:اصدقاء البيئة و التنمية
_______________
"التعليم البيئي" ينظم تدريباً وجولة خضراء لمعلمين ومدراء مدارس
خاص بآفاق البيئة والتنمية
نظم مركز التعليم البيئي مؤخرا تدريباً وجولة بيئية لمعلمي ومدراء مدارس من محافظات بيت لحم ورام الله، بهدف تطوير مهاراتهم وتسخيرها لخدمة الأنشطة التربوية في مدارسهم، والإطلاع على الانتهاكات التي تواجهها البيئة الفلسطينية بفعل الاحتلال، والممارسات المجتمعية الخاطئة.
وشارك في التدريب 16 معلما ومعلمة من المدرسة اللوثرية في بيت ساحور، واللاتين في بيت جالا، وبنات مخيم عايدة التابعة لوكالة الغوث، ودار الكلمة، والمستقبل والكاثوليك في رام الله. وناقش المتدربون السبل الكفيلة بتطوير التربية البيئية، والطرق المثلى لتنفيذ أنشطة مدرسية خضراء، وآليات حل المشكلات التي تعترض البرامج الصديقة للبيئة في المؤسسات التعليمية.
وعالج المدرب ذوقان قيشاوي الأنماط السلوكية، والحالات المختلفة للطلبة، وقدم اقتراحات وحلول للإشكاليات التي يواجهها المعلمون، وتعترض تنفيذ الأنشطة البيئية في مدارسهم، وسبل استدامتها وإشراك الطلبة في اقتراحها .
وقال المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض إن هذا التدريب هو العاشر من نوعه، والذي يتنقل في مكان انعقاده بين الأردن وأريحا وبيت لحم وجنين، ويهدف إلى تعريف أعضاء الهيئة التدريسية على البيئات المختلفة، وإدماجهم في التحديات البيئية القائمة بالفعل في محافظات الوطن، ومنحهم مهارات تخدم مهمتهم في توعية طلبتهم، ووضع خطط جماعية للعمل مع الأندية البيئية في المدارس .
وتجول المتدربون في بلدة يعبد ومحيطها، غرب جنين، التي تطوقها سبع مستوطنات إسرائيلية، فيما عزل الاحتلال محمية العمرة عام 2003، والتي تمتد على 14 ألف دونم، وتشتهر بالسنديان والبلوط والعجرم وغيرها .
وزار المعلمون مزارع التبغ ومعامله المحلية، والتقوا بعمال المفاحم وبمواطني البلدة، وفتحوا حوارات معهم حول الأضرار الصحية والبيئية التي تتسبب بها مزارع الدخان والمفاحم. وقال مصطفى أبو بكر، وهو عامل في إحداها، إنه يجبر على هذه المهنة المتبعة، والتي تهدد الصحة والبيئة، لكنه لا يجد البديل لتمويل دراسته الجامعية. وأضاف: حاولوا صناعة بديل لإنتاج الفحم بطريقة أقل ضرراً بالبيئة؛ لكنهم فشلوا، وأبعدنا الاحتلال من مكاننا السابق؛ بحجة وجودنا قرب مستوطناتهم
فيما شرح محمود عمارنة للمعلمين معاناته من المفاحم، إذ تناقص إنتاج حقل زيتونه الممتد على خمسين دونماً أضعافاً مضاعفة. وتطرق إلى ارتفاع عدد المرضى بالجهاز التنفسي بفعل المفاحم. وأشار إلى محاولات وزارات: الصحة والحكم المحلي والمحافظة والبيئة فعل شيء لتنظيمها، ونقلها من مكانها، لكن دون جدوى، لما تمثله من تداعيات صحية لوجود أكاسيد الكبريت والكربون في انبعاثاتها .
وقال الصحافي أحمد الكيلاني، الذي رافق الجولة، إن البدائل العديدة التي نفذها المواطنون فشلت، ومنها حرق الحطب في صندوق حديدي، ومحاولات نقلها إلى أماكن بعيدة عن المنازل، وانتقال مجموعة من العمال إلى مصر للعمل، وإعادة استيراد الفحم المنتج فيها .
واستعرض مهند أبو شملة، مالك إحدى معامل الدخان مراحل زراعته وإنتاجه وتحضيره، ورد على استفسارات المعلمين حول ضرره البيئي والصحي على الأرض والإنسان، ووجود معارضة من جانب السكان لزراعته .
وانتقل المتدربون إلى جبال فقوعة، وتعرفوا إلى أزهارها وتنوعها الحيوي، ومعاناتها من الاحتلال، الذي صادر أرضها، وحرمهم من المحميات الطبيعية .
وقال منسق الجمعيات المحلية والناشط علي السعيد إن قريته خسرت 20 ألف دونم خلال النكبة، مثلما حرق ودمر الاحتلال منازلها، وعاد جدار الفصل العنصري وصادر نحو 750 دونما من أرضها، الغنية بالتنوع الحيوي، وبخاصة زهرة السوسنة السوداء، وشقائق النعمان الأزرق والبنفسجي، والأقحوان، والعكوب والزعتر .
وأشار إلى موقع القرية التي تتوسط المسافة بين جنين وبيسان، فيما يرتفع جبل أبو مدور 500 متر عن سطح البحر، مثلما يمكن مشاهدة الكرمل والجولان السوري وعجلون الأردنية وجزيرة قبرص وجبال عيبال منها .
وسار المتدربون في أراضي مرج ابن عامر وشاهدوا ما يتعرض له من تدمير. وشرح الصحافي المهتم بقضايا البيئة عبد الباسط خلف تاريخ المرج وجغرافيته، التي تمتد على 360 كيلو متر، ويعود في تسميته إلى قبيلة تحمل الاسم ذاته، وهي عربية قحطانية، وفي أطرافه 125 قرية وبلدة، وكان منتجاً للبطيخ والشمام الذي وصل إلى أسواق الشام والعراق والأردن والخليج العربي .
وقال خلف إن المرج الغني بالتاريخ والجغرافيا يفتقر اليوم لأدنى حد من الاهتمام الرسمي والشعبي، إذ تنتشر فوقه كتل الاسمنت العشوائي على حساب الأراضي الخصبة، وتُخطط فيه المناطق الصناعية الواسعة، مثلما دمره الجدار، وقبله قضمه الاحتلال عشية النكبة .
وقالت المعلمة نهى اصطيفان: "كنت أتوقع أن اشهد مساحات شاسعة من الأراضي في المرج، لكنني صدمت لما رأيته من تدمير ونهب للأراضي لإقامة الشوارع والمباني". فيما ذكرت المُدرسة حياة نبتيتي أنها زارت المرج عام 1996، وشعرت بحجم الدمار الذي تعرض له خلال هذه الفترة. وأضافت: "سكنت ذاكرتي صورة جميلة وخضراء للمكان، لكن التخريب وصل لكل شيء فيه تقريباً" . واقترح المدرس فرح غالب أن يبدأ الطلبة في سن مبكر التفكير بطرق خلاقة للمساهمة في حل التحديات البيئية التي تواجه مجتمعهم، من خلال زيارات ميدانية إلى أماكن الانتهاكات والالتقاء بسكانها، وتقديم مبادرات خلاقة بعد نقاشهم.
وسبق وأن استمع المشاركون إلى محاضرتين علميتين في نابلس، استعرض في الأولى مدير المراكز العلمية في جامعة النجاح جلال الدبيك الإجراءات الواجب إتباعها في حالة حدوث الزلازل، وشرح مفاهيم عامة تتصل بالهزات الأرضية وطرق التعامل معها.
فيما سلط مدير فرع الشمال في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين سامي داوود الضوء على المشهد المائي في فلسطين، وما يعانيه بفعل نهب الاحتلال للموارد، بجوار إرشادات لكيفية تدريب الطلبة على التفاعل مع الإدارة الفعالة في المياه.
|