:سياحة بيئية
عاقر (تل مكنه)
|
صورة نادرة لقرية عاقر(قرب الرملة) بعد إحتلالها ويظهر مستعمرون يهود وهم ينهبوهاعام 1949 |
ابراهيم سلامة خوري
في السهل الساحلي الفلسطيني على طريق المسمية – اللطرون (قرب الرملة) المغطى بالمزروعات القطنية، يقع تل "مكنة" المدينة العريقة في القدم والتي تعود الى الكنعانيين حوالي الفي سنة قبل الميلاد. وقد شرد الصهاينة سكانها العرب سنة 1948 واقاموا بجوارها كيبوتس دعوه "رفاديم" (Rivadim) . كانت عاقر واحدة من المدن التي عرفت بالمدن الفلسطينية الخمس وهي اسدود، عسقلان، غزه وجات.
دلت الحفريات الأثرية سنة 1957، ان المكان سكنه الكنعانيون في القرن الخامس عشر ق.م، ولكنه ازدهر بسكانه الجدد الذين هاجروا اليه من البحر الايجي المعروفون بالفلسطينيين والكلمة تعني رجال البحر، وقد سيطروا على المدينة سنة (1300) قبل الميلاد وازدهرت بهم هذه المدينة لمدة ستمائة سنة، ورغم محاولات اليهود للاستيلاء على عاقر، الا انهم لم يستطيعوا ذلك، لأن الفلسطينيين كان لهم مراكب من حديد، وهكذا قل عن باقي المدن الفلسطينية الاخرى التي لم يقدروا على احتلالها.
اضحت مدينة عاقر الفلسطينية أعظم المدن في كل المنطقة. وقد تبين من الاثار التي عثر عليها في المدينة، أن العمران الثقافي كان متقدما لدى الفلسطينيين الى درجة فاقت باقي الشعوب في ذلك الوقت، إذ أنهم كانوا مؤسسي النظام المدني في المنطقة، وعلى مستوى متقدم جدا من ادارة الحكم وجباية الضرائب وتقديم الخدمات الاجتماعية لا سيما في القرن الثامن ق.م. عندما أضحت البلاد تحت اشراف الدولة الأشورية التي مدت سلطانها على هذه البلاد، فأصبحت عاقر مدينة مركزية مهمة ذات حصون ومساكن للطبقة الراقية، وصناعات متقدمة منها المعدنية والخزفية والصياغة وخاصةً معاصر الزيت التي وجدت فيها بكثرة، اذ انها دلت على إنتاج أكثر من الف طن من الزيت في الموسم الجيد، وهذا يعطينا فكرة بأن سهول عاقر التي تزرع اليوم بالحبوب والقطن كانت مغطاة سابقاً بغابات أشجار الزيتون، بحيث اصبحت تعد من أكبر مصادر زيت الزيتون في الشرق، مما أكسبها مكانة تجارية كبيرة وقد ساعدها على ذلك امتداد النفوذ الأشوري في المنطقة خلال القرنين الثامن والسابع ق.م. ولكن بعد استيلاء البابليين على أشور، تبدل الحال وأخذ نجم عاقر بالافول بعد أن احتله نبوخذ نصر ملك بابل. ثم جاءها الهيلينيون وغيرهم من الشعوب وكذلك العرب.
|