:اريد حـــلا
كيف نصمم منازلنا تصميما بيئيا؟
جورج كرزم
يعني التصميم البيئي للمنزل، التصميم المنسجم مع البيئة المحلية، بحيث يكون البيت في الموقع الذي يستفاد فيه استفادة قصوى من ضوء الشمس، فضلا عن إمكانية الوقاية من البرد والريح الشديدين.
وفي هذا السياق، لا بد من الاستفادة من معظم ساعات النهار، واستعمال المكان في المنزل بحكمة لمختلف النشاطات، كاختيار المكان المشمس الدافىء للنشاطات النهارية في الشتاء. وبإمكاننا إعادة التصميم الداخلي للمنزل بحيث نجعل غرف النشاط (المطبخ، غرفة الطعام، غرفة الجلوس، غرفة المكتب أو العمل) في الجهة المشمسة. وجعل غرفة المئونة (مكان حفظ الطعام) وغرفة النوم في الجهة الباردة. كما أن تدفئة الغرف الصغيرة أسهل من تدفئة الكبيرة. وتساعد الستائر (البرادي) المحكمة والزجاج المزدوج على الشبابيك والأبواب في تخفيض فقدان الدفء والحرارة. كما أن تبطين الستائر يمنع خروج الحرارة من غرفة الجلوس أو غرفة النوم عبر النافذة في أيام البرد (وهو أقل كلفة من تركيب الزجاج المزدوج). وبهدف الاحتفاظ بالحرارة المطلوبة داخل المنزل، يفضل صناعة براويز الشبابيك من الخشب الذي يعتبر عازلا أفضل من الحديد.
ويفضل وضع الأدوات الباعثة للحرارة مثل فرن الطهي والمدافىء، في مكان يسمح بتوفير الدفء للغرف المجاورة. وفي مثل هذا التصميم، فإن بناء المدخنة يعتبر تضييعا مؤسفا لطاقة التدفئة.
في الشتاء، يجب إغلاق جميع الثغرات (الفتحات) حول وتحت الأبواب والشبابيك، مع اختيار الوقت المناسب لتهوية المنزل عند الضرورة، علما بأن نحو 25% من حرارة المنزل يمكن أن تضيع بفعل التيارات الهوائية التي تتسلل عبر النوافذ والأبواب وستائر الألومنيوم أو الخشب سيئة التركيب. بإمكاننا سد أماكن التسرب بلصقات بلاستيكية متينة. أما الثقوب الصغيرة والنوافذ غير المستقيمة فيمكن سدها وضبطها باستعمال مادة السيليكون المطاطية العازلة، فهي رخيصة الثمن وتتكيف مع التقلبات المناخية.
أما في الصيف فبإمكاننا عزل جدران المنزل بزراعة نباتات متسلقة بحيث تعمل على تغطية الجدران وبالتالي تعمل على عزل الجدار من أشعة الشمس. ومن خلال عملية النتح التي يتحول فيها الماء إلى بخار يمتص طاقة حرارية، يتم تلطيف الجو.
وهناك طرق عديدة لعزل الأسقف، منها بناء معرشات تعمل على تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى السقف بنحو 70% ومن النوافذ بحوالي 30%. كما بإمكاننا تخزين بالات القش أو التبن (في أكياس) على السقف، بحيث تعمل كعازل.
وبإمكاننا تحويل حديقة المنزل إلى مصدر ممتاز للنشاط البيئي المعتمد على الذات، بحيث تتحول الحديقة إلى مزرعة متعددة الأهداف، تزرع فيها الأشجار المثمرة ومختلف أنواع الخضار والأعشاب الطبية المفيدة، في ترابط متبادل. وهنا لا بد من إيجاد علاقة بين المنزل والطاقة الطبيعية المتدفقة من الخارج، بحيث تتم الاستفادة القصوى من هذه الطاقة، وبالتالي تخفيض النفقات والتقليل من استنزاف الثروات والموارد الباطنية، بما يعنيه ذلك من تقليل للتلوث البيئي.
وحيث أن المنزل في الصيف يحتاج إلى عملية تبريد من الداخل، بسبب ارتفاع درجة حرارته الناتجة عن ارتفاعها في الخارج، فبإمكاننا تبريده من خلال منع وصول مقدار كبير من حرارة الخارج إلى داخل البيت، بما يعنيه ذلك من تقليل استهلاكنا للتبريد الاصطناعي بنفس المقدار. ونفس المبدأ ينطبق على فصل الشتاء، ولكن بشكل عكسي، حيث نعمل على إتاحة اختراق أكبر قدر ممكن من حرارة الشمس المتاحة إلى داخل المنزل.
وبما أن الجزء الجنوبي من البيت يعتبر الأكثر تعرضا للشمس صيفا، ومن ثم الجزئين الغربي والشرقي، فلا بد أن يكون البيت في فصل الشتاء البارد مكشوفا من الجهة الجنوبية، وذلك لتمكين أشعة الشمس من اختراق البيت. ولهذا عند زراعتنا أشجارا مثمرة ومتساقطة الأوراق في الاتجاه الجنوبي، فإننا نعمل على عزل البيت من شمس الصيف في تلك الجهة. أما في الشتاء فتتساقط الأوراق وبالتالي تتمكن أشعة الشمس من الوصول إلى البيت.
ولمنع الرياح الغربية الباردة من الوصول إلى البيت، فلا بد من زراعة الأشجار دائمة الخضرة في الجهة الغربية، بحيث تعمل كمصد للرياح في فصل الشتاء وتحجب الشمس في فصل الصيف. ولحماية البيت من الريح الشرقية الحارة والجافة في الصيف، فبإمكاننا زراعة أشجار متساقطة الأوراق في تلك الجهة.
للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:
george@maan-ctr.org
|