لافتة إسرائيلية على حاجز قلنديا تشير إلى حظر مشروط لنقل النفايات من إسرائيل إلى الضفة الغربية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
وضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، مؤخرا، لافتة كبيرة على حاجز قلنديا تشير إلى حظر إسرائيل نقل النفايات الصلبة من إسرائيل إلى مناطق الضفة الغربية "دون تصريح من ضابط البيئة في الإدارة المدنية الإسرائيلية". وهذه العبارة الأخيرة تؤكد أن الاحتلال لا ينوي منع دفن النفايات الصلبة السامة والخطيرة في أراضي الضفة الغربية منعا تاما، لذا ترك الباب مفتوحا باستخدامه عبارة "دون تصريح من ضابط البيئة في الإدارة المدنية الإسرائيلية".
وقد جاءت هذه الخطوة الإسرائيلية بعد الضجة الإعلامية التي أثارتها مجلة آفاق البيئة والتنمية، عندما كشفت في تقريرها المثير (أيلول 2009) عن أن عشرات الشاحنات الإسرائيلية تفرغ يوميا حمولاتها من النفايات في بعض أراضي قرى غرب رام الله، بالتواطؤ مع متعاونين محليين، وذلك عبر حواجز قلنديا ونعلين ورنتيس، وبتسهيل من الجنود الإسرائيليين.
واستنادا إلى ما ورد في التقرير من معطيات حول هذه الآفة البيئية – السياسية الخطيرة؛ أصدرت شبكة المنظمات الأهلية البيئية (PENGON ) بيانا للرأي العام يدين هذه الظاهرة ويدعو إلى التصدي لها. ومن ثم نظمت الشبكة في تشرين الأول الماضي ورشة عمل شارك فيها ممثلون عن وزارات الشرطة والداخلية الفلسطينيتين ورؤساء مجالس بعض القرى المتضررة (نعلين وقبية) وسلطتي جودة البيئة والمياه وغيرهم، لمناقشة ما ورد في تقرير المجلة البيئية. وشكلت من الحضور لجنة لمتابعة القضية مع الجهات المعنية والشرطة لملاحقة المتورطين. ورفعت الورشة توصية بشن حملة توعوية حول خطورة هذه الظاهرة بيئيا وصحيا ووطنيا، تشمل المدارس والجامعات والمساجد والشارع عموما. كما عقدت الشبكة البيئية لاحقا اجتماعا مع قائد شرطة رام الله، للتباحث حول كيفية مواجهة هذه الظاهرة. وإثر هذه التحركات، لوحظ، كما أسلفنا، أن السلطات الإسرائيلية وضعت، في شهر تشرين الثاني 2009، لافتة على حاجز قلنديا تشير إلى حظر إسرائيل لنقل النفايات الصلبة من إسرائيل إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
يذكر أن الشرطة الفلسطينية استدعت مؤخرا مالكي الأراضي الفلسطينيين الذين تدفن في أراضيهم النفايات الإسرائيلية، فضلا عن أصحاب الشاحنات الذين ينقلون النفايات، وتم استجوابهم وإنذارهم. وإثر ذلك، تقلصت هذه الظاهرة كثيرا.
وفي حديثه لمجلة آفاق البيئة والتنمية، أفاد أيمن نافع رئيس بلدية نعلين، بأن شباب قرى نعلين وشقبا وقبيا تصدوا مؤخرا لهذه الظاهرة، بالتنسيق مع الشرطة الفلسطينية، ومنعوا بالقوة دخول الشاحنات المشبوهة من جميع مداخل تلك القرى. كما ضبطت إحدى السيارات المحملة بالنفايات الإسرائيلية. واعتقل صاحب الأرض الفلسطيني الذي حول أرضه إلى مكب للنفايات الإسرائيلية في قرية شقبا، على ذمة محافظة رام الله والبيرة. كما اعتقل أحد فلسطينيي عام 1948 المتورط في تهريب النفايات، وتم تسليمه للإسرائيليين. وأكد نافع أن هذه الظاهرة توقفت تماما في قرى نعلين وشقبا وقبيا، ولا تزال، جزئيا في قرية دير قديس.
|