الغارديان: كارثة فيضانات ليبيا لم تتسبب فيها الطبيعة فقط بل ساهم فيها البشر
آفاق البيئة والتنمية/
تناولت صحيفة الغارديان البريطانية، في عددها الصادر يوم الخميس الماضي، كارثة الفيضانات والسيول في ليبيا.
وجاءت افتتاحيتها بعنوان "كارثة فيضانات ليبيا لم تتسبب فيها الطبيعة فقط بل ساهم فيها البشر".
وتقول الصحيفة إن الفيضانات في شرق ليبيا أحدثت دمارًا مروعًا، وفي درنة، حيث انهار سدان بعد هطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد الإعصار، وقد تسبّب إعصار دانيال في غرق أحياء بسكانها، وابتلع البحر أحياء وهو الآن يلقي بالجثث على طول الشاطئ.
وتقول الصحيفة إن أكثر من ستة آلاف شخص قُتلوا، وما زال نحو عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين، مشيرة إلى أن الرعب واليأس الذي يشعر به الليبيون يقابله غضبهم من الحكومات المتنافسة التي قسمت البلاد وسعت إلى السلطة والربح بينما تتجاهل احتياجات الشعب.
وترى الصحيفة إن الكارثة التي تشهدها ليبيا تفضح إخفاق الحكومات في حماية مواطنيها، بل وتعريضهم لخطر أكبر.
وتقول إن "نظام القذافي الفاسد" أعقبه أكثر من عقد من الثورة والحرب الأهلية والجمود السياسي، وخلاله لم تُهمل البنية التحتية الأساسية فحسب بل نُهبت أيضاً، مشيرة إلى تقارير أفادت أن أحد سدي درنة لم تتم صيانته منذ عام 2002، بل وتقول الصحيفة إنه حتى عندما لاحت الكارثة في الأفق، أخفقت السلطات في شرق ليبيا، التي يسيطر عليها القائد العسكري خليفة حفتر، في أداء واجباتها الأساسية.
وتضيف أن المسؤولين شهدوا تأثير العاصفة دانيال في اليونان وكان أمامهم أيام للتخطيط لعملية الإخلاء.
وتذكر الصحيفة أنه حتى بعد أن ضربت الكارثة البلاد، لا تزال جهود الإنقاذ والإغاثة عرضة للعرقلة بسبب السياسة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية.
وتضيف أن الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس وحكومة حفتر المنافسة لا يضعان المعاناة الإنسانية في المقام الأول.
المصدر: BBC