l مشاهد بيئية
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيــار 2013 - العدد 54
 
Untitled Document  

مشاهد بيئية :

شذرات بيئية وتنموية

مناخ مُتطرف ومُطرب لكل مستمع وفيس بوك!

عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية

تطرف مُناخي
تراقب الطقس وأحواله وتقلباته هذا العام، وتدون الكثير في دفتر يومياتك، جرياً على عادتك منذ 15 عاماً. غريب أمر سنة 2013، والأغرب التذبذب الحاصل في درجات الحرارة. وتوقعات بأمطار ورياح ودرجات حرارة متدنية  في النصف الثاني من نيسان، وتنبؤات بحرارة أقل في أيار.
في أكثر من مرة  ارتفعت درجات الحرارة عن 30 مئوية، وبعد وقت قصير انخفضت بمقدار 15 درجة. أما الأمطار التي انحبست منذ بدايات شباط، مروراً بآذار( أبو الزلازل والأمطار)، فلها قصة أخرى.
مما يمكن تدوينه وملاحظته: كيف أن سنابل القمح التي زرعتها بجوار المنزل، أصفرت وأنتجت حبات كثيرة، في نهاية آذار وبدايات نيسان. أما شجرة الأسكدنيا، فقد أصفرت قبل الموعد بشهر تقريباً. في حين جفت أزهار الربيع سريعاً قبل الأوان. فيما راجت ثمار الفقوس، والخيار الربيعي، والحمص الأخضر، والثوم، قبل أسابيع من وقتها المعتاد. أما اللوز فقد صار مثل الخشب، سريعاً.
يبدو أننا نسير نحو تغير مناخي بسرعة، دون أدنى قلق، أو محاولات بحثية، أو تثقيف.

محبوب العرب!
لن أشن هجوماً على برنامج المنافسات الغنائية المستورد( محبوب العرب)، ولن أعارض أذواق المعجبين به. ولكن ملاحظة عابرة فقط: إذا علمنا أن عدد المتاسبقين في المراحل الأولى 15 ألفاً، فإن ذلك يعني أننا قد نصل إلى اليوم الذي نرفع فيه شعار:  مطرب لكل مستمع!

ثقافة الوقت
تقرأ إعلانا عن مسابقة صحافية حول حقوق الإنسان. ترسل مشاركتك، دون أن تتلقى إشعاراً بوصولها، تنتظر النتيجة في الموعد المعلن عنه، فتتأخر ثلاثة اسابيع فقط. تفحص بريدك الإلكتروني لمعرفة النتيجة، فلا تصل. بالصدفة، وبعد أيام يخبرك صديق أنه قرأ خبراً عن نتائج المنافسة، وأنك فزت بجائزة.
من نصف الخبر، المنشور منتصف آذار، يقول المنظمون أن النتيجة بعد عدة أيام، وهذا يعني في بلادنا أنها من فترة يوم إلى سنة. لم يتصل أحد حتى اليوم، وأكثر شيء يستفزك، احترام شعبنا للمواعيد! وخاصةً في تعامله مع الوقت!

"فيس بوك"
خلال شهرين من" التقشف" والابتعاد عن جدران الفيس بوك الخيالية، يمكن طرح معادلة رقمية بسيطة: توفير 120ساعة (أضعف الإيمان) لصالح الكتابة والقراءة والتمتع بالربيع وبأنشطة اجتماعية أرقى من سماع الضغط على حروف الحاسب النقال. والأهم: تفادي" سمة البدن" من حوارات تشبه أسلوب المهرج" فيصل القاسم-الجاسم". حاولوا فعل الشيء نفسه، إن أردتم، فلعلنا نتحرر من "قبضة" الفيس، ونخرج منه بماء الوجه!

دهشة في غير مكانها
خلال الربيع الجاف هذا العام، تفتش عن بعض الأزهار البرية النادرة، تتنقل بين مكانين، لتوثيق جمال زهرة السوسنة، ولتجمع مشاهد أرض مغطاة بالبسباس( البسوم، أو الأقحوان) الأصفر. الغريب في الحالتين، إندهاش من يشاهدك، لما تفعله، وتعليقاتهم الخارجة عن النص، التي تقلل من شأن التنوع الحيوي، وتجهل قيمته، والأغرب أنها لا تتذوق سحره!

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية