شركة جمبو تحاول جعل التعليم المدرسي اكثر اثارة مع الحقائب العلمية "سيك"
المؤسس نضال خواجه: حقائبنا هي الأولى في الوطن العربي وفي جعبتنا الكثير من الأفكار البيئية
|
أطفال الخواجه يعتنون بالزراعات المائية |
حاورته: ربى عنبتاوي
آفاق البيئة والتنمية
قبل سنوات، لم يقتنع الباحث العلمي نضال خواجه بالبقاء مالكاً لشركة بيع حواسيب مستوردة طوال حياته، بل قرر ان يكون انساناً أكثر فائدة وإنتاجية لمجتمعه، فغير توجهاته من استيراد الحواسيب جاهزة الصنع الى تصنيع حقائب مدرسية علمية فلسطينية تغير نمطية التعليم النظري في مدارسنا، عبر تمكين معلمي العلوم الفيزيائية من تطبيق ما يتعلمه الطلبة بالتجربة والبرهان، ما يجعل التعليم اكثر متعة وإثارة.
التقت مجلة "آفاق البيئة والتنمية" الباحث خواجه حيث كان يجلس على مكتبه المتواضع وسط مدينة رام الله ومن خلفه خزانة زجاجية تكشف عن عدة حقائب علمية بالإضافة الى قصة للأطفال عن الطاقة الشمسية، انطلقت آفاق من نقطة فحواها أن حقائب جمبو أو SEEK هي الأولى عربيا، وهي مطلوبة في العديد من الدول العربية، فما سر تلك الحقائب؟
|
الزراعة المائية في منزل الخواجه |
الثورة على تفرد المعلم بالتجربة ... فلكل طالب الحق بأن يختبر بنفسه
يجيب خواجه خريج ماجستير الفيزياء من الهند عن هذا السؤال: "هناك مقولة صينية شهيرة مفادها:" أن تسمع ليس كما ترى فما بالك أن تجرب الشيء بنفسك" مشيراً إلى أن الفكرة أتت من حقيقة الهوة الكبيرة بين التعليم النظري والتطبيق العملي في مناهجنا المحشوة بالمعلومات، والتي لا يتم التعامل معها بالطريقة المثلى التي تنشّط العقول وتحفز الإبداع، ما حدا به ومجموعة من الزملاء من المهندسين والمختصين الى التفكير بطريقة يمكن من خلالها تسهيل المفاهيم على الطلاب لتطبيقها من قبلهم بشكل عملي يدوي، ما سيؤثر ايجاباً على استيعابهم للمادة العلمية وبالتالي تحصيلهم الدراسي.
ولذلك يضيف خواجه، اجتمعت العقول الفلسطينية بعد أن جلبت قطعاً الكترونية مستوردة من دول شرق آسيوية تم تجميعها وتصنيف وظائفها ضمن حقيبة بلاستيكية بحيث تكون ملائمة لتنفيذ الكثير من التجارب التي تهدف الى تعريف الطالب بالقوانين الاساسية في الالكترونيات والكهرباء والقطع الالكترونية والكهرومغناطيسية والكهروكيماوية والبصريات والليزر وخصائصها وأهميتها في الدارات الكهربائية، بحيث تغطي مواضيع مختلفة في العلوم والتكنولوجيا على مختلف المراحل الدراسية المختلفة وحتى الجامعية الأولى.
"ولكي نبني قاعدة لحقائبنا في المدارس وننتج المزيد منها" افاد خواجه، تم عرض الحقيبة الأولى الخاصة بمبادئ الكهرباء والالكترونيات على وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث، وشملت اللقاءات التعريفية ورشات تدريب مع الطواقم التعليمية، وكانت نتائجها ايجابية جداً حيث أبدى المعلمون والمعلمات لمواد العلوم، التكنولوجيا والفيزياء، رغبتهم بوجود مثل تلك الحقائب في مدارسهم، والتي على صغرها ورمزية ثمنها إلا ان عشرات التجارب تطبق من خلالها. وتحتوي الحقائب على دليل تجارب للتطبيق الميسر. ويكمل خواجه: "اليوم حقائب سيك متواجدة بقوة في المدارس، عبر بيع أكثر من 9000 حقيبة وزعت على 400 مدرسة في الضفة الغربية".
وكما ورد في النشرة التعريفية لحقائب سيك على موقعها الإلكتروني فإنها مصممة بحيث تعمل بشكل متكامل لتحقيق أكبر مقدار من التعلم في أقصر وقت ممكن. ولكون اللوحات والمكونات الأخرى للحقيبة صغيرة الحجم، والحقيبة نفسها كذلك، فيستطيع الطالب التعامل معها بكل سهولة.
كما صممت حقائب سيك بطريقة لتناسب غرفة الصف دون الحاجة الى أية اضافات أو أدوات أخرى من المختبر، كما وجهزت بشكل يضمن أجراء التجارب داخل الحقيبة دون الحاجة لإخراج القطع من الحقيبة، ما يساعد في عدم ضياع المكونات وتلفها أو استخدامها في بيئة غير مناسبة.
|
حديقة المطبخ في منزل الخواجا |
الطاقة النظيفة بقصة لطيفة
وبالرغم من أن الكتابة القصصية ليست من اختصاص خواجه، إلا أنه لم يتوان عن ادخال تقنية الخلايا الشمسية للأطفال بطريقة شيقة من خلال قصة بسيطة أولى ستكون جزءاً من سلسلة أقرأ واستكشف القصصية، وتعتمد القصة الأولى المتوفرة في شركة جمبو على حوار بين أخ وشقيقته "انس وصبا" يكتشفان معا سر الطاقة الحركية والضوئية الناجمة عن اشعة الشمس، ليس من خلال الكلمات والصور فقط بل بالتجربة، نعم التجربة، فالقصة تحوي مروحة هوائية وسيارة ومصباح يعملون بالطاقة الشمسية. وقد لاقت القصة الأولى من نوعها عربياً اقبالا كبيراً من المهتمين وستعتمدها قريباً وزارة التربية والتعليم.
وحول التوجه الى الصغار في موضوع الطاقة الشمسية اعرب خواجا: "العالم كله يتجه إلى الطاقة النظيفة مع التهديد المتصاعد لظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن غازات الدفيئة، فيجب ان يكون لنا بالتالي دورٌ في هذا الامر البعيد نوعا ما عن أطفالنا، فاخترنا الطاقة الشمسية نظراً لأنها الاكثر وفرة في بلادنا في ظل حركة رياح قليلة نسبياً، وحرمان اسرائيلي لنا من الاستفادة من طاقة امواج البحر، وقد عبرنا في القصة على سبيل المثال بسيارة تمشي على البنزين ومن حولها الاشجار حزينة والعكس صحيح بسيارة تعمل على الطاقة الشمسية والكل سعيد من حولها".
وعن الحقائب القادمة فأشار خواجه الى انها ستكون سلسلة لعلوم البيئة لتعزيز وعي طلبة المدارس بموضوع العصر، عبر حقائب مجهزة بدايةً لاستغلال الطاقة الشمسية النظيفة لاستخدامات عدة منها شحن بطارية جوال، شحن مصباح وهكذا، ومن ثم ستعدّ جمبو حقائب مصغرة توضح طريقة الزراعة المائية الهيدروبونيك والاكوابونيك، وخاصةً الأخيرة المؤلفة من ماء وحجارة واسماك تعتمد على عملية متبادلة تنقي من خلالها الجذور الماء للأسماك فيما تغذي الاخيرة النباتات، وحقيبة أخرى على اجندة "جمبو" حول ثقافة اعادة التدوير عبر تخمير المخلفات العضوية وتحويلها الى دبال كومبوست.
السعودية ودول أخرى تحتضن حقائب سيك
ويفتخر خواجه أن حقائب سيك هي الأولى في الوطن العربي، وقد كانت المشاركة في المعارض العربية بوابتها الى الانتشار في كل من الكويت، السعودية الامارات العربية وليبيا، ونظراً لقيود الاحتلال وحصاره الاراضي الفلسطينية فلشركة جمبو فرع آخر في دبي لتسهيل التسويق في الوطن العربي.
وبالرغم من أن شركة جمبو هي الأولى في مجال الحقائب، إلا ان خواجه لا يفكر في مسألة تسجيلها كبراءة اختراع، حيث ان القانون في وطننا العربي لا يحمي الملكيات، متمنياً أن تنتشر أكثر وأكثر لصالح تطوير التعليم.
|
نضال خواجه يؤمن بأن التعلم يجب أن يكون ممتعا وتطبيقيا |
نصائح بيئية مقدور عليها
وعن البيئة من حوله، يشدد خواجه متفقاً مع جميع من قابلتهم "آفاق" مسبقاً على ضرورة التوعية البيئية للحفاظ على الوطن نظيفاً أولاً، داعياً وزارة شؤون البيئة والمؤسسات المهتمة بضرورة تشجيع الزراعة المائية الأكوابونيك والهيدروبونيك ثانياً، وخاصةً للسكان في الشقق بلا حدائق، حيث أن مساحة تلك الزراعة صغيرة وهي مقاومة للتلوث ومنقية للجو.
ولأن التجربة الشخصية خير برهان، فيمارس خواجه مع أطفاله هواية الزراعة المائية في حديقة المنزل، كما يقوم بتنفيذ التجارب العلمية معهم، ما يجعل اطفاله بالرغم من صغر سنهم على تماس مع عالم التجارب التطبيقية، يقول خواجه: "ابني انس في الصف السادس نفذ تجارباً علمية أكثر من ابن الجامعة، وكل يوم تزيد رغبته في تجربة الجديد".
وعن حلمه فيعلن خواجه أنه راضٍ حتى اللحظة من محاولتهم ضخ دماء التجربة العلمية بطريقة جديدة في المؤسسة التعليمية الفلسطينية، ويتوقع بعد عشر سنوات ان تكون جمبو اكبر منتج للوسائل التعليمية على مستوى الوطن العربي.
مبارك صديقي وزميلي نضال انجازاتك,
أتمنى لك التقدم والمزيد من الابداع.
بكر
|