l مشاهد بيئية
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
كانون أول 2012 - كانون ثاني 2013 - العدد 50
 
Untitled Document  

مشاهد بيئية :

شذرات بيئية وتنموية

العدوان على غزة وشذرات أخرى...

عبد الباسط خلف:

غزة
في كل عدوان على غزة، وما يرافقه من  تطهير عرقي وجرائم حرب ودماء وقصف وتدمير وغارات جوية وبرية وبحرية، يبرز الحديث عن معنى التنمية في ظل تكرار موجات إرهاب دولة مُنظّم. بعض من الأسئلة، التي لا يمكن العثور على إجابة منهجية لها: كيف يمكن فهم معنى التنافس العربي على مشاريع إعادة الإعمار، دون التفكير العميق في احتمالات تكرار عمليات إعادة التدمير؟ ولماذا لا تتم المواءمة بين الحاجة الملحة لترميم ما يهدمه الاحتلال، وخلق نماذج وأنماط عمرانية، بوسعها التعافي سريعًا من آثار التدمير، بعيداً عن الإسراع إلى التقليدي منها، كالأبراج الشاهقة؟ ولماذا لا تجري مقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق البشر والشجر والحجر، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية؟ أم أن نفط العرب رخيص كدمهم؟

تحريف
تنتشر تعليقات عديدة عبر موقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك). كثيرون يحللون ويعبرون عن أحلامهم، أو ينقلون أخباراً تتصل بالعدوان على غزة، أو يعيدون نشر تعليقات وصور تظهر وحشية الاحتلال. واحدة من أغرب ما جاء على صفحة كاتب كويتي اسمه عايد المناع، حين شن "تغريدة" عبر حسابه على"توتير"، وفيها أن  الفصائل الفلسطينية تتحرش بإسرائيل التي انسحبت من غزة وأجزاء من الضفة الغربية، بصواريخ بدائية! في الأمر رائحة لتنمية علنية للتطبيع!
وفي فضائية ما، يظهر المحلل السياسي الأنيق، ويقدم رأيه في عدوان غزة ومقاومتها، لكنه يقفز عن تاريخه الأسود، حين عمل بوقا إعلامياً لروابط القرى!

سموم
يقول المدرب ذوقان قيشاوي، خلال تدريب لمركز التعليم البيئي، إن أطفاله علموه كيف يقاطع الشيبس، الذي كان يحضره لهم كنوع من "الدلال". يضيف: إذا ما أردنا أن ننقل إلى طلبتنا "الابتعاد" عن المرتديلا، يمكن ذلك من خلال عرض فيلم وثائقي لهم عن كيفية صناعة هذه الأطعمة، وعندما سيشاهدون أن بقرة كاملة يجري وضعها في مفارم كبيرة، سيكرهون تناولها، دون أن نوجه لهم رسالة بذلك، أو نشرح لهم الدروس.

حوار
أحاور مالك  عقار تجاري  أقامه وسط مرج ابن عامر، عن موقفه من تدمير الأراضي الخصبة، لصالح إقامة بناء. يقول: كل الناس يقومون بهذا الشيء، وأنا ليس الأول الذي في هذا المرج! أتابع: عزيزي، لو تتخيل أنك أقمت مبناك فوق الجبال الصخرية قليلة الأشجار المحيطة بالمدينة، وشاهدت أنت وغيرك أرضا تموج مثل البحر بالقمح والمزروعات، هل ستلاحظ الفارق؟ يفيد: "لو أن البلدية والوزارات المعنية كانت جادة في الحفاظ على أراضي المرج، لما وجدنا أي بناء في المرج، وهذا ما كان خلال فترات الاحتلال وإداراته المدنية!"

كساد
هبطت خلال بدايات تشرين الثاني كل أسعار الخضروات المنتجة محلياً، وأصابها الكساد. ومن المفارقات أن صندوق الخيار جرى بيعه بـ12 شيقلاً فقط، فيما تتعدى كلفته هذا المبلغ بشكل كبير. يقول المزارع  سليم الحاج محمد: "أحيانا نبيع ما نزرع برخص التراب، وفي معظم الوقت نرى أسعار الفاكهة المستوردة مرتفعة، ولا نشعر بأن أحداً ما يُقدم لنا الدعم لنبقى على هذه الأرض".

تربية
يقول ماجد يونس لـ( شذرات): دخلت بالصدفة إلى صف دراسي للسؤال عن صغيري. استمعت إلى المدرس وهو يُعلم الأطفال درساً باللغة العربية. والمؤسف أنه ينقل لهم اللفظ الخاطئ لبعض الجمل والعبارات، ويُقدمها لهم كما تُنطق باللهجة العامية الدارجة!

نرجس
أراقب أرضاً بجوار منزلي، كانت تجود على زائريها بالنرجس، بعد كل جولة شتاء مبكر، منذ  عشر سنوات. في كل عام أكتشف الفارق، إذ يختفي المزيد من الزهر الأخاذ بصفرته الساحرة وبياضه الثلجي. أفتش عن السبب، فأكتشف غير سبب، ففي مواسم الزيتون يحرق بعض الفلاحين النباتات البرية، ويقضون على أمهات البذور. أما الرعي الجائر، الذي يقضي على الأخضر واليابس، فيؤدي إلى تآكل الكثير من النباتات، التي لا تتكاثر بحرية. عدا عن تذبذب معدل التساقط المطري، وارتفاع درجات الحرارة، وتجريف الأراضي لصالح بناء المزيد من كتل الاسمنت.

نداء
تلتقي برئيس بلدية جنين الجديد وليد أبو مويس، وتطلق له نداءً بالحفاظ على الأجزاء الصغيرة المتبقية من أراضي مرج ابن عامر الخصبة. وتقول: إذا ما استمر الحال على هذا النحو السيئ، فإن جنين ستخسر ما تبقى من أرض، وستستورد كل المنتجات الزراعية من الصين. يأتي الرد: حافظنا بين عام 1995-2001، على المرج، ولم نمنح فيه أي ترخيص لإقامة المزيد من المنازل.....

ذاكرة وغيوم
يكتب موقع طقس فلسطين:" لمعت في ذهن الموقع فكرة تسمية المنخفضات الجوية بأسماء المناطق المحتلة في فلسطين لتحقيق عدة أهداف في آن واحد، ومن ضمنها أولاً التجديد في العرض ضمن أسلوب مشوق ومتطور عن ذي قبل، بحيث لم يخطو هذه الخطوة أي من دوائر الأرصاد أو مواقع الطقس من ذي قبل. وثانياً يستغل "طقس فلسطين" هذا الموضوع وهذه التسميات في عرض وتذكير الناس ومتابعينا بشكل خاص بأسماء المدن والقرى المحتلة، خصوصاً تلك التي أصبحت في طي النسيان لدى قسم كبير من الناس من الأجيال الجديدة على ىسبيل الخصوص".
ويضيف: "تعود تسمية المنخفضات الجوية والأعاصير إلى أزمان سحيقة حيث أطلق عليها أسماء القديسين تارة واسماء كسانت بول وسانت ماريا. وتنتشر في أرجاء واسعة من جنوب أسيا وشرقها وجزر المحيط الهادئ والمحيط الهندي وشبه الجزيرة الهندية هذه الظاهرة مثل دامري ومعناه الفيل في اللغة الكمبودية، وإعصار كيروجي ويعني أحد أنواع البط في اللغة الكورية. وتطلق مناطق كهونغ كونغ واليابان زلاوس ومكاو وماليزيا وفيتنام وغيرها من الدول الأسماء على الأعاصير. أما في أوروبا فسادت العادة على تسمية كل المرتفعات أو المنخفضات الجوية بأسماء وفقا لتسلسل معين متفق عليه في منظمة الأرصاد الجوية الأوروبية. والأمر مشابه أيضا في الأمريكيتين خاصة للأعاصير والعواصف".
يتابع: "هذه الفكرة سيطبقها "طقس فلسطين" في مواسم الشتاء التي تبدأ فعلياً بالخريف عادةً. وفي إطار هذا الموضوع، اختار الموقع  قائمة بأسماء 30 منطقة محتلة من فلسطين وتم ترتيبها عشوائياً، بحيث يتم تسمية أي منخفض قادم بناء على الترتيب، وعليه سيكون المنخفض الجوي يوم 9 نوفمبر باسم " ميرون".
ومن الأسماء الأخرى: بيسان، وحطين، وصفورية، وسولم، وصفاف، عثليت، وغيرها.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية