاباً جميلاً إسمه نرسيسوس أراد أن يشرب الماء من إحدى البرك. فشاهد صورته الجميلة في الماء وبقي ينظر إلى صورته الجميلة حتى مات بالقرب من البركة. ونبت في المكان نبتة النرجس الجميلة وسميت باسمه تيمناً
مجلة افاق البيئة و التنمية
 
في هذا العدد


"التطرف البيئي" يعود إلى الواجهة كمدخل شبه وحيد لإيجاد البدائل والحلول

كألمانيا الرائدة عالميا في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وإسرائيل في أسفل السلم

العالم عام 2020: اعتماد أساسي على تحلية مياه البحر، زراعات خضراء و...فحم

لجدار- معين رجب

الجدار-نزار الوحيدي

علماء بريطانيون أخفوا معطيات لا تتفق مع تقديرهم بأن الانبعاثات هي سبب سخونة الأرض؟

تقليص الانبعاثات الذي اقترح في مؤتمر كوبنهاغن سيرفع حرارة الأرض ثلاث درجات وليس درجتي

العلماء: أمامنا عشر سنوات فقط لمنع الكارثة المناخي

البلاستيك يرصف طرقا صديقة للبيئة في الهند

كيف نحول منازلنا إلى مبان "خضراء"؟

كيف نقلل إلى الحد الأدنى من الأذى الإشعاعي للهاتف الخلوي؟

كيف نتعامل مع الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة الكهربائية المنزلية؟

بعد أن ورطتنا الزراعة الكيماوية في دوامة الأمراض وتدهور التربة:

أسئلة بيئية

البيئة والطبيعة فليسعد النظر والفؤاد والعقل!

أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني

حديث الطّير والحيوان في كتاب "ألف ليلة وليلة"

زهرة من أرض بلادي النرجس

التسميد الطبيعي المتوازن

نشاط لا منهجي للتعرف إلى الأساليب الزراعية المتبعة

بيسان

المستقبل النانوي

الدكتور بنان الشيخ.. صديق البيئة والحافظ الأمين لنباتات فلسطين

 

 
:دعوة للمساهمة
دعوة للمساهمة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية"
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (التعطيش المنظم للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة...وآفاق الحلول البيئية والوطنية) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 شباط 2010.
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 

 

   
  | الصفحة الرئيسية | افاق البيئة والتنمية |الارشيف |