محطة للطاقة الشمسية قد تعيد الحياة إلى موقع كارثة تشرنوبل في أوكرانيا
تعتزم الحكومة الأوكرانية تحويل جزء من المنطقة المحظورة في تشرنوبل إلى محطة للطاقة الشمسية. فهل يمكن للموقع الذي شهد أسوأ حادث نووي في العالم أن يعود إلى الحياة مجددا؟
في أبريل/نيسان عام 1986، تعرض مفاعل تشرنوبل للطاقة النووية لحادث انصهار كارثي. وأدى الانفجار الناتج عن ذلك إلى تسرب جزء من محتويات المفاعل النووي إلى الغلاف الجوي، محدثا أسوأ حادث نووي في التاريخ.
ونتج عن ذلك التسرب الإشعاعي، الذي وصل جزء منه إلى مناطق بعيدة مثل ويلز في المملكة المتحدة، إقامة منطقة حظر واسعة حول تشرنوبل.
وتغطي منطقة الحظر حاليا مساحة 1,000 ميل مربع (2,600 كم مربع)، بما فيها منطقة كان يقطنها 12 ألف نسمة من السكان، عاش معظمهم في مدينتي برايبت، وتشرنوبل المهجورتين الآن. ولا يزال الحظر في هذه المناطق ساريا، لأنها تعتبر شديدة التلوث، ولا تصلح للسكن أو الزراعة.
ورغم حادث الانصهار الذي أصاب المفاعل رقم "4" في محطة تشرنوبل، استمرت السلطات في تشغيل المفاعلات النووية رقم "1"، و"2"، و"3" بالمحطة، لأن أوكرانيا في حاجة ماسة إلى الطاقة. واستغنت السلطات عن المفاعل رقم "3" في ديسمبر/كانون الأول عام 2000 فقط.
وبغض النظر عن وجود عدد قليل من المناطق ذات نسب الإشعاع المرتفعة، والتي تعرف بـ "المناطق الساخنة"، أصبحت منطقة تشرنوبل المحظورة منطقة آمنة نسبيا للزيارة حاليا، لكن بشرط أن تكون الزيارة إليها سريعة، حتى لا يتعرض الأشخاص إلى الإشعاع لفترة طويلة من الوقت.
ونظرا للاهتمام الكبير بالمنطقة، إضافة إلى التنوع البيولوجي الفريد الذي تتميز به، أُعلنت منطقة تشرنوبل المحظورة منطقة جذب سياحي بشكل رسمي في عام 2011.
ومع نجاح تجربة إقامة غطاء جديد من الخرسانة والفولاذ فوق المفاعل المتضرر، بهدف إغلاقه بإحكام لمدة 100 عام على الأقل، فمن المتوقع أن يشهد ذلك الموقع نشاطا متزايدا.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن أوستاب سيميراك، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أوكرانيا، عن خطط لبناء محطة كبيرة للطاقة الشمسية في منطقة تشرنوبل المحظورة.
وقال متحدث باسم الوزارة: "إن المرحلة الأولى ستشهد تركيب ألواح شمسية بطاقة إجمالية تبلغ واحد غيغاوات. وهناك خطط لزيادة طاقتها في المستقبل".