February 2010 No (22)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
شباط العدد (22) 2010
 

:اريد حـــلا

التسميد الطبيعي المتوازن

نشاط لا منهجي للتعرف إلى الأساليب الزراعية المتبعة

 

التسميد الطبيعي المتوازن

جورج كرزم

خلافا لاعتقاد البعض، تضاهي الأسمدة والمخصبات الكيماوية في خطورتها على الصحة العامة والبيئة، المبيدات الكيماوية.  إذ، وبالرغم من اعتبار الأسمدة النيتروجينية، أي مركبات النَتْرات والنِيتْريت، من أهم الأسمدة، إلا أنها تؤدي إلى تلوث الخضار والمياه الجوفية والسطحية بالنَتْرات.  كما تؤدي إلى إصابة الأطفال بمرض زرقة العيون، ناهيك عن تفاعل النِيتْرات مع هيموجلوبين الدم، مكونة مركبا معقدا، يسبب للإنسان ضعفا شديدا في نقل الأكسجين للدم.  يضاف إلى ذلك، أنه، لدى تحول النَترات، في الأسمدة الكيماوية النيتروجينية، إلى أيونات النِِيتْريت التي تتحد مع بعض الأحماض الأمينية في الجسم، ينتج مركبات النَيْتْروزأمين التي  تسبب سرطانات المريء، والمعدة، والبنكرياس، والكبد والرئتين.
وتتمثل أفضل الطرق لتعويض المغذيات التي امتصها النبات من التربة، في إضافة الأسمدة الطبيعية، أو الزبل البلدي، علما بأن نقص العناصر الغذائية يؤدي إلى تناقص الإنتاجية، أي تدني المحصول، بمعنى أن التسميد السليم والمتوازن يلعب دورا هاما في حماية المحصول وزيادته.    
ويحتوي السماد البلدي على مواد عضوية مشجعة للنمو.  وتعمل المواد العضوية في السماد البلدي على تحسين خواص التربة الطينية من ناحية المسامية والتهوية والصرف.  كما تعمل على زيادة تماسك حبيبات الأرض الخفيفة، وزيادة قدرتها على حفظ الماء، وتمد النباتات بالنيتروجين الذي تحتاجه بكميات كبيرة.  وتُسَهِّل امتصاص النباتات للعناصر الغذائية الموجودة في التربة، وذلك من خلال تحول تلك العناصر إلى مركبات قابلة للذوبان في الماء.  كما تعمل المواد العضوية في السماد البلدي على  إكثار الكائنات الحية الدقيقة المفيدة للتربة، وتسهيل عملها.  وتزود النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية، بالإضافة للنيتروجين، فضلا عن توفير جزء من العناصر النادرة وجعلها صالحة لامتصاص النبات لها.

طريقتان لاستعمال السماد
توجد طريقتان لاستعمال السماد الطبيعي. 
الطريقة الأولى:  إضافة الزبل الطازج إلى التربة مباشرة ومن ثم حرثها. 
الطريقة الثانية:  تدبيل أو تخمير الزبل مدة معينة قبل إضافته إلى التربة.  إلا أن إضافة الزبل الطازج غير آمنة، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان جزء كبير من قيمة السماد الغذائية، وبالتالي يقلل من فائدته، فضلا عن الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات المؤذية.  لكن، بإمكاننا إضافة الزبل التجاري المجفف والمعبأ بأكياس مباشرة إلى التربة.       
وينصح بإضافة السماد الطبيعي لجميع أنواع التربة.  وتختلف كمية السماد الطبيعي المتخمر، المضاف إلى التربة، حسب نوع التربة، وعمقها، وفترة التسميد، ونوع النبات المزروع وعمره. 
وإجمالا، بإمكاننا تسميد الحديقة المنزلية بالسماد المتخمر في أي وقت من السنة، وبخاصة ابتداء من أواسط شهر شباط، حيث تعتبر هذه وجبة التسميد الأولى.  ومن ثم قد تتواصل عملية التسميد حتى الخريف. 
وفي الحدائق المروية، بإمكاننا توزيع وجبات التسميد على أشهر الربيع والصيف والخريف.  وفي كل الحالات، يجب دفن السماد بداخل التربة، عبر حرثها مباشرة مع السماد. 
ويضاف السماد الطبيعي غير المتخمر أو الطازج في الخريف، قبل هطول المطر، ومن ثم تحرث الأرض مع السماد مباشرة، بحيث يتم دفنه بداخل التربة على عمق نحو 15 - 20 سم.  وتمكن هذه العملية الزبل من التحلل إلى مركبات آمنة للنبات في فصل الشتاء.  وهنا، لا بد من التنبيه إلى أن زراعة النباتات مباشرة في التربة التي أضيف إليها زبل طازج، غير مخمر، قد تؤذي النباتات، وذلك بسبب تطاير الأمونيا من الزبل المتحلل.       
ويعتبر التوزيع السطحي للسماد الأسلوب الأسهل والأسرع؛ إذ إنه لا يحتاج إلى معدات مكلفة أو جهد كبير، علما أن البحث العلمي أثبت أن التوزيع السطحي بالحفر، لتغذية المحاصيل، أكثر فعالية من التوزيع تحت السطحي.  وقد يعود ذلك إلى التأثير الموضعي للتوزيع بالحفر، بالمقارنة مع التوزيع السطحي المتساوي.
ولزيادة فعالية التوزيع، يفضل أن يكون توزيع الحفر التي سيوضع فيها السماد على سطح التربة متساويا؛ بحيث تغطي التربة تحت الشجرة أو حتى أبعد من ذلك. 
ولعمل الحفر في الأرض، ومن ثم إضافة السماد الطبيعي فيها، عدة فوائد، أهمها ضمان تهوية التربة وتغذية المنطقة أسفل الجذور السطحية.  كما أن هذه الطريقة تمكننا من إضافة مواد عضوية لتحسين التربة.
وتتراوح المسافات بين الحفرة والأخرى من 30 – 50 سم، وبعمق نحو 30 سم.  وإذا ما كان السماد في الحفرة بعمق قليل نسبيا، أي أقل من 15 – 20 سم، فمن المحتمل أن يقتل الأعشاب أو أن يتسبب في نمو أعشاب أخرى. 
ويفضل الابتعاد عن جذع الشجرة حوالي 60 سم، وترتيب الحفر في دوائر متداخلة تمتد إلى ما بعد الأغصان الطرفية. 
وينصح بالإكثار من عدد الحفر، لضمان توزيع السماد جيدا في منطقة الجذر.  ولمنع تركيز عال للسماد، يفضل خلطه مع التراب أو الرمل، وبعد الانتهاء من تعبئة الحفر بالسماد، تغطى الأخيرة بالتراب.  
وما يحدد طول الفترة بين وجبة تسميد وأخرى هو نوع النبات ومدى نموه.  ويفضل في كل الحالات، أن تكون كمية الوجبة الواحدة قليلة والفترات الفاصلة بين الوجبة والأخرى قصيرة، وذلك لتقليل الفاقد من السماد مع مياه الري وضياعه في باطن التربة. 
ولدى زراعة الخضار، بإمكاننا إضافة 2 – 3 كغم سماد طبيعي لكل متر مربع، وذلك حسب مدى خصوبة التربة.  أما الأشجار فينصح بإضافة نحو نصف دلو للشجرة الصغيرة، ودلو ونصف إلى دلوين للشجرة الكبيرة.      
ولدى نثر السماد، يجب عدم إبقاء أي أثر للسماد على الأوراق لفترة طويلة، وذلك لمنع احتراق الأوراق والبراعم.  لهذا، إذا ما تأخر هطول المطر، بعد نثر السماد على النبات، فيجب غسل النبات بالماء.

 

نشاط لا منهجي للتعرف إلى الأساليب الزراعية المتبعة


زيارة حقلية

إعداد:  سعد داغر

يقوم الطلبة بزيارة أحد الحقول الموجودة في المنطقة للتعرف إلى الأسلوب الزراعي المتبع في تلك المنطقة، ونقاش المزارع حول إيجابيات وسلبيات الأسلوب المتبع .

بعض الأسئلة الممكن التوجه بها للمزارع :

  •  هل تستخدم المبيدات والأسمدة الكيماوية في الزراعة؟
  • هل تعتقد أن هذه الكيماويات لها آثار سلبية على الصحة والبيئة؟
  • هل تحصل على إرشاد زراعي عن أساليب الزراعة الكيماوية؟
  • هل تعتقد أن هناك بديلاً عن الأسلوب الكيماوي في الزراعة؟
  • لماذا لا تتحول نحو الزراعة البديلة غير المعتمدة على الكيماويات؟
  • ثم يتوجه الطلاب بأسئلة تخاطب وجدان المزارع مثل: هل تزرع بأسلوب مختلف خضاراً خاصة بك وببيتك؟ هل تهمك صحتنا؟ إن كان جوابه نعم، يسأله الطلاب: كيف يمكنك أن تبرهن عملياً اهتمامك بنا كأطفال؟

في نهاية الزيارة يعد كل طالب أبرز الاستنتاجات التي خرج بها من هذه الزيارة، ويطرحها في نقاش عام داخل الصف .
ثم في نشاط آخر يتوجه الطلبة إلى مديرية الزراعة للتعرف إلى توجهات الإرشاد لدى المهندسين الزراعيين، ويطرحون أسئلة من قبيل :  

  •  هل تراقب دائرة الزراعة عملية استخدام الكيماويات الزراعية؟
  • هل تراقب المحال التجارية والمسوقين الذين يبيعون الكيماويات؟ 
  • هل تراقب المنتجات التي تدخل الأسواق من حيث خلوها من الكيماويات أو عدمه، وبخاصة تلك التي لم تنتج فلسطينياً؟
  • بعدئذ وفي حال وجود الطلبة في مناطق قريبة من وزارة الزراعة، يمكن تنظيم زيارة للوزير، وعمل لقاء واستطلاع رأيه حول الموضوع، وطرح أسئلة مثل :
  •  هل في برامج الوزارة توجه وخطة للتوجه للزراعة البيئية، التي تعتمد على الطرق الطبيعية في الإنتاج؟
  • هل تم تدريب المهندسين بما يكفي لتقديم الإرشاد في مجال الزراعات البيئية؟
  • متى ستحدد الوزارة السنة التي ستتحول فيها الزراعة الفلسطينية إلى زراعة بيئية؟
  • غير ذلك من الأسئلة

ثم يستطيع الطلبة التوجه إلى المجلس التشريعي وتقديم أسئلة عن دور المجلس المنتخب في حماية الشعب من الموت القادم عبر الكيماويات الزراعية، وفي حال بعد المجلس عن مكان سكن الطلبة يستطيعون التوجه بعريضة مطالب إلى عضو المجلس التشريعي عن منطقتهم. يكون الطلبة مزودين بالمعلومات الكافية حول مضار الكيماويات الزراعية ويقدمونها لأعضاء التشريعي .
يمكن القيام بهذه الأنشطة بعد أن يتم تشكيل مجموعة من الطلبة باسم (أطفال ضد الكيماويات في الزراعة).

 

نشاط لا منهجي حول كيفية دخول الزراعة الكيماوية المكثفة إلى بلدنا وأثرها


كيفية انتشار الزراعة الكيماوية المكثفة في بلدنا وعواقبها

إعداد: سعد داغر

الخطوات :
1.   نقرأ النص التالي :
مع بداية احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 والسيطرة على دوائر الزراعة، بدأت وزارة الزراعة الإسرائيلية بعمل (مشاهدات زراعية) للمزارعين الفلسطينيين، وزراعة الخضار باستخدام الأسمدة الكيماوية؛ كانت النتائج "مبهرة" بالنسبة للمزارعين، وتم الترويج لهذه النتائج بين المزارعين.
تبع ذلك توزيع الأسمدة مجاناً؛ وبعد أن اعتاد البعض استخدام الأسمدة بدأ "توزيعها" بنصف الثمن، وحين زاد ارتباط المزارعين بها أصبحوا يشترونها من المصانع الإسرائيلية بتكلفتها الحقيقية ـ توقف الدعم! وبنفس الطريقة بدأت عملية إدخال المبيدات الكيماوية وأصناف الخضار المهجنة وغيرها .
(صحيح أن بعض الأسمدة والقليل جداً من المبيدات كانت تستخدم وإن على نطاق ضيق قبل الاحتلال، ولكن الموضوع اختلف مع بداية الاحتلال من حيث الترويج والهدف). 
بهذه الطريقة بدأت عملية افتراس المزارع الفلسطيني عن طريق الشركات الإسرائيلية، فأصبح أسيراً، فماذا كان أثر ذلك على المزارع وعلى أرضه وعلى الزراعة والبيئة الفلسطينية؟ هل تحسن وضع المزارع، وهل انتعشت أرباحه؟
واقع الحال يقول غير ذلك، فقد أصبح المزارع فريسة الديون في معظم الحالات، فاعتماده في تزايد متواصل على الكيماويات باهظة الثمن والتي ترتفع أسعارها باستمرار، وهامش الربح عنده في تناقص، والأهم أنه أصبح عرضة لمخاطر كبيرة بسبب تلك الكيماويات؛ لاحتمالات الإصابة العالية بالأمراض الخطيرة الناتجة عن استخدامه للكيماويات.
 أما فيما يتعلق بالزراعة والبيئة فإن ما يتم استخدامه من كيماويات يحدث أفدح الأضرار بالتربة خاصة، والتنوع الحيوي والبيئة وتلويث المياه الجوفية بشكل عام؛ حيث يؤدي الاستخدام المتزايد للكيماويات إلى قتل الكائنات الحية الموجودة في التربة والتي تقوم بتحليل المادة العضوية، وتسهم في التوازن البيئي داخل التربة؛ ومن هنا تبدأ عملية تدمير للتربة وتراجع في خصوبتها ونقص المادة العضوية فيها، والنتيجة أن تصبح التربة عالية الحساسية للأمراض وبالتالي غير صالحة للزراعة .
(يمكن التأكد من ذلك من خلال زيارة مزارعي البيوت البلاستيكية الذين اضطروا لنقل بيوتهم البلاستيكية إلى أماكن جديدة بعد أن لم يعد بمقدورهم الاستمرار في الزراعة في الأماكن القديمة، بسبب انتشار أمراض مستعصية داخل التربة، لم تعد تنفع معها المبيدات).

2.  بعد قراءة النص نحاول الإجابة عن الأسئلة التالية :
*  هل من المجدي الاستمرار في هذا النهج الزراعي؟ 
*  هل تضمن هذه الأساليب الزراعية استدامة الزراعة؟
*  ما البديل عن ذلك؟  
*  ما هو دورنا في مواجهة هذه الحرب الكيماوية التي تشن على المزارع والمستهلك والبيئة؟

    
 

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
 
في هذا العدد


"التطرف البيئي" يعود إلى الواجهة كمدخل شبه وحيد لإيجاد البدائل والحلول

كألمانيا الرائدة عالميا في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وإسرائيل في أسفل السلم

العالم عام 2020: اعتماد أساسي على تحلية مياه البحر، زراعات خضراء و...فحم

لجدار- معين رجب

الجدار-نزار الوحيدي

علماء بريطانيون أخفوا معطيات لا تتفق مع تقديرهم بأن الانبعاثات هي سبب سخونة الأرض؟

تقليص الانبعاثات الذي اقترح في مؤتمر كوبنهاغن سيرفع حرارة الأرض ثلاث درجات وليس درجتي

العلماء: أمامنا عشر سنوات فقط لمنع الكارثة المناخي

البلاستيك يرصف طرقا صديقة للبيئة في الهند

كيف نحول منازلنا إلى مبان "خضراء"؟

كيف نقلل إلى الحد الأدنى من الأذى الإشعاعي للهاتف الخلوي؟

كيف نتعامل مع الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة الكهربائية المنزلية؟

بعد أن ورطتنا الزراعة الكيماوية في دوامة الأمراض وتدهور التربة:

أسئلة بيئية

البيئة والطبيعة فليسعد النظر والفؤاد والعقل!

أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني

حديث الطّير والحيوان في كتاب "ألف ليلة وليلة"

زهرة من أرض بلادي النرجس

التسميد الطبيعي المتوازن

نشاط لا منهجي للتعرف إلى الأساليب الزراعية المتبعة

بيسان

المستقبل النانوي

الدكتور بنان الشيخ.. صديق البيئة والحافظ الأمين لنباتات فلسطين

 

 
:دعوة للمساهمة
دعوة للمساهمة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية"
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (التعطيش المنظم للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة...وآفاق الحلول البيئية والوطنية) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 شباط 2010.
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 

 

   
  | الصفحة الرئيسية | افاق البيئة والتنمية |الارشيف |