l حادثة ام النصر في غزة بعد ستة أعوام تؤرق المواطنين
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيــار 2013 - العدد 54
 
Untitled Document  

حادثة ام النصر في غزة بعد ستة أعوام تؤرق المواطنين
حامد معتق: المكان "نقطة ساخنة" لأنه يشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين
عاشور: انهيار حوض مياه عادمة 30 الف متر مكعب أوقع كارثة، فما حال انهيار مليوني متر مكعب لا سمح الله؟

أطفال يلعبون بمحاذاة برك الصرف الصحي التي تم تسييجها في القرية البدوية شمال غزة

سمر شاهين/ القرية البدوية
خاص بآفاق البيئة والتنمية

الطفل عبد الله أبو حشيش ابن 11 عاماً، يقطن منزلاً صغيراً يغطيه الزينكو يقول: "لا أنسى صديقي انس أبو راشد الذي توفي عام 2007، بسبب بركة المجاري التي ما زالت حتى اليوم تشكل خطراً كبيراً على حياتنا".
أبو حشيش واحد من مئات الأطفال الذين يقفون يوميا على جوانب البركة التي تم تجفيفها عقب المأساة التي حلت بها في آذار 2007، ونجم عنها غرق خمسة مواطنين جراء غمر مياه الصرف الصحي للمنازل المجاورة للبركة، وانهيار أحواض الصرف الصحي مما الحق دمارا كبيرا بمنازل القرية.
يقول الطفل وهو يضغط على أصابع يده بقوة: "البركة كارثة كانت وما زالت، أخاف أن تنزلق قدماي يوما داخلها، ويضيف: " أبي يقول لي: لا أمان معها، لأنها في أي لحظة ستمتلئ بالمياه الملوثة والقاتلة".
وبالقرب من بركة مياه الصرف الصحي شمال قطاع غزة، تتواجد عشرات المنازل، والتي اضطر سكانها الرحيل منها عقب الكارثة، إلا أن بعضهم عاد مرة أخرى بعد أن تبين أن جهاتٍ عدة نجحت في تجفيفها وتسييجها.

برك الصرف الصجي التي جففت في شمال غزة

من بركة قذرة إلى ملعب الأحلام
اليوم وبعد مرور ستة أعوام على المأساة يقول أبو حشيش: "احلم بأن تتحول هذه البركة إلى ملعب كبير يتيح لنا الفرصة للعب بحرية بعيدا عن الخطر الذي أودى بحياة زميلي، نريد أن نشعر بالأمان كغيرنا من أطفال العالم".
وما زال المواطنون يشعرون بالخوف من تسرب مياه الصرف الصحي إلى البركة المجففة من إحدى الجوانب.
وقد كان عددٌ من الاطفال أثناء اتجاههم الى المدرسة صباحاً، قد أجروا حديثاً مع مراسلة "آفاق البيئة والتنمية" مطالبين الحكومة والمسؤولين بالعمل على اقامة ملعب خاص بهم، حيث يقضون وقت فراغهم في الشارع، كما طالبوا بإقامة متنزه او سوق للقرية، مؤكدين ان بقاء الارض كما هي وقطع السياج كل يوم ودخول المياه من الجوانب الأخرى يشكل خطراً على حياتهم وأسرهم كذلك.
وتساءل الأطفال: "لماذا لا يضعون لنا اكواماً من الرمل المرتفع "سواتر رملية" ولماذا يتركون المكان دون رقابة من قبل المسؤولين عنه، انظري إلى هؤلاء الطلبة، كل يوم يتخذون من المكان استراحة ولكن نخاف ان تغرقنا المياه ذات مرة".

منطقة المياه العادمة التي جففت في القرية البدوية شمال غزة

نقطة ساخنة
بدوره يقول الشاب حامد معتق، 19 عاماً مشيراً الى مياه الصرف الصحي المتجمعة في بحيرة مائية، بأنها عبارة عن "نقطة ساخنة" لخطرها الحقيقي على حياة المواطنين فلا أحد بمأمن منها خاصةً اذا ما حدث انهيار ما وفاضت مياه الصرف الصحي.
ويستذكر معتق السنوات التي سبقت حادثة القرية البدوية في العام 2007 ويقول: "نحن نقطن هنا منذ سنوات والخطر كان رهيباً والذكريات مؤلمة، فالأطفال والشباب وحتى النساء كانوا يتعرضون جميعاً للخطر بصورة يومية وإن لم يكن بفعل المياه وتهديدها المباشر بالوصول الى المنازل، فإنه بفعل الروائح والبعوض وأمراض الطفح الجلدي".
ويضيف: "الخطر مازال قائماً، لأن السياج لن يحمي القاطنين هنا خاصة وأن البلدية عملت على تقطيعه وكذلك المواطنين والأطفال يعمدون الى اللعب في المكان والاستراحة فيه، علماً بأن المياه تدخل الى المكان بين الفينة والأخرى، ولا سيما في حال زادت كميات مياه الصرف الصحي في البرك المجاورة".
ويشير معتق إلى انه وعلى امتداد البرك المجففة من الناحية الأخرى، بدأت تتجمع مياه الصرف الصحي في المكان من جديد، ما يعنى ان كارثة قد تقع حتى لو بعد سنوات.

مواطنو القرية البدوية شمال غزة يعيشون في منازل الزينكو على مسافة أمتار قليلة من برك المجاري

التلوث يرافقنا..!!
ويقول الأربعيني احمد المعتق: "صحيح ان البركة تم تجفيفها، لكن هذا لا يعني ان المأساة قد انتهت، فالصيف حل علينا سريعا هذا العام ويعنى ذلك ان البعوض سيلاحقنا في كل لحظة، فالناس من المناطق الأخرى تشكو منه ليلاً، ولكننا هنا في القرية البدوية نشكو منه في كل لحظة".
ويتابع بأن الكثير من السكان تركوا المكان دون عودة وآخرين عادوا بعد سنوات، وقد عاد هو شخصياً وأعاد ترميم بيته، لكن الخوف سيد الموقف في المكان، لأن البرك مفتوحة على بعضها البعض وهذا يعنى أن لا أحد في مأمن من الخطر.
ويشير المعتق الى ان البلدية هي من قامت بقص السياج دون اشعار الناس، مضيفاً: "انظرى الى الاطفال فالمكان لا يخلو منهم سوى في الليل، والأمر يحتاج الى معالجة جادة".

هنا في القرية البدوية شمال غزة برك الصرف الصحي التي جففت، حيث كانت المياه العادمة تغرق الأهالي,الا أن هذه البرك لا تزال تهددهم

الحيلولة دون تكرار المأساة
ويوضح م. فريد عاشور مشرف المشروع إن كارثة أم النصر دفعت الكل إلى التدخل لا سيما دولياً متمثلاً في البنك الدولي واليونيسف، حيث تمثلت المرحلة الأولى في تدعيم البركة وتجهيزها عبر وضع مضخات.
ولكن ينوه عاشور: "كان دوما هناك سؤال يراودنا، إذ كان انهيار حوض 30 الف متر مكعب أوقع هذه الكارثة، فكيف ببركة تحوي 2 مليون متر مكعب، ومن هنا بدأ العمل".
ويتابع بأن مصلحة مياه بلديات الساحل عملت على تفادي وقوع أي كارثة جراء البرك المتواجدة شمال القطاع، ومنذ عام 2007 وبعد وقوع الكارثة، وقعت اتفاقية تعاون مع سلطة المياه وبلديات الشمال لتدعيم البركة والحيلولة دون تكرار الحادثة".
ويشير إلى أن التعامل منذ البداية كان يتم عبر تحويل المياه مباشرة إلى محطة القوس، ومياه الصرف الصحي إلى أحواض الترشيح شرق جباليا حيث تم العمل على ضخ 2 مليون متر مكعب، وما يصل المحطة يوميا هو 17 ألف متر مكعب.
ويلفت إلى أن الضخ يتم إما لأحواض الترشيح في شمال قرية أم النصر أو في شرق جباليا.
ويقول م. عاشور: "حاليا لا يمكن أن تعود هذه البركة إلى سابق عهدها والجميع مطالب بإبقائها فارغة خوفا من أي طارئ، والى حين تثبيت المحطة المركزية شرق جباليا نهاية 2013 وأوائل 2014 حيث سيتم البدء في تشغيلها يوميا، لا زلنا نضخ 15 ألف متر مكعب على أحواض الترشيح شرق جباليا، و7 ألاف متر مكعب على أحواض الترشيح شمال أم النصر".

التعليقات

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 

 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية