|
|
![]() |
|
||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
تشرين ثاني 2008 العدد (8) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
November 2008 No (8) |
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
أصدقاء البيئة: |
||||||||||||||||
|
الأول من نوعه فلسطينياً معهد المياه الفلسطيني: حكاية نجاح لا تنتهي محمود الفطافطة
مضى على "سماح صوالحة"، الحاصلة على بكالوريوس الهندسة من إحدى الجامعات الفلسطينية عدة أعوام دون أن تفلح جهودها في العثور على وظيفة لها، الأمر الذي اضطرها للعمل كمتطوعة في جمعية نسوية، مع مواظبتها بالانخراط في دورات تدريبية متخصصة لتطوير مهاراتها، وتوسيع خبراتها لعل ذلك يسرع في"اقتناصها" فرصة عمل، يحلم بها، ويصارع من أجلها معظم خريجي أبناء الشعب الفلسطيني. سماح اعتراها الإحباط نتيجة لطول المدة التي مكثتها بلا عمل، دون أن تستسلم لخيوطه ِ كاملة.فإيمانها بحتمية التحاقها بعملٍ، وإن طال الزمن كان يسكنها دوماً.صوالحة التحقت بدورة تدريبية عقدها "معهد المياه الفلسطيني"، مثلت مشاركتها بها تحولاً مفصلياً في حياتها المهنية، بدأت بإلقاء مداخلة متميزة باسم الخريجين، أثارت فيها قضية العاطلين عن العمل، لتنتهي باصطيادها لتلك الفريسة /الوظيفة التي طاردتها طويلاً.
قصص نجاح سماح عملت في دائرة مصلحة المياه برام الله، بعد أن نالت كلمتها تقدير الجميع، والذين كان من بينهم مسؤول الدائرة، علاوة على التحاقها بعمل آخر في المؤسسة الألمانية (GTZ).تقول سماح:" إني مدين للمعهد بجميلٍ لن أنساه دوماً، حيث كانت تلك الدورة التدريبية بمثابة المفتاح الذي شق لي طريقي نحو الوظيفة وتطوير مهاراتي". ما حدث لسماح صوالحة لم يكن الحالة الوحيدة، حيث إن هذا المعهد الذي أعلن عن تأسيسه في أواخر العام 2004ساهم، ولا يزال في صقل وتطوير مهارات وخبرات مئات المهندسين والفنيين والإداريين والعاملين في بلديات ومؤسسات فلسطينية، مختلفة، كما استطاع بعض هؤلاء، بفضل هذه الدورات المتخصصة، التي أقامها المعهد على مدى السنوات الأربعة الماضية، التدرج السريع في وظائفهم، وتحسين ظروف عملهم، إلى جانب ما اكتسبوه من معرفة بحقوقهم والطريقة الصحيحة لنيلها. محمد أبو ماضي كان يعمل كفني عادي في مجال أنابيب المياه ببلدية عتيل بمحافظة طولكرم، ولكنه بعد أن التحق بدورة تدريبية مدتها 100 ساعة عمل، عقدها المعهد، أصبح مؤهلاً للقيام بأعمال استشارية في مجال تخصصه، ليس في موقعه فحسب، بل وفي مواقع عمل عديدة لبلديات مجاورة، فضلاً عن أن أبو ماضي أصبحت لديه القدرة والكفاءة في تقديم محاضرات تدريبية بمجالات فنية في قطاع المياه.وكما كان الحال لصوالحة، فإن أبا ماضي يرى في تلك الدورة الأداة المثلى التي مكنته من الارتقاء في وظيفته، وتطوير خبراته، من المستوى الذي كان به قبل التحاقه بتلك الدورة مجرد موظفً عادي ليصبح بعدها مستشاراً ومدرباً يشار له بالبنان. من خلال هذين النموذجين، وغيرهما، عَبَّر القائمون على إدارة وتسيير أعمال معهد المياه الفلسطيني عن رضاهم البالغ عن قدرة معهدهم "حديث النشأة" على تحقيق معظم أهدافه التي يجملها مديره العام المهندس صالح الرابي في:تطوير القدرات التقنية والإدارية للموظفين الفنيين العاملين في مجالات المياه والبيئة، وإجراء البحوث ذات الصلة بهذه المجالات، لاسيما في مجالي التدريب وبناء القدرات، إلى جانب هدف ثالث، يتمثل في تطوير بنية أساسية مناسبة لتعزيز الاحتياجات التدريبية في مجال المياه والبيئة في فلسطين. المعهد: تأسيس وأهداف هذا المعهد الذي يعتبر الأول من نوعه في فلسطين يراه المدير التنفيذي لمجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين د. أيمن الرابي بأنه ممتاز ورائد في هذا المجال، وأنه سد حاجة كبيرة فيما يتعلق بالتدريب في مجالي البيئة والمياه، موضحاً في الوقت ذاته أن المعهد يمثل قاعدة هامة في مجال تخصصه، وساهم كثيراً في تدريب وتطوير الكثير من الكوادر الفنية التي تخدم مجتمعها. وإذا تطرقنا إلى تأسيس المعهد، فالمهندس الرابي يسرد لنا ذلك، قائلاً:" من أجل توسيع عمل ونشاط المجموعة خاصة في مجال التدريب، ومن أجل استهداف الإنسان كأساس لاستدامة أي مشروع تنموي كان هذا المعهد، منوهاً أن الكثير من الفنيين لم تكن لديهم خلفية تدريبية، وبالتالي ساعد المؤسسات في تأهيل فنييها العاملين في قطاع البيئة والمياه.وذكر أن ما تقوم به المجموعة من استصلاح للينابيع، وحفرالآبار، ومد شبكات المياه في الريف الفلسطيني تطلب أن يتزامن معه إقامة دورات تدريبية تتطرق إلى أهمية المياه، وكيفية إدارتها، وتشجيع الترشيد في الاستهلاك، وصيانة الشبكات والآبار والينابيع. وأكد المهندس الرابي على وجوب أهمية المعهد في مجال التدريب، وذلك لأن معظم المجالس القروية اقيمت بعد إقامة السلطة الوطنية، يوجد لديها تراث فيما يتعلق بالتدريب في مجالات المياه وإدارتها، مبيناً أن المعهد وضع قبل عدة سنوات دراسة استكشافية أكدت على الحاجة الماسة للتدريب، كما أن سلطة المياه اجرت دراسة شاملة وموسعة حول احتياجات التدريب في قطاع المياه، وخرجت بمثل هذه النتيجة. وحول أقسام المعهد، بين المهندس الرابي أنها تتكون من اقسام التدريب، والتوعية، والمكتبة والإعلام، والمختبر، ومشيراً في الإطار ذاته إلى أن المركز يولي أهمية لواقع المرأة والمهمشين خاصة العاملين في النظافة، موصياً بأن يطلق عليهم اسم" عمال بيئيين"، فهؤلاء أناس لهم حقوق وواجبات ويقومون بعمل شريف ومحترم، ويجب على الجهات المسؤولة والمواطنيين النظر إليهم باحترام وتقدير كبيرين.
إنجازات رائدة
وإذا تتبعنا بعضاً من النشاطات التي أنجزها المعهد خلال السنة الماضية أدركنا المساهمة الفعالة والواسعة التي ترك فيها المعهد أثراً ايجابياً وبناءً في خدمة التنمية البشرية والاقتصادية الفلسطينية. ففي العام 2007 (وفق ما تذكره مسؤولة التدريب المهندسة شيرين زيدان)عقد المعهد 48 دورة تدريبية بمعدل 4 دورات شهرياً، أي بزيادة 5، 228% عن العام الذي سبقه. كما نفذ المعهد تدريبا بيئيا للعديد من المخيمات الصيفية بالتعاون مع مؤسسة تامر، شارك فيها 270 طفل، فضلاً عن عقد ورشات عمل ودورات خصت بها النساء في قرى ومناطق فلسطينية مختلفة. ولكي تتوسع الفائدة، وتتعمق التجربة ويطرد مستوى المهارات فقد حرص المعهد على المحافظة في توزيع جغرافي مناسب لأماكن عقد الدورات حسب طبيعة كل دورة، حيث نظمت دورات عديدة في رام الله والخليل ونابلس وغزة وغيرها من المواقع والمحافظات الفلسطينية.
ومن الإنجازات اللافتة التي نفذها المعهد خلال العام المنصرم، انتهاؤه من المشروع التدريبي الخاص بـ (paz SODE)، والذي اشتمل على عقد 12 دورة تدريبية لتطوير الكادر البشري من إداريين ومهندسين وفنيين ، حيث استفادت منه 101بلدية تتوزع على جناحي الوطن( الضفة الغربية وقطاع غزة)، بواقع 557 ساعة عمل، ومشاركة 187 مستفيدا. ميثاق وأخلاقيات ولا يمكن لنا أن ندلف إلى الحديث عن إنجازات المعهد في العام الحالي دون ذكر جهد متميز ونوعي كان المعهد السباق والرائد في تنفيذه، يتمثل في تبني المعهد لميثاق أخلاقيات استخدام المياه واعتبار نشر هذه الأخلاقيات جزء من عمل وأهداف ورسالة المعهد. ولنترك لسونا عاروري مسؤولة الإعلام في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين ـ والذي يشكل المعهد جزءاً منها ـ سرد مبادئ ومعايير هذا الميثاق، والتي في مقدمتها: حق الإنسان وكرامته:حيث لا حياة بدون مياه ومن يحرم من المياه يحرم من الحياة، وثانيها:المساواة بين الناس على أن تتوفر المياه للجميع وعلى أساس من العدالة، وثالثها:التضامن عبر تضامن أفراد المجتمع فيما بينهم من أجل تحقيق إدارة متكاملة للمصادر المائية.أما المبدأ الرابع، فيكمن في الاستخدام الأمثل للمياه، وترشيد استهلاكها وعدم هدرها والمحافظة على كل قطرة منها.أما الأخلاقية الخامسة، فتتمثل في وجوب إدارة المياه بطريقة تحفظ كرامة الإنسان من خلال اعتبار هذا المورد سلعة عامة. وبخصوص الأخلاقيات الأربعة المتبقية من هذا الميثاق، فتتضمن أولها الشفافية في إتاحة المعلومات المتعلقة بهذا المصدر للجميع، لأن عدم تحقيق ذلك يخلق فرصة للبعض باستغلال الآخرين.أما المعيار الثاني فيتحدث عن التشاركية بين جميع أفراد المجتمع وخاصة الفقراء منهم في إدارة مصادر المياه، مع الأخذ بالاعتبار الاهتمام بدور المرأة.ولم ينس واضعو الميثاق مبدأ الشمولية، متضمناً أن تأخذ سياسات إدارة مصادر المياه مصالح الأقليات والشعوب المضطهدة والفقراء، وأن الإدارة المتكاملة لهذه المصادر يجب أن تضمن المساواة بين الناس ، والعامل الاقتصادي والديمومة، وأن لا تستخدم المياه كأداة ضغط لتحقيق أهداف سياسية. وتطرق المبدأ الأخير من هذا الميثاق إلى قضية التمكين من خلال منح الجميع الفرصة للمشاركة الحقيقية في التخطيط وليس فقط الاستشارة. تذكر عاروري أن المعهد يعمل على إسقاط هذه المبادئ الدولية على الواقع الفلسطيني، ويحض على تبنيها لتصبح ثقافة وطنية وعالمية، يعمل الجميع على تحقيقها، موضحة أن المعهد عمل من خلال هذا الميثاق على تعميم السلوكيات والمعايير الأخلاقية في الاستخدام السليم للمياه.
عين على المستقبل
ويوماً بعد آخر يتطور المعهد، وتتكاثر إنجازاته، التي كان من أهمها في العام الحالي عقد المعهد لبرنامج تدريبي طويل مدته 200 ساعة عمل ، متخصص في أنظمة المعلومات الجغرافية ( GIS). يقول المهندس الرابي: "يشارك في هذا البرنامج المصمم من قبل المعهد، والذي يوازي شهادة دبلوم جامعي (12 ) مهندسا من العاملين في مجال المياه، وأن مضمون البرنامج يهدف إلى كيفية استخدام تقنية GIS في إدارة مصادر المياه السطحية والجوفية، منوهاً في الإطار ذاته إلى أن هذا البرنامج يقوم على دورات تدريبية متناسقة متتابعة، وسيخرج كل متدرب بإعداد مشروع تحت إشراف المدرب معاذ أبو سعدة المرشح لنيل شهادة الدكتوراه في هندسة المياه. والى جانب هذا البرنامج التدريبي المتميز، بين المهندس الرابي أن المعهد في طور الاستعداد لتنفيذ برنامج طويل يستغرق ما بين 6 ـ 9 أشهر، يهدف إلى تدريب وتخريج فنيي مياه ومياه عادمة، عبر التحاقهم بدورات في داخل الوطن وخارجه، على أن يساعد المعهد في توفير فرص عمل لهؤلاء المشاركين في البرنامج. الحديث عن معهد المياه الفلسطيني الذي رأى النور بفعل منحة سخية من المؤسسة اليونانية"القديسة هيلانة"، طويل . ولكن مجمل القول هو: هذا المعهد لم يكتف بحدود عمله المتمثلة بالتدريب، بل تجاوز ذلك لمساعدة المشاركين في البحث عن عمل، أو تقديم الاستشارة، أو تطوير الشخصية الذاتية للبعض كما حدث مع أحد عاملي النظافة، الذي كان يعاني من "إعاقة عقلية خفيفة" .وخلال دورة تدريبية أصبح يتعامل مع زملائه ، بعد أن عرف ما له من حقوق، وكيفية تجنبه للمخاطر في ميدان عمله. |
||||||||||||||||
|
فليبادر طلابنا لجمع وتدوير القناني جورج كرزم
يوجد الكثير من المخلفات التي يمكننا جمعها وتدويرها، كالمعلبات المعدنية والزجاج والورق والقناني البلاستيكية. وتتراكم كميات ضخمة من هذه النفايات يوميا، ليس فقط في حاويات ومكبات النفايات، بل أيضا في الأماكن العامة والشوارع وجوانب الطرقات وفي الأراضي المفتوحة والوديان وفي مداخل قرانا وبلداتنا ومدننا. فلو بادرنا، كخطوة أولى، إلى تربية طلابنا في مئات المدارس الحكومية والخاصة على كيفية التعامل مع القناني البلاستيكية، من خلال جمعها وإعادة استعمالها، أو تسليمها لمؤسسة أو شركة تعيد تدويرها، مقابل إعطائهم حوافز مالية جماعية من قبل المؤسسات أو الشركات المستفيدة من القناني التي يتم جمعها، نكون بذلك قد ساهمنا فعليا، من خلال الممارسة العملية، في غرس القيم التربوية المتمثلة في حماية البيئة والحفاظ على نقائها، فضلا عن تثقيف الجيل الشاب على أهمية التدوير الذي من خلاله نحول "النفايات" إلى قيمة اقتصادية وبيئية منتجة. فمن خلال مؤسسة أو تجمع من المؤسسات، أو من خلال سلطة جودة البيئة، يمكن التنسيق مع المدارس، ومنذ بدء العام الدراسي، كي يبادر بعض الصفوف، وبشكل دوري طيلة السنة الدراسية، إلى جمع مكثف للقناني المستعملة المنتشرة في محيط المدارس والأحياء والمنازل وفي المطاعم والفنادق والمقاهي وغيرها. وقد يتم، خلال العام الدراسي، جمع مئات آلاف القناني، وربما قد يتجاوز العدد مليون قنينة. وفي سياق مشروع التدوير، تحصل المدرسة الواحدة على نقطة واحدة عن كل مجموعة من القناني يتم جمعها. مثلا، نقطة واحدة عن كل 500 قنينة. ومبدأ هذه العملية بسيط: كلما جمعت المدرسة نقاطا أكثر، فازت بجائزة مالية أكبر. وقد يبلغ مجموع المكافآت المالية للمدارس مئات آلاف الدولارات. ومن خلال مثل هذا النشاط، تتحول عملية التدوير إلى وسيلة للتوعية والتربية البيئية. وكل ما يحتاجه هذا المشروع هو جهة معينة أو مؤسسة أو مجموعة مؤسسات تبادر إلى قيادة هذا النشاط، بالتعاون مع التربية والتعليم. وفي سياق هذه العملية، يتعلم الطلاب درسا في الحفاظ على البيئة، من خلال جمع القناني وتسليمها لشركات أو مؤسسات تعمل على تدويرها، كما أن المدارس تفوز بمكافأة مالية يمكن أن تستعملها في تطوير نشاطات بيئية مدرسية منوعة أخرى، أو في تغطية مصاريف حفل التخرج أو مهرجان مدرسي أو غير ذلك، أو قد ينفق المبلغ أيضا على عمل اجتماعي خيري معين.
ملاحظة هامة: في حال موافقتك على الاقتراح السابق (حملة جمع وتدوير القناني في المدارس)، بإمكانك رفع هذا الاقتراح إلى الجهات الفلسطينية المسئولة وحثها على تبنيه ومتابعته، ويمكنك الكتابة للشخصيات التالية: · نائب رئيس سلطة جودة البيئة: السيد جميل المطور (jameel_mtr@hotmail.com) · وزيرة التربية والتعليم العالي: معالي أ. لميس مصطفى العلمي (fax: 02-2983222 أو ت.: 02-2983256 / 7 · مؤسسة GTZ الألمانية (برنامج إدارة النفايات الصلبة)، وتحديدا د. ريم مصلح (ت. 0599266005) |
||||||||||||||||
|
لا عاش الجبان خالد منصور / مخيم الفارعة شحادة الزلموط فلاح فلسطيني من بلدة بيت فوريك الواقعة شرقي مدينة نابلس تجاوز المئة من عمره وما يزال في قمة نشاطه وعطائه، يحب الأرض أكثر من أبنائه، ويحرص على خدمتها ويهتم بشئونها أكثر من اهتمامه بأي شيء آخر، راح أخاه محمد ضحية جريمة قتل شنيعة ارتكبها مستوطنو ايتمار قبل عدة سنوات-- حينما حطموا جمجمته بالحجارة أثناء عمله في أرضه المجاورة للمستوطنة-- وشحادة الزلموط مثل أخيه الشهيد محمد واصل تحدي الرعب والخوف وإرهاب المستوطنين، وواظب بثبات على التوجه يوميا إلى نفس الأرض التي قتل فيها أخوه، ليحرثها ويقلم أشجارها ويرعاها ويحنو عليها وكأنه عاشق والأرض معشوقته، وفي موسم القطاف يشد الرحال إليها مبكرا ليقوم بجني ما يستطيع من ثمارها..
في يوم خريفي وصل شحادة الزلموط إلى أرضه مبكرا راكبا حماره، وبدا عمله بحرث الأرض مستخدما الحمار، وفجأة وفي أثناء انشغاله بالحراثة وصل إلى المكان واحد من غلاة المستوطنين ووقف قبالته بغرور واستعلاء وسأله بلغة عربية ركيكة: ما الذي تفعله هنا بجانب المستوطنة..؟؟ فأجاب الزلموط وهو يواصل الحرث: أنا في ارضي وأقوم بخدمتها، فقال المستوطن باستهزاء: أنت رجل على حافة قبرك وتأتي لتحرث ارضا لن تنجح أبدا في جني ثمارها، فلماذا تأتي وتعرض حياتك للخطر..؟؟ فأوقف الزلموط حماره وأجاب بلغة واثقة: سأظل آتي إلى هنا ولن أتوقف عن خدمة ارضي حتى أموت.. فعاود المستوطن الاستهزاء قائلا: انك تضيع وقتك يا عجوز ولن نسمح لك بقطف حبة زيتون.. عندها قال الزلموط بهدوء: أنا اعرف أنكم ستمنعونني من قطف الزيتون، ولكن هذا لا يجعلني أتوقف عن حراثة الأرض وخدمة أشجاري؛ لأني إذا توقفت عن خدمة الكرم وأهملت عملي ستنمو الأعشاب البرية وتكبر، وسيكون من السهل عليكم التسبب بحرق الكرم كله كما اعتدتم أن تفعلوا، ثم إنني أحاول إبقاء أشجاري حية حتى يأتي يوم وتنقلعون فيه-- ليس من ارضي فقط بل ومن كل ارض فلسطين.. وأضاف الزلموط: لن أخاف منكم ولن ارضخ لتهديداتكم ولا عاش الجبان. ************************************
خرجت يوما بجولة على أحد مشاريع الإغاثة الزراعية في بلدة كفر اللبد في محافظة طولكرم وكان المشروع عبارة عن حفر آبار لجمع مياه الأمطار لأغراض الزراعة، بالإضافة إلى بناء جدران استنادية وعمل شبكة مياه جماعية لري الأراضي وتنشيط الزراعة.. كانت المنطقة جميلة جدا، سرت مشيا على الأقدام اسأل عن مواقع الآبار، فإذا بعدد منها إلى جانب الأسلاك المحيطة بمستعمرة ( افني حيفتس )، سالت مهندسي الإغاثة الزراعية: من الذي اختار مواقع الآبار؟ فقالوا: إنها خيارات المزارعين، وإن سياسة الإغاثة الزراعية تشجيع مثل هذه الخيارات .. بحثت عن مالك الأرض التي حفر فيها إحدى تلك الآبار حتى وجدته، فكان فلاحا تظهر عليه علامات الجدية والصلابة أيديه خشنة متشققة ووجهه قد لوحته الشمس، فقلت له لماذا اخترت أن تحفر البئر بجانب سلك المستوطنة..؟؟ فقال لي: لأنني أريد أن اعمر تلك الأرض وأحييها، خوفا من توسع المستوطنة ونهبها المزيد من ارضي.. سألته: ألم تكن خائفا من قدوم المستوطنين في أثناء عملك وقيامهم بالاعتداء عليك وعلى العمال..؟؟ فقال لي: نعم كنت خائفا، ولكن ليس إلى حد الجبن والرعب-- فلا عاش الجبان-- ولكنني أيضا كنت مصمما على تنفيذ ما خططت له، وبدعم الإغاثة وأهل بلدي واصلت العمل حتى أنجزت حفر البئر وقمت بزراعة عشرات أشجار الزيتون واللوزيات، وأحلم باليوم الذي تتحول فيه هذه الأرض الوعرة إلى كرم يشكل سدا في وجه توسع المستعمرة؛ كما أنني اعتقد أن قيامي بهذا التحدي سيشجع آخرين من أهل بلدي على فلاحة أرضهم حتى آخر شبر بالقرب من المستوطنة. |
||||||||||||||||
|
خواطر بيئية (1) عبد الباسط خلف
ما زلت أتذكر لهونا وعبثنا في فضاءات الطبيعة، لم تكن براءتنا قد توصلت بعد إلى تعريف ما لها، ولم نجد أحداً يعلمنا كيف لنا أن نطور هذا الفهم في عقولنا الناشئة. كان كل ما يهمنا من البيئة أنها هي التي تمنحنا المطر والثلج والشمس والهواء، ولأن ذلك معناه الإسراع في بدء نهـارات الإجازة الشتوية والصيفية. كنت أعشق الربيع فهو الذي يشق لنا الطريق للتنزه والسياحة في الجبل والسهل والوادي، شاهدنا الغزلان وتمنينا أن تقع في قبضتنا، فتشت عن أعشاش الحجل والعصافير ومشتقاتها، ولم نكن نوفق كثيرا في الإيقاع بها، كانت فوضويتنا تتغلب على حيل الحيوانات الضعيفة، فنجهد في نثر المصائد والشراك للنيل من حرية ما نتمنى، وإذا ما شاهدنا أرنباً يقفز بسرعة نتمنى التحول لأسود ولو من ورق كي نفتك به. كبرنا شيئا فشيئناً، وكبرت همومنا، وبتنا نتحسر على ما فات، لم نعد نشاهد الحيوانات والطيور ولم نواصل سماع الشدوٍ المكثف للعصافير النادرة التي كانت تُجمل لنا أيام الصيف، حتى إن "صرصر الليل" صار يطل علينا على استحياء، كما أن "سراج الغولة" التي كنا نتسابق إلى اصطيادها صارت شيئا نادراً. بدأت أسأل نفسي كما رفاقي: أين اختفت تلك المخلوقات؟ بعدها تشابك السؤال وتطور: لماذا لم تعد تلك الطبيعة إلى سابق عهدها؟ من أطلق عليها النار ؟ ولماذا كل هذا العداء؟ وما الذي سيحدث للجبل والسهل والوادي بعد سنوات؟ لم أعثر على إجابة، وصارت المسائل تتعقد شيئاً فشيئاً. ما إن دخلت الجامعة إلا وازدادت المسألة صعوبة. د.عاطف سلامة أو أستاذ الصحافة تحدث بدوره غير مرة عن وضع البيئة في بلد كألمانيا التي درس فيها، نقل لنا توصيفاً للوعي البيئي هناك، واكتشفنا مدى التراجع في بيتنا الصغير والمُقسم، تعرفنا على خلو أجندتنا الإعـلامية من أي شيء يساعد البيئة الضعيفة على مواجهة الخطر الذي يعترض سبيلها. ارتفع منسوب الرعب في نفوسنا يوم بثت لنا أستاذتنا الراحلة د. غيداء صلاح شيئاً من سلوكها الغذائي على شــرف درس الإنجليزية الجامعي الثالثscience and technology”" كانت تكرر لنا: تسلل الخوف إليّ فعندما أبتاع الخضار والفواكه أبالغ في غسلها، ثم أقتطع غلافاً سميكاً من قشرتها، حينما أقدم على تناولها ينتابني الشك، فلا أدري من أي ماء تُسقى وبأي مواد سرطانية تُرش وكيف تنقل وتقطف وتعيش وأشياء أخرى من هذا الطراز، وإذا ما هاجمتني الحمى أخاف أن يعرف المرض الخبيث مدخلاً إليّ…" ابتعدنا عن دفء مقاعد الجامعة، وخرجنا إلى شقاء الحياة العملية، لم نقرأ في صحفنا غير القليل عن البيئة، حاولنا التخصص، تمنيننا أن نسمع عن حزب سياسي أخضر يقول: البيئة أولاً .. البيئة أخيراً ونمنحه الثقة في مواسم الانتخابات النادرة، وتمنينا أن نهتم ببيئتنا كما نفعل ببيوتنا أو حساباتنا المصرفية. بعدما تطور وعينا، صرنا نصحو وننام والرعب يلتف حول أعناقنا، كل شيء استسلم للملوثات، الهواء، التربة، الماء، النفوس، القلوب، وغيرها. وإذا ما استرجعنا شريط ذكرياتنا العتيق والثري اكتشفنا كارثة كبيرة: هنا دمروا أجمل بقعة كنا نرى في طفولتنا(مرج ابن عامر)،حتى هذه المدينة (جنين)التي نمشي في شوارعها تغذت على السهل، عيون الماء رحلت أو أجبرت على الرحيل، النهر الوحيد (المقَطّع) تحول لمستنقع مياه عادمة، أشجار الزيتون قطعوها، لم تعد الطبيعة عذراء فهي اليوم تعج بالثقوب… تدفعك كل هذه الانتهاكات لتسجيل يوم من الرعب، تطور وأنت تستمع لتقرير إخباري يقول: "دول عربية تسحب حليباً مستوردا بعد اكتشاف مادة الملامين فيه، وحدوث وفيات لأطفال في لبنان."وعندما تنهي نومك المؤقت تتذكر أن الهواء الذي تنفسته قد يكون محتلاً بغير لون يلوثه، الماء الذي سترتشـــفه أو ستغسل به وجهك "مستعمرة" للرواسب والملوثات أو تسللت إليه مجارٍ قريبة، الهواء الذي ستستنشقه في بهو منزلك أو في حديقتك تنازعك عليه روائح نتنة تصدر من مربين للأغنام تشكو الأخيرة من فوضويتهم، طعام الفطور الذي ستدخله لمعدتك لا تدري حجم السم الذي ينزرع في خلاياه، فالقمح مستورد من مكان لا يعترف إلا بالكيماويات أو معدل وراثياً، الجبن منتج من حيوانات بات تكبر في يوم وليلة، البندورة باهظة الثمن مصنوعة من شيء يشبه "البلاستيك"، الزعتر ربما سقي بمياه مشكوك في أمرها، الحليب الذي سيلتهمه طفلك لا تدري كم يحتوى على علل، فتارة نستمع عن السيليكون وأخرى عن "رميديا" وها نحن اليوم سمعنا عن حليب ملوث كذلك. وأنت في الطريق إلى عملك تجبر على امتطاء مركبة ما تجدها من الداخل مصنعاً للمداخن البشرية، المكتب يشرف على أراض زراعية مغتصبة، الهاتف الخلوي الذي تتحدث عبره مليء بالرعب والإشعاعات، الشارع المحاذي به شبكة لخطوط الضغط العالي، الطريق صارت منجما للغبار ومنها يصنع الربو االخالص. وإذا ما فكرت بالتسوق فستفكر ألف مرة: أيهما أقل رعباً يا ترى: الصناعات الوطنية أم غيرها ؟ تطاردك رائحة أكياس النايلون السوداء المخصصة لوضع الخضار والفاكهة والمصنعة بشكل عدائي للبيئة الضعيفة. تتحاور ومزارعين أسرعوا في قطاف زيتونهم باكراً: لماذا بكرتم في الموسم، دعوا الثمار تنضج؟ وكيف تضربون الشجرة بالعصي؟ هل هذا جزاء أنها تمنحنا الزيت، وتنقي لنا الهواء؟ لا أستمع إلا لكلام لا أصل له ولا فصل. تنهي يومك وأنت أمام شاشة صغيرة تقول لك: قال باحثون إن المواد المستخدمة في صناعة الحواسيب تعد سبباً في رفع نسب التلوث البيئي. تحاول الفرار لمحطة أخرى فتستمع لأخبار ملوثة سياسيا، ومصابة بحمى الركود العالمي، أو ترفيهاً مليئـاً بالفيروس الأخلاقي. تخلد إلى نومك وتخشى من أن تقلب الطقس هذه السنة يؤيد الخوف الذي نعيش، وبالطبع لا تستطيع أن تنسى نذر الزلازل، التي نتجاهل حقيقة أنها قد تقع في أية لحظة-لا قدر الله-. aabdkh@yahoo.com |
||||||||||||||||
|
بمناسبة يوم البيئة العربي: وقفة أمام مشكلة التلوث المائي د. سعيد أبو عباه / قلقيلية
يحتفل العالم العربي سنوياً بيوم البيئة العربي في الرابع عشر من شهر تشرين الأول، وقد حدد هذا اليوم تخليداً لمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لوزراء البيئة بالدول العربية في تونس، وصدور قراراته في 1986/10/14 . وتتبنى جامعة الدول العربية كل سنة شعاراً بيئياً من أجل تركيز الاهتمام عليه، وذلك من أجل أن يشعر كل إنسان في الأرض العربية أنه ينتمي لبيئة واحدة، ومن أجل تنسيق الجهود العربية لتطويق الأخطار البيئية ومنعها.
وقد رأيت في مقالي أن أثير الاهتمام حول مشكلة بيئية خطيرة من وجهة نظري وهي مشكلة التلوث المائي. فقد قال تعالى :" وجعلنا من الماء كل شيء حي" هذه الآية الكريمة تصور لنا أهمية المياه في بعث كل مظاهر الحياة على سطح الأرض. ومن ثم كان الحرص على وجود المياه ونظافتها وصيانتها والحفاظ على توازن نظامها البيئي أمرا تقتضيه استمرارية الحياة، لذلك يعتبر التلوث المائي من أخطر المشكلات البيئية وهوالذي أصبح يهدد حياة الإنسان في مشربه ومأكله إلى جانب تأثيره في كثير من مظاهر الحياة الأخرى. ويقصد بالتلوث المائي إحداث تلف أو فساد في نوعية المياه مما يتسبب عنه تدهور نظامها البيئي بصورة أو بأخرى لدرجة تصبح معها المياه ضارة أو مؤذية عند استخدامها، أو غير قادرة على أن تتعامل مع الفضلات العضوية والكائنات الدقيقة التي تستهلك الأكسجين. إذ يعتبر استنزاف الأكسجين من المياه على سبيل المثال تلوثاً إذا كنا ننظر لهذه المياه كمصدر للأسماك. كما تعتبر زيادة نسبة الكيماويات المختلفة تلوثاً إذا ما نظرنا إلى المياه كمصدر رئيسي للشرب أو لري المحاصيل. ومما يجدر ذكره أن درجة من درجات التلوث للمياه مطلوبة لأن المياه النقية لا توجد إلا في المعامل فقط، فليس هناك مياه طبيعية نقية تماماً، ولكن بشرط ألا تتعدى الملوثات الدرجة الآمنة حفاظاً على النظام البيئي الطبيعي للمياه. ومن أجل تحديد نوعية المياه، تجري عليها اختبارات كيميائية أو فيزيائية أو حيوية؛ وتهدف هذه الاختبارات إلى تحديد صلاحية المياه أو عدم صلاحيتها للاستعمالات المختلفة كالشرب أو الزراعة أو الصناعة بحسب المعايير الخاصة المتبعة، وإلى تحديد درجة التلوث ونوعه ودرجة المعالجة اللازمة للتخلص من الملوثات الموجودة في المياه، وإلى الحكم على كفاءة المعالجة في محطات التنقية. أسباب التلوث المائي ومصادره : 1) النفط : يعتبر النفط ومشتقاته من أهم مصادر التلوث المائي، وينسكب النفط أو مشتقاته إلى المسطحات المائية إما بطريقة عفوية أو إجبارية؛ وتسهم ناقلات النفط بدور كبير في تلويث المياه بما ينسكب منها عادة من نفط في أثناء عمليات الشحن والتفريغ وتنظيف الخزانات، أو حوادث تصادم الناقلات، أو انفجارها، أو حتى حوادث انفجار حقول النفط ذاتها. ومما يعكس خطورة التلوث بالنفط سرعة انتشاره على سطح الماء وتكوين طبقة رقيقة يصل سمكها إلى 2 سم تعمل على عزل المياه عن الغلاف الجوي ومنع تبادل الغازات بينهما كما يرسب الجزء الباقي من النفط إلى قاع البحر مما يسبب حدوث نقص حاد في الأكسجين الذائب في الماء. 2) مخلفات المصانع: وتشتمل هذه المخلفات على المواد العضوية وغير العضوية والسائلة والصلبة. وتأتي خطورة هذه المخلفات في أنها تفسد طبيعة المياه وتحولها في كثير من الأحيان من مياه باعثة على الحياة إلى مياه مسببة للمرض والموت؛ فهذه المخلفات سامة جداً للأحياء المائية وضارة أيضاً بالإنسان. 3) نفايات المدن: وتتمثل نفايات المدن في مياه المجاري الصحية والقمامة، وفي العادة تستخدم المسطحات المائية كمستودع لإلقاء هذه النفايات. وليس ثمة شك أن إلقاء هذه النفايات يفسد المياه، حيث تفقد المسطحات المائية قدرتها على إعالة الأحياء البحرية فضلاً عن تلوث المياه بالكثير من الميكروبات والفيروسات. 4) الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية: حيث يتسرب جزء من الكيماويات المستخدمة في الحقول عن طريق صرف بعض مياه هذه الحقول الزراعية نحو الأنهار والشواطئ المتاخمة؛ وتعمل هذه المواد على تنشيط نمو الطحالب والأعشاب المائية في المياه وبعضها يكون ساما كالنيترات. 5) الكائنات الحية المسببة للأمراض: وتشمل على الكائنات الدقيقة الممرضة والطفيليات التي تصل إلى الماء مع فضلات الإنسان والحيوان وتنتقل هذه الكائنات الممرضة إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق شربه للماء الملوث بها. 6) المواد المشعة: تشمل على المواد الناتجة عن عمليات استخراج وتصنيع خامات المواد المشعة وبعض الأجهزة الطبية والبحثية والمفاعلات النووية وغيرها. ومن هنا نجد أن التلوث المائي يتباين في مصادره وأسبابه من بيئة لأخرى وهو يحمل للإنسان الكثير من المخاطر التي تهدد حياته ومصادر غذائه. وفي فلسطين هناك العديد من المصادر التي تعتبر الأسباب الرئيسة لتلوث المياه، أهمها: 1) المياه العادمة غير المعاملة، والتي تترك لتتدفق خارج التجمعات السكنية في قنوات مكشوفة وفي الأودية وعبر الأراضي الزراعية مما ينتج عنه تلوث المياه السطحية والبحرية. 2) المخلفات الصلبة المتراكمة التي ينتج عنها مواد سامة كالنيترات والتي يمكن أن تصل للمياه الجوفية عن طريق الارتشاح. 3) الاستعمال المفرط للمبيدات الكيماوية والأسمدة والتي يمكن أن تصل للمياه الجوفية عن طريق الارتشاح أو عن طريق المياه العادمة الزراعية. 4) الملوثات الصناعية للمياه: حيث إن الكثير من المصانع نشأ في فلسطين بالقرب من المناطق السكنية وهي مرتبطة مع شبكات الصرف الصحي للبلديات.
وللتلوث المائي أخطار جسيمة أهمها: 1) إتلاف نوعية المياه مما يجعل استخدامها للشرب أو في مجال الزراعة أو الصناعة محفوفاً بالمخاطر. 2) انتشار ظاهرة الأسماك الميتة التي تقذفها حركة الأمواج على شواطئ البحار والأنهار. 3) استنزاف الأوكسجين من المسطحات المائية وفقدانها لعناصر الحياة. 4) فقدان الشواطئ أهميتها الاقتصادية والترفيهية نتيجة التلوث . مواجهة ومعالجة مشكلة التلوث المائي : المسطحات المائية كما اشرنا تتعرض إلى العديد من مصادر التلوث منها التلوث البكتيري الناجم عن فضلات الإنسان، والتلوث الكيميائي الناجم عن المواد البترولية أو المنظفات الكيماوية أو الفضلات الكيماوية والتلوث بالمواد المشعة وغيرها؛ ويمكن إيجاز أهم الحلول التي تم التوصل إليها حتى الآن في مواجهة هذه المشكلات فيما يلي: 1) استخدام المذيبات الكيماوية لترسيب النفط في قاع البحار أو المحيطات وقد استخدمت مثل هذه المذيبات في بريطانيا عندما انفجرت ناقلة النفط ثوري كاينون. 2) منع ناقلات النفط والسفن الكبيرة من التخلص من نفاياتها النفطية بإلقائها في المياه وإلزامها بأن تتزود بجهاز لتنقية مياه الموازنة من النفط قبل إلقائها في البحار. 3) عدم إلقاء مياه المجاري الصحية في المسطحات المائية قبل معالجتها. 4) عدم إلقاء مخلفات المصانع السائلة قبل معالجتها وتقليل نسب الملوثات فيها بما يضمن استمرار الحد الآمن. |
||||||||||||||||
|
سلامة الصحة والغذاء نبراس الريماوي ولمى خفَش اتحاد لجان العمل الزراعي
مع زيادة التقدم الصناعي والعلمي والحضاري للإنسان زادت الآثار المدمرة للبيئة حيث تلـــوث الهواء والماء والتربة، وازداد تعرض الإنسان لها، منها ما يشكل خطرا مباشرا على صحته عن طريق الهواء والماء والبيئة المحيطة فيه والتي تؤثر على الغذاء بمصدريه الحيواني و النباتي. ويعتبر تلوث الغذاء من أهم المشاكل البيئية التي تواجهنا من اثر التكنولوجيا والمدخلات الجديدة، فمثلا الاشعاعات الخطرة والتراكمات الكيميائية بالغذاء يؤثر على الخلايا الحية داخل الجسم الآدمي وحتى جسم الحيوانات حيث يحدث تراكم لهذه الملوثات الكيميائية وهذا التراكم يبقى عشرات السنين ليظهر اثره الصحي على الانسان و التي تسبب العديد من الامراض مثل الفشل الكلوي وانواع مختلفة من السرطانات، غير التشوهات التي يمكن ان تصاب بها الاجيال نتيجة الاشعاعات. تصل هذه الملوثات الكيميائية الى غذائنا نتيجة الممارسات التي نقوم بها، فمثلا استخدام المبيدات الكيماوية في مجالات الزراعة، حيث تستخدم للقضاء على الامراض التي تصيب النبات من فطريات وحشرات وتساهم في انقاذ المحاصيل الزراعية من التلف والسيطرة على الامراض والافات والقضاء على الحشرات والقوارض التي ممكن ان تضر بالانسان والحيوان. ونتيجة الاسراف المفرط في استخدام المبيدات التى تلوث الاراضي الزراعية لان الجزء المتبقي منها كبير ويبقى لفترة سنين طويلة حيث تمتص النباتات جزء منها وتخزنها في اوراقها وسيقانها وثمارها ثم تنتقل للانسان الذي يتناولها ان كانت طازجة او مطبوخة، كما ان الحيوانات تتغذى على بعض هذه النباتات في الوقت الذي يتغذى الانسان على هذه الحيوانات وياخذ كل ما تختزنه من مواد متراكمة، كما اشارت البحوث العلمية والدراسات الى أن العديد من أغذية الإنسان من لحوم ودواجن وألبان وبيض وأغذية نباتية قد أصبحت ملوثة بالمبيدات. إن لتلوث الغذاء بهذه الكيماويات أثاراً بالغة على الصحة حيث تؤثر بعض هذه المركبات على الجهاز العصبي فتصيبه بالتهيج كما تؤثر على الكبد وتصيب بتشوه الأجنة. أما بعضها الأخر فسام جداً لكافة أنواع الحيوانات والإنسـان محدثة أعراض التسمم من غثيان و فشل التنفس وتشنج قد يؤدي إلى الوفاة. كما لا ينفرد الإنسان والحيوان بخطورة هذه المبيدات، أيضا يصل التلوث الى الاسماك حيث تتراكم المعادن الثقيلة في الأسماك والأحياء المائية من محتوى الماء من المعادن الثقيلة ومن أخطرها الزئبق والرصاص، حيث تتلوث التربة الزراعية بهذه المعادن إما من النفايات التي يتم التخلص منها في الترب، أو مع مياه الري الملوثة أو نتيجة لتساقط المركبات العالقة في الهواء لهذه المعادن كما هو الحال في الرصاص المنبعث من السيارات. وبسبب ذلك تتراكم المعادن الثقيلة في الكبد والكلى وبعضها بالعظام. ويحدث التسمم للإنسان عند تناوله أغذية حيوانية أو نباتية ملوثة أو حبوب معالجة بمعدن سام. ان عدم الادارة المنظمة لاستعمال هذه المواد سيؤدي لكثير من الأخطار التي لا تنتهي عند المبيدات ولكن تستمر لتصل الإضافات على الأغذية لتدخل بطعم الغذاء حيث تكثر استخدام الإضافات على الأغذية والملونات واستخدام بعض المواد التي تضاف إلى الغذاء للمحافظة على صفاته الغذائية أو تحسينها الأمر الذي يطيل مدة صلاحياتها. لا ننسى ممارسات الإنسان السيئة التي تتسبب في تلوث الغذاء وتضر بصحته أيضا وتعرضها للخطر. فعدم نظافة الأيدي أو اللباس وعدم التحكم بدرجات الحرارة أثناء التعامل مع الغذاء، يؤدي إلى تلويثه وبالتالي الإضرار بالصحة. وكذلك الحال بمنشات الأغذية التجارية العامة، إذ يجب الالتزام بشروط السلامة العامة والتأكد من التزام كل العاملين والمتواجدين في أماكن تداول الغذاء بشروط السلامة الشخصية والعامة لحماية المستهلك. |
||||||||||||||||
|
تأمين المواد الأساسية: القمح مثالا! تحسين يقين
كم من الوقت سنحتاج حتى نؤمّن حاجاتنا من المأكل والملبس والمسكن؟ سؤال مؤلم كنت دوما أسأله وأنا أقرأ أو أرى وضع الوطن العربي الذي تعاني الغالبية العظمى منه أمر تأمين الحاجات الرئيسة. فلماذا بعد الاستقلال صار حالنا أسوأ؟ ولماذا أصبحنا غير قادرين على تأمين الدقيق؟ فهل تغيرت الأرض ولم تعد قادرة على إعادة إنبات القمح؟ أم ترى سنابل القمح صارت عصية على التكاثر في تراب بلادي؟ فقط سآخذ القمح مثالا! لا أظن أن القمح غير طبعه، بل الإنسان هو الذي تغير. أذكر أننا في السبعينيات وما قبلها بالطبع كنا نستطيع تأمين محصول القمح للأسرة، والشعير للدواب، على الرغم من صعوبة الأراضي الجبلية، حيث كانت الأرض تصر على كرمها، فتعطينا ما نحتاج له، وكنا نكتفي بشراء بعض الطحين، وهكذا باقي الأسر القروية، وأظن أن الأسر الريفية في الوطن العربي كان حالها مثلنا، فلماذا تحولنا عن زراعة القمح؟ وإذا تركنا فلسطين كحالة خاصة تعيش تحت حراب الاحتلال، فلماذا استمر حال الدول العربية على هذا النحو من الانحدار؟ من الطبيعي والمنطقي أن تنتبه الدول العربية وهي تبني استراتيجية الأمن الغذائي إلى أن تركز على الأمن النباتي والحيواني معا، وحين نقول النباتي لا بد أن يقف القمح على سلم الأولويات، لسبب بسيط وهو أننا بحاجة للخبز حتى "نغمس" به الطعام. بدأت زراعة القمح تقل لصالح أصناف أخرى، وتسارع اعتماد العرب على القمح الوافد، حتى بتنا غير قادرين على الاستغناء عن الاستيراد. في الستينيات من القرن الماضي، بدأت محاولات ضرب القمح العربي، حين فتح الحكام العرب السوق للقمح الأمريكي، والذي كان أقل ثمنا في السعر، فصار المزارع يجد مشكلة في التسويق، فضرب هو وضرب قمحه فكسد، ولم يستطع مجاراة دول كبيرة غنية ذات ارض واسعة تتسع لملايين الهكتارات من المزارع. في الماضي كانت تحدث مشكلة في تأمين القمح حين يكون ذلك العام سيئا في المطر، أما باقي المواسم فقد كانت البيادر تعج بذهبها وما كان يشكل من فرح الحصاد. لكن الآن لم نعد قادرين على تأمين القمح رغم وجود مواسم مطر جيدة. فهل كانت الحكومات جاهلة لقرارها السماح للقمح الأمريكي بغزوه أسواقنا؟ الجواب هو لا! إذن كيف غضت البصر عن تلك السياسة وتركت المزارع وحيدا يقاوم؟ للأسف لم يستطع المزارع الصمود طويلا، فلا الدولة تدعمه، ولا هي تركته حرا من منافسين أقوياء. لا يقف الأمر على قضية شراء القمح، حيث إن القمح هو محصول استراتيجي، وقد يشكل تأمينه قلقا للدول والأفراد، بما يضغط على الجميع ويستغلهم، حيث يمكن ممارسة النفوذ والسيطرة. كان من السهل على الحكام دعم المزارعين قليلا، حتى يبقوا على طقوسهم، لكن لأن الساسة العرب تابعون للدول الوافدة، فإنهم تبعوهم اقتصاديا وثقافيا، فصرنا نرى القرويين وهم يشترون الدقيق، حيث تعجب وقتها كبار السن. ليست الأرض العربية صغيرة، بل هي واسعة، بل إنها غير مستغلة كما ينبغي من الأفراد والحكومات. ولنتأمل الأراضي الواسعة جدا بين الدول، والتي هي ليست أراضي صحراوية، فسنجد أن هناك فرصة قائمة لتأمين زراعة القمح، على مدار أشهر الشتاء. إن هذه الأراضي كالأراضي الواقعة بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية كفيلة إن زرعت بتأمين جزء كبير من الحاجات للقمح. صحيح أن دول الاستعمار لم ترد ذلك، لكن ماذا عن دول المنشأ؟ الأرض موجودة، والماء كذلك، حتى في الصحراء هناك ماء يصلح للزراعة، فلماذا يستمر حالنا في الاعتماد على الآخر؟ لكن الإرادة ليست موجودة للأسف. فكيف يكون هناك تخطيط وطني وقومي لا يفي بحاجات المواطنين! "ويل لأمة تأكل مما لا تزرع!" وحتى يكون لحديثنا هذا أهمية يجب أن تتجه السياسات الزراعية نحو تأمين الحاجات، وذلك بالتخفيف من استيراد القمح. ثم أن تقوم الدولة بزراعة الأراضي الأميرية أو التي ملكيتها عامة للناس. وفي ظل ذلك تبدأ بشراء منتجات الفلاحين من القمح، في ظل تشجيعه، ثم أن تستثمر بلاد خصبة للزراعة كالسودان. فليست زراعة القمح ممارسة تصنيع أسلحة نووية، لكنها صارت كذلك في بلادنا حيث لم يعد الفلاحون كما كانوا من زمن قريب، كما أن الأرض التي استخدمت فترة لأصناف جيدة لم تعد كذلك فتصحرت. حين نمتلك كدول ومؤسسات وأفراد الوعي الكافي والإرادة الكافية فإننا نزرع المستحيل ليصير ممكنا، أليس عيبا علينا أن نظل نشتري القمح. Ytahseen2001@yahoo.com |
||||||||||||||||
|
قاموس البيــــئة إعداد : مركز العمل التنموي / غزة.
|
||||||||||||||||
|
تلوث التربة إعداد : مركز العمل التنموي / غزة.
يتلوث سطح الأرض نتيجة التراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاع والشوارع ، كما يتلوث أيضاً من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها .
المبيدات الحشرية : والتي من أشهرها مادة د .د.ت ، وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارة ، إلا أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في التربة ، والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة يمتصها النبات ، وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار استخدام هذه المبيدات ، وهذه طامه كبرى ، وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة لاستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى تواجد حشرات قوية لا تبقى ولا تذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته . إن مادة الـ د .د.ت تتسرب إلى جسم الانسان خلال الغذاء الذي يأتيه من النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم الانسان الذي إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ، وتتركز خطورة مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن تتحلل ، ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونة الأخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد . إنه لمن المؤسف أن الاتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية ، ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات والنباتات والمحاصيل الزراعية . إن ذلك لا يؤدي إلى تساقط الأوراق والأزهار والأعشاب فحسب ، بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات والتربة ، وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث : الأول : تلوث مباشر وينتج عن الاستعمال الآدمي المباشر للحبوب والثمار الملوثة . الثاني : تلوث غير مباشر وهذا له صور شتى وطرق متعددة . 1. فهو إما أن يصاب الإنسان من جراء تناوله للحوم الطيور التي تحصل على غذائها من التقاطها للحشرات الملوثة حيث تنتقل هذه المبيدات إلى الطيور وتتراكم داخلها ويزداد تركيزها مع ازدياد تناول هذه الطيور للحشرات فإذا تناولها الإنسان كانت سماً بطيئاً ، يؤدي إلى الموت كلما تراكم وازدادت كميته وساء نوعه . 2. وهو إما أن يصاب به نتيجة لتناوله للحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات الملوثة . 3. كما يمكن أن يصاب به نتيجة لسقوط هذه المبيدات في التربة وامتصاص النبات لها ، ودخولها في بناء خلايا النبات نفسه . ومن أشهر المبيدات الحشرية التي تضر بصحة الإنسان تلك المحتوية على مركبات الزئبق ولقد سمي المرض الناتج عن التسمم بالزئبق بمرض (الميناماتا) وذلك نسبة إلى منطقة خليج ( ميناماتا ) باليابان والتي ظهر فيها هذا المرض لأول مرة عام 1953م ، وذلك كنتيجة لتلوث المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية بمخلفات تحتوي على مركبات الزئبق السامة الناتجة من أحد المصانع وحتى ولو كان بكميات صغيرة على جسم الإنسان حيث ترتخي العضلات وتتلف خلايا المخ وأعضاء الجسم الأخرى ، وتفقد العين بصرها ، وقد تؤدي إلى الموت كما تؤثر على الجنين في بطن أمه . فهل بعد هذا فساد ؟ إنه لمن المزعج أن دعاة التقدم والتطور يعتقدون أن استخدم المبيدات الكيمائية والحشرية تساعد على حماية النباتات من خطر الحشرات والفطريات التي تهاجمها . وأنها بذلك يزيدون الإنتاج ويصلحون في الأرض . ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) .
الأسمدة الكيماوية : من المعروف أن الأسمدة المستخدمة في الزراعة تنقسم إلى نوعين :
الأسمدة العضوية : وهي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور والإنسان ، ومما هو معروف علمياً أن هذه الأسمدة تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء . الأسمدة غير العضوية : وهي التي يصنعها الإنسان من مركبات كيميائية فإنها تؤدي إلى تلوث التربة بالرغم من أن الغرض منها هو زيادة إنتاج الأراضي الزراعية ، ولقد وجد المهتمون بالزراعة في بريطانيا أن زيادة محصول الفدان الواحد في السنوات الأخيرة لا تزيد على الرغم من الزيادة الكبيرة في استعمال الأسمدة الكيميائية يؤدي إلى تغطية التربة بطبقة لا مسامية أثناء سقوط الأمطار الغزيرة ، بينما تقل احتمالات تكون هذه الطبقة في حالة الأسمدة العضوية . ونقول : في الوقت الذي فقد فيه المجاعات والأوبئة كثيراً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه الأوبئة ، وخطورة التلوث هو أنه من صنع الإنسان وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ، بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، وإلى تغيير شكل الحياة على الأرض ، ومن الواجب علينا كمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عملاً بقوله تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة 22 . |
||||||||||||||||
|
التصحر إعداد : مركز العمل التنموي / غزة.
معنى التصحر: هو تدهور في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى أنعدام النبات تماماً وتنوع الكائنات الحية . وكل سنة تفقد الكرة الأرضية حوالي691 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر.
أنواع التصحر : حددت الأمم المتحدة أربع حالات للتصحر هي : 1- التصحر الشديد جدا : و هو تحول الأرض إلى حالة غير منتجة تماما لا يمكن استصلاحها إلا بتكاليف باهضة وعلى مساحات محدودة فقط وفي كثير من الأحيان، تصبح عملية الإصلاح الزراعي غير منتجة بالمرة . 2- التصحر الشديد : عندما تنتشر نباتات غير مرغوب فيها ويحدث انخفاض للإنتاج النباتي الجيد . 3- التصحر المعتدل : حيث ينخفض الإنتاج النباتي الجيد المطلوب . 4- التصحر الطفيف : حين يحدث تلف أو تدمير بسيط جدا في الغطاء النباتي و التربة .
أ سباب التصحر: 1- العوامل الجوية : حين تحمل الرياح والعواصف الترابية الأتربة من الصحاري والأرض الجافة وتدفعها إلى المدن . 2- الاستغلال السيئ للأراضي : تجريف تربة الأراضي الخصبة لاستغلالها في صناعة الطوب الأحمر أو في صناعات أخرى . 3- إزالة الغابات: التي تعمل على تماسك تربة الأرض بقصد الاستفادة من أخشاب الأشجار أو من مساحات الأراضي لبناء مدن عليها . 4- الرعي الغير منظم : من قبائل البدو يسبب تلف الحشائش . 5- الريّ السيئ : عدم المعرفة بأساليب الزراعة الصحيحة المناسبة للنواع المختلفة من الأراضي . 6- الفقر وعدم الاستقرار السياسي: يزيد من انتشار الأراضي الصحراوية . 7- نوبات الجفاف وقلة الأمطار: التي تصيب بعض المناطق شبه الصحراوية . |
||||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
التعليقات |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||