قمة المناخ في بولندا.. وعود وطموحات مقابل أرقام تعكس الواقع
آفاق البيئة والتنمية- من المتوقع أن ترتفع نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2.7 في المئة هذا العام مقارنة بعام 2017، بحسب تقرير عُرض خلال قمة المناخ المنعقدة في بولندا COP24 منذ يومين.
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة والصين هما المصدران الرئيسيان عن هذه الانبعاثات، فيما تشير البيانات إلى انخفاض بنسبة 0.7 في المئة في أوروبا.
بين الوعود والواقع
لكن هذه الأرقام غير كافية لإقناع شركاء الاتحاد الأوروبي خلال القمة المنعقدة، بحسب ما يرى البرلماني الأوروبي عن حزب الخضر، باس إيكهوت، كما يعتقد أن التكتل ليس في موقع يسمح له بان يكون قياديا في هذه المجال.
وفي حوار مع يورونيوز، يقول إيكهوت: "لنكن صادقين حيال بروز الاتحاد الأوروبي كجبهة قيادية خلال قمة المناخ التي عقدت في باريس (عام 2015)، وبالإمكان القول إن التشريعات اللازمة بخصوص المناخ قد تم إقرارها".
ويضيف: "هكذا، نستطيع القول إن أوروبا قامت بما يتوجب عليها، لكن السؤال الأكبر الذي يواجه الجميع في قمة بولندا هو: كيف سنضيق الهوة بين الوعود التي أُطلقت في قمة باريس وبين واقع الأمر اليوم حول العالم".
واختتم النائب الأوروبي حديثه بالقول: "وبالتالي، الجميع سيوجه أنظاره إلى أوروبا، وسيتساءل: هل ستفعل أوروبا أكثر من ذلك؟ وهل ستقدم أوروبا المزيد من الوعود؟ لكن أوروبا لا تملك خططا لذلك".
تحقيق الحياد المناخي
وقبيل القمة المناخية في بولندا، قدمت المفوضية الأوروبية استراتيجية بخصوص المناخ لعام 2050، والهدف بسيط: تحقيق الحياد المناخي.
بالمقابل، لا تزال هناك أصوات في البرلمان الأوروبي تطلق التحذيرات، لا سيما وأن الاتحاد الأوروبي ليس القوة الوحيدة التي يتوجب عليها القيام بجهود بهذا الشأن.
النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي، آنجليك دولاي، تقول: "لا يجب أن تكون أوروبا وحيدة، وهنا لابد من التذكير برقم هام، أوروبا لا تمثل أكثر من 10 في المئة من انبعاثات الغاز التي تساهم في زيادة نسبة الاحتباس الحراري".
وتضيف دولاي: "إذا ما أردنا جعل هذه الجهود الأوروبية مقبولة في هذا الشأن، فيتوجب على القوى الأخرى ألا تجهض هذه الجهود، فهي تمثل ما نسبته 90 في المئة من انبعاثات الغاز، وبالتالي، لا يتوجب علينا كأوروبيين القيام بكل شيء لوحدنا، لا سيما على حساب خططنا للاقتصاد المستدام".
في بروكسل، تتفق جميع الأصوات على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال لاعبا أساسيا في السياسات المناخية، بالمقابل، فإن الدول الأعضاء في التكتل منقسمة حول طموحاتها في هذا المجال.
المصدر: محمد شعبان/ يورو نيوز