مزارعو غزة يرممّون الأضرار التي لحقت بأراضيهم المدمرة

ينهمك المزارعون في مناطق التَماس بإزالة مخلفات العدوان من أراضيهم
آفاق البيئة والتنمية/
شهدت الأراضي الزراعية الممتدة على طول الحدود الشرقية للقطاع، نشاطاً متزايداً خلال اليومين الماضيين، مع استمرار عودة المزارعين إليها.
وواصل مزارعون تكثيف العناية بمزروعاتهم التي اضطروا لتركها فترة طويلة أثناء العدوان على قطاع غزة، بينما نشط آخرون بجني محاصيلهم الناضجة، فيما انهمك العشرات بترميم الأضرار التي لحقت بالمزارع، وإزالة المخاطر من الأراضي، في محاولة لاستمرار العمل فيها.
المزارع إبراهيم حمد، يواصل العمل لليوم الرابع على التوالي، محاولاً إزالة مخلفات العدوان من أرضه الواقعة شرق مدينة رفح، وردم بعض الحفر التي تسببت بها القذائف، إضافة لإزالة آثار بعض الحرائق التي اندلعت هنا وهناك.
وأوضح حمد أنه حين ينظر حوله يجد دماراً وخراباً واسعاً، وشعر أن ثمة تعمداً في استهداف القطاع الزراعي في كافة المناطق، وهو أمر لم يحدث من عدوان 2014، مؤكداً أن عدد من المزارعين ممن وقعت في أراضيهم أضرار كبيرة، عاجزين عن استصلاحها على نفقتهم الخاصة، في ظل الظروف العصيبة التي يمرون بها، وتعرضهم لخسارة كبيرة بعد تدمير وتخريب الأراضي.
وأوضح أن مئات القذائف الحارقة التي أطلقت تجاه الأراضي الزراعية، تسببت في تضررها، ودمرت شبكات المياه، وهدمت غرفة زراعية كان يستخدمها مزارعون لتخزين الأسمدة والبذور، والأدوات اللازمة للزراعة.
بينما أكد المزارع محمود العطار، أن المزارعين شرق القطاع اعتادوا على أن تصاب أراضيهم بأضرار كبيرة خلال أي عدوان يشنه الاحتلال، خاصة وأن طياري الاحتلال يحولون في كل عدوان بعض الأراضي لميادين رماية، يلقون فيها الذخائر الفائضة قبل توجههم للهبوط في مطارات عسكرية.
وأكد أن عودة الأراضي مروج خضراء بعد عدوان 2014 بوقت قصير، دليل على قوة وإرادة المزارعين، ممن يواصلون العمل ليل نهار، من أجل استصلاحها، وتجاوز أضرار العدوان.
فيما أكد مربو مواشي، أن تعمد الاحتلال إحراق مئات الدونمات من محاصيل القمح والشعير، التي تعد مصدر رئيسي لأعلاف الحيوانات والطيور سواء مما تنجه من حبوب، أو قش "تبن"، تسبب في زيادة خسائر هذا القطاع، لاسيما مع إغلاق المعابر الحدودية فترة طويلة، ومنع وصول الأعلاف.
وطالب مزارعون بضرورة بتنظيم حملات تطوع من الشبان والنشطاء، لمساعدة ومساندة المزارعين المتضررين، والعمل على تنظيف الأراضي وإزالة كل آثار العدوان، فتعزيز صمود المزارعين في مناطق التماس، وإفشال مخططات الاحتلال بطردهم من أراضيهم، يعد أحد أبرز أشكال النضال الفلسطيني.
كما ناشد العطار وغيره من مزارعي مناطق التماس بتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة لهم وبشكل سريع، كي يستطيعوا تجاوز أزمتهم، وتخضير أراضيهم من جديد.
وكانت وزارة الزراعة بغزة، أعلنت أنها شكلت لجاناً لحصر الأضرار التي أصابت قطاع الزراعة خلال العدوان، حيث بدأت باستقبال بلاغات المتضررين، عبر مديرياتها الخمس في محافظات القطاع، متوقعة أن يتجاوز حجم الخسائر عشرات ملايين الدولارات.
المصدر: جريدة الأيام