دراسة: الحيتان القاتلة تصبح أقل ارتباطاً اجتماعياً مع تقدمها في العمر

اعتمد البحث الجديد على أكثر من أربعة عقود من البيانات التي جمعها مركز أبحاث الحيتان
آفاق البيئة والتنمية/
أظهرت دراسة جديدة استخدمت طائرات من دون طيار لتصوير الحيوانات أنّ الحيتان القاتلة، لها بنى اجتماعية معقدة بما في ذلك "الصداقات". وتكشف النتائج أنّ الحيتان القاتلة تقضي وقتًا أطول في التفاعل مع أفراد معينين في محيطها، وتميل إلى تفضيل أولئك من نفس الجنس والأعمار المماثلة.
ووجدت الدراسة التي نشرت يوم 15 يونيو/ حزيران، وقادتها جامعة "إكستر" ومركز أبحاث الحيتان (CWR)، أنّ الحيتان تصبح أقل ارتباطاً اجتماعياً مع تقدمها في العمر، وتسافر في مجموعات عائلية ممتدة ومتنوعة، وتعتني بالأحفاد بعد انقطاع الطمث، حتى أنّها تقلد الكلام البشري.
وفي الدراسة الجديدة، يضيف علماء الأحياء البحرية سلوكاً آخر إلى قائمة السلوكيات الاجتماعية، وهو تكوين الصداقات السريعة.
وأجرى الباحثون مقارنة بين السلوك الاجتماعي للحيتان القاتلة وسلوك الشمبانزي وقرود المكاك وحتى البشر، ولفتت الدراسة إلى أنّه عندما يتصل الأمر بأنواع الملامسة الاجتماعية التي تشير إلى روابط قوية، فإنّ الحيتان تنافس الثدييات في درجة القرب من أفراد جنسها الآخرين.
وتشير الدراسة إلى مساهمة مهمة في مجال السلوك الاجتماعي في الدلافين والحيتان، وتظهر هذه الصور الجديدة التي حصل عليها الباحثون باستخدام طائرات من دون طيار "درون" الكثير من حركات التلامس التي تقوم بها العديد من الأنواع المختلفة تحت المياه، والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بأنواع مختلفة من المشاعر، مثل الديناميات الاجتماعية المعقدة التي تمارسها أنواع مثل القردة العليا.
تماسك اجتماعي
في تصريح لـ"العربي الجديد" قال المؤلف الرئيس في الدراسة، مايكل فايس، الباحث في علم السلوكيات البيئية في جامعة "إكستر" إنّه حتى الوقت الراهن، اعتمدت الأبحاث التي اهتمت بدراسة الشبكات الاجتماعية للحيتان القاتلة على رؤيتها عندما تطفو على السطح، وتسجيل الحيتان المتقاربين.
مع ذلك، ونظراً لأنّ الحيتان القاتلة المقيمة تبقى في المجموعات الاجتماعية التي ولدت فيها، يبدو أنّ مدى ارتباط الحيتان الوثيق هو الشيء الوحيد الذي يفسر هيكلها الاجتماعي.
ومن زورقهم البخاري الذي يبلغ طوله 6.5 أمتار ومن شواطئ شمال المحيط الهادئ، أطلق الفريق طائرات الـ"درون" مُحلّقة على ارتفاع 30 إلى 120 متراً فوق مجموعة من 22 حوتا قاتلاً.
وسجل الباحثون عشر ساعات من اللقطات على مدى عشرة أيام، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات من دون طيار لدراسة الاتصالات الجسدية الودية في الحيتان.
وأظهرت التسجيلات الصوتية والمرئية التي حصل عليها الباحثون، الكيفية التي تحافظ بها بعض الثدييات البحرية على الهياكل الاجتماعية بما في ذلك ذكور الدلافين التي تتعلم أسماء الحلفاء المقربين. لكن، هناك القليل من اللقطات للحيتان القاتلة البرية، التي تصطاد وتلعب في المياه المفتوحة.
وتسبح الحيتان فقط بسرعة 6 كيلومترات في الساعة، فمن الصعب مراقبتها بالكامل من القوارب، وقد لا تتصرف بشكل طبيعي بالقرب من البشر.
الدور المركزي للإناث
سجل الباحثون أكثر من 800 حالة من الاتصال الجسدي بين الأفراد، شملت العناق، والتدليك من ظهر إلى ظهر ومن الأنف إلى الأنف، وصفعات الزعنفة بين أزواج من الحيتان، كلها مشتتة حول نوبات من القفز من الماء في تزامن تام.
ويضيف الباحث الرئيس في الدراسة أنّ النتائج تظهر أنّه حتى داخل هذه المجموعات المتماسكة، تفضل الحيتان التفاعل مع أفراد معينين. كما تشير أنماط الاتصال الجسدي إلى أنّ إناث الحيتان الأصغر سناً يلعبن دوراً اجتماعياً مركزياً في المجموعة، فكلما كبر الحوت، أصبح أقل مركزية.
واعتمد البحث الجديد على أكثر من أربعة عقود من البيانات التي جمعها مركز أبحاث الحيتان، عن الحيتان القاتلة المقيمة في الجنوب، وهي مجموعة من الأنواع المهددة بالانقراض في المحيط الهادئ. وقد وجد الباحثون أوجه تشابه مذهلة بين سلوك الحيتان والثدييات الأخرى، في البحر والبرّ.
المصدر: العربي الجديد